طريقة جديدة للنظر: تاريخ الفن في 57 عملًا
المحرر الثقافي:
الكتاب: "طريقة جديدة للنظر: تاريخ الفن في 57 عملًا"
المؤلف: كيلي غروفين
الناشر: منشورات ثايمز وهادسون
اللغة: الإنجليزية
تاريخ النشر: يناير 2019
عدد الصفحات: 256
يريد كيلي غروفين أن يغيّر نظرتنا إلى 57 عملًا فنيًا حول العالم، من خلال إدراكنا فعليًا معانيها الخفية. فهو أراد أن يفهم ما الذي يجعل الفن العظيم عظيمًا. كشف كتاب جديد التفاصيل الخفية التي تفوت عين الرائي في عدد من أشهر اللوحات في العالم.
درس الناقد كيلي غروفير، المولود في الولايات المتحدة، ويعيش في أيرلندا، كل تفصيل في 57 عملًا فنيًا ليُميط اللثام عن أسرارها، وينشرها في كتابه الجديد “طريقة جديدة للنظر: تاريخ الفن في 57 عملًا” .
يأمل غروفير في أن يغيّر كتابه طريقتنا في رؤية هذه الروائع الفن من خلال إدراك معانيها الخفية. من “مولد فينوس” للفنان ساندرو بوتيتشيلي إلى “صرخة” إدفارد مونك، يُرشد هذا الكتاب الرائي إلى تفاصيل تبدو غير مهمة، لكنها حافلة بالمعاني.
نقلت صحيفة “دايلي مايل” عن كيلي قوله إنه ألّف كاتبه “طريقة جديدة للنظر”، لأنه أراد أن يفهم “ما الذي يجعل الفن العظيم عظيمًا”.
أوضح أنه شعر بأن “ثمة ألغازًا خفية وأعماقًا غريبة في اللوحات والمنحوتات التي نعرفها جميعًا، لكننا لا ننظر إليها في الحقيقة، وأردتُ مساعدة القراء بهذه الروائع الفنية، التي لها القدرة على إثراء خبرتنا في العالم”.
أدناه ما يكشفه كيلي من تفاصيل ربما فاتت عين الرائي في عدد من الأعمال الفنية المعروفة:
مولد فينوس (ساندرو بوتيتشيلي)
يقول كيلي إن فينوس في هذه اللوحة التي رُسمت بين عامي 1482 و1486 تركب الأمواج على صدفة عملاقة. وفي وضعية فنية تُدير رأسها برقة، فيما التفت خصلات من الشعر الذهبي بطريقة عجائبية في حلزون لوغاريثمي كامل على كتفها الأيمن. تهمس هذه الخصلات “لا أشياء جميلة” في أُذن الإلهة التي تصغي إليها بانتباه.
قال كيلي إن هذا الحلزون نفسه سحر علماء الرياضيات منذ العصور القديمة، بوصفه لفة ذات رشاقة طبيعية تُلاحظ في كل شيء من الزهور إلى الأعاصير. وسمّاه المفكر السويسري جاكوب بورنولي “الحلزون البديع” في أواخر القرن السابع عشر. ولا يبوح الهمس الحلزوني في رائعة بوتيتشيلي إلا بسر الجمال الأزلي.
بخار المطر والسرعة ـ خط ويسترن الكبير (جي. أم. دبليو ترنر)
رسم ترنر هذه اللوحة الزيتية في عام 1844. وقال كيلي إن الفنان يحب الأشياء الكبيرة. سماء كبيرة، عواصف كبيرة، سفن كبيرة كلها تُرسم بفرشاة كبيرة. لكن الأشياء الكبيرة تتطلب أحيانًا التصغير. وعندما عُرضت لوحة بخار المطر في عام 1844 كانت مأساة وقعت عشية عيد الميلاد قبل عامين ونصف عام ما زالت طرية في أذهان زوار المعرض.
أوضح كيلي أن قطارًا خرج عن السكة على بعد تسعة أميال من الجسر المرسوم في اللوحة، وقُتل تسعة من ركاب الدرجة الثالثة، وأُصيب ستة عشر آخرون بجروح شوهتهم. بلمسة فنية مرهفة، يُكرم ترنر ذكرى الضحايا، حيث يمر أمام القطار أرنب نحيف الجسم يمثل فن الولادة الجديدة والأمل منذ غابر الزمان. هذا الأرنب الغارق في الظل وخطوط السكة الحديد وحده الذي ينقذ العمل من أن يكون بيانًا تجريديًا عن الصدام بين التكنولوجيا والطبيعة إلى شيء أكثر حميمية وأقرب إلى القلب.
