البارود.. تاريخ المادة المتفجِّرة التي غيَّرت العالم

نشر بتاريخ: 2017-03-25

فكر – المحرر الثقافي:

 

الكتاب: البارود.. تاريخ المادة المتفجِّرة التي غيَّرت العالم

الكاتب: جاك كيلي

الناشر: Basic Books

الصفحات: 272 صفحة

 

يضم كتاب «البارود ..‏‏ تاريخ المادة المتفجِّرة التي غيَّرت العالم» للباحث الأمريكي جاك كيلي، ثلاثة عشر فصلاً وخاتمة، تبحث في تاريخ البارود الذي فصل ما بين زمنين.

كما يبين المؤلف: زمن الموت بالقوس والسهم، زمن الموت بضغطة على الزناد. وقد وصف هذا البارود بأنَّه "قُطارة الشيطان" ذلك لأنَّ مُشاهديه كان يُصيبهم الفزع من وميضه وهديره.. وأصبح أحد ألاعيب السحرة، وربَّما كان ذلك أوَّل استخدام مبكِّر له في الصين التي طوَّر مهندسوها تكنولوجيا البارود. ويعود تاريخ أقدم مدفع يدوي في الصين حتى الآن إلى 1288.

غير أنَّ خبيرًا إنجليزيًا كبيرًا في المدفعية في القرن العشرين وضع سبع عشرة حجة، توضِّح أنَّه «لا وجود لأيِّ دليل يمكن الوثوق به على أنَّ الصينيين اخترعوا البارود». وبدلاً من ذلك أصرَّ على أنَّهم اقتبسوه من الغرب.. وتعود أوَّل إشارة إلى البارود في أوروبا إلى عام 1267، ولوحظ أوَّل استخدام عسكري له عام 1331.

وليس هناك أي دليل على وجود البارود أو إحراز أي تقدم في صناعته في أوروبا إلى أن أصبح معروفًا مدة طويلة في الصين.. ويشير المؤلف إلى أنَّ الأوروبيين تلقوا الفكرة من الصين مباشرة. ويرجِّح جاك كيلي أن يكون العرب قد لعبوا دورًا في نقل البارود إلى الغرب.. وفي تطوير استخداماته. ففي القرن الـ 13 كان المسلمون قد شيَّدوا ثقافة عالمية راسخة من شبه جزيرة أيبيريا حتى الهند، مع إنجازات تقنية فاقت أي شيء في العالم المسيحي.

وفي نحو عام 1240 حصل العرب على المعرفة بنترات البوتاسيوم "الثلج الصيني" من الشرق، وربَّما كان ذلك عبر الهند، وسرعان ما عرفوا البارود بعد ذلك.. كذلك علموا بالألعاب النارية.. وفي 1280 حصل المحاربون العرب على الرماح النارية. وفي العام ذاته ألَّف سوري اسمه حسن الرمَّاح كتابًا وصفه بأنَّه يتعامل مع آلات النار ليستخدمها في التسلية وأغراض أخرى.

ويبين كيلي أن أستاذ علم الكيمياء في جامعة بازل كريستيان فريدريش شونباين، الذي اكتشف "الأوزون" عام 1840 غمَّسَ في 1845 قطع نسيج قطنية في مزيج كيميائي مدخَّن من حامض النتريك وحمض الكبريتيك، وعندما جفَّفها وجدها قابلة للاشتعال، بل وحتى للانفجار. وعلى الفور علم شونباين أنَّه وصل إلى شيء ما، حيث عثر على منافس محتمل للبارود.. وبرز ألفريد نوبل الذي دفعه والده إيمانويل السويدي البارع الذي برز من جديد في سانت بيترسبورغ إلى صناعة المتفجِّرات في أربعينيات القرن التاسع عشر بعد إفلاسه المبكِّر.

إذ وضع قارورة مليئة بالبارود داخل حاوية نترات وقد فجَّرت النار الصادرة من صمَّام البارود، وعملت صدمة الانفجار الصغير مثل الشاكوش لكي تفكِّك جزيئات النتروغليسيرين مسبِّبة سلسلة ردود أفعال مُطلقة للطاقة. وهذه الفكرة البسيطة القائمة على استخدام مفجِّر ما لتفجير مفجِّر آخر، فتحت الطريق أمام استخدام المتفجرات الكيميائية التركيبية، ووضع نوبل بادئ التفجير في حاوية نحاسية صغيرة مع صمَّام مرتبط بها مستعيضًا بفولماك الزئبق في البارود الأصلي. وقد سجَّل اختراعه لهذه الكبسولة المفجِّرة. وبهذا حان عصر المتفجِّرات الفائقة.


عدد القراء: 6845

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-