باسكال لوفرييه وروايته الجديدة «لن أغادركم»
فكر - المحرر الثقافي:
قبل 12 يوم، مرّت الذكرى العشرين لرحيل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران (1916 - 1996)، ذلك الذي اعتبر "رجل سياسة بخطاب كاتب وقلب فيلسوف". منذ رحيله، وظهور الكثير من أسراره، بدت حياة ميتران مادة لا يمكن أن يغفلها الأدب ويلتقط منها الكثير من العناصر. ضمن إحدى فعاليات إحياء ذكرى ميتران، قدّم الكاتب الفرنسي باسكال لوفرييه روايته الجديدة "لن أغادركم"، والتي تجعل من الرئيس الفرنسي السابق شخصيتها الرئيسية، متناولة إياها بكثير من الحنين.
تبدأ الرواية بوقوف أحد شخصياتها أمام الهرم الزجاجي في ساحة اللوفر. يتحدث هذا الأخير إلى نفسه بأن هذه المشاريع لا تأتي لأي كان، خصوصاً من تشغله الحياة العامة ومناصبها عن شؤون حياته اليومية فما بالك في أن يفكر في ما يراه زائر عابر لباريس. بشكل عام، تبحث الرواية في الجانب الرومانسي للرئيس الذي حكم فرنسا 14 سنة، من 1981 إلى 1995، ويركز لوفرييه بالأساس على عوالم القراءة في ذهن ميتران، خصوصاً في سنوات شبابه؛ حيث يؤكد على عمق علاقته بالشاعر لامارتين.
هذه الملامح التي يصوّرها الكاتب، تبدو متعارضة نوعاً ما مع الصورة السياسية لميتران؛ اليساري التقدّمي الذي خاض حروباً قاسية من خلال الدبلوماسية أو الحياة الحزبية والبرلمانية.
في أحد الفصول، يذكر لوفرييه أن ميتران أحس حين بلغ الرئاسة أنه حقق حلم فيكتور هيغو، بوصول صوت الناس والثقافة الفرنسية الحقيقة إلى الحكم. طبعاً لا ينسى لوفرييه أن يمر بالقارئ من عالم أسرار ميتران؛ حيث علاقاته العاطفية السرية ومرضه الذي أخفاه طوال سنوات حكمه، لكنه مرور عابر يزيد من إبراز فكرة كون رومانسية ميتران هي أكثر شيء نجح في إخفائه.
تغريد
اكتب تعليقك