افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب تحت شعار «عالمٌ في كتابي»

نشر بتاريخ: 2017-11-01

 

لا يزال معرض الشارقة الدولي للكتاب الحدث الثقافي والأدبي البارز الذي ينتظره كل عام جمهور إماراتي وعربي عطفاً على جمهور من الجالية الآسيوية. واليوم افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الدورة السادسة والثلاثون لمعرض الشارقة الدولي للكتاب تحت شعار «عالمٌ في كتابي» ويشهد المعرض هذه السنة مشاركة 1650 دار نشر من 60 دولة، تعرض أكثر من 1.5 مليون عنوان، ثلثها عناوين جديدة صدرت في العام الحالي، ويضم برنامجاً حافلاً بالنشاطات يجمع 393 ضيفاً، من 48 دولة، يحيون أكثر من 2600 نشاط، على مدى 11 يوماً. وليس اختيار «عالمٌ في كتابي» شعاراً للدورة الحالية إلا تجسيداً لقيمة الكتاب المعرفية فهو الأصل في الوصول إلى العلوم والمعارف في العالم. ودرج المعرض كل عام على جذب دول جديدة، بعضها يحضر للمرة الأولى ضمن معارض الكتاب في العالم العربي، ومن بينها كوريا الجنوبية وبنغلادش والدنمارك.

تتوزع نشاطات المعرض هذه السنة على محاور ثابتة، فينظم البرنامج الثقافي 300 نشاط بحضور 158 ضيفاً، وبمشاركة 39 دولة، فيما يشتمل برنامج «المقهى الثقافي» على أكثر من33 نشاطاً بحضور60 ضيفاً ومشاركة11دولة، ويستضيف البرنامج الفكري 98 ضيفاً من 28 دولة، يقدمون 267 نشاطاً، ويولي المعرض عناية ببرنامج «ثقافة الطفل» مقدماً 1632 نشاطاً بحضور44 ضيفاً وبمشاركة 20 دولة، منها: بريطانيا، الكويت، بولندا، والأردن، أستراليا، مولدوفيا، روسيا، الهند، البحرين، أيسلندا، منغوليا، سورية، إيطاليا وأوكرانيا.

وجديد هذا العام، خصص معرض الشارقة الدولي في القاعة الرقم واحد جناحاً يحمل عنوان «منطقة المستقبل» تشارك فيها عشرٌ من كبرى الشركات المتخصصة في مجال النشر والكتاب الإلكتروني، تعرض تجاربها، وجديد إصدارتها، وتقدم خدمات نوعية للقراء، تتضمن خدمات البحث، وشراء الإصدارات.

وفي ما يتعلق ببريطانيا ضيف شرف المعرض هذا العام فسينظم المعرض سلسلة من النشاطات التي تعكس عمق الثقافة الإنكليزية وسيرة منجزها الأدبي والفكري والفني.

أما ضيوف المعرض، فالقائمة تضم شخصيات مهمة تثري البرنامج الثقافي بمؤلفاتها، ورؤاها، وأطروحاتها الثقافية، ومنها: الروائي الجزائري واسيني الأعرج، الشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله، الكاتب السعودي عبده خال، الروائي والقاصّ الأردني جمال ناجي، الشاعر العُماني سيف الرحبي، الكاتب الكويتي طالب الرفاعي، الروائي المصري أحمد مراد، الروائي الكويتي سعود السنعوسي، الروائي السعودي محمد حسن علوان، الناقدة المصرية ثريا العسيلي، الكاتبة الليبية نجوى بن شتوان، الروائي المغربي عبدالكريم جويطي، الروائي العراقي سنان أنطوان، الروائي التونسي كمال الرياحي وغيرهم. ومن الكتاب العالميين: الكاتب الأمريكي المتخصّص بأدب اليافعين بيتر لورانجيس، الكاتبة والروائية الأمريكية فيكتوريا كريستوفر، الكاتب الفرنسي جوليان كولومو، الروائي والشاعر الفيلبيني إدغار سامار، الكاتب والمؤرخ البريطاني بيتر فرانكوبان، الكاتبة الأميركية ليزا جينوفا، الشاعرة الجاميكية لورنا جووديسن.

