بطاقاتالباب: نصوص

نشر بتاريخ: 2015-11-05 16:42:01

محمود أسد

سوريا

 

         ـ 1 ـ

كلَّ عامٍ أسكبُ الشوقَ

و أرمي زهرةً قبلَ حضوري

للمقابرْ

ثمَّ أبكي مُسْتحِمَّاً

بحديثٍ أو رسالاتٍ

مضَتْ عَنْها عقودٌ

لم تُسافرْ..

ـ 2 ـ

كلَّ يومٍ أسمَعُ الصوتَ

أنيناً.

أستدينُ الحزنَ

أسعى بانكسارٍ و هسيسٍ

صوبَ  قلبٍ

قد أتاني مُسْتبيحاً

كلَّ أركانِ فراغي

زارعاً بعضَ المواجعْ..

ـ 3 ـ

كلُّ أيامي

و ساعاتِ انتظاري

تحتويني في زوايا الهجر

و الوجهُ حزينٌ

و صديقي يَسْتَغِلُّ الدفءَ

و الحبَّ أمامي.

يَشْتهيني للمكائدْ

أجْمَعُ الحبَّ و أرويهِ

و أبقى ظامئاً

تحرقني ريحُ همومي..

 

ـ 4 ـ

كنتُ شخصينِ

و كنَّا في هدوءٍ

نتغنَّى ، أتلوّى

قَذَفَتْنا نظرةٌ قبلَ الحوارِ..

كان يحكي

كنْتُ أُصْغي.

كنْتُ أشكو

كان يمضي ،

مُقْلتانا في احتراقٍ ،

أخذَ العمرُ صديقي

فأتى يحمِلُ جاهاً

و مضى دون التفاتةْ..

ـ 5 ـ

هرَّةٌ قد لكزَتْني

لم تقلْ . عفواً

و لم تبدِ انزعاجاً

و كأنِّي قطعةٌ

قبلَ رحيلِ الوقتِ

فتَّشْتُ طويلاً

في ثقوب القلبِ

راحتْ مِنْ زمانٍ

غيرَ أنّي لم أزلْ في وجعٍ

منذ الفراقِ..

ـ 6 ـ

قبلةٌ نامَتْ

على أرصفة العمرِ

كعصفورٍ يبيعُ الخوفَ صيفاً

ثمَّ يحبو في احتراقٍ

لرمادِ الوقتِ

و الجمرُ لسانٌ

قيَّدوهُ بالمخاوفْ..

ـ 7 ـ

نشرةُ الأخبارِ ضاعَتْ.

بعضُهُمْ قال: ابحثوا عنها

فإنَّ الوقت يمضي

و عيونُ الناسِ غامتْ..

بعضُهمْ قال: أعيدوا

نشرةَ الأمسِ

و بعضٌ قال: ماتَتْ

قال طفلٌ: لا أريدُ الموتَ

إنْ حلَّ حُرِمْتُ الأمْنَ

غابَتْ عن عيوني

ضحكةٌ بين الدفاتر

ـ 8 ـ

عادَ حزني ببريدٍ

نامَ دهراً

عادَ قلبي مُفْلِساً

يحملُ زاداً من نُعاسٍ

يركبُ الخوفَ، و يُعْطي

نَزْفَ عينٍ

داهَمَتْها تركاتٌ مِنْ قبائلْ..

عُدْتُ للنفسِ حسيراً

عُدْتُ مخموراً

فكانتْ تغزلُ الدمعَ

و ترمي شالَها فجراً

و تجري للبيادرْ..

ـ 9 ـ

خرجَ الطفلُ بعيداً

أطلقَ الضحكةَ

و اصطادَ فراشاتٍ ،

جرى خلفَ كنارٍ

فإذا بالذئبِ ينقضُّ سعيداً

سارقاً بَسْمَتَهُ

ثمَّ الفراشةْ..

ـ 10 ـ

بيتُهُ كان بعيداً و بسيطاً

ربَّما كان وضيعاً.

بسمةُ الأولادِ و الأمِّ

و شيءٌ مِنْ صفاءٍ

و كثيرٌ مِنْ قناعةْ.

قد أحالَتْهُ نعيماً و رياضاً

يسكنُ الحبُّ على الرملِ

و تشدو فوقَهُ

آلامُ طفلٍ

و عدوهُ بالإمارةْ..


عدد القراء: 3458

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-