الرواية المغاربية بين أفق استلهام التراث ومعانقة التجريبالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2023-05-31 19:26:57

د. عتيقة غازي

المغرب

0.على سبيل التقديــــم:

يمثل سؤال "التجريب" سؤالاً مركزيًا ضمن الأسئلة التي تشغل فكر كتاب الرواية المغاربية، وهذا يستدعي تتبع سيرورتها، بحثًا عن الأسباب والمسببات التي جعلتها ترتاد آفاق التجريب، على الرغم من حداثة عهد التجربة الروائية المغاربية مقارنة بنظيرتها العربية في المشرق. ووقوفًا عند ذلك تحضرنا جملة من الأسئلة من قبيل: لماذا الرواية المغاربية والتراث؟ تتفرع عن هذا السؤال المركزي أسئلة وغيرها يمكن صوغها كالآتي:

أ- لماذا تحديد الفضاء المغاربي؟

ب- لماذا الرواية المغاربية عمومًا؟

ج- لماذا الرواية على وجه الخصوص؟.

1.اشتغال التراث السردي في الرواية المغاربيـة:

إن السرد جزء من تراثنا المعرفي، فهو خزان الذاكرة الجماعية بآمالها وآلامها ومتخيلاتها إنه قديم قدم الإنسان العربي، وأولى النصوص التي وصلتنا عن العرب دالة على ذلك. "مارس العربي السرد والحكي شأنه في ذلك شأن أي إنسان في أي مكان بأشكال وصور متعددة، وانتهى إلينا مما خلفه العرب تراثًا مهمًا. لكن السرد العربي كمفهوم جديد لم يتبلور بعد بالشكل الملائم، ولم يتم الشروع في استعماله إلا مؤخرًا"(1).

وإذا ما أردنا البحث عن الصلة الجامعة بين السرد العربي في أشكاله القديمة الموروثة، والسرد العربي المعاصر الممثل لدينا في الرواية العربية المعاصرة، كان لابد من تثمين التصور الإبداعي الجديد لاستلهام الموروث السردي في هذه الرواية، التي عانت في عصر النهضة من سيطرة الأشكال السردية التراثية التي تجلت في شكلها ومضمونها معًا، ليوحي إبداعها بانتصار الروائي للتراث حتى لا تذوب شخصيته في إبداع الآخر الغربي، فقد "كان للمقامات تأثير واضح في الروايات المترجمة والمؤلفة من الناحيتين الشكلية والأسلوبية، فخضعت لغة الرواية للسجع، وكثرة المترادفات، والمفردات الصعبة، وكان لـ"ألف ليلة وليلة" تأثير واضح في المضمون، فبرزت في النص الروائي معالم بطل الحكايات، وخضعت الأحداث للمصادفات والعجائبي والخارق"(2) من ذلك روايتي" تخليص الإبريز في تلخيص باريز "لرفاعة رافع الطهطاوي و"علم الدين" لعلي مبارك .

هذا العود المغرق في التراث أنشأ نوعًا من الاغتراب جعل النص بعيدًا عما يعيشه المجتمع والإنسان العربي الجديد، كما كان هذا العود رفضًا مطلقًا للتجديد المتعلق بالتقنيات السردية الجديدة المثبتة في نص الآخر الأوروبي.

لقد شكل طور الحداثة وما بعدها عودًا حميدًا للأشكال السردية التراثية، التي بات التعامل معها وبها داخل الرواية، ضربًا من الاستراتيجيات الجديدة في الكتابة المعاصرة، مما أوجد خصوصية في الأداء وتفردًا في التشكيل فتورطت الرواية الجديدة في الوقوع في حتمية الإفادة من مكون نصي (سردي) تراثي، يضمن سمة الاستقلالية بالقياس مع نصوص تشاركه الجنس وتختلف عنه في طبيعة المعالجة(3). لأجل تكسير القوالب الإبداعية التقليدية واختلاق طرائق تعبيرية جديدة تصور آمال وآلام وطموحات الإنسان المعاصر.

وبهذا غدا استلهام الموروث السردي في الرواية المغاربية المعاصرة أداة جمالية وأسطورية ...لأجل تكسير القوالب الإبداعية التقليدية واختلاق طرائق تعبيرية جديدة تصور آمال وآلام وطموحات الإنسان المعاصر. وتقدم معرفة مثقلة بروح التساؤل عن وجود الإنسان، وأزمة التاريخ، وهوية الأنا وحوار الأنا والآخر، وصراع الأيديولوجيات ....

1.1.1.مـرحلة التجـريب:

1.1.2.الرواية المغربية:

كان للعوامل الاجتماعية والأحداث السياسية دورها الفعال في ظهور هذه المرحلة وبروزها إلى السطح، فعلى المستوى الداخلي عرف المغرب حدثًا سياسيًا بارزًا تمثل في "المسيرة الخضراء" (1975)، التي شارك فيها المغاربة لتحرير الأقاليم الجنوبية من قبضة الاحتلال الإسباني، والتي أدت إلى بداية مرحلة جديدة عنوانها "المصالحة الوطنية" أو"الإجماع الوطني حول مبدأ الوحدة الترابية".

