«هل تسمحون لي أن أحب وطني؟» لسعاد الصباح

نشر بتاريخ: 2016-07-31

فكر – الرياض:

عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع صدرت طبعة سادسة منقحة من كتاب «هل تسمحون لي أن أحب وطني؟» للشاعرة الدكتورة سعاد محمد الصباح، في 200 صفحة متوسطة الحجم، وبطباعة مميزة، وإخراج جديد مختلف عما سبق من الطبعات الخمس السابقة. واحتلت الغلاف لوحة من الأعمال التشكيلية للمؤلفة تمثل خريطة الكويت.

ويضم الكتاب 27 مقالاً للدكتورة سعاد الصباح كتبتها خلال أيام غزو الكويت ونشرت في صحف عربية.

ومن أجواء الكتاب من مقال «صباح الخير أيتها الحرية»:

بعد مئتين وعشرة أيام، وثماني ساعات، وعشرين دقيقة، وخمس ثوان، عددتها على أصابع يدي، كما يعد المساجين فتافيت الخبز وأعقاب السجائر، وخيطان بطانياتهم... دخلت علي رائحة الكويت من نافذة منفاي في لندن، فاخضر لون دمي.. وتسلق العشب على جدران ذاكرتي..

ما أطول زمن المحبوسين في زجاجة الأنظمة الفردية. .

زمن من الخشب. .

لا يتقدم. . ولا يتأخر. . ولا يشيخ. .

بعد مائتين وعشرة أيام. .

أكلت فيها نصف أظافري. . ونصف دفاتري. .

استيقظت صباحًا لأجد مئات الهدايا مكومة فوق سريري

القمر الكويتي في كيس. .

أبراج الكويت في كيس. .

ملابسي الصيفية في كيس. .

ألعاب أولادي، ودفاترهم المدرسية في كيس. .

صورة "مبارك الكبير" في كيس. .

والبحر، والكورنيش، والسالمية، والجابرية، ومشرف، ودسمان والشويخ، والفحيحيل،

والأحمدي. . ووربة. . وبوبيان. . وفيلكا. .

كلها كانت ملفوفة بأوراق السيلوفان والقصب تنتظر إلى جانب سريري ..

رائحة الكويت تهاجمني من كل الجهات. . .

رائحة الشاي والقهوة في الديوانيات تخترقني من كل مكان. .

تبللني. . تثقبني. . تحفرني. .

كنت أتصور قبل احتلال بلادي، أن رائحة الحرية رائحة عاطفية وشعرية وكمالية.. وأن الطغاة يمكنهم أن يمنعوا استيرادها بمرسوم صادر عن مجلس قيادة الثورة، أسوة بكل مستحضرات الحرية الأخرى من أقلام وأوراق ودفاتر..

ولكنني اكتشفت أن رائحة الحرية هي أقوى الروائح، وأعنفها، وأكثرها التصاقًا بأجسادنا وأرواحنا.


عدد القراء: 2677

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-