السلمي: النازيون كانوا وراء تغيير فارس إلى إيران
فكر – الرياض:
نظم النادي الأدبي بالرياض أول أمس محاضرة بعنوان “صورة العرب في الفكر الإيراني” ألقاها الدكتور محمد بن صقر السلمي رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، وأدارها الدكتور تركي بن فهد العيّار أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين.
وقد استهل السلمي الحديث عن الخلفية التاريخية من خلال هزيمة إيران في حربين ضد روسيا في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر ومنها أرسلت إيران العديد من طلابها ومسؤوليها إلى أوروبا. مؤكداً من خلال محاضرته أن «تاريخ العرب والفرس قديم وليس وليد العصر، والمنطقة الجغرافية أجبرت الطرفين على خلق مناخ لهذه العلاقة».
وفي سرد تاريخي لطبيعة العلاقات العربية – الفارسية يؤكد السلمي أن «في القرن الثالث الهجري ظهرت الحركة الشعوبية، وهي حركة ذات صراع أدبي كبير وصل لدرجة أن بعض الفرس ذهبوا لأماكن نائية بحثاً عن العرب حتى يكتبوا مثالبهم (شهنامة الفردوس) وهي ملحمة شهيرة تتضمن إشارات واضحة للعرب».
وأضاف، أن «منتصف القرن التاسع عشر ظهرت نزعة سلبية كبيرة اتجاه العرب»، وعزا هذا العداء «في القرن التاسع عشر إلى مجالس الاستشراق الذين نقلوا وخلقوا صورة سيئة عن العربي للمثقف الفارسي».
وبيّن السلمي بأن كرماني الذي كان جد أمه رمزا زرادشيتاً مشهوراً واعتنق الإسلام في وقت لاحق، يصف العرب بأنهم دمروا دولة متقدمة ومهيبة وأمة مثقفة وحضارة إيران.
وأوضح بأن صحيفة كاوه أطلقت بعد أن قام حداد أسطوري بانتفاضة وطنية لتحرير إيران من الشرير الأجنبي ( الضحاك ــ أجدهاك) وذكر بأن الصحيفة أصبح تركيزها الرئيسي على المقالات العلمية والتاريخية والأدبية وهدفها النهائي هو بث الثقافة الأوروبية في إيران والحفاظ على الهوية والوحدة الإيرانية وكذلك تنقية اللغة الفارسية وآدابها من المخاطر والاضطرابات التي تهددها وبخاصة من المفردات العربية.
وتحدث عن حسين كاظم زاده الذي ولد لعائلة دينية في تبريز وذكر أن صحيفة ايرانشهر ذكرت بأن الروح الإيرانية هي أفضل مثال على الروح الآرية، صحيح أن إيران المعاصرة تخلفت عن أخواتها الآرية ولم تثبت اليوم عبقرية أو اتساع المواهب والقدرات التي قدمتها في العصور السابقة ولكن هذا لا يعني أن روحها الخالدة قد ماتت .. نحن نقول إن الأمة الإيرانية لم تفقد المواهب العرقية والفكر الآري وأنها لا تزال قادرة على الكشف عن حضارة رائعة من تلقاء نفسها.
بعدها عرّج المحاضر على السلالة البهلوية، وبيّن بأن صادق هدايت يتحدث بأن العرق الإيراني لن يموت وقال: نحن أولئك الذين كنا لسنوات طويلة تحت غزو الأغريق وفي النهاية رفعنا رؤوسنا، إن لغتهم وأزياءهم لم تناسبنا فكيف إذن مع هؤلاء العرب الحفاة الذين لا يملكون شيئاً سوى لسان طويلاً وسيف؟
وبعد أن تطرق السلمي في المحاضرة إلى الدولة البهلوية والربط الذي حصل بين إيران الجديدة وإيران القديمة وتحدث أيضاً عن الثورة التي وقعت عام 1953 وعلى إثرها أخذت إيران الغطاء الإسلامي وعن تسمية بلاد فارس لإيران، موضحاً أن «النازيين كانوا وراء تغيير هذا المسمى الجغرافي من فارس إلى «إيران» هو مقترح كتبته ألمانيا إلى البلاط الملكي في فترة رضا شاه وقام بتبنيه بناء على تفسير الألمان بأن كلمة إيران تعود إلى العرق الآلي»، ما بعد ثورة 1979 استمرت النظرة السلبية تجاه العرب ولكنها أقل في الأدب المنشور.
في نهاية المحاضرة توقع الدكتور محمد السلمي أن تعود النظرة السلبية في يومنا هذا إلى فترة العهد البهلوي لأسباب سياسية أيديولوجية كثيرة.
تغريد
اكتب تعليقك