بين مطبخين: الغـذاء، داء أم دواء ثقافة الطعام ودورها بنشر الأمراض والأوبئةالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2020-05-31 22:07:59

أ.د. مهند الفلوجي

لندن

تشكل موائد الطعام محورًا مركزيًا في ثقافات الشعوب تستقطب حولها الجلسات الاجتماعية والتجمعات الأسرية، واللقاءات العلمية والقضايا السياسية/الدبلوماسية والاحتفالات الدينية/الدعوية حيث تحلو المسامرة وتجاذب أطراف الحديث. ولطعام حوض البحر المتوسط  مكانة عالمية صحية مميزة كما في المقولة الغربية:

(Joys of life are five: American money, English house, Mediterranean food, Japanese wife, and French lover )

أي مُتع الحياة خمسة: المال الأمريكي (لوفرته)، والبيت الإنجليزي (لراحته وتوفر الماء والكهرباء والغاز فيه)، وطعام حوض البحر المتوسط (لأطباقه الصحية واللذيذة)، والزوجة اليابانية (لتفانيها لزوجها)، والحبيبة الفرنسية (!).  والمسلمون بالغرب يتحججون به في نقاشهم مع الأوروبيين بالمقولة الشهيرة:  you are what you eat (أي أن "شخصيتك" تتعين بما تأكل).

تفضيل الله للإنسان على باقي الحيوان

الماشية والأبقار والجمال آكلات أعشاب herbivores لها قواطع ولا أنياب لها. بينما آكلات اللحوم carnivores كالأسد والكلب وسمك القرش لها أنياب حادة طويلة وقصيرة لتمزيق وتقطيع لحوم فرائسها. بينما أسنان قرد الميمون (البابون) والإنسان مزيج من الأسنان القواطع المستوية (كالأغنام) مع الأنياب الحادة القصيرة (أقصر من أنياب النمور) فيستطيب الإنسان بخلقته أكل الأطايب كلها بتوازن بين الخضروات واللحوم omnivore مع أكل الفواكه frugivore.

المفارقات بين المطبخين (الإسلامي وغير الإسلامي):  تتلخص في سبع أمور:

1. المطبخ الشرقي/الإسلامي يعتمد الطازج من الطعام (والطازج أي الحديث والطريّ ابن يومه، معرب لكلمة «تازه»)، كالخضار والفواكه الطازجة وشراء اللحم المذبوح حديثًا من القصّاب والسمك الحي من أحواض الأسماك بالسوق والخبز الحار من الفرّان (لتحضيرها للطبخ وقتًا بوقت). بينما يعتمد جُلّ طعام الغربيين على القليل من الطوازج، وعلى الكثير من اللحوم والأسماك المثلجة والطعام المطبوخ الجاهز تحضيره pre-cooked packages والمغلف بالورق المحفوظ بالثلاجات، ويحتاج للتسخين فقط لأكله.

2. تنوع الطعام الشرقي/الإسلامي more varieties لتنوع مواسمه والفصول الأربعة مع اعتدال المناخ فهو متجدد لا يُملّ لذا فهو أطيب وأنكه tastier مثل سندويشات السمك (البحري أو النهري) الطازج المشوي وأنواع الكبة والكباب والمكسرات والفواكه المجففة والطرية الطازجة والحلويات والمعجنات والكستناء والذرة. بينما الغرب بسبب مناخه البارد وامطاره يقل تنوع طعامه ويكون مكررًا، فأكلة الإنجليز الشعبية هي السمك وشرائح البطاطس fish and chips والبيرة ثم القهوة (أصلاً عربية) والشاي (أصلاً صيني)، وخبز يوركشاير باللحم Yorkshire pudding؛ وأكلة الأسكتلنديين هي الشوربة الأسكتلندية Scottish broth ، والهاجس Haggis؛ وأكلة الإيرلنديين هي وجبة اللحم المستوي مع البطاطس Irish stew. لكن عقول الغرب مفتوحة للعالم فجلبوا وزرّعوا أنواع الطعام بواسطة تبني الثقافات المختلفةEmbracing multicultures. وغياب الشمس وبرودة الجو أحد أسباب فساد علبة الحليب بسرعة بسبب رطوبة وعفونة الجو بلا شمس.

3. تعليم الطبخ بالشرق تتوارثه البنات والأخوات من الأمّهات، والأمهات من الجٍدّات، والطبخ يُعدّ ضرورة أنثوية لإعداد النساء للزواج في الشرق. بينما تنعدم خبرة الطبخ في الغرب، من هنا التركيز على برامج تعليم الطبخ بالتلفزيون والمجلات ووسائل التواصل لتوعية الغربيات والغربيين بتعلم فنون الطبخ. ونظرًا لندرة الطباخات بين ربّات البيوت الغربيات يعتمد طعام الغربيين بالأساس على المعلبات المصنعة processed والمطبوخة الجاهزة ذوات الحوافظ الكيمياوية المضافة (يرمز لها بحرف E  اختصارًا لـ European Additives،  وبعضها خطير ومُعتّمٌ عليه كعلاقة بعض المعلبات والحوافظ بالحساسية ومرض كرون Crohn's disease الحديث الظهور بالغرب). ثم إن هذا الطعام الجاهز صار ضرورة في الغرب بسبب انشغالهم الشديد بالعمل، لذلك انتشرت المطاعم بالغرب بكثافة استثنائية وبتنوع ملفت للنظر (المطاعم الهندية والصينية والتايلاندية والفيتنامية والتركية والإيرانية والعراقية والسورية واللبنانية وغيرها)، أما المقاهي فلا تحصى. بينما تمتاز المأكولات الإسلامية عمومًا بأطباق الطعام الصحي الطازج اللذيذ المحضر آنيًا وقتً بوقت، بدون المعلبات والإضافات والحوافظ المصنعية. وطعم المعلبات الغربية المصنعة والمطبوخة الجاهزة والمشوبة بمسحة الحرام والإضافات والهرمونات لا تُقارن بطيبة ولذة الطعام الإسلامي المحضر في وقته من طوازج اللحوم والخضروات.