وتعد بريطانيا برنامجاً حافلاً لمشاركتها في المعرض، يتمثل أهمها في عرض أقدم نسخة للقرآن الكريم أمام الزوار، وهذه النسخة تعد من المقتنيات النادرة في جامعة برمنغهام البريطانية، ويشكل عرضها في المعرض فرصة أمام الباحثين والشغوفين في المعرفة، بخاصة أن المعرض ينظم حولها ندوة حوارية يشارك فيها متخصصون في المخطوطات والتراث الإسلامي.

وتشهد هذه الدورة مشاركة نخبة من أبرز الشخصيات الأدبية، والثقافية، والفنية، من شبه القارة الهندية، لإثراء زوار المعرض بنقاشات وحوارات حول مواضيع أدبية وثقافية متنوعة. وتتضمن قائمة الأدباء الذين يستضيفهم معرض الشارقة الكاتب الباكستاني محمد حنيف، الحائز جائزة البوكر الأدبية، والكاتبة الهندية أرونداتي روي، والشاعر الهندي غولزار الحاصل جائزة غرامي، والروائية الهندية بريتي سينوي، التي تعدُ رواياتها الأعلى مبيعاً في الهند، إضافة إلى اختيار مجلة «فوربس» إياها ضمن قائمة أكثر الشخصيات نفوذاً في بلدها، والروائي الهندي فيكاس سواروب، الحائز جوائز أدبية مرموقة والذي يشغل حالياً منصب المفوض السامي الهندي في كندا؛ والكاتب الباكستاني سارفراز منصور، وهو أيضاً وجه إعلامي معروف إلى جانب عمله كمخرج أفلام وثائقية، والصحافي والإعلامي الهندي البارز راجديب سارديساي. ويستضيف المعرض هيما ماليني وآشا باريخ، نجمتي السينما الهندية.

وسبق افتتاح المعرض، وتحديداً في 29 تشرين الأول/أكتوبر إقامة «البرنامج المهني للناشرين» بالتعاون مع كلية النشر في جامعة نيويورك، للعام السابع على التوالي، وقد شهد مشاركة واسعة من الناشرين، الذين يحظون بفرصة حضور سلسلة من الندوات والمحترفات التدريبية التي تتناول مواضيع متنوعة حول صناعة النشر وسبل تطويرها، ويتيح لهم البرنامج الاطلاع على أحدث الممارسات في هذا المجال، بهدف تطوير خبراتهم، وتمكينهم من الاستفادة من نمو هذه الصناعة، ومواجهة التحديات المتوقعة.

أما البرنامج المهني «مواعيد المتخصصين» المصاحب للمعرض، فأقيمت دورته السابعة، في 30 و31 تشرين الأول بمشاركة أكثر من 300 ناشر ومتخصص في مجال الحقوق، والترجمة من مختلف دول العالم. وتضمن البرنامج تعريف المشاركين بالمُتخصصين في مجال النشر في الدول العربية والأجنبية، إلى جانب عقد اتفاقات بين المشاركين في البرنامج. ويُعتبر برنامج «مواعيد المتخصصين»، جُزءاً رئيسياً من معرض الشارقة بحيث يجذب خبراء الحقوق في مجال الكتاب من أكثر من 60 دولة، ويقدم منحة مالية تبلغ قيمتها 300 ألف دولار أمريكي كتمويل لاتفاقات الحقوق التي يتم إبرامها خلال البرنامج.

يقول أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «على مدار الأعوام الماضية، رسخت الشارقة مكانتها الرائدة عالمياً منبراً للأدب والثقافة والعلوم، مستلهمة في ذلك رؤى الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي رسمت بوضوح معالم نهضة ثقافية شاملة أثرت معارف الإنسان، وارتقت به فكراً وطموحاً، وأسست للأجيال القادمة قواعد متينة تبني عليها مستقبلها المشرق.

