وفاة الروائي الإيطالي أمبرتو إيكو صاحب رواية «اسم الوردة»

نشر بتاريخ: 2016-02-20

فكر – الرياض:

توفي الروائي والباحث الإيطالي الشهير أمبرتو إيكو في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة عن عمر يناهز 84 عامًا بعد مسيرة أدبية وأكاديمية وفكرية طويلة اكتسب فيها شهرة عالمية وترجمت أعماله إلى عشرات اللغات.

وأبدت كبريات الصحف الإيطالية اهتمامًا كبيرًا برحيل إيكو الذي ذاع صيته عام 1980 بعد نشر روايته التاريخية المشوقة "اسم الوردة". وتحولت الرواية إلى فيلم سينمائي في عام 1986. ولعب دور البطولة النجم شون كونري الذي جسد شخصية راهب في القرن الرابع عشر يكافح الخرافات من أجل حل لغز جريمة قتل في دير.

وتعليقًا على نبأ وفاة إيكو قالت صحيفة "لاريبوبليكا" إن "العالم فقد واحدًا من أهم وجوه الثقافة المعاصرة"، بينما قالت يومية "كورييري ديلا سيرا" إن الراحل يعد واحدًا من أشهر المثقفين في إيطاليا.

واشتهر إيكو بوصفه روائيًا، لكن أعماله شملت أيضًا مجالات أخرى مثل الفلسفة واللغويات وعلوم الرموز، وكان له حضور لافت في وسائل الإعلام سواء من خلال كتابة أعمدة ثابتة في أرقى المنابر الصحفية أو من خلال تحليلاته العميقة لمختلف أشكال العملية الإعلامية.

إلى جانب رواية "اسم الوردة"، كتب إيكو روايات أخرى بينها "بندول فوكو" في عام 1988 و"جزيرة اليوم السابق" في عام 1994، و"باودولينو" 2001 و"مقبرة براغ" 2010، وصدرت روايته الأخيرة العام الماضي بعنوان "العدد صفر" 2015.

وقد حولته رواية "اسم الوردة" 1980، حولته من أكاديمي إلى أحد المشاهير على المستوى الدولي، خصوصًا بعدما تم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي في 1986.

وبيعت ملايين النسخ من الرواية، التي تميزت بفرادة السرد، مع ترجمة جزئية لمقولات من اللاتينية، وتأملات محيرة حول طبيعة الرموز.

وهي عمل لخّصه أحد النقاد اللاذعين بـ"رواية بوليسية من العصور الوسطى". لكن العمل - الذي ينتمي إلى الرواية التاريخية- أخذ مكانه بين أبرز روايات القرن العشرين، على مستوى البنية والطبقات المتعددة التي يتيحها لقارئه وأيضًا على مستوى مقروئيتها الواسعة.

وحققت روايته الثانية "بندول فوكو"، التي صدرت عام 1988، نجاحًا أيضًا، رغم أنها كان معقدة بحيث صحبها دليل شارح يساعد القارئ في تتبع الحبكة.

والرواية عبارة عن حكاية بيزنطية عن تآمر الناشرين والطوائف السرية، كتبت بطريقة مثيرة.

إلى جانب هذه الروايات، نشر صاحب "ست نزهات في غابة السرد" قرابة أربعين كتابًا في السيميائيات والنقد الأدبي وفلسفة اللغة وأدب الأطفال، منحته جميعًا مكانة وحضوراً بارزين.

وإن كان السيميائي وعالم اللغويات والناقد الأدبي عُرف لدى القارئ العربي من خلال رواياته، فإن أعماله في السيميائيات وفلسفة اللغة والنقد الأدبي وجدت هي الأخرى طريقها إلى لغة الضاد.

وكان إيكو حصل على جائزة الأميرة أستورياس الإسبانية الرفيعة للاتصال، وأثنت لجنة تحكيم الجائزة في عام 2000 على أعماله التي حققت مبيعات كبيرة على مستوى العالم.

ولد إيكو في الخامس من كانون الثاني/يناير 1932، وكان والده يعمل محاسبًا في أليساندريا بشمال إيطاليا. ودرس فلسفة وآداب القرون الوسطى، وهو ما وظفه بشكل مبهر في عمله الروائي الأول وما انعكس أيضاً بدرجة أو بأخرى في بقية رواياته.

بعد حصوله على الشهادة العليا في الفلسفة عام 1954 درّس إيكو الفلسفة في جامعة تورينو (1956–1964) إلى جانب عمله في الصحافة الثقافية المسموعة والمرئية، كما عمل مدير تحرير في دار نشر بومبياني في ميلان بين 1959 و1975. كان إيكو أستاذًا جامعيًا بارزًا ومؤسسًا لبرامج أكاديمية وصاحب مقترحات في حقله المعرفي. أسس "كلية دراسات الميديا" في "جامعة جمهورية سان مارينو" وكان أستاذ السيميائيات ورئيس "المدرسة العليا للدراسات الانسانية" في "جامعة بولونيا". كما حلّ أستاذًا زائرًا في جامعتي "كولومبيا" (بين 1980 و1990) و"هارفرد" (بين 1992- 1993) الأمريكيتين. على المستوى السياسي خيّب إيكو، في السنوات الأخيرة، ظن قرائه ولا سيما الفلسطينيين والعرب عندما قبل المشاركة عام 2011 في ما يسمى "معرض القدس للكتاب" الذي تقيمه بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، رغم دعوات حركة المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل التي طلبت منه رفض المشاركة.

المصدر: وكالات


عدد القراء: 3254

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-