4. يمتاز المطبخ الإسلامي عمومًا بطعامه الصحي والعضوي Organic food بلا هرمونات ومبيدات ومضادات حيوية، بينما يكثر الغربيون (لأغراضهم التجارية) زرق الهرمونات في الأبقار والماشية والدواجن (لتسمينها وتنضيجها) مع استخدام زائد لمضادات الحيوية (لتطويل أعمارها) وتعميم المبيدات الحشرية على الخضروات والفواكه (لتكثيرها تجاريًا) مما يؤدي لسرعة النضوج الجنسي للمستهلكين الآدميين مع زيادة في سرطانات الثدي (وأمراض أخرى)، وزيادة ملحوظة في عقم الرجال بسبب الهرمونات الأنثوية في اللحوم والألبان. وظاهرة تأنيث الطبيعة Feminization of Nature في الغرب قد اُلِّفت فيها الكتب، واستوجبت زراعة المأكولات العضوية Organic food  الصحية بأسعار باهضة.

أضف لذلك نظافة الطبّاخ المسلم حيث يتطهر من قضاء حاجته بالماء ثم يغسل يديه بالماء والصابون، خلافًا للطباخ الغربي الذي يستعمل الورق في الخلاء؛ فتلوث الماء والطعام ينقل الكوليرا والتهاب الكبد الفيروسي، وتلوث البراز بالطعام ينقل التايفوئيد. وقصة ماري مالون أو ماري تايفوئيد (1869 - 1938) مشهورة حيث كانت طاهية إيرلندية في نيويورك أصابت 51 شخصًا، مات ثلاثة منهم بحمى التيفوئيد (حمى والإسهال)؛ وبعد التقصي وفحص برازها وبولها اكتُشِفَ إنها كانت لا تُطهّر نفسها بعد قضاء حاجتها، فصارت أول حامل للمرض بدون أعراض Asymptomatic Carrier بأمريكا (فعرفت باسم Typhoid Mary). ولأنها واصلت العمل كطاهية، وعرّضت الآخرين للمرض، فقد تعرضت للحجر القسري مرتين من قبل السلطات، وتوفيت بعد ثلاثة عقود في عزلة. لذلك، فإنّ طبيخ البيت أنظف من طبيخ المطاعم.

5. بركة اللمة الإسلامية وفضل الجيرة: بينما يعيش الغربيون فرادى في بيوتهم ويفخرون بالانعزالية ويسمونها بركة العزلة (Bliss of being single) يجتمع أبناء الأسرة الشرقية الواحدة والأقارب على سفرة المائدة الواحدة وفي اللمة حلاوة ومتعة بتجاذب أطراف الحديث وتبادل العلم والمعرفة خصوصًا في موسم الصيام  في رمضان. بل تتعدى اللمة للجيران بتوزيع الطعام وتبادل الأطباق أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (الجيران ثلاثة، جارٌ له حق وهو المشرك، وجار له حقّان وهو المسلم، حقُّ الجوار وحقُّ الإسلام، وجار له ثلاثة حقوق مسلمٌ له رحم، فله حقُّ الجوار والإسلام والرحم) ويقول مجاهد: كنت عند عبد الله بن عمر وغلامٌ له يسلخ شاةً، فقال: يا غلام إذا سلخت الشاة فابدأ بجارنا اليهودي، حتى قال ذلك مرارًا لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ) بل من الإحسان إلى الجار أن تبذل له ما يطلب من نحو النار والماء والملح، وأن تعيره بعض الأواني وحاجات المنزل كالقدر والصفحة والسكين والقدوم والغربال وحمل مفسرون كثيرون قوله تعالى: (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) سورة الماعون:7 أي يمنعون هذه الحاجات عن جيرانهم، الحقيقة أن الإنسان الآن أصبح في تدابر وقطيعة مع أخيه الإنسان.

6. المطبخ الغربي (خلاف المطبخ الشرقي) لا يبالي بتاتًا بالطعام حلالاً كان أم حرامًا (مفارقة جوهرية)، فيأكلون الميتة والدم والخبائث. في المطبخ الإسلامي ينعدم استخدام الكحول وشحم الخنزير في الطبخ (لحُرمتهما الشرعية).  بينما يكثر الغربيون استخدام الكحول قبل وأثناء الأكل، وفي صميم تحضير أطباق الطعام الرئيس كأنواع الكيك وفي عمل الكثير من الحلويات. ويحبون الطهي والقلي بشحم الخنزير. وفي برنامج تلفزيوني بريطاني شهير: تعال كُل معي (Come dine with me) شهدت بنفسي أحدهم يستضيف ضيوفه على مائدة منوعة من ميتات الطيور والسناجب والأرانب التي يجمعها بنفسه من الشوارع (!) ومن ثم لحظت على المضيف بطء الكلام وتلكؤ الحركة كعلامات دالة على اعتلال الدماغ الإسفنجي spongiform encephalopathy  كما في مرض كروتزفيلد جاكوبJakob Disease  Creutzfeldt بسبب ﭘريون معدي infectious prion (الپريون هو بروتين صغير يوجد في أنسجة بعض الثدييات) ناجمة من أكله المزمن للحوم الجيف والفطائس الميتة. والعجيب أنه أشرك ضيوفه جميعًا بطعامه هذا! ووالله أصابني غثيان وامتعاض مما رأيت، وعجبت من مسؤولي التلفزيون والبرنامج كيف سمحوا له بذلك!!! 

ومأكولات المطبخ الإسلامي تنضبط عمومًا بقوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) المائدة:3

(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) هو كل ما فارقته الحياة من دواب البر وطيره بغير تذكية مما أحل الله أكله. يُستثنى من ذلك السمك والجراد حيث تؤكل ميتة. 

 (والدم) هو الدم المسفوح (حرام) وليس الدم غير المسفوح كالكبد والطحال فهذا حلال لأنه كاللحم.

