هجرة المخطوطات العربية لأوروبا


اهتم ملوك وأمراء ونبلاء أوروبا باللغة العربية اهتمامًا كبيرًا منذ أوائل القرن العاشر الميلادي، فحرصوا على نقل المخطوطات العربية من بلاد الشرق سواء إبان الحروب الصليبية، أو عن طريق وسطاء لهم لجمع ما ندر من المخطوطات، وشاعت اللغة العربية في القرون الوسطى لكثرة المتكلمين بها، ولشهرة فلاسفة الإسلام آنذاك، ولم يقف هذا الاهتمام عند حد جمع الكتب فقط، بل حرص ملوك وقساوسة وعلماء أوروبا على إنشاء المكتبات العربية في قلب أوروبا، وعيِّنوا لها مديرًا عربيًّا لتنظيم شئونها. وكان ملوك فرنسا وإنجلترا يتنافسون في جمع المخطوطات العربية من مكتبات الشام، في شتى العلوم والمعارف الإنسانية.

ومن الأدلة الراهنة على ذلك أن لويس التاسع ملك فرنسا (1226– 1270م)، لما عاد من الحرب الصليبية نقل معه من مدينة دمياط مخطوطات عربية وقبطية، زين بها خزائن قصره، واحتذى حذوه كثيرون من الأمراء الفرنسيس وأغنياء حجاجهم الذين رافقوا الملك في زيارته الأماكن المقدسة.

زد على ذلك أن علماء الاستشراق وقناصل دول الغرب، وتُجار الإفرنج الذين أموا البلاد الشرقية في آونة مختلفة استفادوا من جهل سكانها، وقلة اكتراثهم لذخائر الأجداد. فابتاعوا ما تيسر لهم من تلك الكنوز الكتابية، وأغنوا بها خزائن أوروبا ومتاحفها.

وخلاصة القول أن صرعى الكتب وعشاقها في الغرب أقاموا عملاء تسوقوا لهم المخطوطات بأثمان غالية من جميع أنحاء الشرق. على أن من أتيح له أن يتفقد دور الكتب الشهرية في لندن وباريس وفينَّا وروما والفاتيكان وفلورنسا وميلانو ومدريد وبرلين وليبسك وموينيخ ومنشن وبون وبلجيكا وكوبنهاغن وليننغراد ... إلخ، لا يتمالك من الإعجاب مما أفرغ الإفرنج من الجهود، وما أنفقوه من الأموال لاكتناز تلك الثروة العلمية التي لا يعادلها ثمن. (اللغة العربية في أوروبا - فيليب دي طرازي ص9-10).

ويقول فيليب طرازي: وقد سعى البابوات سعيًا حثيثًا في القرون الغابرة؛ ليحرزوا ما استطاعوا من المخطوطات ويغنوا مكتبة الفاتيكان. وأخذوا منذ القرن الخامس عشر خصوصًا يواصلون تلك المساعي، كالبابا سكستس الرابع ( 1471 – 1484)، وبيوس الرابع ( 1559 – 1565)، وبولس الخامس (1605 – 1621)، وأوربانس الثامن ( 1623 – 1644)، فجمعوا من الكنوز الشرقية كمية وافرة، وأنفقوا في اقتنائها أموالًا طائلة، وكابدوا في نقلها وتنظيمها وتنسيقها. هكذا اغتنت تلك المكتبة العظيمة، بتآليف علماء الشرق على اختلاف أجناسهم وأديانهم ولغاتهم وبلدانهم. ومن أشهر البابوات الذين بذلوا الجهود لتعزيز اللغة العربية إقليميس الحادي عشر (1700 - 1721)، وقد وجَّه عام 1707 إلى الشرق عالمًا لبنانيًّا اسمه إلياس السمعاني؛ لابتياع ما يعثر عليه من المخطوطات في لبنان وسوريا وفلسطين ومصر. وفي سنة 1715 كلف كذلك عالمًا آخر لبنانيًّا هو يوسف شمعون السمعاني أن يرتحل إلى المشرق، ويجمع ما تيسَّر من المخطوطات العربية والسريانية والقبطية والحبشية. فنهض السمعانيان كلاهما بمهمتيهما، وأغنيا المكتبة الواتيكانية بما توفقا إلى جمعه من التحف الكتابية.

