التماثيل الفرنسية.. الأبطال المنسيون

نشر بتاريخ: 2019-04-20

المحرر الثقافي:

الكتاب: "التماثيل الفرنسية.. الأبطال المنسيون"

المؤلف: جاكلين لالوت

الناشر: Mare & Martin

البلد: فرنسا

تاريخ النشر: 2018

عدد الصفحات: 606 صفحة

موسوعة فريدة من نوعها أعدتها المؤرخة الفرنسية الشهيرة جاكلين لالوت، جمعت فيها بين التوثيق التاريخي والسرد الأدبي لتاريخ 3856 تمثالاً منتصباً في شوارع المدن الفرنسية منذ أوائل القرن التاسع عشر حتى اليوم، لشخصيات بارزة في الحياة الفرنسية، صنعوا التاريخ وساهموا في رسم ملامح فرنسا اليوم، حيث راعت جاكلين لالوت في موسوعتها الجديدة تقديم التماثيل وفق ترتيب التسلسل الزمني، في إطار أدبي سردي شيق لا يخلو من الأسرار واللمحات الإنسانية والأزمات والدراما الشخصية والبطولات والانتصارات والانكسارات في حياة كل شخصية مازال تمثالها منتصباً أمام العامة تخبر ملامحه عما كان، وتعد جاكلين موسوعتها الجديدة التي حملت عنوان «التماثيل الفرنسية.. الأبطال المنسيون» بمثابة قراءة في ملامح الشخصيات التاريخية في فرنسا وغوص في أعماق أرواحهم لتقديم قراءة حديثة تذكر الأجيال المستقبلية بتاريخ هؤلاء الرجال العظماء الذين شكلوا ملامح بداية الجمهورية الخامسة في الفترة من (1879-2000).

وبحسب مقدمة الموسوعة، أشارت المؤرخة جاكلين لالوت، إلى أن الكتاب ثمرة بحث سنوات طويلة، بدأه أستاذها المؤرخ الشهير موريس أغولهون (توفي عام 2014)، وأكملت جاكلين البحث والتوثيق لتاريخ شخصية 3856 تمثالاً، أو شخصية تاريخية عظيمة ساهمت في بناء الجمهورية الخامسة، رتبتهم وفق تسلسل زمني ينقسم إلى ثلاث مراحل الأولى من 1879 إلى 1914، والثانية من 1915 إلى 1944، والثالثة من منتصف القرن الماضي حتى اليوم، وداخل كل مرحلة تقسيم آخر حسب هوية كل شخصية «فنية – أدبية – عسكرية – دينية – علمية» لتقدم بانوراما فريدة من تاريخ الحجارة «التماثيل» التي كانت يوماً ما «لحماً ودماً»، لتعيد إليها الحياة في أذهان الشباب، وتوثق للمستقبل بطولات وإنجازات قد يمحوها النسيان لو لم يحمها التوثيق الدقيق، وليس التوثيق المعلوماتي فقط، بل الأدبي المتمم لملامح الشخص الخارجية التي يحفظها التمثال ويخبر عنها، بل للروح التي هي الإنسان، بمعاناته وأحلامه وطباعه وانتصاراته وانكساراته، لتكمل جاكلين بكتابها صورة هؤلاء العظماء، وتترك لمؤرخي الغد مادة حديثة تفيدهم في صياغة تاريخهم، وأشهر الشخصيات التي تناولتها الموسوعة «شارل فرانسوا دو بيريه دوموريز» الجنرال الشهير صاحب شرارة الثورة الفرنسية، وسولي برودوم صاحب أول جائزة نوبل عام 1901، وتمثال القديسة جان دارك التي قادت جيش فرنسا لأهم الانتصارات في حرب المئة عام خلال القرن الخامس عشر قبل إعدامها في ملحمة وطنية وإنسانية سردتها جاكلين بشكل أدبي بديع.

ومما ميَّز موسوعة لالوت أنها تناولت تاريخ نحو 2500 شخصية «ملوك، ورجال دين، وقديسين، ومحاربين، وجنرالات، ووزراء، وشعراء، وموسيقيين، ورسامين»، واستفاضت في سرد بطولات كل شخصية وإنتاجاتها من الشعر والموسيقى والأدب والدروس الفلسفية والدينية، ما جعل الكتاب أو الموسوعة عملاً إبداعياً متنوعاً يضم جميع أنواع الفنون، ليأخذ القارئ في رحلة طويلة ممتعة بين بحور الفنون، وليس ذلك فحسب، بل والبطولات العسكرية والثورات الفرنسية، ومغامرات الملوك ومراهقاتهم، وحتى الهزائم والدروس المستفادة منها، بانوراما متكاملة تُغذي العقل وتُعمِّق الثقافة وتحفظ التاريخ، ما يجعلها بحسب النقاد إضافة مهمة للمكتبة التاريخية في فرنسا.


عدد القراء: 2998

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-