أما على المستوى الخارجي، فقد شهد العالم انهيار المعسكر الشرقي مع ما يعنيه ذلك من فشل الإيديولوجية الاشتراكية، كما عرف تطورات معرفية وثورات لسانية ساهمت في الاهتمام بالجوانب الشكلية والفنية في مقاربة النصوص الأدبية.

وقد كان لهذه الأحداث بشقيها (الداخلي والخارجي) دورًا أساسيًا في ظهور تصورات أدبية جديدة تدعو إلى تجاوز الأساليب القديمة في الكتابة، وتبني أخرى حديثة تناسب الوضع الثقافي والاجتماعي الجديد.

وإذا ما حاولنا حصر هذه المرحلة تاريخيًا، سنقول إنها امتدت من ظهور أول عمل تجريبي إلى الآن، وقد جسدت روايتا "حاجز الثلج" 1974 لسعيد علوش و"زمن بين الولادة والحلم" لأحمد المديني 1976 هذه البداية.

وإذا كانت الرواية الأولى قد أثارت بعض الانتباه، فإن الرواية الثانية قد وجهت بالصمت في البداية، قبل أن تحظى ببعض ردود الفعل السلبية. يقول نجيب العوفي في حق هذه الرواية: "أرى مغامرة أحمد المديني في روايته بالغة التطرف والتحرر، حيث استهتر بقواعد اللعبة الروائية مطلقًا، ومزق العلاقات بين الرواية والشعر والقصة، فجاءت خلطة فنية يصعب تحديد انتمائها إلى أحد هذه الفنون الثلاثة"(4).

أما أحمد الحلو فقد أخرج هذه الرواية من إطار الجنس الروائي، معتبرًا إياها (لا رواية)، لأن صاحبها قد ألغى الشخصيات والحدث والصراع واكتفى بالتجريب في ميدان اللغة"(5).

وعمومًا يمكن القول إن اعتماد التجريب في الرواية قد فرضته ظروف سوسيوتقافية وتاريخية، وبذلك فهو نتاج تحول عام شهده المغرب. وعلى الرغم من اختلاف النقاد في تعريفه فإننا نرى أنه "عمل واعٍ يقوم به الروائي بغية تثوير نصه والخروج به عن أوفاق كتابة متمركزة حول ذاتها يقينية الاشتغال ودوغمائية الأهداف، تلغي التعدد وتمجد الوحدة"(7). ومادام كذلك، فهو يروم تجاوز الأبنية المتخيلة القارة بحثًا عن مغامرة جديدة، واضعا مقولتي: النقاء النوعي والوهم المرجعي في محك التأزم الاستراتيجي.

وإذا كانت المرحلة السابقة (المرحلة الواقعية) قد أولت كامل العناية للمضمون على حساب الشكل، فإن هذه المرحلة قد انطلقت من فكرة أساسية مفادها أن الوعي بالشكل الروائي وتقنياته لا يتنافى مع شرط السؤال التاريخي أو الواقع الاجتماعي، وبذلك فقد اهتمت بسوسيولوجيا الشكل اهتمامها بسوسيولوجيا المضمون. هذا بالإضافة إلى أنها فرضت أسئلة جديدة على تلقي الأعمال الروائية أيضًا، "حيث تغير السؤال من: ماذا تحكي الرواية؟ إلى: من يحكي الرواية؟ كيف تحكى الرواية؟ لمن تحكى الرواية؟"(8).

كانت هذه المراحل الثلاث الكبرى التي مرت منها الرواية بالمغرب، ومن الملاحظ أن كل مرحلة جاءت كنتيجة لظروف تاريخية وسوسيو-ثقافية معينة، وهذا ما جعلها تتسم بطابع فني خاص.

لقد سعت الرواية المغربية منذ نشأتها إلى تأكيد حضورها باعتبارها فنًّا عربيًا أصيلاً، ولعل هذا ما يفسر توجه بعض المحاولات الروائية الأولى خلال القرن التاسع عشر إلى استلهام التراث شكلًا ومضمونًا، إذ توزعت الاستفادة من التراث العربي مابين محاكاة شكل النصوص القديمة وأسلوبها، مثل المقامات والرحلات، وبين توظيف المادة التراثية.

فضلًا عن ذلك، لم يكن السجل اللغوي الذي كتبت به بعض تلك النصوص ليتساوق مع القدرات اللغوية للقارئ آنذاك، ولا مع ذوقه التواق إلى الانعتاق من أسر لغة القديم، وما تطرحه من صعوبات خاصة بعد الكساد والضعف الذي عرفته اللغة العربية لفترة غير هينة.