وفي سنة 1719 وجه البابا إقليميس عينه كاهنًا مارونيًّا قبرصي الأصل اسمه أندراوس إسكندر إلى مدينة الموصل؛ ليشتري مخطوطات عربية وسريانية. فظل هذا الكاهن النشيط شهرين كاملين ضيفًا في بيت القس خدر الكلداني ( 1679 - 1755 )، الذي بالغ في تكريم ضيفه، وسهَّل له جميع الوسائل للفوز بأمنيته.

وفقًا لرغائب الحبر الروماني. وقد استخدمه البابوات أيضًا في اقتناء مخطوطات شرقية من أطراف مصر والشام وما بين النهرين، فجمع منها أندراوس إسكندر جانبًا كبيرًا نقله إلى المكتبة الواتيكانية، ثم اشتغل مع السماعنة في طبع بعض تلك الكتب.

الكتب العربية في مكتبات باريس:

لم يكن سعي ملوك فرنسا بأقل من مساعي بابوات روما؛ لإحراز كنوز المخطوطات الشرقية، فإنهم أنشأوا لها فرعًا في خزائن قصورهم ومكتبات عاصمتهم. ولتجهيز ذلك الفرع أوفدوا بعثات علمية إلى الأمصار العربية وغيرها في الحصول على تحف المخطوطات في باريس «مكتبة الأمة» المكنوزة في المساجد والديورة والمدارس والكنائس. هكذا أصبحت من أعظم مكتبات الدنيا وأهمها بندرة كتبها ووفرة مخطوطاتها؛ ففيها ألوف من فرائد المخطوطات والمطبوعات العربية الثمينة.

اشتهر لويس الرابع عشر ملك فرنسا ( 1643 – 1751) بتعزيز اللغة العربية، إذ أنشأ منبرًا خاصٍّا لتعليمها في المدرسة الملكية. وأنفذ رسلًا إلى مختلف البلدان يفتشون عن مخطوطات في تلك اللغة، وفي غيرها من اللغات الشرقية.

وأقدم ما سطره التاريخ عن البعثات الفرنسية العلمية إلى الأمصار العربية لهذا الهدف، أن الملك لويس الرابع عشر نفسه كلَّف سفيره دي مونسو De Monceaux أن يرتحل في مهمة خطيرة إلى المغرب الأقصى، فأوعز إليه بتاريخ 30 كانون الأول/أكتوبر 1667 أن ينقِّب تنقيبًا دقيقًا عن مخطوطات عربية ويبتاعها له.

نشاط الإنجليز بشراء المخطوطات العربية:

اشتهرت بعثة المستر تاتام الإنكليزية التي ابتاعت عام 1842 أثمن ما حوته مصر، وكان بينها 300 مخطوطة على رق غزال.

وقد احتذى المبشرون البروتستان الإنكليز حذو المبشِّرين الكاثوليك، فحصلوا عددًا عظيمًا من المخطوطات، وتحتوي دار الكتب البريطانية (المتحف البريطاني) التي تأسست عام 1753 على مجموعة المخطوطات العربية فيها تحصى بالألوف، وهي تعد بعد مكتبات القاهرة واسطنبول في الدرجة الأولى؛ لما احتوته خزائنها من بدائع المجاميع الخطية، وأغلاها ثمنًا وأقدمها عهدًا.

وللسيد محمد كرد علي بحث قيّم في المخطوطات التي نقلت من الشام إلى أوروبا، قال: «من المصائب التي أصيبت بها الكتب أن بعض دول أوروبا - ومنها فرنسا وحكومات جرمانيا وبريطانيا العظمى وهولاندا وروسيا - أخذت تجمع منذ القرن السابع عشر كتبًا تبتاعها من الشام بواسطة وكلائها وقناصلها والأساقفة والمبشرين من رجال الدين. وكان القوم ولا سيما بعض من اتَّسموا بشعار الدين ومن كان يرجع إليهم أمر المدارس والجوامع، بلغ بهم الجهل والزهد في الفضائل أن يفضلوا درهمًا على أنفس كتاب، فخانوا الأمانة واستحلوا بيع ما تحت أيديهم أو سرقة ما عند غيرهم، والتصرف فيه كأنه ملكهم.

