بواعث الإدراك عند الإنسان الباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2018-10-11 20:03:34

د. محمد مسلم الحسيني

أخصائي علم الأمراض - بروكسل

يمكن تعريف الإدراك بأنه حركة ذهنية، نسبية، متغيرة وشاملة، تضم الذكاء والفهم والوعي والتمييز والاختيار وتعبّر عن قدرة معرفيّة في تحديد طبيعة الأحاسيس الذاتيّة وتشخيص العوامل المؤثرة فيها عند الكائن الحي من حيوان وإنسان. يعتبر الإدراك أداة رئيسيّة في تحقيق الأحاسيس الايجابية " الحميدة" عند هذا الكائن وتجنيبه الأحاسيس السلبية " المؤذية"، من أجل الصيرورة وديمومة العيش الرغيد. يتفاوت الإدراك في طبيعته ودرجاته من كيان لآخر ويتميز الإنسان عن سائر الحيوانات بسعة إدراكه وقوته. إلاّ أن الإنسان نفسه يتفاوت بقوة إدراكه من فرد لآخر بل ويختلف عند الفرد الواحد من مرحلة عمريّة لأخرى ومن ظرف لآخر.

تتراوح درجات الإدراك  عند الإنسان من سطحي  بسيط  إلى عميق معقد طبقًا لعوامل وتأثيرات داخليّة وخارجية تؤثر على فكر الإنسان وإدراكه وأهمها: العوامل الوراثية "الجينات"، المنهج التربوي والثقافي والعلمي الذي يتأثر فيه، المعتقدات الدينية والفلسفيّة، الحالة الاجتماعية، الأعراف والعادات والتقاليد، الحالة النفسيّة، والوضع السياسي والمادي والاقتصادي المؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على حالة المجتمع بشكل عام.

ليس كلّ ما يدركه المرء يعني الحقيقة أو ما يقارب الحقيقة بل ربما يكون إدراكه لكثير من الأمور مغاير لجوهر الحقيقة. إدراك الناس للأمور بشكلها الواقعي الحقيقي يجنبهم الوقوع في باحة المآزق والمحن، فالمجتمعات التي يتمتع أبناؤها بوضوح الرؤى وفهم الواقع هي مجتمعات متطورة راقية والعكس صحيح، فالإدراك السليم عند أبناء المجتمع وسيلة للتقدم والرقي والإدراك السقيم آلة للتخلف والانحسار. للإدراك بواعث متعددة تحدد طبيعة الإدراك ودرجاته وصنوفه وهكذا يمكن تصنيف الإدراك طبقًا لبواعثه الى ما يلي:

1 - الإدراك الذاتي أو الفطري

نسميه بالإدراك الذاتي لأنه ينطلق من الذات ويتطلب مسيرة فسلجيّة معقدة يشارك فيها أكثر من عضو من أعضاء الجسم تؤدي في نهايتها إلى الوصول لحالة المعرفة والإدراك ويتجلى بنوعين رئيسيين حسب الطبيعة الفسلجية لكل منهما: الأول هو "الإدراك الحسي" والثاني هو "الإدراك الإحساسي أو  الشعوري".

في الإدراك الحسي يدرك المرء ما يتلقاه من المعلومات من خلال حواسه الخمس" البصر والسمع والذوق والشم واللمس". يدرك أنه يرى وردة أو يسمع موسيقى أو يتذوق طعامًا أو يشم عطرًا أو يلمس حريرًا. هذا الإدراك صنعته الذات بميكانيكية فسلجية معروفة تتطلب وجود أدوات الادراك وهي: " المحفز والمتحفز والناقل والمفسّر والمتأثر".