(ولحم الخنزير) أهـليّه Pig وبَـريّه (الخنزير الوحشي) Boar  فهو حرام لذاته.  وفي أوروبا يأكلون ما يُسمى الحلوى (السوداءBlack pudding) وهو سجق الدم تُصنع من أمعاء الخنزير المحشوة بدم الخنزير المسفوح والمطبوخ مع شحم الخنزير يضاف لها جريش الشوفان. دم حرام وخنزير محرم لذاته (تحريم مضاعف).

(وما أهل لغير الله به) مما ذبح للآلهة وللأوثان كما في الهند.

(والمنخنقة) بالانخناق دون خنق غيرها لها (اي ليست المخنوقة) كالتي تدخل رأسها بين شعبتين من شجرة، فتختنق فتموت، أوهي التي توثق فيقتلها بالخناق وثاقـُها فهي حرام.

(والموقوذة) أي الميتة وقيذا، من وقذه يقذه وقذًا: إذا ضربه حتى أشرف على الهلاك، والموقوذة هي التي تضرب بالخشب حتى يقذها فتموت. كان أهل الجاهلية يضربونها بالعصا، حتى إذا ماتت أكلوها.

(والمتردية) أي الميتة ترديا من جبل، أو في بئر، أو غير ذلك. وترديها: رميها بنفسها من مكان عالٍ مشرف إلى أسفله.

(والنطيحة) أي الشاة المنطوحة التي تنطحها شاة أخرى فتموت من النطاح بغير تذكية، فحرم الله ذلك على المؤمنين إن لم يدركوا ذكاته قبل موته. وحرمت الميتة نطاحًا كما وحرمت الناطحة التي تموت من نطاحها.

(وما أكل السبع) أي أكيل السبع (مما أكل وأخذ السبع غير المعلم من الصوائد)، حيث كان أهل الجاهلية إذا قتل السبع شيئًا من هذا أو أكل منه، أكلوا المتبقي.

(إلا ما ذكيتم) يعني إلا ما طهرتموه بالذبح الذي جعله الله طهورًا. استثنى من جميع ما سمى الله تحريمه: (وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع) أي ما أدركت ذكاته من هذا كله، يتحرك له ذنب أو تطرف له عين (إلا إذا شقت بطنها فلا تؤكل)، فاذبح واذكر اسم الله عليه فهو حلال (عدا لحم الخنزير فهو حرام لذاته). وبذلك أدخل المسلمون مصطلح الحلال للغرب Halal.

7 . يُكثِرُ غيرُ المسلمين (شرقًا وغربًا) من المأكولات العجيبة رغم أضرارها. يهوى الغربيون اللحم النيء rare meat (خارجه مستوي مطبوخ وباطنه وردي نئ)، بينما يصرّ الشرقيون أن يطبخ اللحم جيدًا (well done).

وفي الوقت الذي يتمحور طعام الفقراء لدول العالم الثالث الإسلامي على الخضروات الطازجة في موسمها مع الرز واللحم أحيانًا وهي أصحّ وانفع من طعام الأغنياء الغربيين الدسم بالدهون واللحوم والمعلبات (حيث زيادة الكوليسترول وأمراض القلب مع قلة الألياف والإمساك) والخضروات  في غير مواسمها. وللدعاية بالغرب سحر طاغٍ يتحايل على حقيقة الطعام ومزاياه العلمية الحقيقية (شاهد الصور):

 

الحكم الشرعي

القرد محرم أكله بالاتفاق لأنه من السباع، إضافة لكونه ممسوخًا ومن الخبائث المحرمة، رُويَ عن الشعبي، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لحم القرد. والجمهور على عدم جواز أكل لحوم الأفاعي والثعابين [البرّية]. قال النووي في "المجموع": "مَذَاهِبِ الْعُلَمَاءِ فِي حَشَرَاتِ الْأَرْضِ كَالْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ وَالْجِعْلَانِ وَبَنَاتِ وَرْدَانَ وَالْفَأْرَةِ وَنَحْوِهَا: مَذْهَبُنَا أَنَّهَا حَرَامٌ"، وَبِهِ قَالَ  أَبُو حَنِيفَةَ وَأَحْمَدُ وَدَاوُد، وَقَالَ مَالِكٌ : حلاَل". والصواب قول الجمهور لأن الثعبان مما يفترس بنابه وهي مستخبثة ، قال تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) الأعراف:157

ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التداوي بالحرام؛ َقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي السَّكَرِ: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ" وحين سُئل النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْخَمْرِ ؟ قَالَ : (إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ).

قال ابن قدامة في المغني: ويحرم الخطاف والخشاف والخفاش وهو الوطواط. وقال النخعي: كل الطير حلال إلا الخفاش. وإنما حرمت هذه لأنها مستخبثة، لا تستطيبها العرب، ولا تأكلها. وفي المجموع للنووي في الفقه الشافعي: ... والخفاش حرام قطعًا. والوطواط محرم عند الحنابلة والشافعية، ومختلف فيه عند الأحناف، ومكروه في المذهب المالكي. لكن الطب الحديث يثبت وجود فيروسات الوطواط القاتلة  للبشر لذا يُحرّم أكلها قطعيًا للقاعدة النبوية (لا ضرر ولا ضرار).

وما يطبخ الأفارقة من حساء السلحفاة وحساء ذيل التمساح فحلال ٌ لدخوله بعموم قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) المائدة:96 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: (هو الطهور ماؤه، الحل ميتته). ونهيُ النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع إنما يقصد وحوش البر وليس البحر، فأنياب التمساح المفترس تقاس بأنياب سمك القرش (المباح أكلها). لذلك يحل أكل فرس البحر وحية البحر. والقنفذ حلال أكله للآية: (قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فالأصل الإباحة. كما ويباح أكل لحوم الضباع، وبيعها (وهو مذهب الشافعية والحنابلة).