ولم يتبلور الوعي بأهمية التراث، وضرورة البحث عن أفق جديد للرواية إلا بعد استنفاد الأشكال الكلاسيكية وابتذالها، وحدوث تغيرات سياسية في العالم العربي، أهمها هزيمة 67 التي لم تكن مجرد هزيمة عسكرية. فقد وعى المثقفون خاصة، ضرورة التفكير في واقعهم وبنياته المتعددة، وراهنوا على إعادة سؤال هذا الواقع وتأمله. فكانت العودة إلى التراث من بين أهم الخطوات التي اتخذت" لا من أجل الانغلاق على الذات وتقديس الأجداد، وتمجيد الماضي والحنين الرومانسي إلى إعادته، بل لمساءلة الذات من خلال مساءلة الماضي، والوقوف على الخصائص المميزة، والهوية الخاصة"(9). كما أن وعي الروائيين بأهمية تأصيل الرواية لم يدفعهم إلى تكرار النماذج القديمة والكتابة على منوالها، وإنما حاولوا التفاعل مع التراث واستيعاب ما تضطلع به نصوصه المختلفة من وظائف، وما تحفل به من آليات طوعوها لخدمة أهداف نصوصهم الروائية الفكرية والجمالية. وكان لاطلاع الروائيين سواء من المغرب أم من المشرق على أعمال من أمريكا اللاتينية وأفريقيا دور في تنبيههم إلى أهمية العودة إلى التراث والاستفادة منه.

وعلى الرغم من أن الرواية المغربية لم تحاك في سيرورتها الرواية المشرقية، فقد انتهت إلى نفس الاختيار، فبعد أن جرب الروائيون الكتابة الواقعية، سواء في المراحل الأولى لنشأة الرواية المغربية، أم في مرحلة التأسيس، وبعد أن خاضوا غمار التجريب وفق ما أملته التجربة الروائية الفرنسية والعربية، وما أفرزه النقد الجديد من إمكانات سردية، توجهوا إلى البحث عن أشكال تراثية تعطي للرواية المغربية نفسًا جديدًا.

وبما أن عمر الرواية المغربية قصير، فقد تضافرت في سبيل ذلك جهود الروائيين من الجيل القديم والجديد. فعرفت الساحة الروائية المغربية أسماء فرضت نفسها مثل بنسالم حميش، والميلودي شغموم وأحمد التوفيق ومحمد الهرادي ومصطفى لغتيري وعبد الهادي بوطالب وعبدالكريم غلاب، ومبارك ربيع.

فقد خصص بنسالم حميش نصوصه الروائية للتاريخ العربي، لا استعادة لمجده أو تذكيرًا بأحداثه، وإنما ليستعير مادة تاريخية محاولاً من خلالها قراءة الواقع السياسي. وهذا ما نجده مثلا في روايته مجنون الحكم التي حاولت تصوير الاستبداد والقمع في عهد الحاكم الفاطمي، لتكون تلك الفترة التاريخية لحظة لإدانة الاستبداد والقمع الذي يجد له امتدادا في الفترة التي ألف فيها روايته.

كما عرف الميلودي شغموم أيضًا بكونه من الروائيين الذين دافعوا باستماتة عن البعد المغربي في الكتابة والإبداع، وبخلق عوالم روائية متعددة المصادر، يتداخل فيها الغرائبي والعجائبي والصوفي والأسطوري، ويتراوح فيها السرد بين الحكي الشعبي والتراثي والحداثي، في أفق تمييز الخطاب الروائي المغربي، وحاول الهرادي في روايته "أحلام بقرة"، أن يستفيد من التراث الإغريقي القديم خاصة رواية الحمار الذهبي، مستعيرًا فكرة التحول والمسخ التي قاربها النص القديم.

في إطار هذا المحور راهنت الرواية المغربية الحديثة على مساءلة أشكال ومضامين جديدة، قصد تخصيب المتخيل الروائي والخروج من بوثقة النسخ، فكان أن انتهجت لنفسها طرقًا فنية ومعرفية تربطها بهذا الجنس علاقة حوار ومساءلة.

هذه الإستراتيجية الفنية، التي راهنت على "مبدأ التعالق" بين الرواية والتاريخ، فقد انتهج عبدالهادي بوطالب(10) طريقة مغايرة في التعامل مع آليات السرد وتنضيد المتخيل لإقحامه لسيرة غيرية متعلقة بسجلات ووقائع تاريخية، تفتح الأفق الروائي على تمثل سيرة لسان الدين بن الخطيب الملقب بذي الوزارتين، وهو الذي عاش أدق لحظات حكم بني الأحمر بالأندلس واغتيل وأُحرق جثمانه بعدما اتهم بالخروج عن الدين. كما تهتم الرواية بوصف أحداث اجتماعية وسياسية عرفها التاريخ العربي الإسلامي بالأندلس والمغرب خلال فترة معلومة تميزت بالضعف والتفكك والتنافس على السلطة وإدارة الحكم. يتجلى من هذا أن قصد الكتابة ووظيفة سردها التخييلي بإحالته على المنظور الببليوغرافي والتاريخي.

لقد أصبح الاهتمام بالتراث لدى الكتاب المغاربة، سبيلًا فنيًا يخلق نمط كتابة مغايرة، وبعدًا معرفيًا يراهن عليه المبدع لطرح أسئلة تتعلق بالواقع وقضاياه المعقدة.

