ضعف الإعلانات يهدد الصحف الورقية

نشر بتاريخ: 2015-09-05

فكر – الرياض:

أدى ضعف الإعلانات في الصحافة الورقية، وتفضيل المعلن للإنترنت، إلى تهديد عدد من الصحف اليومية السعودية والخليجية بشكل خاص والعربية بشكل عام مما أدى ذلك إلى تخفيض عدد من الصحف لصفحاتها، وقد تتزايد أزمة شح تدفق الإعلانات الورقية لسنوات قادمة، ما لم تقم تلك الصحف بتغيير جوهري في اتجاهاتها نحو العالم الرقمي، واستيعاب التطور الكبير الذي حدث في عالم الانترنت والصحافة الرقمية بهدف القدرة على المنافسة.  

وكان ضعف تدفق الاعلان أدى إلى تقليص كبير في حجم التوزيع والاشتراكات وبالتالي انخفاض حجم المبيعات والموارد المالية ، وهو ما جعل بعض الصحف تتجه نحو تقشف اقتصادي، مما أدى إلى تسريح عدد من الموظفين وتحويل البعض منهم إلى صحفيين متعاونين.

وقد قامت بعض الصحف الورقية إلى إغلاق بعض فروعها وذلك لتقليل المصروفات، وذلك بسبب قلة الإعلانات التي تعد المصدر الرئيس لدخل غالبية الصحف. وتعد السعودية من الدول الخليجية  الأعلى إنتاجًا للصحف الورقية إذ يصل عدد صحفها اليومية إلى سبعة عشر  صحيفة، منها صحيفتان باللغة الإنجليزية ، وثلاث صحف رياضية  كما تصدر عشرات المجلات ما بين أسبوعية وشهرية عدا المجلات المتخصصة ، فيما يتراوح عدد صفحات الصحف اليومية السعودية  بين 26 صفحة  كحد أدني و 35  صفحة كحد أقصى، وذلك بعد عملية تقليص الصفحات التي بدأت مؤخرًا .

فالصحيفة اليومية الورقية ليس في مقدورها منافسة سرعة المواقع الإلكترونية، وما تجود به خوادم الإنترنت في نقل الأخبار حين وقوعها. في حين تبدو الصحيفة الورقية وكأنها «شاخت» ومر عليها الوقت وصارت بائتة، فتخسر شيئًا فشيئًا القراء المشبعين بالأخبار والذين تنزل بهم الخيبة حين لا يجدون في الورق غير ما سبق أن تناهى إليهم. والعوامل وراء أزمة الصحافة الورقية ومشارفتها على لفظ أنفاسها الأخيرة، كثيرة ومركبة، ومنها مد الابتكارات التكنولوجية وتطور المجتمعات.

وتعود أسباب انتعاش سوق الاعلانات الالكترونية إلى التوسع في خدمة الانترنت فائق السرعة، بالإضافة إلى الشعبية الواسعة التي تتمتع بها محركات البحث على الانترنت كغوغل وياهو ومواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة.

ويرى الخبراء أن ما تحققه سوق الاعلانات عبر الانترنت ليس إلا البداية فقط بالنظر إلى حداثتها وتطورها المستمر في اقتصاد عالمي بات يعتمد التكنولوجيا بشكل رئيسي للتسويق الذي أضحى الوسيلة الفضلى للإعلانات متجاوزًا الإعلانات المطبوعة.

ومع تزايد وقت المستخدم الذي يقضيه على الهواتف الذكية، وهو ما جعل المعلنين يديرون بوصلة ميزانيات إعلاناتهم من الصحف الورقية  إلى الإعلانات عبر الإنترنت مما بات هذا الأمر يمثل تهديدًا جسيمًا لمستقبل الصحافة الورقية، خاصة مع التميز الإضافي للإعلام الالكتروني بما تحويه من تقنيات عرض وميزات تفاعلية، من صور ورسوم وفيديو الذي أصبح الأسرع نموًا.

وبالمقارنة بحجم الاعلانات بين الصحف الورقية والصحف الالكترونية اتضح أن هناك تفوقًا وحضورًا كبيرًا  للإعلام الالكتروني في مجال الإعلانات التجارية والاستهلاكية.

وليس في مقدور صحيفة كبيرة التخفف من دور الفهم، فهي تقدم نفسها على أنها تاريخ (تاريخها وتاريخ قرائها) ومكان (سطح وعمق)، وحيز ثقافي له نظامه وتراتبيته و«عوالمه» السياسية والعلمية والاجتماعية والبيئية والعلمية والكتبية والموسيقية والرياضية...، وحيز مطبعي يستند إلى نموذج الصحيفة وتوزيعها المواد وسياستها وإبراز المقالة وإرفاقها بصورة وانتخاب العناوين وإبراز المعنى... وأدوات المعلومات والتواصل على الشبكة تغرق في اللحظة وتعلي شأن السرعة وغياب الوقت: التغريدات تقصر على 140 حرفاً، وهي رمز إمبراطورية السرعة. وإذا تخلت الصحافة المكتوبة عن «نفسها الطويل»، أي الأناة، وحاكت وتيرة الإنترنت ولهاثه، سارت إلى حتفها.

 

المصدر: صحف، وكالات


عدد القراء: 3433

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-