رحيل الفنان التشكيلي اللبناني وجيه نحلة

نشر بتاريخ: 2017-02-21

فكر – الرياض:

"الفن العربي بخير"، مقولة طالما ردّدها الفنان التشكيلي اللبناني وجيه نحلة (1932 – 2017) الذي رحل عن عالمنا اليوم. وهي تستند إلى ملاحظاته عن قدرة الفنانين العرب على التحليق عالياً كلما توفّرت لهم الفرصة، ما يناقض طرحًا (في الغرب وفي العالم العربي) يعتبر أن الفنون التشكيلية غير ممكنة الانغراس في البيئة العربية.

ككثيرين من جيله، وصل نحلة إلى عالم الفن من دراسة الهندسة المعمارية، ولكن أيضًا بفضل مروره بمرسم الفنان مصطفى فروخ (1901 – 1957). وبعد سنوات من العمل كمهندس في وزارة الأشغال اللبنانية، قرّر أن يتفرّغ للفن نهاية الخمسينيات مع نجاحات أعماله في عواصم أوروبا. منذ تلك اللحظة، لم يستقر نحلة في مكان، وإن كانت له أربع نقاط شبه ثابتة: بيروت وباريس ونيويورك وجدة.

ما يميّز مسيرة نحلة هو انتقالاته الفنية المتشعّبة. فضمن أكثر من 100 ألف لوحة في مشوار امتدّ قرابة ستة عقود، توجد بالأساس ثلاث تحوّلات كبرى، ففي بداياته حاول استلهام التاريخ، وخصوصًا تحويل رموز البحر التي نجدها في الآثار الفينيقية إلى داخل اللوحة.

فترة لم تدم طويلاً، فقد مال في ستينيات القرن الماضي إلى الحروفيات، وإن رأى بعضهم أن هذه المرحلة هي أقرب إلى استجابة تجارية حيث أنها ساهمت في دخول لوحاته – والفن التشكيلي الحديث بشكل عام – إلى منطقة الخليج، لكن أعمال نحلة وإن انطبق عليها ذلك بشكل كبير لم تخل من اجتهاد وبحث ومحاولة تحديث للفن التشكيلي المستلهم مباشرة من التراث العربي الإسلامي بمدّه بمؤثرات التجريد والتنويع في الخامات.

صبّت هذه التحوّلات والمحاولات في تصوّره للفن الذي استقر عليه، ما يسمّيه بـ "الحركة اللونية"، حيث بدت لوحاته قريبة من الأجواء السوريالية ولكن بلمسة شرقية بارزة، حيث يظهر النور في اللوحة إلى جانب اللون كركيزتين لمجمل أعماله. 


عدد القراء: 3028

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-