حدثني الثقة أن أحد سماسرة الكتب في القرن الماضي كان يغشى منازل بعض أرباب العمائم في دمشق، ويختلف إلى متولي خزائن الكتب في المدارس والجوامع، فيبتاع منها ما طاب له من الكتب المخطوطة بأثمان زهيدة، وكان يبيعها على الأغلب، وأكثرها في غير علوم الفقه والحديث من قنصل بروسيا إذ ذاك بما يساوي ثمن ورقها أبيض. وبقي هذا سنين يبتاع الأسفار المخطوطة من أطراف الشام، فاجتمع له منها خزانة مهمة رحل بها إلى بلاده، فأخذتها حكومته منه وكافأته عليها، والغالب أن معظم الكتب العربية المحفوظة في خزانة الأمة في برلين هي من بلاد الشام. وفهرس هذه الخزانة من الكتب العربية فقط في عشرة مجلدات ضخمة ما عدا الملحق. وتكون فهارس الكتب العربية في خزائن الغرب اليوم خزانة برأسها. وإن بعيدًا يُحسن القيام على هذا التراث الوافر لأحرى به من قريب يبدده جزافًا. وإن أممًا عرفتنا أكثر مما عرفنا أنفسنا، حتى قال أحد علمائهم: إن العرب وضعوا من المصنفات ما لا يستطيع أحدنا أن يقرأه طول عمره، لجديرون بإرث الشرق في مادياته ومعنوياته، كما قلنا من فصل في مجلة المقتطف منذ أربع وعشرين سنة. نعم إن كتبًا تترك للأرضة تعبث فيها، والعفن يعبث بجمال جسمها ورسمها، وتحرم النور ويعفي أثرها الغبار والأوساخ، ويحرم النظر فيها على من يحسن الاستفادة منها، أو تفضل عليها دريهمات معدودة، حرية بأن تكون في ملك من يستفيد منها ويفيد».

ومن السماسرة الغربيين الذين ابتاعوا كميات وافرة من مخطوطات بلاد الشام، وبعثوا بها إلى غلاة الكتب في أوروبا. نذكر منهم أدمون دوريفلو في صيدا وهنري داريكارير مدير فندق السياح ببيروت في عهد مضى. وكان هذا الأخير خبيرًا بالخط الكوفي على اختلاف أشكاله يقرأه بسهولة وسرعة، كأمهر علماء الاستشراق.

وممن لم يزل في قيد الحياة من عشَّاق المخطوطات الشرقية وسماسرتها الفرنسي النِّحلة، فقد اعتاد هذا الرحالة أن يختلف إلى الأمصار العربية Lépine مسيو لپين عامًا بعد عام؛ للتنقيب عن مخطوطات نفيسة ونادرة فيشتريها بأغلى الأسعار، ثم يعود بعد كل رحلة إلى بلاده حاملًا ما لا يُحصى من التحف الكتابية.

وبدءًا من القرن الثامن وحتى القرن التاسع عشر الميلادي، تم الاستحواذ على المخطوطات من كل من الدول العربية ودول أخرى بها جاليات عربية وإسلامية مثل الهند والصين وإندونيسيا وماليزيا وغرب أفريقيا، حيث تُبرز تلك المخطوطات تنوعًا رائعًا في الأسلوب والكتابة.

من بين المجموعات الخاصة المتوفرة لدى مقتنيات المكتبة البريطانية في الوقت الحاضر مجموعات تأسيس المتحف البريطاني في سنة 1753، والتي اشتملت على مجموعات العالم الفيزيائي السير هانز سلون (1660 - 1753)، حيث تتضمن تلك المجموعات حوالي 120 مخطوطة عربية، ومجموعة كلوديوس جيمس ريتش (1786 - 1821)، التي اشتراها المتحف البريطاني في سنة 1825 ومجموعة ريتشارد جونسون (1753 - 1807)، التي اشترتها شركة الهند الشرقية في 1807. وهذه أمثلة نموذجية للطريقة التي جاءت بها تلك المخطوطات إلى المكتبة، سواءً عن طريق الهدايا أو عن طريق شرائها من الأشخاص الذين عملوا في الهند أو الشرق الأوسط لصالح بريطانيا بصفة رسمية. كان ريتش مقيمًا في بلاط الباشا في بغداد، حيث كان في وضع يؤهله لإتقان اللغات الشرقية، ولجمع مجموعة تضم 390 مخطوطة من المخطوطات العربية. هذا وقد تمكن جونسون من خلال عمله لدى شركة الهند الشرقية  في لكناو وحيدر آباد من إقامة علاقات وطيدة مع كبار الفنانين والكُتاب، والتي حصل من خلالهما على مجموعة فريدة من المخطوطات.

