رحيقُ الدَّمعِالباب: نصوص

نشر بتاريخ: 2017-02-03 11:27:39

غمكين مراد

سوريا

سليلُ حبٍّ

           في شجرةِ عذابٍ

سليلُ عذابٍ

          في كونِ حبٍّ

اهتدت لأيامهِ

            المُضي

غافلاً عن الغدِ

حالمًا بنومٍ عميقٍ

             كان ينتظر

الليلُ يحومُ

النجوم تُخيِّط سماءها

والقمر يُهادِّن ظُلمة الغدِ

على حافةِ العشبِ

مع لسعةِ البردِ

كانَ يُسوِّرُ

            حُلمهُ

من الهدوءِ

      في خلاص التعبِ

كان يزرعُ

             البياضَ

جاءهُ,

   ما كانَ ينسجُ في الظلِّ

                    ألمهُ

جاءهُ

   ما كانَ في القدرِ يُلحِنُ

                          نزيفَ خلاصهِ

ناسياً

        إرثهُ

تاركًا

    الخرابَ

تاركاً الكلماتَ

 تاركاً الانتظارَ

متأملاً النِّدَّ

          في يقظةِ ضدِّهِ

داخلاً

متاهةَ الموتِ

            في قدومِهِ

وفي رحيلهِ

مُحدِّقًا في  شبحِهِ

دائرًا برأسهِ

متكلمًا بلغة إيمانهِ

يسرُّدُ مع الشبحِ الزيارةَ

ويترك للعمر

               بقيةً

مُخيرًا بينَ :

    غفوةِ العمرِ

   وفُجاءةِ الغفوةِ

يُدندنُ أبكمُ الروحِ

              في هَوَسِ الوجعِ.

للألمِ أوجهٌ

والبقاءُ لواحدٍ يطغى

والبقيةُ ثِغاء هواءٌ

مربوطُ الروحِ

          وغارقُها

يستردُّ في الترقبِ أنينَ الموتِ

وحيداً

     يغتسلُ برحيقِ الدمعِ

    يُنشفها بصمتِ الدخانِ

ضاحكًا أمامَ المرآةِ

ماسحًا أوجهَ الألمِ كلُّها

مدوِّنًا

      أنتَ لستَ

                   إلا أنا

     أنتَ لستَ

                  إلّا أنا

في الغدِ وبعدهُ.


عدد القراء: 4041

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-