رياح الوداعالباب: نصوص
د. حسن كمال محمد محمد |
وَدَّعْتُ طِيبَ الْعَيْشِ حِينَ أُوَدِّعـُـكْ
جِسْمِي مَعِي وَيَظَـلُّ قَــلْبِي يَتْبَعُكْ
هَـــبَّتْ رِيــَــاحٌ لِـلــــْوَداعِ وَلا تَنِـي
فِي شِقْوَتِي وَيُقَضُّ مِنْهَا مَـضْـجَعُكْ
وَتَجَـمَّـدَتْ أَوْصَــالـُنـَا مِــنْ فُـرْقَــةٍ
أَيَغِيــبُ عُـرْسٌ لِلْــغَـرَامِ يُمَتِّــعــُكْ؟
فَهـَـوَ الْمــُنَـى أَقْـتَـاتُــهُ مــُتـَبـَتـــِّــلاً
نِعْمَ الْـهـَوَى مَا يَحْـلُـو فِيهِ تَضَرُّعُكْ
أَنَّى اتَّجـَهـْتِ فـنــَاظِــرٌ وَمُـــوَكَّــــلٌ
بِسَـبِيــلِ لُـقْـيَـاكِ وَعَــوْدٍ يَدْفـــَعُـــكْ
وَصَــدَى حَــدِيثِـــكِ مَــاثِـــلٌ لَكـِـنَّنِي
مُــتـَشـَـوِّقٌ مِنْ بَـعْـدِ نَأْيٍ أَسْـمـَعــُكْ
وَتَرِينَ فِي شَـتَّـى الـْبـِـقَــاعِ مُــــرَدِّدًا
فِي لَـهـْفَــةٍ: وَاللهِ إِنِّـي مُــوجَـعُــــكْ
وَقْــعُ الْـفـِرَاقِ مُــرَدَّدٌ فِي مـَسـْمَـعـِي
أَتُــرَاهُ يُـقْـرَعُ فِي شــَكَاةٍ مـَسْـمـَعُـكْ؟
مَــــوَّارَةٌ لَــفَـحَــاتُــــــهُ وَارٍ وَجِــيـــ
ــــعُ عَـذَابِهِ فَلْتَحْذَرِي مَا يَصْرَعُكْ
وَأَنِينُ بُـعْـدٍ مُـعــْــوِلٌ لا يَنْـــــقَــــِي:
أَيَجِـيءُ يَوْمـــــًا مَرْجِعِي أَوْ مَرْجِعُكْ؟
يَا لِي مِنَ النَّظَـرَاتِ آخِرَ مُلْتـَـقَى
يَتَرَاءَى فِيهَا مَصْرَعِي أَوْ مَصـْرَعُــكْ
وَتَوَارَتِ الأَلْفَاظُ خَجْلَى فِي فَــمِي
وَالـنّـَارُ مـِنْ أَلَـمِ الـتّـَنَائِي تَلـْسَـعُــكْ
وَتَلَــعْــثَــمـَتْ كَلِـمَـاتُــــنَا فَـــكَأَنَّــهَـــــا
شَـــــوْكُ الْــقَــتَاد يُمِيتُنِي وَيُرَوِّعُــــكْ
فَـيـَغِـيـبُ مَــا أَلْــقَــاهُ يَعْـقِـدُ مَـأْتَــمًا
لِلْحُــبِّ لَمَّا قِــيـــلَ: إِنِّي مُــوَدِّعُــــــكْ
وَحَيَاتُنَا تَجْرِي بِعَكْسِ عَقَارِبِ السْــــــــ
سَاعَــاتِ حَتَّى إِنَّهَا قَـدْ تَصْرَعُـــــكْ
وَتَــرَدَّدَتْ أَصْــدَاءُ حِــرْمَــانٍ هُـــنَــا
وَهُــنَـاكَ شَــجْــوٌ مُـعْـلِنٌ: سَأُرَجِّعُكْ
وَالنَّفْسُ قَدْ ذَهَبَتْ شَعَاعًا حَسْـرَةً
إِذْ غَـابَ عَنْهَا مُذْ زَمَانٍ مَـطْـلَـعُـكْ
كَـمْ تَاقَـتِ الـدُّنْيَا لِـشَـهْـدِ وِصَالِنَا
فَـالْحُـبُّ مَـهْـمَا قِيلَ عَـنْـهُ مَنْبَعُـــكْ
تغريد
اكتب تعليقك