الأمير خالد الفيصل يدشن كتاب «الأطلس المصور لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الرقمي»
فكر – الرياض:
يدشن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل اليوم كتاب «الأطلس المصور لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الرقمي»، أحد إصدارات جامعة أم القرى، بحضور مدير الجامعة الدكتور بكري عساس، ووكلاء الجامعة، ومؤلفي الأطلس، وهم الدكتور معراج مرزا والدكتور عبدالله شاووش ومحمد معراج مرزا وذلك بديوان الإمارة بجدة.
وأوضح عساس أن الأطلس المصور لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الرقمي يعد أحد الأعمال المميزة في هذه السلسلة العلمية عن مكة، لما اشتمل عليه من صور فوتوغرافية ورسوم تعبيرية قيمة خلال فترة زمنية طويلة، كانت قليلة ونادرة في مراحل سابقة حتى بلغت ذروتها خلال العهد السعودي الحالي الزاهر، مشيرًا إلى أن الكتاب يقدم صورًا وأشكالاً أخرى وشروحات تعريفية عن هذه البقعة الطاهرة، مؤكدًا أن هذا العمل أعطى بعدًا رقميًا سباقًا في محتواه، تماشيًا مع أهداف ورسالة الجامعة السامية.
بدوره قال وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل كوشك «إن الكتاب الحالي للأطلس المصور لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الرقمي يعد مثالاً حيًا لمخرجات أبحاث ودراسات وابتكارات العلماء والباحثين بالجامعة»، مبينًا أن الكتاب اشتمل على طيف واسع من الصور التوثيقية والرسومات المميزة لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وشروحات تعريفية وتوثيق رقمي للعناصر الرئيسة للمحتوى.
وبين أنه عبر صفحاته الـ 350 ذات المشاهد الخلابة يستطيع القارئ الانتقال عبر محوري الزمان والمكان المتمثلين في رصد توثيقي لمكة والمشاعر المقدسة، وقد تجاوز المتداول المألوف ومثل نسقًا واسعًا من سمات عشق المكان وتعظيمه والحنين إليه عبر الزمن.
يتناول هذا الإصدار المهم مجموعة هائلة من الصور والرسوم لمكة المكرمة منذ القرن السادس وحتى القرن الخامس عشر الهجري، والتي تمثلت في رسوم وضعها الرحالة المسلمون وغيرهم من الغرب المستشرقين قديمًا، واشتمل على طائفة من الصور الفوتوغرافية النادرة منذ مبتدأها في عام 1297هـ (1880م) حتى اليوم.
تجدر الإشارة إلى أنه ليس الأطلس الأول للمؤلفين، غير أن السمات البارزة في هذا الإصدار كونه ينطوي على ما يربو عن مئة صورة نادرة إضافية. والسمة الجديدة الجوهرية فيه كانت في تبني تقنية رمز الاستجابة السريع أو «الرمز الرقمي المربع» والذي يعرف بـ (Quick Response Code – QR) والجميل في هذه التقنية أنها لا ترشدنا إلى مواقع الأماكن التاريخية في مكة فحسب، بل تأخذنا أيضًا إلى مواقع حفظ الرسومات والخرائط والمجموعات المصورة في متاحف وأرشيفات ومكتبات العالم على الخريطة الجوية باستخدام برامج متخصصة ومتوفرة على App Store ومتجر Android تعمل على مسح الكود الخاص بالمادة المصورة فيحدد موقعها على الخريطة.
تناول المؤلف ورفاقه تلك المواد النادرة بمنهجية علمية دقيقة تعمل على تحليل الصورة على أساس كونها وثيقة تاريخية متفردة، والعمل على استنطاقها واستقراء تفاصيلها، ثم ربطها بأدبيات التاريخ المصور بحس الباحث النابه وبنفس ابن مكة العارف والمحب. فتلك الأماكن والمعالم التاريخية لم ينج اليوم إلا ذكراها وما ارتسم في خيالات المكيين وعلق في قلوب المحبين.
يقول مرزا في معرض حديثه عن منهجية استنطاق الصور التاريخية «كنا وخلال سنوات مضت أنا وزميلي د.عبدالله شاووش نعقد جلسات عمل في محاولة لاستقراء الصور التاريخية وتعيين الأماكن عليها، فكنا نمضي نهارًا كاملاً في تحليل صورة واحدة واستنطاق التفاصيل من خلالها، إذ إن تاريخ الأماكن على الصور لا يستند غالبًا على مصادر ثابتة».
أخرج الكتاب على ورق صقيل عالي الجودة يقع في 350 صفحة من القطع الكبير، ويضم بين دفتيه مئات الرسوم والصور التاريخية عملاً بطريقة «Chronological Order» أو التصنيف الزمني للمحتوى العلمي. ومن أبرز تلك المواد التاريخية أقدم رسم معروف للمسجد الحرام يعود للقرن السادس الهجري على لوح من المرمر يظهر المسجد الحرام والكعبة المشرفة وبعض المعالم الأخرى.
وفي قسم الصور الفوتوغرافية هنالك مجموعة من أوائل الصور الفوتوغرافية لمكة أمثال مجموعة العقيد محمد صادق والبعثة العثمانية، ثم مجموعة المصور المكي الأول السيد عبدالغفار بغدادي، ومنها أيضًا صورة نادرة لافتتاح الملك عبدالعزيز لدار الأيتام بأجياد، وأخرى تؤرخ لركب الحج النجدي بجوار المسجد الحرام وقد حققها الملك سلمان بن عبدالعزيز بنفسه حينما اطلع عليها بصحبة معراج وأشار حينها أنها تظهر عمه الأمير محمد بن عبدالرحمن في حجته التي توفي بعدها وعرفت بسنة الرحمة.
وضم الكتاب أيضًا صورًا نادرة لاحتفالات أهالي حارات مكة عام 1916.
لم يتوقف الدكتور معراج منتشيًا بهذا الإصدار المهم، لكنه، كما هو دأبه دائمًا، سرعان ما انغمس في بحثه الكبير، الذي أعلنت عنه «مكة» سابقًا، وهو التحقيق الأهم لعمدة كتب التاريخ المكي «أخبار مكة للأزرقي»، إذ عكف على تحقيقه على 21 مخطوطة، مطبقًا أكثر من ألف موقع مكي ورد في الأزرقي على الخرائط الحديثة، استعان فيها بتقنيات متطورة لتحديد المواقع وبخبرته في تعيينها، هذا وسينشر هذا السفر النفيس لاحقًا خلال هذا العام بإذن الله.
تغريد
اكتب تعليقك