تجربة غذائية كادت تودي بحياتي في الغرب

عملت مسجلاً (مقيمًا أقدمًا Registrar) في مستشفيات كامبرج (1982-1983م) وجاء موسم كريستماس ونهاية السنة حيث يقوم الأساتذة الجراحون بإهداء الهدايا لكادرهم الطبي من المقيمين وكان الأستاذ الجراح الذي أعمل معه يهوى صيد الطيور. جاءني مبتسمًا صبيحة اليوم الـ 21 من شهر ديسمبر/كانون الأول: شهر الاحتفالات في أوروبا ويداه مثقلتان: يدٌ تحمل زوجًا من الدرّاج pheasants (طائر أصغر من الدجاج) اصطادها ببندقيته شخصيًا، ويده الأخرى تحمل قنينة ملونة من خمر الويسكي الفاخر. اعتذرت أنني لا أشرب الخمرة فصارت من نصيب سكرتيرة قسم الجراحة التي طارت فرحًا بها، واكتفيت أنا بزوج طيور الدراج. فصار أستاذي يشرح لي كيف يأكل الإنجليز المحليون طيور الدراج في شرق أنجليا (East Anglia). قال لي: يجب أن أعلق زوج الدراج من منخارها (بالمنقار) بالهواء الطلق من شباك غرفتي في الطابق الثاني لمدة أسبوع قبل نتف ريشها وطبخها كما يفعل أهل المنطقة، ففعلت كما نصحني وبعد قرابة أسبوع طلبت من زوجتي نتف ريشها بالماء المغلي ومن ثم طبخها. قامت زوجتي بطهيها لكنها رفضت أكلها، أما أنا فأكلت قطعًا ثلاثة مُشبِعة من صدر الطير رغم أني لم استسيغها بسبب صلابة لحمها (لعله بسبب التصلـّب الرُمّي  Rigor Mortis) وكان أثر الطلق الناري واضح في بطن الطير. بعدها رمينا بقايا الطيرين في سلة المهملات. ومرت الأيام وركزت على عملي وتدريبي الجراحي. وبعد شهر تقريبًا صارت تنتابني نوبات (وتعاودني كل شهرين أو ثلاث أشهر) من مغص معوي شديد أشعر في كل نوبة فيها بألم شديد بالبطن مع ارتفاع حرارة وعدم شهية ولا يتوقف الألم إلا بعد حقني بالعضل بإبرة مورفين Morphine injection. وخفت حينها أن يتهموني بإدمان المخدرات. وحين صرت مسجلاً أقدمًا (Senior Registrar) في بلفاست أكبر مركز للحوادث في أوروبا أصبت بنوبة أخرى وفي قسم الطوارئ شخصوني خطأً بحُمى البحر المتوسط الدورية Periodic Mediterranean Fever. ثم حصلت على وظيفة جراح استشاري بالمملكة العربية السعودية في مستشفى حراء (منطقة مكة المكرمة) حيث اقترح زميل مصري سحب دمي لتحليله وكانت المفاجأة إذ جاء موجبًا بعصيات التايفوئيد والباراتايفوئيد فأخذت كورس مكثف من مضاد الحيوية لمدة عشرة أيام مع شرب ماء زمزم والدعوات المباركات في الحرم المكي وبذلك شفيت تمامًا بإذن الله من مرض عضال سببته لي عادة إنجليزية غير صحية. وعندما رجعت لبريطانيا اشتغلت في مستشفى لوتُن، وعندما ذكرت أستاذي الجراح القديم وهوايته صيد الدراج التي أهداني إياها ونصحني بتعليقها لأسبوع قبل الطبخ، تأفف مسؤول جراحة لوتن ساخرًا: (لحم موبوء بالسالومنيلا -البكتريا المسببة للتايفوئيد)!!! وحين راجعت الموضوع تبين أن تعليق طيور الصيد بالطلق الناري بريشها لأيام طويلة دون ذبحها هي فكرة خطيرة صحيًا. تنمو كلوستريديا وبكتيريا القولون (clostridia and e. coli) وسالمونيلا (Salmonella) بسرعة جدًا بمجرد الوصول لـ 15.5° مئوية؛ لكنها تنمو ببطء شديد في 10° مئوية. لذا تعلق الدراج، القطا، الحجل، الديوك الرومية والوز (Pheasants, grouse, partridges, turkeys and geese) بين 10°-12.8° مئوية لمدة 3 - 7 أيام، حسب أعمارها. 

ولا تعلق طيور الصيد بالطلق الناري الذي يستهدف تمزيق قناتها الهضمية. والأفضل صحيًا ذبحها مباشرة وطبخها دون تعليقها بريشها دون ذبح.

وهكذا عرفت أنني كنت حامل لمرض التيفوئيد ومصاب به لقرابة 4 - 5 سنوات مذ أكلت ذلك الدرّاج الإنجليزي المشؤوم.

وأخيرًا لا يسعني إلا أن أقول: الحمد لله على نعمة الإسلام.


عدد القراء: 6362

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

التعليقات 20

  • بواسطة Amina. Omar من ليبيا
    بتاريخ 2020-09-25 12:28:36

    أحييك فريق مجلة فكر على المقالات المتنوعة و الراقية التي تساهم في إضاءة و وعي القارئ العربي.. و كل التقدير للكاتب د. مهند الفلوجي على هذا المقال الرائع الذي حفزني على كتابة كلمات الشكر و التقدير له و لكم.. مقال اقل ما يقال فيه إنه رائع و مبهر.. يسلط الضوء على قيم و عادات عربية أصيلة في البيت العربي الذي هو جزء من هويتنا و اصالتنا، عادات أصبحت محل تشكيك في ظل العولمة و طغيان المادة على حياة الإنسان.. شكرا دكتور و جزاكم الله خيرا على كل كلمة من مقالكم

  • بواسطة السيد عبد الإله حاكم من العراق
    بتاريخ 2020-06-20 11:57:22

    دكتورنا وأخونا استاذ مهند الفلوجي: لا أعلم! ربما من الافضل بقائك في لندن لكي تبهرنا بالمقالات الجميلة (كقلبكم الجميل)، فالعمل في العراق ياخذ الكثير من وقتكم. مزيد من الاعجوبات تخطها اناملك فتنبعث حية واضحة للعيان، كما ان التميز في اختيار الموضوع هو صادر من أنامل شاطرة ومبدعه في عملها، كما ينم عن خبره عظيمه. في كل مره تبهرنا بمقالات تلامس الواقع فتنطبع في الاذهان المفارقات الجميله بين الحضارات. فهي معاصره وهي من الماضي. فانت اول من جمع الزمنين في زمن واحد عبدالاله

