رواية «طشاري» لإنعام كجه جي تفوز بجائزة لاغاردير الفرنسية

نشر بتاريخ: 2016-09-08

فكر – الرياض:

فازت رواية "طشاري" للكاتبة العراقية إنعام كجه جي بالجائزة الكبرى للرواية العربية، التي تمنحها مؤسسة "لاغاردير" الأدبية سنويًا، بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس.

وقررت لجنة التحكيم المؤلفة من تسع شخصيات ثقافية عربية وفرنسية، منح الجائزة للكاتبة كجه جي، عن روايتها "طشاري" المترجمة إلى الفرنسية، والتي سبق وأن رشحت لأكثر من جائزة عربية.

وتحصد أنعام كجه جي الجائزة في أول مرة تفوز فيها رواية عراقية بهذه الجائزة التي أنشئت عام 2013، وتمنح لروايات ودواوين شعر ومجموعات قصص لمؤلفين عرب، مكتوبة بالفرنسية أو مترجمة إليها.

وحاز على الجائزة الثانية الروائي المغربي رضا دليل عن روايته "بيست سيلر" الصادرة بالفرنسية عن دار الفنك المغربية، وضمت القائمة القصيرة سبع روايات.

وتبدو كلمة "طشاري" غريبة بعض الشيء على القارئ غير العراقي، فهي من اللهجة العراقية وتعني التفرقة والتشرذم، وتتحدث الأديبة عن حال العراقيين وما يتعرضون له من تشرذم وهجرة على مدار عقود، سواء داخل العراق أو خارجه، على مر ثلاثة أجيال.

ووصفت الكاتبة والصحافية العراقية إنعام كجه جي فوز روايتها "طشاري"، بنسختها المترجمة إلى الفرنسية والصادرة عن دار "غاليمار" الشهيرة، بجائزة الرواية العربية التي تمنحها مؤسسة "لاغاردير" بالتعاون مع معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية، بالأمر المفرح رغم عدم اهتمامها بالجوائز وهي التي سبق لها الوصول إلى القائمة الطويلة في جائزة البوكر العربية، فالجائزة لها دور في لفت انتباه الجمهور إلى النص.

وتشير الكاتبة إلى أن جائزتها الأقرب إلى قلبِها كانت حينما رفعت لافتة في شارع المتنبي بالعاصمة العراقية بغداد تشيد بالرواية وتبارك وصولها إلى قائمة البوكر، مشيدة هنا بدور المترجم فرنسوا زبال الذي وضع خبراته المعرفية كونَه أديبًا وباحثًا تاريخيًا في الأديان لينقل ببراعة نص "طشاري" إلى الفرنسية رغم أنه شديد الخصوصية من حيث ارتباطه بالبيئة العراقية، فالمترجم كما تراه إنعام كجه جي روائي يعيد كتابة النص، وقد استوعب كل مفردات البيئة العراقية بما يقابلها في اللفظ الفرنسي أو الثقافة الفرنسية وهذه كانت أحد تحديات الترجمة التي واجهها.

رواية "طشاري" التي اتخذت من قصة الشتات العراقي في المنافي العديدة مادتها الحكائية، تقول إنعام كجه جي عن ظروف كتابتها إنها بدأت الاشتغال عليها في بغداد عندما تعرفت إلى الشخصية التي ستكون في ما بعد إحدى أهم الشخصيات في العمل، لتعود الكاتبة وتلتقي هذه الشخصية في العاصمة الأردنية عمان بعد ذلك بعامين، ثم تجدها في باريس، وهذا ما ساعدها كما تقول على رصد كل التفاصيل المتعلقة بتلك الحيوات، إضافة إلى عودتها الذاتية نحو معارفها لتضيف إلى القصة خيوطًا روائية عديدة، وأمام هذا تقول صاحبة "الحفيدة الأمريكية" إن تظافر الواقع والخيال في وقت واحد ينتج عملاً جيدًا، رغم أن الواقع صار يسبق الخيال في غرائبيته، فغير المعقول صار معقولاً وممكنًا اليوم، فاللعبة الروائية تقوم عند إنعام كجه جي على جرأة القفز بين الواقع والخيال لتوهم القارئ بأن كل ما يحدث حقيقي وموثق، وتشير هنا بكثير من الدعابة إلى شخصية جرجس الساعور، الذي كان يشغل منصب مدير التموين في الأربعينيات ببغداد في إحدى رواياتها الأدبية، ولشدة الواقعية في ذلك العمل دفع الباحثون إلى ضم اسم جرجس الساعور إلى قائمة الشخصيات الوطنية التي عاشت في العراق نهاية الأربعينيات رغم أنه شخصية خيالية ولدت على الورق.

في جانب آخر تصف إنعام كجه جي اليوم الإنتاج الروائي العربي بالكبير والمتعدد لكن ما يشده هو الرواية البسيطة الملغومة، والتي تحمل بين جنباتها قربًا من المجتمع والناس والمحلية الخاصة، تلك التي تستطيع أن تنقل ما يشعر به الآخرون للآخرين، وبالنسبة إلى أعمالها الأدبية فإن الهجرة تعتبر ثيمة عامة لديها، وترى إنعام كجه جي أنّ الهجرة هي استقرار العصر، والهجرات هي بنات الحروب، لذلك تُفصِح اليوم عن عملها الروائي القادم الذي يقوم على قصة حب تدور ما بين العراق وفنزويلا وفرنسا، أبطالها أبناء الحروب والهجرات.

وأنعام كجه جي صحفية وروائية عراقية ولدت في بغداد عام 1952 وفي جامعتها درست الصحافة، وعملت في الصحافة والراديو العراقية قبل انتقالها إلى باريس لتكمل أطروحة الدكتوراه في جامعة السوربون.

تشتغل حاليًا مراسلة في باريس لعدد من الصحف والمجلات منها مجلة "كل الأسرة" في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة.

وقد نشرت إنعام كجه جي كتابًا في السيرة بعنوان "لورنا" عن المراسلة البريطانية لورنا هيلز التي كانت متزوجة من النحات والرسام العراقي الرائد جواد سليم.

وأصدرت كتابًا بالفرنسية عن الأدب الذي كتبته العراقيات في سنوات المحنة والحروب، وفي عام 2004 أعدت وأخرجت فيلمًا وثائقيًا عن الدكتورة نزيهة الدليمي، أول امرأة أصبحت وزيرة في بلد عربي، عام 1959.

من إصداراتها في مجال الرواية: "سواقي القلوب" (2005) و"الحفيدة الأمريكية" (2008) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2009 وصدرت بالإنجليزية والفرنسية والصينية.


عدد القراء: 4303

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-