«عباقرة الظل» .. تاريخ من الاستحواذ على أفكار الآخرين

نشر بتاريخ: 2017-03-08

فكر – المحرر الثقافي:

 

الكتاب: "عباقرة الظل" تاريخ من الاستحواذ على أفكار الآخرين

الكاتب: ناصر بن محمد الزمل

الناشر: العبيكان للنشر

عدد الصفحات: 250 صفحة

تاريخ النشر: مارس 2016

الرقم المعياري الدولي للكتاب: ISBN: 978603603908-6

 

يقول الزعيم الألماني الشهير بسمارك: «الحمقى يزعمون أنهم يتعلمون من خبراتهم، أما أنا فأفضل أن أستفيد من خبرات الآخرين».

بهذه المقولة يفتتح المؤلف ناصر بن محمد الزمل كتابة: "عباقرة الظل" تاريخ من الاستحواذ على أفكار الآخرين، من إصدارات العبيكان للنشر.

يستهل المؤلف بعدد من أفكار النجاح التي تم الاستيلاء عليها من قبل علماء وصناع القرار أو حتى من أصحاب ذوي السلطة أو الاستحواذ على هذه الأفكار عن طريق البيع تحت ظروف صعبة لصاحب الفكرة وتسجيلها باسم صاحبها الجديد.

يقول المؤلف: إذا عدنا لسجل تاريخ الاختراعات والاكتشافات والإنجازات العلمية، سنجد أن العديد من هذه الاختراعات أصبحت في يوم من أيام هذا التاريخ أكثر إثارة للجدل والبعض دخلت أروقة المحاكم، ليعود بحكمٍ إلى صاحبه الحقيقي بعد سنوات طويلة.

وهناك بعض من هذه الاختراعات والاكتشافات كانت مادة للدرس في المدارس والجامعات، وأصبحت حقيقة مسلّم بها، ولا نقاش في صحة نسبها لمخترعها أو مكتشفها.

فقد دأبت الكتب المدرسية والجامعية والموسوعات العلمية والكتب الثقافية ووسائل الإعلام سواء المكتوبة والمسموعة أو المرئية، تنقل لنا بشكل متكرر هذه الأسماء اللامعة، حتى التصق في المخيلة اختراعاتهم أو إنجازاتهم العلمية.

ويضيف المؤلف: قد تصاب بالصدمة بأن الكثير مما تعلمته وكل ما قرأته عن هؤلاء كانت معلومات خاطئة، وأن فئة كبيرة من هؤلاء المخترعين والمكتشفين إلا لصوص اختراعات واكتشافات خانوا الأمانة العلمية من أجل الوصول إلى القمة.

وكان للعلماء المسلمين إسهامات كبيرة في تقدم العلوم والتكنولوجيا، التي ينعم بها الغرب، ويتغنى بها، وبتقدمهم العلمي، في حين كانت أوروبا تغط في سبات عميق، فالبعض تم سرقتها ونسبتها إلى علماء أوروبيين، جاء ذلك بعد انهزام المسلمين، حيث تم طمس أسماء المؤلفين، ونسبوا هذه العلوم والاكتشافات والاختراعات لأنفسهم، الشيء الذي فعله الغرب ببساطة، أنه سوّق نفسه على أنه هو صاحب الاكتشافات العلمية، وهذا ينطبق على العلماء من بني جلدتهم ليس فقط على العلماء المسلمين.

وفي قصة اكتشاف (DNA) تطبيق ميداني على ذلك، فالذي اكتشف التقنية (روزاليند فرانكلين)، أما الذي كتب اسمه في الخالدين، كأعظم مكتشف، فهو (جيمس واطسون وفرانسيس كريك)، وماتت بعد ذلك كمدًا بعد أن تنكر لها الجميع. ينطبق ذلك على عالمة الفيزياء جوسلين بورنيل التي اكتشفت النجوم النابضة حين كانت طالبة دراسات عليا، ولكن بقي اسم مشرفها على البحث  أنتوني هويش في سجل الخالدين بعد أن حصل هذا الاكتشاف على جائزة نوبل عام 1974، وأقصيت جورسلين عن الجائزة.

شواهد وأسماء كثيرة اغتصبت وسُرقت أفكارهم وإنجازاتهم، واختفت آثارهم من الأوساط العلمية، وحُرمت من الاعتراف بحقوقها، وبقوا مدة من الزمن يعيشون في الظل، إلا أن هناك فئة اُعترف بحقها العلمي، وبالرغم من ذلك بقي اختراعهم أو اكتشافاتهم ملتصقًا بالمخترع المزيف.

من الأفكار التي سُرقت ودخلت أروقة المحاكم فكرة اختراع الليزر الذي استطاع غولد نيل من الاعتراف بعد 30 عامًا بوصفه أول مخترع لليزر ومن ثم الحصول على عوائد مالية ضخمة بعد استعمال تقنيته في جميع الصناعات.. وما يستحق الاحترام أكثر أن كفاح غولد لم يكن موجهًا فقط ضد العالمين تونز وشاولو بل ضد شركات صناعية كبيرة وعملاقة رفضت الاعتراف به بوصفه مخترعًا لليزر - تلافيًا لدفع أي مقابل لاستخدامه..

ومن الأفكار كذلك التي سُرقت فكرة اختراع ماسحة السيارات المتقطعة الذي امتد إلى 12 سنة بين أروقة القضاء فقد تم حسم القضية لصالح المخترع الحقيقي روبرت، وبعد التوصل لتسوية مع شركة فورد عرضت شركة فورد أخيرًا على كيرنز لدفع 50 مليون دولار لتسوية القضية ومبلغ مماثل من شركات صناعة السيارات الأخرى.

الكتاب مليء بحوادث وقصص مدعومة بالصور، قد يتعجب لها البعض أنها حدثت في البلاد التي تعد الأكثر تقدمًا في الثقافة والعلوم وحقوق الملكية الفكرية.

يقول توماس أديسون: «في عالم التجارة والمال والصناعة الكل يسرق الكل، وأنا شخصيًّا سرقت الكثير، وأعرف كيف يسرق المرء جيدًا».

يذكر أنه صدر للكاتب ناصر بن محمد الزمل عن العبيكان للنشر: (موسوعة أحداث القرن العشرين) 8 مجلدات، وكتاب: (لماذا يكرهوننا؟)، وكتاب: (رقميون غيروا حياتنا)، وكتاب: (عباقرة الظل)، وعن دار الرشد ناشرون صدر له كتاب: (الصهاينة الجدد).    


عدد القراء: 6398

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-