  • بواسطة الدكتور عبد الرحمن العزي من الأردن
    بتاريخ 2020-06-13 20:16:14

    مقال رائع اخي مهند .. مبدع انت في كل المواضيع وهذا الموضوع يناقش الطعام من كل النواحي الاجتماعية والثقافية والطبية والدينية والعملية في صناعة الطعام .. أحسنت وابدعت تحياتي لك اخي العزيز

  • بواسطة محمد رشاد مهاوش من العراق
    بتاريخ 2020-06-08 23:00:34

    لك الحمد يارب على نعمة هذا الدين العظيم القيم (لقد تركت لكم المحجة البيضاء ليلها كنهارها) بكتابه العظيم وسنة نبينا الأكرم الذي علمنا كل شيء في الحياة ومنها المأكل والمشرب . بارك الله بك لأنك سباقا برفدنا بالمعلومات والدراسات القيمة التي من النادر سماعها .مقالة رائعة كروعتكم فيها من الدقة قلما يهتم بها غيرك من الباحثين.

  • بواسطة د. عبدالله الحازمي الشريف من المملكة العربية السعودية
    بتاريخ 2020-06-07 13:21:18

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة أ.د مهند حقيقة قرأت المقال وكان رائعاً حقاً حيث ربط بين العلم والشرع وواقعنا المعاصر . ومن المعلوم في الشريعة الإسلامية حفظ الضروريات الخمس ومنها حفظ النفس والله سبحانه خلق هذا الإنسان وجعله مستخلفاً في الأرض وسخر له ما في السماوات وما في الأرض قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْه ) وطلب منه السعي فيها والأكل من رزقه حتى تقوم حياته فيها قال تعالى :( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) ولكنه سبحانه وتعالى لم يجعل هذا الإنسان هملاً يأكل ما يشاء ويشرب ما يشاء بل وضع قوانين وأنظمة وحد له حدوداً فأحل له الطيبات من الرزق وحرم عليه الخبائث قال تعالى :( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ) فهو خالقهم ورازقهم وهو أعلم بما ينفعهم وما يصلح لهم فأحل لهم ما كان طيباً نافعاً ، وأما ما كان خبيثاً يضرهم فحرمه عليهم . فلذلك نرى انتشار كثير من الأوبئة والأمراض بين كثير من البشر بسبب بعدهم عن منهج الله وسننه التي سنها لخلقه قال تعالى ( قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّه ). وختاماً : أسأل الله أن يبارك فيكم وفي علمكم وينفع بكم الإسلام والمسلمين .

  • بواسطة السيد عبد الله الحازمي من المملكة العربية السعودية
    بتاريخ 2020-06-06 01:12:22

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة أ.د مهند حقيقة قرأت المقال وكان رائعا حقاً حيث ربط بين العلم والشرع وواقعنا المعاصر ومن المعلوم في الشريعة الإسلامية حفظ الضروريات الخمس ومنها حفظ النفس والله سبحانه خلق هذا الإنسان وجعله مستخلفاً في الأرض وسخر له ما في السماوات وما في الأرض قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْه ) وطلب منه السعي فيها والأكل من رزقه حتى تقوم حياته فيها قال تعالى :( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) ولكنه سبحانه وتعالى لم يجعل هذا الإنسان هملاً يأكل ما يشاء ويشرب ما يشاء بل وضع قوانين وأنظمة وحد له حدوداً فأحل له الطيبات من الرزق وحرم عليه الخبائث قال تعالى :( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ) فهو خالقهم ورازقهم وهو أعلم بما ينفعهم وما يصلح لهم فأحل لهم ما كان طيباً نافعاً ، وأما ما كان خبيثاً يضرهم فحرمه عليهم . فلذلك نرى انتشار كثير من الأوبئة والأمراض بين كثير من البشر بسبب بعدهم عن منهج الله وسننه التي سنها لخلقه قال تعالى ( قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّه )

  • بواسطة المهندس خالد طه الأعظمي من العراق
    بتاريخ 2020-06-05 02:34:17

    أخي العزيز أ.د. مهند: المقال جميل ولطيف ويحوي معلومات جذابة وأنت صاحب الاختصاصي في الموضوع الطبي ولا يستطيع أحد مزاحمتك بها. لم يُحدد الشرع الإسلامي طريقة معينة لكيفية تحضير واختيار الأطعمة -ما دامت حلالاً- بل هذه تتبع عادات وتقاليد الشعوب. فالشرقيون يحبون الطازج من المـأكولات بسبب طبيعة بيئتهم الحارة أولا والتي لا يستطيعون بسببها حفظ الأطعمة لفترة طويلة بدون وسائل تجميد أو تبريد وثانيا للطبيعة الزراعية السائدة في المنطقة والتي توفر الطازج من الفواكه والخضروات على طول السنة. وبسبب وفرة أشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة في عموم منطقة الشرق أصبح حفظ الطعام بتجفيفه هو السائد قبل دخول التكنولوجيا الغربية من الحفظ بالتجميد وهذا طبعا ليس له علاقة بالدين الإسلامي. بسبب الفارق التكنولوجي بين دول الشرق والغرب وخصوصا أمريكا فلا زالت الطرق التقليدية في الزراعة وتربية الحيوانات والدواجن المُعتمدة على الأسمدة العضوية والعلف النباتي هي السائدة في الشرق بينما تعتمد دول الغرب على الطرق الصناعية كالهورمونات والمضادات الحيوية وغيرها من الوسائل التي تفقد الطعام _نباتي أو حيواني_ الكثير من خواصه الطبيعية. وأهم ما يميز المطبخ الإسلامي هو تعامله مع الحلال والحرام فيما يأكل وهذا لا تجده في المطبخ الغربي. بارك الله بجهودك المباركة في تبيين الدين بصورة غير تقليدية تبتعد عن الخطب المنبرية والمواعظ المعتادة التي لا تأثير لها على العقلية الغربية بينما مقالاتك تخاطب عقله وقلبه في آن معا. أخوك المهندس خالد طه الأعظمي ‏

