وجه امرأة مخفي وراء إحدى لوحات ديغا

نشر بتاريخ: 2016-08-06

فكر – الرياض:

بفضل تقنيات تصوير متطورة جدًا، تمكن باحثون افتراضيًا من إظهار وجه المرأة التي رسمها إدغار ديغا على لوحة غطاها لاحقًا بيده بوتريه آخر.

وقال هؤلاء العلماء ان هذه المرأة هي ايما دوبينيي إحدى العارضات المفضلات لدى الفنان الفرنسي.

وهي كانت تختبئ وراء لوحة "بورتريه إمرأة" (1876-1880) الموجودة بين مجموعات "ناشونال غاليري اوف فيكتوريا" في ملبورن (أستراليا). وهي تمثل امرأة ترتدي الأسود لم يحدد مؤرخو الفنون هويتها بعد.

ومعروف منذ عشرينيات القرن الماضي إن هذا العمل يغطي عملاً آخر بالمقلوب راحت أطرافه تبرز شيئًا فشيئًا مشوشة على وجه المرأة في اللوحة الأخيرة.

وهذا الأمر عائد إلى تحول تدريجي في صباغ الطبقة العليا من الطلاء التي تزداد شفافية على ما أوضح عالم الكيمياء ديفيد ثوروغود المشارك في إعداد الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس" العائدة لمجموعة "نيتشر".

وكان العلماء فشلوا حتى الآن في تحديد الوجه المخفي.

وأوضح ثوروغود أحد أمناء متحف "كوين فيكتوريا ميوزيوم اند آرت غاليري" في لونسيستون في أستراليا "مع استخدام أشعة إكس التقليدية نرى فقط ظلالاً قد تكون امرأة. أعمالنا تؤكد إنها امرأة وأن الأمر يتعلق بلوحة أخرى لديغا كانت مجهولة حتى الآن".

وأضاف "الأمر يثير حماسة كبيرة، إنها ثورة فنية. فاكتشاف لوحة جديدة لديغا مخفية عن الأنظار لا يحصل كل يوم".

وللتوصل إلى هذه النتيجة أخضع العلماء اللوحة لأشعة اكس في مسرع الجسيمات (سينكروترون) الأسترالي في كلايتون.

وقال ديفيد هاورد الباحث في هذا السينكروترون والمشارك في إعداد الدراسة "الضوء الناجم عنه أقوى بمليون مرة من قوة الشمس".

- ويصدر ضوء السينكروترون عندما تقوم حقول مغنطيسية بتحويل مسار الالكترونات المشحونة طاقة السارية في حلقة تخزين دائرية.

ومن أجل تحليل التشكيلة الأساسية للصباغ في اللوحة استخدم الباحثون تقنية غير مؤذية تسمى "اكس ار اف" اي فلورية الاشعة السينية.

وبواسطة كمبيوتر أعاد العلماء افتراضيًا تشكيل الألوان الممكنة للوحة المخفية فظهر عندها وجه امرأة شابة سمراء صاحبة عينين داكنتي اللون وانف بارز.

وقال هاورد "نظن إنها ايما دوبينيي بعد المقارنة مع أعمال اخرى لديغا تمثلها".

واعتبر هنري لواريت الرئيس السابق لمتحف اللوفر والمتخصص بأعمال ادغار ديغا "من الوارد جدًا أن تكون ايما دوبينيي". ولواريت أيضًا مفوض معرض حول الرسام مقام راهنًا في "ناشونال غاليري اوف فيكتوريا" في ملبورن يتضمن لوحة "بورتريه امرأة".

ويذهب لورايت إلى أبعد من ذلك. فهو يعتبر أن ايما دوبينيي هي المرأة الواردة في "بورتريه امرأة" وهو احتمال أثاره في أيار/مايو أمام أحد خبراء قد يكون "ناشونال غاليري اوف فيكتوريا".

وشدد لواريت "كانت تتمتع بعينين سوداويتن كبيرين وبحاجبين ملفتين. ومن السهل التعرف على شكلها".

وأضاف "الرسم مجددًا على العمل نفسه كان شائعا لدى ديغا وهذا ليس باستثنائي".

ولدت ماري ايما تويو (ايما دوبينيي) في منطقة واز شمال فرنسا العام 1851 وكانت تقيم في حي مونمارتر الباريسي حيث كانت تعمل عارضة لرسامين. وتعاونت مع ديغا قرابة العام 1870 وتوفيت العام 1925.

واستخدمها ديغا كعارضة وكانت أيضًا موضوع لوحة في "بورتريه ايما دوبنيي" (1869) الموجودة ضمن مجموعة سويسرية خاصة على ما أوضح لواريت.


عدد القراء: 3639

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-