ومع مرور 35 عاماً على انطلاقته الأولى، شكل معرض الشارقة الدولي للكتاب أحد الأعمدة الرئيسة لنهضتنا الثقافية، وسرعان ما انتقل من نجاح إلى آخر، حتى أصبح اليوم ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم، يجتذب الآلاف من دور النشر والكتّاب والمؤلفين إضافة إلى الملايين من الزوار من كل أنحاء العالم».

وسيتخلل المعرض إقامة الدورة الرابعة من مؤتمر المكتبات، بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية، أيام 7 و8 و9 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، بمشاركة عدد كبير من أمناء المكتبات من المنطقة والولايات المتحدة ودول أخرى، ويشمل العديد من الفعاليات والجلسات التي تتناول مواضيع مهمة لأمناء المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية والحكومية والخاصة.

يسعى معرض الشارقة الدولي للكتاب إلى نشر – وترسيخ - متعة القراءة، وتعزيز التفاهم والتواصل الثقافي بين مختلف الشعوب والحضارات، من خلال استضافته أبرز الكتَاب والناشرين والفنانين من منطقة الشرق الأوسط وأنحاء العالم.

يقدم المعرض سنوياً آلاف العناوين التي تشمل الروايات والقصص والأعمال الأدبية الأخرى، والتي يركز من خلالها المعرض على قوة الأدب كوسيلة فريدة تفتح للقراء نوافذ على عوالم وفضاءات فسيحة.

وأعلن معرض الشارقة اختيار الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري السابق، شخصية العام الثقافية للدورة السادسة والثلاثين تقديراً لمكانته الثقافية البارزة وشخصيته الأكاديمية المتميزة.

ويعد محمد صابر عرب أحد وجوه الثقافة العربية، هو الذي يجمع بين التاريخ، والأدب، والفكر، في شخصية غلب عليها الاهتمام بالقضايا العربية، والسعي إلى تطوير العمل الثقافي، وتعزيز علاقات مصر مع كل الجهات الثقافية الفاعلة، متمتعاً بنظرة تاريخية متعمقة تنادي بالحفاظ على ثوابت العروبة في مواجهة التحديات المعاصرة.

يشهد «ركن التواقيع» أكثر من 200 حفلة توقيع لنخبة من الكتّاب الإماراتيين والعرب والأجانب، الذين يوقعون للجمهور مؤلفاتهم التي تتنوع بين الشعر، والنقد، والفلسفة، والتاريخ، والمسرح وغيرها من المواضيع الثقافية والمعرفية.


عدد القراء: 3394

التعليقات 1

  • بواسطة شليم محمد رقادي من الجزائر
    بتاريخ 2017-11-04 20:14:37

    إن متعة القراءة تعتبر عامل أساسي في تكوين الإنسان الذي يتميز بالذوق السليم .و الذي يستطيع توظيف ذوقه في مختلف المجالات , لأن حسن القراءة و الفهم الصحيح لما نقرأ يولد فينا عوامل الجمال و محاسن الأخلاق وأسس القيــّم النبيلة. و كل ما يدفع الذات لقبول ثقافة الآخــر ,و بالتالي تحقيق التنوع الثقافي الذي يعتبرفـسيـفـســاء تجمع المجتمعات الإنسانية,فالقراءة السليمة أو ثقافة القراءة يجب أن تعم مجتمعاتنا العربية .حتى يتم تحقيق التواصل بين الأجناس ,و ما معرض الشارقة الدولي للكتاب إلا دليل على الدور الذي تقوم به دولة الإمارت العربية الشقـيـقة على تجاوز العقـبات ,و الوصول بالأمة العربية إلى مصاف الشعوب التي ترتقي بالقراءة .و ما شـدّ إنتباهي هو الإهتمام بالإستثمار في العنصر البشري , من خلال تخصيص فـضاءات تعنى بثقافة الطفل ,من أجل تنمية أطفالنا و تحصينهم ,و تنشئتهم على تقديس القراءة و اعتبارها الأداة الأنسب لنشر السلم و محاربة كل الظواهر الغريبة التي تضر بالجنس البشري. وشكرا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-