  • بواسطة دكتور عبد الغفور الأنصاري من استراليا
    بتاريخ 2020-06-05 02:22:53

    ‎عاشت يداك على هذا المقال الجامع البديع في التفريق بين طعامنا الصحي وطعامهم الذي يفتقد الى النكهة والتنوع بل فقط لملىء المعدة فقط .. ‎اعجبتني المفارقة بين بنت العرب وبنات الغرب في كيفية تعلم الطبخ من المصدر الام والاهل ولو في أيامنا هذه بناتنا قلت خبرتهم (الحمد لله بناتي تعلموا الطبخ على الأصول من امهم وأبوهم).. ‎بالرغم من دروس الطبخ على القنوات والمجلات وتنوع برامج الطبخ، لكن لا تجد مطعم في أوربا خاليا من وجود الملح والفلفل الأسود على كل طاولة لانهم لا يجيدون وضع التوابل في تركيبة الطعام اثناء طبخة عكس ما نفعل .. ‎ادخال الآيات القرانية والأحاديث اثرى المقال واعطاه بعدا اسلاميا بلمسات كاتب يعرف كيف يعطر الكلام بالبخور والطيب .. ‎مقال جميل وقراءة سلسة بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء ... ‎تحياتي ‎عبد الغفور

  • بواسطة دكتور محمد سامي جواد من بريطانيا العظمى
    بتاريخ 2020-06-05 02:15:49

    اخي الحبيب مهند قرات مقالك بشغف واستمتاع بالغين. انا وأكيد الكل فخورين بك. وفي الحقيقة لفت انتباهي اسلوبك وبراعتك باللغة العربيه. الطعام الطازج من لحوم وخضروات وفواكه صحي اكثر من المعتق. تنوع الطعام مهم جدا كما درسنا في البايوكمستري. وتنوع الطعام عندنا له علاقه بتعدد فنون الطبخ التركيه والفارسية واليونانية والأرمنية. المطبخ الغربي محدود وصحي جزئيا. ثقافة المطبخ التي تتوارثها البنات الشرقيات من امهاتهن هي حاله شبه منتظمه بينما ليست شائعه في المجتمعات الغربيه وان توفرت فبنطاق محدود على امور بسيطه كقلي او سلق البيض وعمل الشاي والقهوه. مما يستوجب الاعتماد على الوجبات الجاهزه الغير صحيه كوجبات البيت. لا خلاف كون الزراعة العضويه وتربية الحيوانات أصح بكثير من الزراعه بالمبيدات والهرمونات. الطعام الجماعي ضمن الأسرة وخارج البيت له قيمه نفسيه وقد تكون له مردودات صحيه. تناول الوجبات بشكل انفرادي هو اشبه بالفعل الآلي لسد الجوع ويفتقر للاستمتاع بالطعام. شاهدت في مصر موائد الرحمن على الفطور في رمضان وهي ظاهرة بديعه ترى الناس على مد البصر بطول الشارع ياكلون مستمتعين فرحين. ومن المؤكد ان علاقات الجيره ظاهره اسلاميه تفتقر لها المجتمعات الاخرى. تحريم الميته والدم والكحول في الاسلام مساله صحيه. والتعامل مع الدم غير صحي اذ هو من اخطر السوائل ومن النجاسات. أكلت الكافيار من باب الفضول ولم اجد فيه مذاقا طيبا ابداً. وعندنا بيض الأسماك اللذيذ (الثرب) ويمكن قليه بلونه الذهبي. استغرب كيف يستمتع البشر بجبن متعفن وبه ديدان ويوجد نبيذ فرنسي سعره غال فيه دوده بالقنينة. الصين واكل الحشرات والمقززات وأكل دماغ القرد وهو حي مساله بشعه لا يتقبلها أي إنسان عاقل. وتنقل الأمراض للانسان. لقد أحل الشرع اكل الحيوانات الداجنة أساسًا والأسماك وكثير من الطيور. وهي مسألة عمليه وصحيه. ولا تؤكل الطيور الجارحة ذوات المخالب فضلاً انها تحوي كميه لحم تافهه (عضلات قوية غير صالحة للأكل. اما تجربتك الشخصيه والتيفوىيد عزيزي مهند فالحمد لله على سلامتك من معاناة طويلة. دمت بخير وعافيه. سوف اقرأ مقالاتك الأخرى المذكورة روابطها. مع فائق احترامي وتقديري.

  • بواسطة السيد حفيظ رابح الجزائري من الجزائر
    بتاريخ 2020-06-05 02:06:40

    مقال شامل سلس حول الفروق بين النظام الغذائي الشرقي(الاسلامي) والغربي. فعلاً، لقد اثبتت البحوث الأضرار الصحية للطبخ (والتغذية) الغربي كما ثبث علميا و طبيا ذلك فيما يتعلق بالخنزير و مشتقاته و الفرق بين لحم الحيوانات المذبوحة والغير المذبوحة من الناحية العلمية و الطبية. شكرا للدكتور مهند الفلوجي على هذا المقال الرائع والذي يستحق ان يكون مقدمة او تمهيداً لمقال اخر اكثر تفصيلا عن مرض الكورونا وربطه بثقافة الغذاء التي أدت للجائحة العالمية المعاصرة. ونتمنى له التوفيق لإنجاز المقال القادم لحاجتنا اليه. الف شكر و ألف تحية للكتور مهند الفلوجي

