مركز خدمة اللغة العربية يصدر كتاب (اللغة العربية في المنظمات الدولية)

نشر بتاريخ: 2015-08-09

فكر – الرياض:

ضمن جهود مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدولية في مجال التخطيط اللغوي ودراسة حال اللغة العربية في المنظمات الدولية صدر كتاب: اللغة العربية في المنظمات الدولية بمشاركة مجموعة من الخبراء الدوليين، حيث تولى تحرير الكتاب والمشاركة فيه د.ناصر بن عبدالله الغالي، وساهم في التأليف كل من: د.أحمد كروم، و د.نبيل عطية الزهيري، ود.محمد لطفي الزليطني، ود.عبدالله العميد، ود.محمد نادر سراج، ود.نسرين بدور، ود.عبد القادر سبيل.

وجاء هذا الكتاب الذي يتكون من 300 صفحة لدراسة واقع اللغة العربية في المؤسسات الدولية وتقييمه، والتعريف بواقع استخدام اللغة العربية داخل أروقة المنظمات، ونوعية الاستخدام، والفرص المتاحة للعربية على المستوى الدولي، والتحديات التي تواجهها، كما يتضمن التعريف بالجهود الرائدة للمملكة العربية السعودية في بذل ما يخدم اللغة العربية ويعزز حضورها في كافة المحافل والمناسبات الدولية، ومنها المنظمات الدولية التي تعكس مكانة اللغة العربية بين لغات الشعوب الأخرى.

يقول محرر الكتاب الدكتور ناصر بن عبدالله الغالي:"اللغة العربية تمثل هوية المجتمع العربي وتعبر عن فكره وتنقل حضارته، وتمثل أبعادا سياسية، وامتدادات حضارية، فهي إحدى لغات منظمة الأمم المتحدة الست، حيث جرى الاعتراف بها لغة رسمية، ولغة عمل في المنظمة في عام 1973م، مما حملها عدة مسؤوليات، مجتمعية، وحضارية، وسياسية، فأصبحت اللسان الناطق للمجتمع العربي ، ودوله، ووفوده الرسمية في المنظمة، والوكالات التابعة لها، تلقى بها الخطب، وتعدّ بها الخطابات، والوثائق ابتداء، وتترجم منها وإليها الوثائق والمستندات ومحاضر الاجتماعات، مما فتح لها الباب على عالم جديد من العلوم والأفكار، بأساليبه، ومصطلحاته المستجدة والمتطورة".

على حين صرح الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي أن المركز يحظى بدعم بارز من لدن معالي وزير التعليم العالي المشرف العام على المركز في سبيل تحقيق أهدافه ومسيرته وتنويع مجالات العمل المختلفة ومنها العمل الجاد في خدمة اللغة العربية دوليا، وذلك لما هو معلوم أن اللغات هي وسيلة التواصل البشري، ووعاء التراكم المعرفي، وهي وسيلة أولى من وسائل التدافع بين الشعوب، ترتقي بارتقاء الأمة الناطقة بها، وتتراجع بتراجعها، كما ترتقي الأمم بلغاتها وتتراجع؛ ولذلك فإن الحضارات والأمم الحيّة، تعتني بلغاتها، ونشرِها والمنافحةِ عنها، ووضعِ الأنظمة الداعمة لها، وتعزيزِ حضورها دوليا في المؤسسات الحكومية، والمنظمات، وسائر مجالات العمل والتواصل، مؤكدا أن اللغة العربية تحتل مكانة بارزة على خريطة اللغات العالمية، على مستوى امتدادها الجغرافي، وعلى مستوى عدد الناطقين بها لغةً أولى أو ثانية، وعلى مستوى تأثيرها الديني والاقتصادي والدبلوماسي.

مشيرا إلى أن اللغة العربية منذ الثامن عشر من ديسمبر لعام 1973م أصبحت واحدة من اللغات الست في الأمم المتحدة، كما أنها واحدة من اللغات الأكثر في عدد الناطقين بها عالمياً، وتجد إقبالا واسعاً من المهتمين والمتعلمين.