عندما ينظر المرء إلى وردة فالضوء المنعكس عن هذه الوردة يعتبر "المحفز" والعين التي تستلم الضوء هي "المتحفز" والعصب البصري الذي ينقل هذا الضوء من العين الى الدماغ هو "الناقل" والدماغ الذي يفسر معنى هذا الضوء هو "المفسّر" والنفس التي تشعر بعذوبة  المنظر هي "المتأثر". إن لم يحصل انشراح واستئناس  لمنظر هذه الوردة فالعمليّة تتوقف عند حد التفسير دون التأثير. أي إن الإدراك الحسي قد يصاحبه إدراك إحساسي شعوري أو قد يكون مجرد عن ذلك وهذا يعني بأنه ليس من الضروري أن يكون مع كل حس إحساس.  بنفس هذه الطريقة يتم تفسير الإدراك للحواس الأربع الأخرى.    

أما الإدراك الإحساسي أو الشعوري فهو إدراك العواطف والأحاسيس المنبعثة انبعاثًا فسلجيًّا ذاتيّا. فالجوع والعطش والضحك والبكاء والحب والكراهية والخوف والغضب والحزن والقلق والفرح والمتعة والضجر وغيرها من الأحاسيس الذاتية يكون الإدراك سببًا في تفسيرها أو في صنعها أو في صنع أسبابها أو سببًا في تجنبها وإزالتها أو إزالة أسبابها. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، حينما تفرغ معدة الإنسان من الطعام يشعر بالجوع، وهذا الجوع حاصل نتيجة لعملية فسلجية يمكن تلخيصها كما يلي: عند فراغ المعدة من الطعام يفرز حامض الهيدروكلوريك في المعدة وهو "المحفز" وتزداد الحركة الموجيّة في جدار المعدة وهي "المتحفز". تتحسس لهذين السببين نهايات الأعصاب الحسية التي تزود بطانة المعدة وتقوم بدور الـ "ناقل" فتنقل ما حصل في المعدة إلى الدماغ وهو "المفسّر" الذي سيفسّر معنى ما حصل إلى النفس وهي "المتأثر" فيحصل التأثير أي الإحساس بالجوع ويدرك الإنسان عندها أنه جائع.

يتعطل الإدراك الذاتي بنوعيه الحسي والاحساسي إن تعطلت أي أداة من أدواته، فلو تعطل المحفز أو المتحفز أو الناقل أو المفسر يتعطل الإدراك الحسي بينما يتعطل الإدراك الشعوري عندما يتعطل المتأثر أيضًا.

 2 - الإدراك المكتسب

يعتبر الإدراك المكتسب من أهم مقومات الإنسان المتحضر الذي يكتسب عند نشوئه المعرفة والتجارب من خلال ممارساته الشخصيّة في حياته اليوميّة ومن خلال القنوات التربوية. الثقافة الصحيحة التي يتلقاها المرء في مجتمعه تجعل دائرة أدراكه واسعة متشعبة منيرة والثقافة البائسة تجعل دائرة تفكيره وإدراكه ضيّقة منحصرة داكنة. لن يختلف إدراك رجل اليوم  كثيرًا عن إدراك الرجل البدائي في العصور الحجرية لو أنعزل كليًّا عن مجتمعة، لكن إرث الثقافات المتوالية والحضارات المختلفة جعلت إدراك المرء يتسع ويتطور فخلقت منه رجلاً حضاريًا متطورًا يختلف عن سلفه.

تتباين المجتمعات فيما بينها في طبيعة الإدراك المكتسب الذي تورثه لأبنائها، حيث نستطيع تصنيف نوعين متباينين من الإدراك المكتسب طبقًا لذلك وهما: الإدراك الإيجابي والإدراك السلبي.