  • بواسطة أحمد محمد من الأردن
    بتاريخ 2020-06-04 22:50:33

    مقال جميل

  • بواسطة السيدة سندس الحسني من المملكة المتحدة
    بتاريخ 2020-06-04 15:07:55

    لقد أثار هذا البحث فضولي منذ قرائتي للاسطر الأولى حيث ان هذه المقارنة المتكاملة والمصوره الرائعه بين المطبخ الإسلامي والمطبخ الغربي تحثك على الاستمرار في متابعة البحث إلى نهايته ....بحث مشوق يوضح لك أهمية تناول الطعام العضوي الصحي على طريقتنا الاسلاميه المباركه والفرق الشاسع بينها وبين اختيار الأطعمة الجاهزه والتي هي الداء الحقيقي للبشريه... مختصر الكلام ان الله سبحانه وتعالى خلق لنا افضل الأطعمة واصحها فلماذا نلجأ لتناول ما خلقه الإنسان من اطعمه جاهزه ومعلبه مليئه بالمواد الحافظه السامه التي تسبب لنا امراضا ما انزل الله بها من سلطان .... قل لي ما تقرأ اقول لك من انت ..... لكني أقول لكم اليوم: قل لي ما تأكل اقول لك من انت.... شكرا جزيلا للدكتور مهند على هذا البحث الرائع وانا اتطلع للمستقبل لأقرأ له المزيد والجديد سندس الحسني

  • بواسطة محمد ضرار بن راشد من العراق
    بتاريخ 2020-06-04 00:38:51

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقال اكثر من رائعة جزاك الله كل خير وبارك لكم في جهودكم القيمه ونرجو من الله ان تكون في ميزان حسناتك لتقديم كل ما فيه خير والقصة جدا جميلة وخير شاهد هو التجربة التي مررت بها دمتم سالمين

  • بواسطة سيف خالد من العراق
    بتاريخ 2020-06-03 22:24:06

    السلام عليكم ورحمة الله الاخ العزيز الدكتور مهند سلمت يداك مقالة رائعة جدا معلومات ثرية ومهمة جدا فعلا هناك فرق كبير جدا بين المائدة العربية او الشرق اوسطية وباقي موائد العالم المائدة العربية او الشرق اوسطية ثرية بثراء تاريخ هذه المنطقة وكأن هناك خبرة تراكمية بهذا الموضوع على مر التاريخ هذا بالإضافة إلى لمسة الدين الإسلامي المهمة على هذه المائدة وتطهيرها من الخبائث والمحرمات وهذا مالمسه العالم اجمع بعد اجتياح العالم من قبل فايروس كورونا وذلك بسبب اكل ماهب ودب على الارض والسماء بدون اي تحفظ في الحظارة الصينية على هذه الخبائث في الطعام تحياتي وسلامي لحظرتك د.مهند الغالي

  • بواسطة عمر حمزة من
    بتاريخ 2020-06-03 02:16:19

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ... يعجز لساني عن التعليق وتتقافز اصابعي متنقلة بين حروف الكيبورد لاختيار الكلمات التي احاول ان اصف بها حجم استفادتي من المقال .. لكني حقاً لم اجد ما يسعفني من الكلمات التي تصف بدقة ما اريد ان اصفه من شعور .. والله والله والله اني ابحث منذ زمن بعيد عن شرح او تفسير او توضيح يُبين ويؤيد قناعتي الشخصية التي لم تُبنى على دليل علمي او تجربة شخصية مجرد قناعة راسخة وايمان بان الفرق شاسع بين الاكل والحلال والحرام واني متأكد وموقن بالضرر من مخالفة الشريعه لكن كما اسلفت ليس لدي دليل علمي او تجربة تعزز قناعتي التي بفضل الله ما تزعزت لكن اليوم بفضل الله وثم فضل دكتور مهند الفلوجي اسأل الله ان ينفع الامه بعلمه ويجزيه عنا خير الجزاء .. تأكد قلبي وعقلي بالذي آمنت بهِ وصار مفهوماً ومعلوماً لي وليس مجرد اتباع لقناعة .. لا اريد ان اطيل بالتعليق ولكن اسمح لي ان اشير الى ملاحظات بسيطة استدركتها من خلال اطلاعي لمقالتكم 1- عند استرسالي بالقراءة والمعززة بالصور والمصطلحات والرادفات تفاجأت بانتهاء المقال .. وانا كلي رغبة بالنهل من المعلومات والدلائل الوفيرة فارجو من جنابكم توفير وقت و التوسع واكمال الموضوع بكل جوانبه للاستزاده من المعرفة 2- ان (التجربة الشخصية ) لجنابكم الكريم حيث انك عشت وتعايشت مع مجتمعات مختلفة لسنوات طويلة وشاهدت بعينك المتناقضات والفوارق ومن خلال اختصاصك العلمي الذي يجعل لك الافضلية عن غيرك بالتمييز والتفريق .. وايضاً وهذا جلي و واضح للجميع بان لغتك الام لغة القرآن هي باحسن ما يكون ولم يزدها الاغتراب الا اجادة واتقان ، وبها تستطيع ان ترفدنا بكل ما يكمل الصورة لنا ويوصل الحلقة المفقودة التي تقارن بين عادات الغرب وعادات العرب والمسلمين الصحية والمجتمعية والعائلية وكل ما من شأنه ان يوضح لهم ولنا الفرق بين الصحيح والخطأ مع بيان الاسباب . 3- ان الايات والاحاديث واراء الائمة والمذاهب التي اشفعت بها تقريرك الرائع والتي تتطلب جهداً بحثياً دقيقاً وحساساً و وقتاً طويلاً كانت برأيي المتواضع الاعمدة التي رفعت المقال وارتقت به الى ما صار عليه من الرقي والاجادة . 4- اخيرا وليس آخراً نسأل الله ان ينفع بك الامة ويجزيك عن المسلمين خير الجزاء .. وشكري موصول الى مجلة (فكر) الثقافية والفكرية