وأضاف د.الوشمي: للمنظمات تأثير عالمي، فهي بوابة واسعة للعمل الثقافي، والمحافظة على الإرث المشترك، وتطوير المعارف والعلوم، والتطلع إلى مستقبل إنساني أفضل؛ ولهذا فقد برزت الحاجة إلى أن تُـمَدّ جسور التعاون المشترك بين المنظمات، وبين المعنيين بالحفاظ على اللغات التي تحمل الفكر الحضاري للإنسان، وعليه فإن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية مهتم بالعمل مع المنظمات الدولية من أجل تعزيز العربية في المنظمات، ومن خلالها، مثل عمله في بعض المشروعات المشتركة مع بعض المنظمات الدولية، ومنها اليونيسكو وذلك في دعم فعاليات اليوم العالمي للغة العربية والعمل على إصدار (تقرير اللغة العربية)؛ لرصد واقع اللغة العربية في كل أنحاء العالم، والمنظمات الأخرى، مثل الأليسكو وغيرها، كما يعمل المركز على الإعداد لإقامة ملتقى دولي كبير لـ(اللغة العربية في المنظمات الدولية)، وقد أنهى المركز التخطيط والإعداد المبدئي لهذا الملتقى

من جهة أخرى فإن هذا الكتاب يستعرض واقع استخدام اللغة العربية في منظمة الأمم المتحدة منذ دخولها في المنظمة رسميّاً وبشكل كامل في عام 1973م، وقد ركز الكتاب على دراسة منظمة الأمم المتحدة بوصفها أنموذجا للحالة المدروسة؛ لأنها من  المنظمات الدولية التي تضم في عضويتها جميع دول العالم المستقلة تقريباً، كما تضمُّ وكالات متخصصة، ومؤسَّسَات فكرية تابعة مثل منظمة اليونسكو، ومنظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، وغيرها، وقد تناول الكتاب ثلاثة محاور: المحور الأول تناول التواصل والتوثيق باللغة العربية في المنظمات الدولية: الواقع والتحديات، وتضمن هذا المحور دراسة عن اللغة العربية لغة للعلاقات الدولية، استعرضت حالة اللغات في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودرست وضع اللغة العربية باعتبارها لغة مشتركة للعلاقات الدولية. وتضمن هذا المحور أيضا الوثائق العربية في المنظمات الدولية: الأمم المتحدة أنموذجا، كما تناول التوثيق باللغة العربية في منظمة الأمم المتحدة ودرس آثار دخول العربية في المنظمة على اللغة ذاتها وأهميته بالنسبة إلى تاريخها ووضعها في المنظمة بالمقارنة باللغات الرسمية الخمس الأخرى التي كانت مستخدمة منذ بداية إنشاء الأمم المتحدة. وتضمن أيضا، دراسة اللغة العربية في المنظمات الدولية بين لغة العمل والتواصل.

وتناول المحور الثاني استخدام اللغة العربية في المنظمات الدولية: الأثر الارتدادي وآفاق التنمية، وتضمن دراسة اللغة العربية في اليونسكو، المكتسبات وآفاق التنمية، وتضمن أيضا دراستي حالة شملت مقومات التنمية ومتطلباتها اللغوية: الإسكوا أنموذجًا، واللغة العربية في المواقع الإلكترونية الرسمية للمنظمات الدولية.

أما المحور الثالث فتناول الصراع من أجل التعريب: من الدولي إلى الإقليمي، وتضمن دور المجتمع المدني في خدمة اللغة العربية وتجربة المغرب الأقصى.

يذكر أن المركز أصدر مجموعة من الكتب في المدة القريبة الماضية تتخصص في رصد المؤسسات المعنية في العالم والتعريف بها، وبدأ بذلك من خلال الأدلة المتخصصة في التعريف بالباحثين والمؤسسات المعنية بالعربية في كل من الصين والهند وإندونيسيا، وتصدر قريبا بإذن الله كتب أخرى تتناول اللغة العربية في إسبانيا وألمانيا وإفريقيا وغيرها.


عدد القراء: 2969

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-