تحت فعل العوامل الخارجية المؤثرة على صيرورة الفكر الإنساني من تربيه وبيئة وتعلم وثقافة واختلاط وممارسات ومعتقدات وتقاليد، ينشأ إدراك المرء ويتميّز. في الوقت نفسه يلعب العامل الوراثي والحالة النفسيّة والجسديّة للإنسان دورًا هامًا في التفاعل بين المرء ومحيطه الخارجي في بلورة الإدراك الإيجابي والسلبي عند الإنسان. فمن اكتسب العلم والمعرفة الصحيحة وعاش في مجتمع متحضر وامتلك الجينات الوراثية السليمة ورزق صحة النفس والجسد، سيكون إدراكه سليمًا معافى ويمتلك القدرة على التحليل الصحيح والرؤيا الواضحة وستكون مفاهيمه متجهة صوب الحقيقة. هذا النوع من الإدراك السليم نسميه بـ" الإدراك الإيجابي" لأن اليقين عند هؤلاء الناس يقترب من جوهر الحقيقة ويدور في فلكها.

أما الإدراك السلبي فهو فهم الإنسان لطبائع الأمور بشكل مبتعد عن الواقع وعن الحقيقة، فيبتعد برؤاه وأفكاره وتحاليله عن الصواب حتى يرى الأمور بشكل آخر ويدرك الأشياء بمفهوم آخر. هذا النوع من الإدراك يعيق عملية تطور الفرد وتقدمه ويعيق تطور المجتمع برمته إن ساد بين الكثيرين من أفراده. العوامل المؤثرة على الإدراك السلبي تدور في نفس محور العوامل المذكورة آنفًا أي أن الثقافات السلبية والبيئة المتردية والنشوء المتخلف والعلل النفسية والعقلية والجسدية وغيرها، كلّها تؤدي إلى ولادة أفكار سلبية وإدراك مختل فيكون اليقين عند هؤلاء مبتعد تمامًا عن صوب الحقيقة.   

المجتمعات التي تكون فيها كفة الإدراك الإيجابي السائد بين أفرادها أثقل من كفة الإدراك السلبي في ميزان الإدراك الاجتماعي العام، ينتظر منها أن تكون مجتمعات راقية متطورة. أما إن طغت كفة الإدراك السلبي على الإدراك الإيجابي في هذا الميزان فالذي نتوقعه هو حصول العكس حيث تتقهقر هذه المجتمعات وتتخلف عن غيرها.

3 - الإدراك المعتل

كما يعتل جسد الإنسان ويمرض يعتل إدراكه ويمرض أيضًا، وأسباب علل الإدراك كثيرة ومتشعبة نلخصها بشدة بالأمور التالية: الأمراض العقلية، الأمراض النفسية، والأمراض الاجتماعية. أي أن مرض الإدراك ناشئ عن أمراض أخرى تخص الحالة العقلية أو النفسيّة أو الشخصيّة. علل الإدراك تتراوح بين البسيط الطارئ إلى المعقد الصعب، فمن الناس من يشكو من خلل طارئ في إدراكه بسبب صدمة نفسية طارئة يزول فيها هذا الخلل حالما يزول السبب أو يعالج أو يتطبع عليه المرء. أو قد يكون خلل الإدراك مزمنًا ملازمًا طالما بقت الأمراض العقلية أو النفسية أو الاجتماعية ملازمة.