1.1.3 الروايـة الجزائريـة:

ينبغي انتظار فترة الثمانينيات، حيث عرفت الرواية الجزائرية ظهور جيل جديد من كتاب الرواية ذات التعبير العربي، بحثًا عن أفق حداثي في الكتابة يتجاوز المستهلك من أنماط الرواية التقليدية، التاريخي منها والواقعي، ويحد من سلطة المثاقفة الغربية على تشكلات الكتابة الأدبية في المغرب العربي، والروائية منها أساسًا، بجعلها تنفتح على أفق باحث عن التميز عبر المغايرة، وعن الخصوصية عبر تجاوز السائد من طرائق التعبير المستحدثة في الغرب، والتي انفتح عليها هذا الجيل من كتاب الرواية منذ الستينيات. وهو ما يجعل هذه النزعة في توظيف التراث تنخرط ضمن مذهب تحديثي في الكتابة الروائية، يتوق إلى تحقيق حداثة متنه الحكائي وأنساق خطابه عبر الارتداد إلى التراث والبحث فيه عما يمكن أن يستوعب إشكاليات الراهن، ويعبر عنها كأشكال جمالية جديدة، تجذر الهوية الثقافية والحضارية أمام تفاقم التحديات المعاصرة. وهو ما يعلل تصدر المسألة الحضارية شواغل كتاب هذه الرواية ذات التعبير العربي، وهم يتمثلون التراث من منطلق التوق إلى التجاوز والمحاكاة، ليعبروا بذلك عن موقفهم من الرواية السائدة، والمجتمع الراهن بوسائط الكتابة ذاتها، توقا إلى إنشاء النص المتميز الذي يمتلك الخصوصية.

فكان أن مثل هذا الجيل الذي خيب الاستقلال أمله-وقد كان يأمل أن يمثل الطليعة التحديثية لجزائر الاستقلال-اتجاهًا تجديديًا في هذه الرواية العربية الجزائرية، تمثله تجارب واسيني الأعرج في روايات: "وقع الأحذية الخشنة" (1981)، و"أوجاع رجل غامر صوب البحر" (1983)، و"نوار اللوز أو تغريبة صالح بن عامر الزوفري" (1983)، و"مصرع ألام مريم الوديعة" (1984)، و"ما تبقى من سيرة لخضر حمروش" (1985)، و"رمل الماية أو الليلة السابعة بعد الألف" (1990)، والحبيب السائح في: "زمن النمرود" (1985)، وجيلالي خلاص في "رائحة الكلب" (1985)، و"حمائم الشفق" (1988)، ومرزاق بقطاش في: "طيور في الظهيرة" (1976)، و"البزاة" (1982)، و"عزوز الكبران" (1989)، ورشيد بوجدرة في: "التفكك" (1982)، و"المرث" (1984)، وليليات امرأة آرق" (1985) و"معركة الزقاق" (1986)(11)، وغيرها من التجارب الروائية التي تنوعت أسئلة متنها الحكائي، فبعضهم رأى في التأصيل السبيل الأمثل لتحقيق حداثة تجربته الروائية كما هو شأن الروائي واسيني الأعرج، في حين رأى بعضهم الآخر في التجريب عبر الاشتغال المكثف على اللغة بتحويلها إلى فضاء إبداع، والتجاوز للسائد السردي، توقًا إلى المغايرة السردية.

وبهذا فإن السياق التاريخي الذي وسم الكتابة الروائية الجزائرية ذات التعبير العربي، هو عمل كتابها على استعادة التاريخ النضالي للشعب الجزائري ضد الاستعمار(12)، لذلك جاءت نصوصهم معتمدة على تاريخ معيش عبر التجربة أو الذاكرة، حيث المخيلة على توافق تام مع الواقع، تعيد إنتاجه بالتقاط الذاكرة لما هو أكثر تكثيفًا وجاذبية، فأدانوا التاريخ والظروف الخارجية والداخلية لنشوء العنف.

بيد أن فورة العنف المفاجئة، التي اجتاحت الجزائر طوال حقبة التسعينيات السوداء، إثر انتفاضة أكتوبر 1988، أشرت بدخول مرحلة جديدة بالنسبة للتعبير الروائي الجزائري، حيث ستدخل الرواية في مواجهة الواقع عبر ارتباط جدلي، يطل فيه الكاتب من مركز رؤيته المركزية شبكة حية موصلة ومتأصلة بجدل الواقع الإنساني المتنامي ولهذا فبين التاريخ والتاريخي في المنظور الروائي الجديد، ليس معبدًا يمارس فيه الكاتب الطقوس والرمزية والتأريخية، إنه عالم مفتوح بأنماط مختلفة وقيم متباينة لشخوص وأحداث وتجارب ماضوية وتأريخية، منها ما تكون عقيمة أو حية، جامدة أو متطورة (13).

