خطيئة أولىالباب: نصوص
عائشة المؤدب تونس |
نقِف على ضفافِ الشّهقَةِ ككلمةٍ لمْ تُنْطقْ بعدُ
ينتعشُ الصّمت،
فنوقنُ أنّنا مازلنا نفتِّشُ عن خطيئةٍ أولى
تبرّرُ الرّكضَ وراءَ غوايةِ الماءِ.
نفتّشُ عن خطيئةٍ أولَى
تُبرّر انتقامَ الورودِ بخنجرِ رائحتِها المخمليّةِ
تبرّر الجفافَ المفاجئَ كلّمَا ضمَمْنا الغيابَ وصارَ الوقتُ قتيلاً
مازلنَا نفتّشُ عن خطيئةٍ تُبلِّلُ الشّوقَ المُخدَّرَ في شهوةٍ عابرةٍ
يجُرُّ المساءُ المساءَ إلى ليلٍ سحيقٍ
ويفتحُ بابًا إلى العتمةِ منسدِلاً
يتراءى المساءُ على عتبةِ البيتِ يُفسِّخُ الطريقَ القادمةَ إلينَا
ويمسكُ الرّعبَ بنابٍ من حديدٍ
مازلنا نفتّشُ عن أولى الخَطَايا لنحجِزَ مقعدًا في الصّفِّ الأوّلِ للحلمِ
لننجوَ من ممارسةِ عادةِ المللِ مع كتابٍ باردِ المشاعرِ كامرأةٍ بلا شفاهٍ
نعلّقُ على عرينَا المعلنِ لافتاتٍ مضيئةً
ثم نركضُ مثلَ هجومٍ انتحاريٍّ
على حافةِ الدّهشةِ
نودّعُ الرّيحَ القافزةَ على خوفنَا
إلى حقيقةٍ لا تفاجِئُ أحدًا
ورغمَ الرّيحِ والعتمةِ
نعيدُها كرّةً أخرى خطيئتَنا الأولَى.
تغريد
اكتب تعليقك