حانة في فولي بيرجر (إدوارد مانيه)
يقول كيلي إن مانيه أنجز رسم في هذه اللوحة في عام 1882 وتصور ساقية حانة في كباريه صاخب في باريس وعلى جانبيها قناني من البيرة البريطانية التي تلفت الانتباه بالمثلث الأحمر المطبوع على يافطتها. كانت هذه هي العلامة التجارية الأولى المحمية في بريطانيا، وقد يبدو ظهورها غريبًا في عمل فني انطباعي رائع، لكنها تشكل مفتاحًا لفك معنى العمل وقوته.
وبحسب كيلي، تناثر الزهور على صدر الساقية في شكل مثلث أحمر يميزها في سياق اليافطة التجارية بوصفها هي أيضًا سلعة تُشترى وتُستهلك مثل قنينة البيرة ذات المثلث الأحمر على يافطتها التجارية، امرأة تُشترى وتُباع.
يكون الرجل الذي يقترب منها في المرآة على يمين اللوحة تاجر أرواح، وإذ نقف حيث يقف نكون متهمين معه في الصفقة.
القبلة (غوستاف كليمت)
يقول كيلي إن لوحة القبلة التي رسمها كليمت في عام 1907 تبدو مزينة بالسلايدات التي تعج بالخلايا الحية. في ذلك العام، كانت أجواء فيينا تزخر بالحديث عن صفائح الدم والبلازما وكريات الدم الحمراء والبيضاء.
في جامعة فيينا، كان العالم كارل لاندشتاينر، المعروف بأنه أول من فرز فصائل الدم المختلفة، يعمل على إيجاد طريقة لنقل الدم.
في كل سلايد رسمه كليمت على فستان السيدة، صفائح متألقة وخلايا دم غروية تهتز وتنبض، كأنها صورة مجهرية لتكوينها الخلوي، أو كأن الفنان ألقى نظرة على خزعة من حب لا نهاية له.
حديقة الملذات الدنيوية (هيرونيموس بوش)
يقول كيلي عن هذه اللوحة الثلاثية التي رسمها بوش بين عامي 1505 و1510 إن على الرائي الذي يريد أن يفك شفرتها أن يعثر أولًا على بيضة عيد الفصح التي أخفاها الفنان في حديقته الحسية.
تواجهنا محمولة على رأس مسافر بيضة قابلة للكسر، لكنها غير مكسورة بعد، مثل عين ثاقبة بلا بؤبؤ، لتذكيرنا برحلة الروح المحفوفة بالمخاطر عبر هذا العالم والعالم الآخر. عندما تُغلق أجزاء اللوحة الثلاثة تكشف عن تصوير كوني للعالم عائمًا في الفضاء: بيضة شبحية نكسرها بلا نهاية، كلما فتحنا العمل من مفاصله.
الصرخة (أدفارد مونك)
يقول كيلي إن لوحة مونك التي أنجزها في عام 1893 لشخص يصرخ أصبحت نموذجًا يجسد القلق الوجودي، وما زالت محتفظة بسحرها مثل مصباح مترجرج فوق رؤوسنا. كان مونك مهتمًا اهتمامًا يشوبه القلق بالكهرباء والإنجازات التقنية في زمنه، واعترف في يومياته بأنه “مسكون بشكل غامض يوجه الأسلاك ويمسك الآلة بيده”.
أضاف كيلي أن بإمكاننا أن نتخيل رد فعل مونك على المعرض العالمي في باريس في عام 1889، حيث رُصف 13 ألف مصباح ساطع على شكل مصباح عملاق واحد مسلط على الزوار كأنه جمجمة زجاجية، قحفها ذو الشكل البصلي يستدق إلى فك مستطيل.
يبدو أن هذا الشكل تسرب عميقًا إلى مخيلة مونك، فالرأس الذي يصرخ في لوحة مونك يردد بدقة غريبة صدى المعالم البلورية لإله أديسون الحديث.
تغريد
اكتب تعليقك