فقد وجد المبدع الروائي المعاصر في النص التراثي النموذج والمثال، والملجأ والملاذ، يعبر بواسطته عن جراح الذات والجماعة وتصدعات الواقع، ويفضح الاستبداد السياسي من خلال ضياع الحقوق وغياب العدل، فيستعين به على الخروج من مستنقعات الواقع الآسن إلى رحاب آفاق الخيال الواسعة النقية يستمد من قواها ويتزود بقيمها لمجابهة الحتمية.

إن عملية توظيف التراث في النص الروائي تجربة جديدة خاضها الروائي الجزائري بنجاح(14)، بحيث استطاع أن يتوسع في استخدام عناصر التراث، و فيها انتقل من واقع المستعين بالتراث إلى واقع المنتج والمبدع لهذا التراث، لتصبح صياغة النص بذلك صياغة عضوية نكاد لا نفصل فيها بين النص الأول والثاني.

فقد أعلن الروائي الطاهر وطار من خلال تجربته الروائية التي استقطبت السرد التراثي الشعبي بأشكاله المختلفة وألوانه المتباينة، عن انحيازه إلى الواقعية الاشتراكية كمذهب أدبي يقوم على شعبية الأدب، وقد برز هذا الانتماء في أغلب أعماله الروائية التي حاولت أن ترصد حركة التحرر الوطني في الجزائر، والتحولات الاجتماعية بكل تعثراتها، كما تشكل أعماله علامة شامخة أضاءت مختلف دروب المسيرة الروائية الجزائرية. وبذلك فإن رحلته الإبداعية يمكن أن تشكل لوحدها بوصلة تؤشر على كل معطيات الرواية الجزائرية في بحثها عن خصوصيتها الإيديولوجية والجمالية بشكل عام، بدءًا من أول أعماله رواية" اللاز "إلى رواية" الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي" النص المفعم بالأجواء الصوفية وبشخصيات ألبسها الروائي أردية تاريخية(15).

وعليه فإن الرواية تسعى إلى تسليط الضوء على المسكوت عنه في الثورة الجزائرية، وإماطة اللثام عن الصراع الذي حدث في صفوف جيش التحرير الوطني إبان الثورة، من خلال رؤية واقعية ناضجة استمدت خصوبتها من ذلك المجتمع، الذي ظلت تحكمه المفارقات وتهيمن على وقائعه ضبابية المتناقضات...

1.1.4.الروايـة التونسيـة:

إن الرواية التونسية شأنها شأن الرواية في باقي أقطار المغرب العربي، حديثة العهد من حيث النشأة والتطور بالقياس إلى الرواية المشرقية، وتكونت نتيجة تطورات متوالية استفادت خلالها من نظيرتها بالمشرق العربي وبأوروبا. وذلك في ظل تحولات سياسية واجتماعية وثقافية عاشتها تونس نتيجة الاستعمار وتنامي الوعي الوطني وظهور حركات الإصلاح الديني والاجتماعي والثقافي، والتي أفرزت جيلاً من رواد الرواية التونسية أمثال صالح السويسى وسليمان الجادوي ومحمد فهمي ومحمد الحبيب. الذين عملوا على بث روح المقاومة والنضال خلال أعمالهم القصصية وتناولوا بعض الآفات الاجتماعية كالظلم والشعوذة والخمر والمخدرات والنفاق والجهل. لتشجيع التونسيين على مواجهة الاستعمار. وبعدهم جاء الجيل الثاني وهو التجذير خلال الثلاثينيات والأربعينيات مع مصطفى خريف وعلي الدوعاجي ومحمود المهدي الذين عملوا على تطوير الفن القصصي. وبعده جاء جيل المواصلة والمراجعة. والبحث عن صيغ روائية جديدة مع محمد فريد غازي ومصطفى الفارسي ومحمد المرزوقي ومحمد العروسي المطوي. كل هذا ساهم في إغناء الرواية التونسية وإخصابها وإيصالها إلى مستوى النضج.

ولم تظهر أول رواية تونسية أصيلة حسب تعبير عبدالكبير الخطيبي(17) إلا سنة 1935 وهي رواية: "جولة حول حانات البحر الأبيض المتوسط" للدوعاجي الذي اعتبره "عز الدين المدني" في مقال له بمجلة "الحياة الثقافية" أبو القصة التونسية بلا منازع.(18)، كما خصصت أيضًا مجلة  "الفكر" عددها الصادر في أبريل سنة 1956 لفن القصة وقضاياه، وتمت فيه دعوة الأدباء والمفكرين إلى الإقبال على القصة وكتابتها ومطالعة النصوص القصصية الأوروبية، وزاد من تشجيع هذا الفن وضع بلدية تونس العاصـمة جائزة "علي البهلوان" سنة 1960، وكان لكل ذلك  انعكاس كبير على الكتابة الروائية، حيث أخذت الرواية التونسية تترفع وتظهر بشكل يساير الفن الروائي الغربي وتعتبر رواية "ومن الضحايا" التي صدرت سنة 1956 لمحمد العروسي كما قال عبدالحميد عقار "أول رواية تصدر بتونس بالمعنى الأوروبي للكلمة، وهي ذات نزعة تاريخية، تعالج قضايا الصراع من أجل استرجاع الأرض المغتصبة من الإقطاعيين وتعتمد الشكل التقليدي للرواية الأوروبية من حيث الوصف وتناول الشخصيات والسرد"(19). وقد تكرست الواقعية النقدية باعتبارها اختيارًا أدبيًا في الرواية التونسية خلال الستينيات والسبعينيات.

