بطاقاتالباب: نصوص
![]() | محمود أسد سوريا |
ـ 1 ـ
كلَّ عامٍ أسكبُ الشوقَ
و أرمي زهرةً قبلَ حضوري
للمقابرْ
ثمَّ أبكي مُسْتحِمَّاً
بحديثٍ أو رسالاتٍ
مضَتْ عَنْها عقودٌ
لم تُسافرْ..
ـ 2 ـ
كلَّ يومٍ أسمَعُ الصوتَ
أنيناً.
أستدينُ الحزنَ
أسعى بانكسارٍ و هسيسٍ
صوبَ قلبٍ
قد أتاني مُسْتبيحاً
كلَّ أركانِ فراغي
زارعاً بعضَ المواجعْ..
ـ 3 ـ
كلُّ أيامي
و ساعاتِ انتظاري
تحتويني في زوايا الهجر
و الوجهُ حزينٌ
و صديقي يَسْتَغِلُّ الدفءَ
و الحبَّ أمامي.
يَشْتهيني للمكائدْ
أجْمَعُ الحبَّ و أرويهِ
و أبقى ظامئاً
تحرقني ريحُ همومي..
ـ 4 ـ
كنتُ شخصينِ
و كنَّا في هدوءٍ
نتغنَّى ، أتلوّى
قَذَفَتْنا نظرةٌ قبلَ الحوارِ..
كان يحكي
كنْتُ أُصْغي.
كنْتُ أشكو
كان يمضي ،
مُقْلتانا في احتراقٍ ،
أخذَ العمرُ صديقي
فأتى يحمِلُ جاهاً
و مضى دون التفاتةْ..
ـ 5 ـ
هرَّةٌ قد لكزَتْني
لم تقلْ . عفواً
و لم تبدِ انزعاجاً
و كأنِّي قطعةٌ
قبلَ رحيلِ الوقتِ
فتَّشْتُ طويلاً
في ثقوب القلبِ
راحتْ مِنْ زمانٍ
غيرَ أنّي لم أزلْ في وجعٍ
منذ الفراقِ..
ـ 6 ـ
قبلةٌ نامَتْ
على أرصفة العمرِ
كعصفورٍ يبيعُ الخوفَ صيفاً
ثمَّ يحبو في احتراقٍ
لرمادِ الوقتِ
و الجمرُ لسانٌ
قيَّدوهُ بالمخاوفْ..
ـ 7 ـ
نشرةُ الأخبارِ ضاعَتْ.
بعضُهُمْ قال: ابحثوا عنها
فإنَّ الوقت يمضي
و عيونُ الناسِ غامتْ..
بعضُهمْ قال: أعيدوا
نشرةَ الأمسِ
و بعضٌ قال: ماتَتْ
قال طفلٌ: لا أريدُ الموتَ
إنْ حلَّ حُرِمْتُ الأمْنَ
غابَتْ عن عيوني
ضحكةٌ بين الدفاتر
ـ 8 ـ
عادَ حزني ببريدٍ
نامَ دهراً
عادَ قلبي مُفْلِساً
يحملُ زاداً من نُعاسٍ
يركبُ الخوفَ، و يُعْطي
نَزْفَ عينٍ
داهَمَتْها تركاتٌ مِنْ قبائلْ..
عُدْتُ للنفسِ حسيراً
عُدْتُ مخموراً
فكانتْ تغزلُ الدمعَ
و ترمي شالَها فجراً
و تجري للبيادرْ..
ـ 9 ـ
خرجَ الطفلُ بعيداً
أطلقَ الضحكةَ
و اصطادَ فراشاتٍ ،
جرى خلفَ كنارٍ
فإذا بالذئبِ ينقضُّ سعيداً
سارقاً بَسْمَتَهُ
ثمَّ الفراشةْ..
ـ 10 ـ
بيتُهُ كان بعيداً و بسيطاً
ربَّما كان وضيعاً.
بسمةُ الأولادِ و الأمِّ
و شيءٌ مِنْ صفاءٍ
و كثيرٌ مِنْ قناعةْ.
قد أحالَتْهُ نعيماً و رياضاً
يسكنُ الحبُّ على الرملِ
و تشدو فوقَهُ
آلامُ طفلٍ
و عدوهُ بالإمارةْ..
تغريد
اكتب تعليقك