من أهم الأمثلة على الأمراض العقلية التي يرتبك فيها الإدراك ويعتل هو مرض فصام الشخصيّة أو "الشيزوفرينيا". هنا تكون العلة عند المريض في إدراكه الذاتي بشطريه الحسي والإحساسي، فقد يصاب الإدراك الحسي بالوهم فيفسر ما توحي به الحواس الخمس بتفسيرات تغالط الحقيقة. إذ يحصل الوهم في الرؤيا أو في السمع أو في الذوق أو في الشم أو في اللمس أو في الجميع. فقد يصل الوهم الحسّي إلى الحد الذي يرى فيه المريض أو يسمع أو يتذوق أو يشم أو يلمس أشياءً ليس لها وجود حقيقي. فقد يرى المريض نارًا وهي غير موجودة بالفعل أو ينظر إلى حبل ممدود فيعتقد بأنه ثعبان أو يسمع غناءً فيعتقد بأنه نحيب وبكاء أو يتذوق طعم الحموضة في الحلويات والمواد السكريّة، وهكذا فقد يتوهم المريض بالموجودات ويسئ تفسيرها أيضًا.... وبنفس المعنى يصاب الإدراك الإحساسي أو الشعوري بالوهم أيضًا وهذا ما يسمى بـ "وهم الاعتقاد"، فقد يشعر المريض بالخوف غير المبرر أو بالاضطهاد من قبل أهله أو أرباب عمله أو أصدقائه وزملائه فيغضب ويستشيط أو قد يبكي ويلعن ويشتم ويتحاور حول أمور ليس لها واقع أو وجود بل يتصورها ويعتقد بوجودها أو يسئ في تفسيرها إن وجدت. خلل الإدراك هنا في حالتي الوهم الحسي والوهم الاحساسي تكمن في منطقة التفسير أي "الدماغ" وليس بالمحفز أو المتحفز أو الناقل أو المتأثر وقد وجد علماء الطب بأن الدماغ عند هؤلاء المرضى يتأثر بخلل هرموني يربك وظيفة التفسير لديه.

أما الأمراض النفسية المؤثرة على الإدراك فكثيرة أيضًا ومنها داء الكآبة الذي يؤدي بالمريض إلى أفكار سوداوية ونظرة تشاؤمية للأمور قد تكون مخالفة لكنه الحقيقة. المفاهيم السلبية عند الشخص الكئيب تجعله ضجرًا جزعًا قليل الطموح وقليل التفاعل والانسجام والاندماج في مجتمعه. خلل الإدراك عند الكئيب قد يصاحبه خلل في الإحساس أيضًا، حيث قد يفقد المريض معنى المتعة واللذة المتيسرة لديه. خلل الإدراك هنا يكمن في منطقتي المفسّر والمتأثر أي الدماغ والنفس ويرجع علماء الطب والنفس لتفسير ميكانيكية العطل الحاصل في المفسّر بوجود خلل هرموني أيضًا.

الأمراض الاجتماعية الوخيمة التي يتعرض لها المرء أثناء طفولته سواء كان في بيته أو في محيطه  قد تكون شديدة التأثير والقوة إلى الدرجة التي قد تخلف آثارًا مرضيّة في إدراك المرء ومفاهيمه: العتمة المعرفيّة والثقافية، الحرمان المزمن من مستلزمات الحياة الضرورية، غسل أدمغة الشباب بمعتقدات وأفكار غير صحيحة، الاضطهاد النفسي الناشئ عن الاضطهاد التربوي أو السياسي أو الاجتماعي. كل ذلك قد يلعب دورًا هامًا في نشوء أمراض اجتماعية قد تؤدي إلى انحراف في شخصية المرء ومن ثم في إدراكه وسلوكه. الأمثلة كثيرة عن الأمراض الاجتماعية التي تولد الوهم واضطراب الإدراك ومنها جنون العظمة وازدواج الشخصيّة الاجتماعي والشخصيّة النرجسيّة والسايكوباثيين وغيرهم.

يتشابه الإدراك المعتل مع الإدراك السلبي من حيث الابتعاد عن جوهر الحقيقة، لكن خلل الإدراك يكون أشد وأعمق في حالة الإدراك المعتل لأنه حاصل عن حالة مرضيّة تصيب العقل أو النفس أو الشخصيّة. كما أن الإدراك المعتل يكون على مستوى أفراد داخل المجتمع ونادرًا ما يكون ظاهرة سائدة في كلّ المجتمع كما هو عليه الحال في الإدراك السلبي في بعض المجتمعات غير المتطورة.  