وخلال الثمانينيات اتجهت الرواية التونسية نحو التجريب حيث سيصبح سمة مهيمنة دون أن يظل غاية في ذاته ولذاته، وحيث المعنى والشكل لا يقصي أحدهما الآخر، بحثًا عن أفق حداثي في الكتابة يتجاوز المستهلك من أنماط الرواية التقليدية، ويحد من سلطة المثاقفة الغربية، القائم على المغامرة الشكلية واللغوية من مثل "عروسية النالوتي" و"محمد رضا الكافي" و"مصطفى المدايني" و"هشام القروي"، وذلك إيمانًا منهم بأن اللغة ليست مجرد وسيلة للإبلاغ، وإنما هي فضاء إبداع وأفق كتابة قادر على خلق رواية تتيح مواكبة التحولات والإشكاليات المستجدة ومساءلتها، وتيمة من تيمات الرواية نفسها، وليس فقط أداة للتعبير. وفي الاشتغال على اللغة وبها من حيث هي موضوع ومن حيث هي أسلوب وبناء. وهذا الاشتغال أتاح للرواية القدرة على التشخيص الأدبي للفسيفساء اللغوية وما تختزنه من تعدد في الرؤى وتنسيب لها، والانفتاح في الموضوعات والأساليب على العجيب والمنسي أو المهمش، وعلى ضروب من المتخيل ذي المرجعية المحلية، وقد تبلورت في سياق هذا الشكل عدة نصوص تتوزع الرواية التونسية وتخترقها من مثل "الرحيل إلى الزمن الدامي" (1981) لمصطفى المدايني، و"ن" (1983) و"أعمدة الجنون السبعة" (1985) لهشام القروي، و"النفير والقيامة" (1985) لفرج الحوار، و"مراتيج" (1985) و"تماس" (1995) لعروسية النالوتي، و"توقيت البنكا" (1992) لمحمد علي اليوسفي(20).

إلا أن ما يغلب على الرواية التونسية هو المنحى التأصيلي، الذي ينهل من التراث وأساليب القص والحكي؛ كالمقامة والرسالة والرحلة وكتابة المشاهدات وحكي الوقائع وما شابه هذا التيار الذي يمثله في المشرق الغيطاني، وإميل حبيبي. يتوخى تحديث النسق الروائي عبر الارتداد إلى التراث والاستفادة من بنيته اللغوية ومعماره السردي دون انبهار قسري: "إنها مسيرة طويلة وفنية ومتميزة ترتهن في أساسها إلى الانبناء على التراث بوعي جديد وتصور مختلف عن السائد وممارسة تنحو نحو الإبداع من داخل التراث وتنتج نصًّا يأخذ ملامحه وسماته الخاصة"(21)، هذه التجربة ذات النزوع "التأصيلي" تعمل -ضمنيًا- لرد الاعتبار لهذه الجذور القديمة ولتفادي استنساخ الأشكال الروائية الغربية وخلق أشكال فنية للرواية تستمد عناصرها من التراث العربي.

تندرج نصوص صلاح الدين بوجاه الروائي التونسي في هذه الخانة الإبداعية، فهي شديدة الارتباط بتراثنا السردي تحتفي باللغة والأسلوب احتفاءً خاصًا يحيل على واقع روائي ذي نكهة خاصة. أي أن التجريب –هنا- يتأسس عبر مغامرة اللغة والإبحار في منعرجاتها وتضاريسها والتوغل في أعماق الكلام المعتق وسعة المعنى، حيث  يقول الناقد التونسي منصف الوهايبي في مقدمة رواية "النخاس"" :ولست أعرف من روائيي تونس – بعد المسعدي وهو- في رأيي- أبو الرواية التونسية الحديثة في  حدث أبو هريرة قال من تهيأت له قوتا اللغة والشكل السردي، بالإضافة إلى سعة المعنى وكثرته إلا صلاح الدين بوجاه، التجريب يتأسس في كتابات بوجاه عبر مغامرة اللغة والإبحار في منعرجاتها وتضاريسها وبالتوغل في أعماق الكلام المعتق: "تلتقي في ما كتبت-يوضح بوجاه – خيمياء الكتب القديمة وأذكار الأولياء الصالحين وأساطير السلالة بعقلانية المعتزلة وأهل الكلام وفلاسفة العصور الحديثة. كذا يلتقي شعر الريف بنثر المدينة"(22)، "وهذا ما نلمسه في "مدونة الاعترافات والأسرار في ضبط ما أثر عن أبي عمران من أخبار، وبحاشيتها كتاب المجالس والحلقات لنجية الراوية أبي اليسر بن حسن بن علي"(23). 

