جيم ليستر يجسد مخاوف آباء المتوحدين في روايته (الصمت)

نشر بتاريخ: 2016-05-17

فكر – المحرر الثقافي:

يكتب جيم ليستر خوفه من مستقبل ابنه المصاب بالتوحد، ويعبر عن ذلك بتفاصيل الأحداث في روايته «الصمت» الصادرة عن أورايون، ليرفع صوتًا مروعًا من حول ما يعنيه أن يكون المرء أبا لطفل قد لا يتمكن من الكلام مطلقًا، ولا يتمكن من الذهاب إلى الفراش للنوم دون ارتداء فوطة أطفال.

وينظر ليستر بحسرة وألم إلى الآباء الآخرين الذين لديهم أطفال عاديون، فيرى أطفال أصدقائه يكبرون بسرعة، ويشعر بخوف شديد من اليوم المحتوم، عندما يبقى ابنه ساكنًا بلا حراك في حين ينطلق الآخرون بعيدًا.

تأمين الحياة

«الصمت» هي الرواية الأولى للكاتب جيم ليستر، وبالرغم من أنها مصنفة على أنها رواية من الخيال، إلا أن القشرة الخارجية المخادعة للعمل الأدبي تكون غالبًا رقيقة وهشة. وتحدث ليستر في مقابلات مع وسائل الإعلام عن معركة عائلته للحصول على مكان مدفوع الثمن في مدرسة ثانوية متخصصة داخلية (والتي تكلف السلطات المحلية نحو 200.000 جنيه استرليني سنويًا)، وعن اضطراره لإنفاق مبالغ كبيرة لإثبات أن احتياجات ابنه التعليمية لا يمكن تأمينها في مدرسة محلية ذات تكاليف رخيصة كما تدعي السلطات التعليمية المحلية. النسخة الروائية لمعركته هذه تقدم لمحة على الإحباط الناتج عن التعامل مع طبقة الموظفين فيما يحاول بن جويل، الراوي في الكتاب، القتال لضمان المستقبل الأفضل للطفل جوناه، والذي يبلغ من العمر نحو 11 عامًا.

التحديات اليومية

الطفل جوناه في «الصمت» كان يستطيع الكلام صغيرًا لكنه فقد قدرته على الكلام الآن ويهذر كالطفل الصغير بشكل جميل. يعيش في عالمه الخاص، ويجد متعة في الرقص عاريًا في الحديقة وفي مشاهدة الزينة المزخرفة. لكنه من النوع الذي يغضب بسرعة ويبدأ في ضرب أبيه بقوة.

بن جويل بالكاد يستطيع التأقلم مع ظروفه وهو يدير المطعم الذي تملكه العائلة بشكل سيئ، ويتجنب مع زوجته إيما إنجاب طفل ثان. تتعامل إيما مع جميع المراسلات الرسمية والاجتماعات المتعلقة بحالة جوناه الصحية. لكنها تضطر للذهاب في رحلة عمل طويلة إلى هونج كونج، مما يجبر بن جويل على القيام بهذه المهام هو أيضًا.

تقترح إيما أنه سيكون لدى العائلة فرصة أفضل في الفوز في قضية منح جوناه مكانًا خاصًا في ثانوية داخلية متخصصة إذا انفصلت عن زوجها. وينتقل بن جويل مع ابنه إلى منزل الجد، جورج جويل، وهو رجل مرح محبوب وعملي استطاع أن ينجو من النازيين في هنجاريا خلال الحرب العالمية الثانية. طبقات الصمت – حول عائلة جورج، حول زواجه من والدة بن جويل، وعن صحته - يتم استكشافها بالتفاصيل المؤثرة والمضحكة.

رؤية إيما من وجهة نظر زوجها، والتي تركته ليتولى رعاية ابنهما لوحده لأشهر عدة - يجعلها تبدو قاسية وغريبة. تعود إيما للظهور في النهاية لتقدم تفسيرًا حول سبب ابتعادها، لكن التركيز في هذه القصة هو على حياة الذكور في العائلة.

جيم ليستر صحفي سابق عمل في مجال الصحافة لمدة تسع سنوات وشهد انهيار جدار برلين في 1989، لكنه ينكر مشاركته في الأحداث. درس اللغة الإنجليزية ودراسات الإعلام في المدارس الثانوية لتسع سنوات. لديه طفلان، أحدهما مصاب بدرجة متقدمة من مرض التوحد، وهو يتولى رعاية الطفلين بشكل كامل. يعيش في لندن مع زوجته وطفليهما.


عدد القراء: 3008

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-