كان توماس هوارد (1568 - 1646)، الإيرل الثاني لأروندل، سياسي ومن جامعون الأعمال الفنية، حيث جمع 550 مخطوطة موجودة الآن في المكتبة البريطانية، منها 43 مخطوطة عربية أهديت إلى الجمعية الملكية واشتراها منها المتحف البريطاني في سنة 1831. وقد قام جورج الرابع (1820 - 1830) بنقل مجموعة مخطوطات الملك جورج الثالث (حكم من 1760 - 1820)، التي تتضمن سبعة مخطوطات عربية، إلى المتحف البريطاني في 1823.

إقامة معارض الكتب

وقد اعتادت دور الكتب الأوروبية بإقامة معارض للكتب العربية مثل: دار الكتب الأهلية في باريس، والمتحف البريطاني في لندن، ومكتبتا برلين وفينا. وفي نيسان/أبريل 1925 عرضت المكتبة الأهلية بباريس؛ حيث  استعرضت فيه أفخر ما لديها من المخطوطات المدبجة بالزخارف والتصاوير في اللغات الشرقية، كالعربية والسريانية والعبرانية والفارسية والتركية والحبشية والقبطية. وجرى افتتاح ذلك المعرض رسميًّا برئاسة الرئيس الفرنسي غستون دومرغ.

ومن أضخم المعارض للمخطوطات الإسلامية معرض للمخطوطات الإسلامية أنشئ في المتحف البريطاني بلندن سنة 1934 بإدارة المستر تشستربيتي، فقد احتوى على رقوق نادرة، وخطوط غريبة الأشكال، ومصاحف كتبت في عصور مختلفة، ومصنَّفات ذات قيمة تاريخية، وشوهد بين تلك الكنوز مخطوطات اقتناها المتحف البريطاني بما يوازي ثقلها ذهبًا، ومما برهن على خطورة ذلك المعرض أن الملك جورج الخامس، والملكة ماري زوجته شرفاه بزيارتهما الملكية.

في السنة 1925 أنشأت معرضًا للكتب القديمة ضم ما لا يُحصى من المخطوطات العربية، وغير خافٍ أن مكتبات ليننغراد حافلة بنفائس الآثار، وفيها الشيء الكثير من تلك الذخائر القديمة، وأهم المخطوطات المذكورة محفوظ بكل حرص في ثلاث مكتبات، وهي: المكتبة العمومية، ومكتبة الكلية، ومكتبة المتحف الآسيوي.

وفي تركيا كان للخليفة عبدالحميد الثاني السلطان العثماني ( 1876 – 1909) شغف عظيم بالمخطوطات القديمة الجميلة. حشد منها طائفة صالحة في خزائن « يلدز» قصره في الآستانة، وكان يتباهى بها أمام الملوك والعظماء، الذين يزورونه.

دير الإسكوريال ومكتبته

الإسكوريال اسم لدير كبير شُيِّدَ سنة 1567 على بعد خمسين كيلومترًا من مدريد، بأمر الملك فيليب الثاني ( 1562 - 1584 ) وفيه دُفِنَ. وقد طالعنا وصفًا لهذا الدير ومكتبته جديرًا بالاعتبار بقلم السيد محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي في دمشق قال: «وأهم ما يلفت النظر في هذا الدير دار كتبه، وفيها 45 ألفًا من المجلدات حوت كثيرًا من المخطوطات والنقوش والرسوم. ومنها الكتاب المقدس الذي كان يقرأ فيه بعض ملوك إسبانيا في القرون الوسطى وبعضها كتب باللاتينية، ومنها ما كتب بالإسبانيولية أو اليونانية، ومنها المزيَّن بأجمل الرسوم، ومنها المذهَّب المكتوب على رق. ويهمنا من هذه المكتبة مجموعة الكتب العربية، وهي ألفا مجلد كانت السفن الإسبانية غنمتها من مركب لأحد ملوك مراكش المتأخرين.