وقد كشفت كتابات محمود المسعدي الروائية: "حدث أبو هريرة قال" و"مولد النسيان"، والتي تعد تأسيسية في تعامل الرواية مع التراث، حيث اشتغلت رواية "حدث أبو هريرة قال"(24) على فن الحديث بقسميه: "الإسناد والمتن"، فجاءت الأحاديث التي تشكل بمجموعها الرواية شبيهة بالأحاديث الدينية، من حيث اعتمادها الإسناد والمتن، فكل يبدأ بذكر راوي الحديث، الذي تعدد في الرواية.

أما متن الحديث فيتميز بوجود زمان ومكان للملفوظ، فقد حول الكاتب متن الحديث من السرد النثري إلى السرد النثر التخييلي. فتم تجاوز المضمون الديني للحديث، وجعل المضمون في الرواية يدور حول شخصية محددة، هي شخصية أبي هريرة في رحلته الطويلة التي قطعها من أجل الوصول إلى المطلق.

الشيء الذي يعني أن التراث ليس استحضارًا للماضي ولا صبه دفعة واحدة في مجريات رواية ما، وإنما توظيفه التوظيف الصحيح والعميق، لا التوظيف السطحي والفلكلوري.

1.1.5.الـرواية الليبيـة:       

ما يزال الخطاب الروائي الليبي يبحث له عن موقع متميز، فمنذ صدور أول عمل روائي لمحمد فريد سيالة "اعترافات إنسان" إلى منتصف الثمانينيات، حيث ستظهر عدة محاولات، إما في شكل رحلة أو في شكل سيرة ذاتية، لكن النص الذي يمكن أن يؤرخ لانطلاق هذه الرواية هو نص "حقل الرماد" (1998)(25) لأحمد إبراهيم وثلاثيته، ويظهر فيهما متمكنًا من جنس الرواية ممتلكًا لرؤية تخصه، حيث يتحدث عن قرية تتعرض لمحاولة تغيير وجهها، تغيير هويتها وتجريد الناس من أرضهم، بدعوى إنشاء معمل للزجاج، قناعًا وتغطية كي تصبح القرية موقعًا من مواقع القواعد العسكرية الأمريكية، لكن في الحقيقة هذه البعثة كانت عسكرية، تدرس كيفية إدراج هذا الموقع في إطار  القواعد الأمريكية.

أما ثلاثيته فقد ترجمت إلى الإنجليزية تحت اسم "حدائق الليل"(26)، هذه الرواية أثارت اهتمام الدارسين والنقاد بطرحها للعديد من التيمات من أبرزها العلاقة بالآخر، وتطرح إلى جانب آخر كيفية إعادة صياغة الأنا، ليس انطلاقًا من تصور الآخر وليس انطلاقًا من الذاكرة، بل انطلاقًا من واقع قاس وعنيف هو الواقع الذي يعيش فيه البطل، معتمدًا بنية خرافية عجائبية ذات طابع شرقي، من أجل أن يكشف عن لاوعي ولاشعور بطله بشكل عميق، وأكثر من ذلك فإن الكاتب يستعمل لغة وإن ظلت دائمًا أحادية الاتجاه، لكن مستويات التعبير فيها متنوعة.

وبعده سيأتي إبراهيم الكوني بروايتيه "التبر" (1990) و"المجوس" (1991)، لما تحملهما من مخزون الذاكرة المستعاد في ارتباط بالسنن الثقافي السائد في ليبيا، والذي يرفض فكرة وجود هوية مغايرة أو وجود الاختلاف. فيأتي روائي بحجم الكوني ويستحضر تاريخ الطوارق وثقافتهم، وفي هذا التفاتة إلى جانب من شظايا متخيل مغاربي خصب يمكن أن يدرج في سياق الشفوي أو ما هو منسي ومهمش.

1.1.6. الروايـة الموريتانيـة:

إن الرواية في موريتانيا جزء لا يتجزأ من الرواية المغاربية بخاصة، والرواية العربية بعامة، فلم تظهر الرواية في الأدب الموريتاني إلا مع الثمانينيات وتعتبر رواية "الأسماء المتغيرة" للشاعر أحمد ولد عبدالقادر(1981)، أول نص سردي طويل يستوعب مقومات فن الرواية بالمعنى الأوروبي للكلمة، وترصد الرواية عبر التخييل مراحل تشكل الكيان والهوية الموريتانيين عبر الحقبة الحديثة والممتدة فيما بين 1891 و1977. وتبدو "الأسماء المتغيرة" من حيث توالي الاقتباسات فيها، وغنى سجل الحكايات الخرافية بمثابة مرآة صقيلة لثقافة المؤلف ولوسطه، وقد أصدر المؤلف رواية أخرى بعنوان "القبر المجهول أو الأصول" (1948)(27)، وفيها يعمق اشتغاله روائيا على المحكي التاريخي الشفوي الموريتاني.

وبالرغم من أن التراكم ما يزال ضعيفًا، إلا أن صدور رواية من قبيل "مدينة الرياح" (1996) لموسى ولد أبنو، يكشف عن مسار حثيث في تحول الرواية الموريتانية في اتجاه تكريس كتابة روائية حداثية، تجيد التقاط شظايا متخيل بكر خصب المكونات والصيغ التعبيرية.