   4 - الإدراك الكامن

الإدراك الكامن له مسميات عديدة مبهمة مثل العقل الباطن واللاشعور والحاسة السادسة والحدس والتنبؤ وغيرها من المسميات الأخرى. الادراك هنا مبهم الميكانيكية ولا تعرف أدواته، إلا أن ذكاء الإنسان وتراكمات المعرفة والتجارب والثقافات في حياته قد تؤسس طاقة إدراكية كامنة تنبعث على شكل إيعازات مختلفة تنتهي باستشراف المرء لأمور تتحقق في المستقبل كأن يتوجس الإنسان خيفة من خطر قادم، أو توحي بالمعرفة عن أمور حصلت بالماضي كأن يستشعر حادث قد وقع أو يتشاءم من مرأى أو معايشة حالة وغير ذلك الكثير. تندرج في سياق الإدراك الكامن الكثير من الظواهر العجيبة كتوارد الأفكار والأحلام الرمزية المعبرة والاستشرافية أو ما يسمى بالـ الرؤيا". يتفاوت الناس في درجة إدراكهم الباطن فمنهم من لا يؤمن بهذا على الإطلاق لعدم وجود خبرة له بهذا الشأن، ومنهم من يتعايش معه يوميًا، إلا أن العلم غير متوقف في البحث عن أسرار هذا الإدراك وميكانيكيته وفسلجة حصوله.

الإدراك وجود لا ينكره أحد، إلاّ أنه وجود غير مادي حيث لا يستطع أحد أن يصفه بلون أو بشكل أو بوزن أو بتركيبة كيمياوية أو بترددات أو بأمواج أو بسعرات حرارية أو بمجالات كهرومغناطيسية. فعلى هذا الأساس يبقى موقع الإدراك في الذات البشرية محل نقاش بين المفكرين، فمنهم من يعتبر أداة التفسير وهو الدماغ مركزًا للإدراك ومنهم من يفترض بأن النفس هي مركز الإدراك وأن الدماغ ما هو إلاّ أداة تفسير للنفس ليس إلا... فالنفس هي التي تحس وهي التي تدرك. ومهما كانت طبيعة فلسفة موقع الإدراك عند الإنسان فأنه من البديهي أن نعرف بأنّ التصرّف الصالح ينبعث عن إدراك صالح والتصرف الطالح ينبعث عن إدراك طالح أيضًا!


عدد القراء: 12709

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

التعليقات 3

  • بواسطة عدي الحلي من بلجيكا
    بتاريخ 2018-11-05 23:45:07

    دكتور محمد المحترم بهذه المعلومات ازداد عندي الإدراك أكثر بصراحة معلومات جدا رائعة واشكرك كن الاعماق على المعلومات

  • بواسطة سميره عبّود من لبنان
    بتاريخ 2018-10-21 06:33:56

    بحث قيّم يحتضن بين طيّاته عناوين َ وموضوعاتٍ تنداح لتشمل أمورًا عميقة ، تعنى بالجوانب العقلية والروحانية للإنسان والتي يظهر منها سلوكيات خارجية ومادية عنده ... لك كلّ التقدير وخالص الشكر مع التمنيات بمزيد من النجاحات... 21 -10 - 2018 samira - A

  • بواسطة جعفر الحسيني من النرويج
    بتاريخ 2018-10-20 01:20:50

    بسم الله الرحمن الرحيم ... الى سيادة الفيلسوف العالمي والعالم الروحاني والطبيب البارع عمي الكريم الأستاذ الدكتور محمد الحسيني ... إطروحتك الفخمة هذه وبحثك الرائع وتحليلك العلمي الدقيق لواقع الأنسان ومشاعره وأحساسه وأفكاره وطباعه وأخلاقه ... صالحة لأن تكون مصدر علمي ممتاز لطلبة الماجستير والدكتوراه ... بارك الله بك وأطال الله بعمرك ... دمت ذخرا للأنسانية والعلم والأدب والفن ... تقبل تحياتي وإحترامي يا حضرة جناب العم الغالي ...

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-