وكان في هذا الدير قبل القرن السابع عشر نحو ثلاثة آلاف مخطوط عربي، فالتهمتها النار في الحريق الذي نشب في الدير مع ما التهمت من الكتب الأخرى».

وروى السيد محمد كرد علي عن مصدر مخطوطات الإسكوريال قال: «فليست الكتب العربية في خزانة الإسكوريال إسبانية المصدر كلها، كما أكد لنا أحد علماء الإسبان أن الإسبان غنموا هذه الكتب من سفينة كانت لأحد سلاطين المغرب الأقصى، فوقعت في أيدي الإسبان، وقال آخر: إن أصل هذه المجموعة كان لأحد سفراء إسبانيا لدى الباب العالي، ولما غادر الآستانة أهداها لمليكه، فوضعها هذا في الدير الذي كان ملكًا له ولآله من بعده، والرواية الأولى أصح».

واشتملت خزانة الإسكوريال على تحف كتابية لا أثر لها في سائر الخزائن شرقًا وغربًا. ففيها أشكال خطوط كوفية وقيروانية وأندلسية ومزركشة وغيرها، وفيها مصاحف مذهبة ومخطوطات مصوَّرة أو مزخرفة بشتى الألوان. وفيها أيضًا مخطوطات جُلِّدَتْ بأديم الأفاعي، وذلك من أندر أنواع التجليد وأغربها.

ويؤكد الباحث المختص في مجال المخطوطات الدكتور عبدالله عسيلان لصحيفة الوطن السعودية: أن هناك الكثير من المخطوطات النادرة التي تباع أو تتداول بين الباحثين في المكتبات والمتاحف الغربية، أخذت من أربطة ومكتبات المدينة المنورة في فترات زمنية مختلفة. وأضاف: من المعروف أن الرحالة أمين حسن حلواني قد حصل قبل أكثر من 100 عام على مجموعة مخطوطات عن طريق الأربطة وبعض مكتبات المدينة، حيث إنها كانت تباع آنذاك في أماكن عدة، وقد ذكر قاسم السامرائي على هجرة تلك المخطوطات وبيع الحلواني لها في كتابه "الاستشراق بين الموضوعية والانفعالية"، فقد انتشر في عهد الحلواني تجار المخطوطات من مصر وتونس، أما الحلواني فحصل على بعض المخطوطات في عهده وقام ببيعها على مكتبة "بريل".

ويسرد العسيلان طريقة خروج الكثير من مخطوطات المدينة المنورة إلى أوروبا قائلاً: المخطوطات كانت تباع قبل حوالي أكثر من 40 عامًا في سوق الحراج الواقع في آخر شارع العينية آنذاك بالمدينة المنورة، وقد شهدت بعيني بيع بعضها، حيث كانت تباع أشهر المخطوطات، حيث اقتنيت شخصيًّا مخطوطات عدة آنذاك. ويضيف: يفترض بمخطوطات البلد ألا تخرج منه لأنها تراثه إلا أنها تبعثرت في أوروبا وهولندا وألمانيا والمتحف البريطاني ومكتبة الكونجرس والكثير منها مخطوطات سربت من المدينة ومكة وتونس وأجزاء أخرى من العالم العربي، حتى إن في تركيا عددًا كبيرًا من المخطوطات تم الحصول عليها في أثناء حكم الدولة العثمانية. ويستدرك: لكن للحق أن تلك المخطوطات التي أودعت في تركيا أو مكتبات أوروبية حفظت من الضياع فحفظها في تلك المكتبات أفضل من أن تكون بيعت على أناس لا يُعرف من هم، ولا نستطيع الوصول إليهم، فكان ذلك التسرب عاملاً مهمًّا لحفظها.

 


عدد القراء: 8200

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-