7. على سبيل التـركيب:

يتضح لنا من مجموع النصوص أن الرواية شيدت خصوصيتها، من خلال استثمارها للتراث السردي، الشيء الذي يؤكد أن التراث ليس خلفنا بل ما زال ينتظر منا المساءلة والتحليل. وعليه، فإن الرواية أصبحت قائمـة في أساسهـا على تعدّد النصوص وتداخل أشكالها، ولم تعد ممثـّلة لصنف من الكتابة محدّد، أو هي صارت ممثـّلة لتقاطعات أجناسية متنوّعة أو لجنس موسوعيّ تمتزج فيه الأصناف والأنواع. وهو ما يخرج بالرّواية من إطار جنسها ومواضعاته إلى إطار النـّص الجمع القائم على تخوم الأنواع ويضع منظومة الجنس الأدبي، موضع مساءلة وتشكيك، وذلك عبر تأزيم مقولة (النـّقاء النـّوعي) التي كان يراهن عليها التّحقـّق النصّي للرّواية الكلاسيكية.

 

لائحة المصادر والمراجع:

1. سعيد يقطين،" السرد العربي، مفاهيم وتجليات"، ص 65.

2. محمد رياض وتار،" توظيف التراث في الرواية العربية "، ص 07

3. فائز الشرع،"استدعاء الموروث وإنتاج النص"، مجلة الموقف الأدبي، مجلة أدبية شهرية، منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق، العدد 392، السنة الثالثة والثلاثون، كانون الأول 2003 /شوال 1424، ص181.

4. نجيب العوفي، درجة الوعي في الكتابة، دار النشر المغربية، البيضاء 1980، ط 1 ص 326.

5. أحمد الحلو، زمن بين الولادة والحلم، المغامرة اللغوية والبناء الروائي، مجلة أقلام، ع 7، أكتوبر 1977، ص 108.

6. محمد أمنصور، استراتيجيات التجريب في الرواية المغربية المعاصرة، ص 73.

7. عثماني الميلود، السرد الروائي في الرواية المغربية وآليات التحديث، ضمن كتاب "الرواية المغربية: أسئلة الحداثة" مختبر السرديات، دار الثقافة ط 1، 1996، ص1.

8. محمد أمنصور، استراتيجيات التجريب في الرواية المغربية، ص 68.

9. محمد رياض وتار: توظيف التراث في الرواية العربية المعاصرة، دمشق، منشورات اتحاد الكتاب العرب، 2002، ص7.

10. عبدالهادي بوطالب: وزير غرناطة، دار الكتاب، الدار البيضاء، ط1، 1960.

11. بوشوشة بن جمعة، سردية التجريب في الرواية العربية الجزائرية، المغاربية للطباعة والنشر والإشهار، تونس، ط2005،1، ص. ص9-10.

12. المرجع نفسه، ص10.

13. الطاهر بولحيا، التراث الشعبي في الرواية الجزائرية، منشورات التبيين الجزائرية، سلسلة الإبداع الأدبي 2000، ص 13.

14. بوشوشة بن جمعة، سردية التجريب في الرواية العربية الجزائرية، ص14.

15. الطاهر بولحيا، التراث الشعبي في الرواية الجزائرية، منشورات التبيين الجزائرية، سلسلة الإبداع الأدبي، 2000، ص 13.

16. مخلوف عامر، التراث في الرواية الجزائرية، منشورات دار الأديب، الجزائر،2006، ص 297.

17. عبدالكبير الخطيبي، الرواية المغربية، ترجمة محمد برادة، مجلة الموقف الأدبي، ع1978،82، ص 105.

18. رضوان الكوني، الكتابة القصصية في تونس خلال عشرين سنة 1964-1984، مجلة الحياة الأدبية، ع86،1997، ص96.

19. عبد الحميد عقار، الرواية المغاربية تحولات اللغة والخطاب، شركة النشر والتوزيع المدارس، ط1،2000، ص22.

20. بوشوشة بن جمعة، اتجاهات الرواية في المغرب العربي، المغاربية للطباعة والنشر، تونس، ط1999،1، ص613.

21. المرجع نفسه، ص614.

22. صلاح الدين بوجاه، حسبي أن أقول كلمتي وأمضي، أخبار الأدب (مصر) عدد24 ، 328 أكتوبر1999.

23. صلاح الدين بوجاه، مدونة الاعترافات والأسرار، دار سرستونس، ط1985،1.

24. المسعدي، محمود: حدث أبو هريرة قال، دار الجنوب، تونس، ط3، 1989.

25. عبدالحميد عقار، الرواية المغاربية تحولات اللغة والخطاب، شركة النشر والتوزيع المدارس، ط1،2000، ص22.

26. الرواية المغاربية: الواقع والتجريب (حوار مع الأستاذ عبدالحميد عقار)، مجلة مقدمات عدد 13-1998،14، ص8.


عدد القراء: 3343

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-