«رمادي داكن» قصص تحكي قضايا الإنسان والواقع

نشر بتاريخ: 2018-10-04

المحرر الثقافي:

الكتاب: "رمادي داكن"

المؤلف: طالب الرفاعي

الناشر: دار ذات السلاسل

أصدر الروائي والقاص الكويتي طالب الرفاعي مجموعة قصصية جديدة بعنوان "رمادي داكن" عن دار ذات السلاسل في الكويت. والرفاعي الذي بدأ حياته الأدبية قاصاً في منتصف السبعينيات له سبع مجموعات قصصية، إضافة إلى ست روايات، وعدد من كتب السيرة والمسرح والنقد. "رمادي داكن" تحوي 25 قصة قصيرة، وفي توطئة المجموعة يقول الكاتب: "هذه ليست مختارات، بل قصص جديدة، بالرغم من قِدم تواريخ كتابة بعضها. فلقد قمتُ بإعادة كتابتها وقراءتها، والاشتغال عليها لتجديد عمارة بنائها، مرة، ومرتين، وعشر، وعشرين، وأكثر. وذلك بناء على وعيٍ وموقفٍ متجددين من قضايا الإنسان والواقع والإبداع".

طالب الرفاعي الذي عُرف في كتاباته القصصية والروائية بانحيازه للهم الإنساني ومعاناة ووجع الإنسان، يكاد لا يفارق هذه الموضوعة، بل يبدو مخلصاً لها تماماً. فقصص المجموعة تتناول القضايا الشائكة والمأزومة على ساحة المجتمع الكويتي، وأخيراً الهم الإنساني المجرد. الرفاعي وفي رصده للقضايا الاجتماعية بزوايا حادة تثير الانتباه والدهشة، فإنه يستخدم لغة مكثّفة ودقيقة وخالية تماماً من أي زيادات أو رتوش، حتى ليبدو صعباً ومخلّاً بأي قصة انتزاع أي كلمة من كلماتها. بل ان اللغة، وصفاً وحواراً، وفي أكثر من قصة تبرز بوصفها العنصر الأكثر حضوراً وإدهاشاً. فالرفاعي يبدو جاداً في تقديم مفردة وجملة جديدتين بأسلوب مبدع يشكل بصمة لأسلوبه القصصي، ويضيف رصيداً مهماً لتجربته القصصية الشخصية ولمنجز القصة القصيرة الكويتية.

لم يستل الرفاعي عنوان مجموعته "رمادي داكن" من عنوان قصة بعينها، وإنما أراد له أن يمثل الجو العام لقصص المجموعة، ففي معظم قصص المجموعة يعيش القارئ وجع وانكسار أبطال الرفاعي، وهم في جلّهم من المهمشين الذين يعيشون ضنك ووجع اللحظة العابرة لا لشيء إلا لأنهم لا يمتلكون بديلاً عن ذلك.

وإذا كان طالب الرفاعي قد كتب أكثر من رواية بأسلوب "التخييل الذاتي" بوجوده الشخصي الصريح كأحد أبطال العمل ببيئته وعلاقاته، فإنه يمضي في الطريق نفسه في مجموعة الجديدة، وذلك عبر قصة "رسائل موج" سارداً سيرة حياته في ثوب قصة قصيرة.


عدد القراء: 4126

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-