الكاتبة الكندية مارغريت أتوود تفوز بجائزة «بين بنتر» الأدبية

نشر بتاريخ: 2016-06-26

فكر – الرياض:

فازت الكاتبة الكندية مارغريت أتوود بجائزة "بين بنتر" الأدبية لهذا العام، وهذه الجائزة تمنح أحياء لذكرى الكاتب المسرحي هارولد بنتر، والشاعرة والروائية والناشطة في مجال البيئية مارغريت أتوو، البالغة من العمر 76 عامًا، بدأت الكتابة في سن السادسة تقريبًا, وعندما بلغت السادسة عشرة من عمرها أدركت رغبتها في أن تصبح كاتبة متمكنة من عملها مرموقة بمكانتها واسمها، وقالت أتوود إنها تشعر بالفخر والاعتزاز  لمنحها الجائزة، التي أنشئت في عام 2009 تخليدًا لذكرى الكاتب المسرحي هارولد بنتر الحائز على جائزة نوبل في عام 2005.

 وهارولد بنتر (1930 - 2008) كاتب مسرحي بريطاني يهتم بالقضايا الفلسفية التي تبحث فيها الوجودية مثل مشكلة البحث عن الذات ومشكلة استحالة التثبت من الحقيقة ومشكلة انعدام الاتصال بين البشر، حيث أصبح كل إنسان حبيس مخاوفه وأسير عالمه الخاص.

كذلك يهتم بنتر بالبحث في الدوافع المختلفة الكامنة وراء تصرفات الإنسان وأفعاله. ويتعرض لعلاقة الإنسان مع القوى الخارجية والتي قد تتجسد في النظام القائم أو التقاليد والعادات الاجتماعية أو القدر المحتوم على الإنسان أو بين الإنسان وربه . ويصور محاولة الإنسان في التحرر من القيود التي تفرضها عليه هذه القوى الخارجية.

لبنتر نشاط سياسي مميز دفاعًا عن الحقوق والحريات بغض النظر عن المواقف الرسمية لبلاده. في عام 1985 م كان مع المسرحي الأمريكي آرثر ميللر في زيارة إلى تركيا، وهناك تعرّف على أنواع التعذيب والقمع التي يتعرض لها المعارضون. وفي حفل رسمي في السفارة الأمريكية أقيم على شرف ميللر، تقدم بنتر ليلقي كلمة عن أنواع التعذيب والإذلال الجسدي التي يتعرض لها المعارضون للنظام الذي كانت الحكومة الأمريكية تدعمه. أدى الأمر إلى طرده من الحفل وخرج ميللر متضامنًا معه من الحفل الذي أقيم على شرفه. وظهر أثر زيارته لتركيا في مسرحية "لغة الجبل" 1988 م.

عارض بنتر مشاركة بلاده في غزو أفغانستان كما عارض حرب العراق، ونعت الرئيس الأمريكي جورج بوش "بالمجرم الجماعي"، وقارن بينه وبين هتلر، ووصف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير "بالأبله".

وتمنح هذه الجائزة سنويًا لكاتب يكون، على حد تعبير ما وصفه هارولد بنتر في خطاب استلامه  جائزة نوبل في الأدب، بأنه يمتلك "إيمانًا لا يتزعزع، ونظرة ثاقبة  الى العالم مع" تصميم  لا يهادن "من أجل الكشف عن الحقيقة في حياتنا والمجتمع.

وقالت مارغريت أتوود تعليقًا على منحها الجائزة "أشعر بالفخر لحصولي على جائزة بنتر لقد كنت أعرف هارولد بينتر، وعملت معه- فقد كتب سيناريو فيلم "حكاية خادمة"، في عام 1989 - وكان يمتلك إحساسًا عميقًا  بالظلم و انتهاكات حقوق الإنسان وقمع المبدعين.

"كل من تشرف بمنحه  هذه الجائزة هو مدافع نشيط عن  الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم الذين يحتجون ضد انتهاكات حقوق الانسان. ويشرفني أن أكون واحدة منهم هذا العام ".

أما أنطونيا فريزر أرملة الكاتب هارولد بينتر فقد قالت : "كان هارولد معجبًا  بمارغريت أتوود من ثلاثة جوانب، ككاتبة، ومناضلة وكشخصية متميزة. و سيكون من دواعي سروره قبولها  لهذه الجائزة".

في 13 تشرين الأول/أكتوبر سوف تتم مراسم منح الجائزة، وستلقي مارغريت أتوود كلمة بهذه المناسبة، وسيعلن أيضًا شريكها الفائز حيث تمنح الجائزة لكاتب بريطاني ذي إنتاج أدبي متميز، ثم يختار هذا الكاتب أحد الكتاب من خارج بريطانيا ليحصل على جائزة الكاتب الشجاع، والتي تمنح لكاتب عالمي تم اضطهاده أو التضييق عليه. الروائية والصحفية  الأمريكية مورين فريلي (1952) التي ترأست لجنة التحكيم قالت عقب الإعلان عن منح الجائزة لمارغريت أتوود "في مهنة يهيمن عليها الوصوليون الذين اكتفوا بالاعتناء بحدائقهم الخاصة، فان مارغريت أتوود هي الاستثناء الأكثر إشراقًا، فمواقفها لم تكن مجرد الدفاع عن مبادئها: في رواية بعد رواية، كانت تضعها  على المحك. وما تفعله كمناضلة وناشطة سياسية كان يؤدي إلى تعميق رؤيتها ككاتبة روائية. وهي مصدر إلهام لنا جميعا."

حازت مارغريت أتوود على شهرة عالمية ووصفتها صحيفة ذا إيكونومست بأنها كاتبة مبدعة ومتألقة وخبيرة في النقد الأدبي, كتبت أتوود بعض الروايات التي يعدها البعض من نوع الخيال العلمي وحازت روايتها (قصة الخادمة)على أول جائزة من جائزة آثر سي كلارك والتي نشرت في المملكة المتحدة في العام 1987. ولم ترغب أتوود في بداية الأمر أن توصف هذه الرواية بأنها من نوع الخيال العلمي, حيث قالت في تعليق لصحيفة الجارديان أن الخيال العلمي يصف "وحوشًا كاسرة وسفنًا فضائية" وأصرت على أن تكون روايتها من نوع الأدب التأملي. لكنها بعد حين أشارت إلى أنها تكتب أحيانًا بعض قصص الخيال العلمي كما أوضحت أن بعض الناس يخلطون بين الخيال العلمي والأدب التأملي, فالأول يصف أمورًا لا يمكن للإنسان أن يفعلها ويتصور حدوثها في زمنه الذي يعيش به, أما الأدب التأملي فيصف أمورًا يمكن أن تحدث بالوسائل المتوفرة للإنسان والتي تكون على كوكب الأرض.


عدد القراء: 2622

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-