  • بواسطة الدكتور الطبيب نشأت عزيز من الأردن
    بتاريخ 2020-06-02 22:34:26

    اخي استاذ مهند الحبيب: مقال اكثر من رائع. فعندما نسافر إلى الدول الأوروبية او غير إسلامية فإننا نعاني كثيرا بحثاً عن الطعام الحلال والجيد. كان عندنا مؤتمر كل سنه مع الفرنسيين (جامعة روان) سنه في العراق وسنه في فرنسا، فكان العراقيون يقيمون الولائم لهم فكان الفرنسيون يأكلون بشراهه ويمتدحون أطعمتنا. تصوّر لقد كانوا يتخبلون على السمك المسكوف! وبرأيي ان مجرد الذكر والبسمله والدعاء عند طبخ الطعام يكفي لجعله زاكي وفيه البركة، كما تعلم ان امهاتنا كانوا عند الطبخ او حتى تفليس الباقلاء (لعمل رز مع الباقلاء والشبت) و نحوه يسبّحون ويذكرون الله. كان طعامنا طازج يوماً بيوم ووقتاً بوقت... رحم الله امهاتنا. أما عن طعام دول الشرق الأقصى كالصين وما جاورها فلقد أخذت العائلة مرة الى تايلاند، وفي بانكوك تنتشر العربات ويباع الطعام المطبوخ و كانت الرائحه تزكم الأنوف وأنواع عجيبه غريبه وعانينا كثيرا. ونفس الشيء حصل لنا في كوريا الجنوبيه بحيث اننا وجدنا مرة مطعم لبناني ففرحنا بذلك، وراحت زوجتي تحلّفهم عدة مرات بأنه اكل حلال لنأكله بارتياح. هذا بينما عند ذهابنا لتركيا او أي بلد اسلامي نستمتع كثيراً بالطعام مع الطمأنينه في الأكل. حقيقة هذا بحث ممتاز، وتستحق عليه كل التقدير والثناء. تسلم اخي مهند تحياتي للعائلة الكريمة.

  • بواسطة السيدة فاطمة طارق أم مهيمن من العراق
    بتاريخ 2020-06-02 20:43:52

    فعلا الحمد لله على نعمة الإسلام بوركت وسلمت اناملك على تفسيرك للآيه بأحكام فوالله منذ خمسة وثلاثين سنه اقرأ القرآن، لكن لم يخطر في بالي ان اتحرى عن معناها! نحمد الله حمدا يليق بعظمته لأننا اختارنا من المسلمين، وهدانا لما يحبه ويرضى. فعندما خلق الله الانسان وكرمه لم تكن هنالك مدارس ولا جامعات؛ ومن القران بدأ الإنسان بالتعليم وعرف الحلال من الحرام، وعرف كيف يحب أخاه المسلم، وعرف حقوق الوالدين، والأخ، والأخت، والأرملة، والمطلقة، الى اخرها فلولا القرآن ما تميزنا عن الحيوان وفقك الله لما يحب ويرضى وزادك علما وتوفيقا

  • بواسطة الدكتور الطبيب زكي القدسي من المملكة المتحدة
    بتاريخ 2020-06-02 20:36:21

    مقالة رائعة جمعت بين الخبرة الطبية وثقافات الشعوب وخداع الشركات التي لا يهمها غير ملئ جيوبها بالمال الحرام . فمثلاً شراب قهوة كوپي لواك المحضرة من براز احد انواع القطط ، وسعر الفنجان يصل الى مائة دولار ،[هنيئاً مريئا]. مقالة بينت فضل الله تعالى على البشر الذي خلقه في احسن تقويم وهداه لنعمه ولكن بدلوا نعمة الله كفراً واختلَّت الموازين وانتشرت الامراض والاوبئة مصداقاً لقوله تعالى (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ))

  • بواسطة الاستاذ فائق الخطيب من العراق
    بتاريخ 2020-06-02 20:25:46

    ‎جزاك الله كل خير وبارك لكم في جهودكم القيمه ونرجو من الله ان تكون في ميزان حسناتك لتقديم كل ما فيه خير ونافع للعالمين لمختلف ثقافاتهم ولانك صاحب هواية تخصصية في كثير مما كتبت وكذالك بإظهار ورفع اعتزاز المسلمين اينما وجدوا بدينهم ومنهجهم وطريقة حياتهم ومعيشتهم وفضل الله الكبير عليهم في كتاب حكيم منير منزل من حكيم خبير وكذلك موقع سكن المسلمين عموما والعرب خصوصا في خيرة مواقع الدنيا الجغرافيه والمناخ الجميل المتناوب والمتغير على مدار السنه حتى يستفادوا منه وكذالك لايملوا وجمال الطبيعه غير المقدره منهم وكذالك مختلف النعم الزراعيه والمعدنيه والاغذيه الجميله الطيبه وغيرها. فلكم كل الخير والبركة والتوفيق وقبول هذه الجهود من الله سبحانه وتعالى ويزيدكم رضى وسعادة، ‎خصوصاً ان هذا الجهد من صاحب علم ودراية وخبره وتفاعل ودقه قلما يهتم بها غيركم وحتى لوجد آخر لايكونون متفاعلين مع الجوانب الاخرى لاسباب كثيره ولكم دوام الصحة والعافيه والتحيه الطيبة. ‎أخوك :فائق الخطيب

  • بواسطة الأستاذ موسى الفيفي من المملكة العربية السعودية
    بتاريخ 2020-06-02 19:59:31

    ‎السلام عليكم ‎استاذي واخي العزيز ابو عبدالله اطلعت على المقاله؛ والله وتالله وبالله انها ممتازه وفيها تفصيل جميل وموجز لما اشتمل عليه فقه الاطعمه او الحلال والحرام...ثانيا عرّجتَ على العادات والتقاليد عند العرب والمسلمين او اهل الشرق بجمال وباختصار غير مُخل...ثم على العادات السيئه عند الغرب والذي اتضح لي من كلامك ان ليس عندهم ذوق بل هم كالانعام بل اضل سبيلا....ثالثا كان كلامك مرتب بالارقام ومدعوم بالأدلة. ..واختتمت المقاله بالقصه التي اوردتها لشخصك الكريم والتي تحكي مرض الله الواحد القهار الذي شفاك ولله الحمد ... ‎انت مبدع ويتضح لي انك قبل كتابة المقال قد اطلعت وبحثت كثيرا ....فلله درك، وسلمت اناملك ‎وزادك الله من فضله وفتح عليك من كل خير ....تقبل تحياتي.. ‎واعذرني ان كنت قد نسيت او قد ظلمتك او انقصت من حقك ولكني كتبت بدون مجامله او تملق او محاباة. ..

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-