كتاب «ادفنوا قلبي في ركبتي الجريحة» ممنوع في مدارس أمريكية

نشر بتاريخ: 2016-01-04

فكر – المحرر الثقافي:

وثق الكاتب دي براون في كتابه «ادفنوا قلبي في ركبتي الجريحة» bury my heart at wounded knee تاريخ سكان أمريكا الأصليين «الهنود الحمر»، وتم منعه في مدارس ولاية ويسكونسن الأمريكية عام 1974، وبررت السلطات في ذلك الوقت أنه يقدم وجهة نظر عدوانية عن المستوطنين البيض الأوائل في أمريكا كما نعرفها اليوم.

توثيق تاريخي

ويقدم الكتاب تاريخ نمو وتوسع أمريكا في الغرب من وجهة نظر الهنود الحمر، ويعد أحد الكتب النادرة التي تغير إلى الأبد الطريقة التي يتم من خلالها فهم التاريخ الأمريكي. ويتضمن وثائق ثابتة بلغة بليغة حول التدمير المنظم للهنود الأمريكيين والظلم الذي تعرضوا له خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وساهم في تغيير رؤية الناس عن الغرب الأمريكي والطريقة التي تمت من خلالها السيطرة عليه.

ويتيح الفرصة لزعماء قبائل ومقاتلين بارزين من الهنود الحمر من قبائل داكوتا، يوتي، سايوكس، شيان، وقبائل أخرى بالحديث عن سلسلة من المعارك والمذابح التي تعرض لها الهنود الحمر، بالإضافة إلى كثير من المعاهدات التي نقضها المستوطنون البيض، والتي أدت في النهاية إلى إنهاك القبائل الهندية والقضاء عليها.

ردة الفعل

واستقبل النقاد الكتاب بشكل إيجابي منذ البداية، فمجلة تايم الأمريكية الشهيرة قالت إنه يعيد التوازن إلى التاريخ الأمريكي من خلال تقديم وجهة نظر السكان الأصليين للمرة الأولى، وأشادت بتقديمه قائمة تحوي سلسلة من «الوعود الكاذبة والمعاهدات المنقوضة، والاستفزازات، والمذابح، والسياسات التمييزية والدبلوماسية المتعالية».

وأوضح الناقد بيتر فارب في «مطبوعة نيويورك ريفيو أوف بوكس» أن الكتاب قدم الحروب الهندية على حقيقتها بأنها كانت «جرائم قذرة»، فيما عبر بعض النقاد عن دهشتهم بأن دي براون هو في الواقع أمريكي أبيض وليس من الهنود الحمر، مما جعل وجهة نظر السكان الأصليين واضحة وواقعية إلى حد كبير.

الانتقاد

ولكن بالرغم من القبول الواسع الذي لقيه الكتاب من الصحفيين والناس العاديين، إلا أن بعض الباحثين رأوا أنه يعاني من بعض النقاط السلبية، فالباحث فرانسيس بول بروشا، على سبيل المثال، انتقده لعدم وجود مصادر لكثير من الأحداث التي يرويها، باستثناء الاقتباسات المباشرة؛ وقال إن «محتوى الكتاب تم انتقاؤه بعناية ليقدم وجهة نظر معينة، بدلاً من أن يكون متوازنًا؛ وأن الرواية حول العلاقات بين الحكومة الأمريكية والهنود الحمر لم تأخذ بعين الاعتبار الأمور الأخرى التي كانت تحدث داخل الحكومة الأمريكية والبلد بشكل عام في ذلك الوقت».

مبيعات الكتاب

بقي في قائمة الأكثر مبيعًا لمدة تزيد عن عام.

طبعت منه نسخ كثيرة كان آخرها في عام 2009.

ترجم إلى 17 لغة على الأقل.

بيع منه نحو 4 ملايين نسخة.

لا يزال يلقى رواجًا رغم مرور 40 سنة على نشره للمرة الأولى.

فيلم

أنتجت شركة (إتش بي أو) فيلمًا تلفزيونيًا يحمل اسم الكتاب، وهو من بطولة آدم بيتش، آيدان كوين، آنا باكوين، وأوجست شيلينجر. الفيلم حاز على 17 ترشيحًا لجائزة إيمي وفاز بستة جوائز. كما تم ترشيحه لعدة جوائز سينمائية أخرى.

للأطفال

وحول الكاتب دوايت جون زيمرمان الكتاب ليناسب الأطفال بعنوان «ملحمة سايوكس»، ويتحدث فقط عما واجهته قبيلة سايوكس التي تمثل نموذجًا لباقي القصص التي تحدث عنها «ادفنوا قلبي في ركبتي الجريحة». ويحتوي على صور ورسوم توضيحية وخرائط تدعم الحكاية وتناسب الأطفال.

 


عدد القراء: 3040

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-