في أثر الملوك والغزاة.. غيرترود بيل وأركيولوجيا الشرق الأوسط

نشر بتاريخ: 2023-03-04

المحرر الثقافي:

الكتاب: في أثر الملوك والغزاة.. غيرترود بيل وأركيولوجيا الشرق الأوسط"

المؤلف: ليزا كوبر

المترجم: مجدي عبدالمجيد خاطر

الناشر: المركز القومي للترجمة، القاهرة

في عام 2016، نشرت أستاذة حضارات الشرق الأدنى ليزا كوبر كتاباً بعنوان "في أثر الملوك والغزاة.. غيرترود بيل وأركيولوجيا الشرق الأوسط"، تتبّعت مسار الباحثة والآثارية الإنجليزية (1868 - 1926)، التي زارت ضمن بعثات استكشافية العديد من المواقع الأثرية في شرق المتوسط وقامت برسم أولى الخرائط الأركيولوجية لها.

تركّز المؤلّفة على الجانب الآثاري من سيرة بيل التي لعب أدواراً جاسوسية وسياسية، بل إن خرائط أكثر أهمية للمنطقة قامت برسمها لحكومة بلادها في العقد الثاني من القرن الماضي، وأهمها رسم خارطة العراق الحالية وترشيحها فيصل بن الحسين ليكون أول ملك يحكمها.

صدرت حديثاً عن "المركز القومي للترجمة" في القاهرة النسخة العربية من الكتاب بترجمة القاص مجدي عبدالمجيد خاطر. يضيء الكتاب رحلة بيل منذ تخرجها من قسم دراسات التاريخ الحديث في "جامعة أكسفورد" وسفرها لأول مرة إلى إيران عام 1892، حيث مكثت لأربعة أشهر وأصدرت كتاباً حول رحلتها بعنوان "صور من بلاد فارس".

تدرس كوبر المرحلة المهنية الأهمّ في حياة بيل التي سافرت الأخيرة إلى قلب العالم العربي وتركيا، متتبعة خطوات الحكام القدامى الذين تركوا آثاراً مهمة لم يكتشف بعضها من قبل في شكل قلاع وقصور ومساجد ومقابر ومعابد، حيث زارت مدن أفسس وبن بركليس وكركميش في الغرب التركي، بالإضافة إلى الأخيضر وبابل والنجف داخل حدود العراق.

وتتطرق أيضاً إلى اهتمام الآثارية البريطانية بماضي المنطقة وراهنها، كما يظهره كتابها "سورية: الصحراء والأرض الزراعية" الذي نشرته عام 1907، ووصفت فيه بوضوح رحلتها إلى بلاد الشام بما في ذلك دمشق والقدس وبيروت وأنطاكية والإسكندرونة، وأسهبت في استعراض واقع القبائل ولهجاتها ونمط عيشها وتحالفاتها السياسية، وكذلك الأمر مع الطوائف والمذاهب المتنوعة في سورية.

ويتضمّن الكتاب تفاصيل حول رحلتها إلى صحراء النفوذ بالقرب من مدينة حائل السعودية، قبل أن تذهب إلى القدس وتستقرّ فيها لفترة بدأت خلالها تعلّم اللغة العربية، لتقوم بأولى رحلاتها إلى الصحراء الأردنية ومنها إلى العراق، وتجمع معلومات مفصّلة عنها وترسلها إلى حكومة بلادها التي أوفدتها لاحقاً إلى القاهرة والتقت هناك بلورانس العرب، ثم عادت إلى البصرة في مهمّة تتصل بترتيبات سايكس بيكو.

تضيء كوبر البحوث الأركيولوجية التي قامت بها بيل ونشرتها في مجموعة من المؤلّفات تركّزت حول بناء الكنائس الشرقية في تركيا وبلاد الشام ومصر، وكذلك العمارة الإسلامية المبكرة في عدد من المساجد والقصور في العراق.


عدد القراء: 675

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-