الغذامي: القرني جاهل في الحداثة كجهلي بتفاصيل الشريعة

نشر بتاريخ: 2016-02-25

فكر – أبها:

في محاضرته عن «الشاشة بوصفها مجازًا ثقافيًا» بأدبي أبها أمس الأول ضمن فعاليات أسبوع المفتاحة الثقافي التي أدارها د. أحمد آل مريع رئيس نادي أبها الأدبي، أكد الدكتور عبدالله الغذامي أستاذ النقد والنظرية في كلية الآداب في جامعة الملك سعود على أن انسجامه مع عوض القرني دون قناعة ليس أكثر من مخادعة.

وأضاف بأن القرني جاهل في الحداثة كجهلي بتفاصيل الشريعة وأصول الدين، مؤكداً على جهله في الحداثة, وتحدى من يقول عكس ذلك في أن يأتي ويواجهه واصفًا كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام» بالتجهيل وغش للثقافة, ولا يجوز له ذلك أمام الله, وعلى من يحبه أن يقول له “اتق الله” يا عوض, أما أنا سامحته لأن القضية ليست شخصية, لكن الإشكالية في الأمم التي صدقت كلامه, وصدقت أن فلان وفلان وفلان ملاحدة وكفرة, ما ذنب من صدّقه وأخذ بقوله، وكرر تأكيده على جهل القرني بالحداثة, مستشهدًا باتهامه الجابري أنه شيوعي ونسب له مقولة ليست له, لأن الجابري أوردها في كتابه بهدف الرد عليها, واستدل من ذلك على أنه لم يقرأ للجابري, ولم ذلك الكلام وماذا يعني, وعلق على من يعتبر ذلك غيرة على الدين بأنها ليست بتلك الطريقة.

جاء ذلك ردًا على سؤال أحد الحاضرين عن علاقته بعوض القرني وما إمكان أن تخلق هذه الشاشة توافقًا وانسجامًا بينهما؟

وفصل الغذامي المقولة الشهيرة «يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره» وتطرق إلى معناها المجازي والبلاغي الذي يتيح للشاعر أن يبحر في خياله وفضائه الخاص به، دون أن يتيح له ذلك في الواقع، وقال «الشاعر إذا لم يعش في مجازه يموت».

واستدل بالمعارك بين الشاعرين جرير والفرزدق، مؤكدًا بأنها غير حقيقية بل هي أشبه بمسرحية، وخاصة في قول جرير:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا

                أبشر بطول سلامة يا مربع

وأضاف الغذامي «هناك نقلة نوعية كبرى بين القصيدة والشاشة، حيث استمر المجاز بين المرحلتين وهذا دليل على إخلاء نمط المجاز لمجاز آخر حلّ بدله، فمثلاً جامعة أكسفورد الشهيرة ألغت كل عقود الشعراء الذين تعاقد معهم وتحملت تكاليف ذلك، لثقتها بأن الشعر أقل عطاء خلال هذه الفترة، رغم فخر الإنجليز بشعرهم».

وعرّف الحرية باقتباسه تعريف الفيلسوف الفرنسي مونتسيكو «أن تفعل ما لا يضير بغيرك».

وتحدث الغذامي عن مفهوم النسيان الذي واكب عصر الشاشة وانتشر بشكل كبير، لأنها - بحسب قوله - تخاتل الذاكرة وتضخ فيها كما هائلاً من المعلومات بل أصبح النسيان ثقافة سائدة هذا اليوم، وأصبح يعنى بتذكيرنا بمواعيدنا وأولوياتنا هذه الأجهزة والشاشات.. واصفًا المجتمع بـ«كائنات شاشية» لكون الثقافة البصرية والنسيان المجاز هو ما يميز ثقافة هذا العصر.

وعن المتلقين من المجتمع أكد بأن الجميع مرسِل ومرسَلٌ إليه في وقت واحد وهذا التفاعل كشف لنا كثيرًا من أخلاقيات المجتمع وعدها ظاهرة صحية، وقال بأن الأدب ليس هذا زمانه رغم أنه باق وموجود ولن يموت، وأردف بأنه لا توجد خصوصية حقيقية بل هي عالمية إنسانية.

كان هذا ردًا على تساءل الدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير جريدة الوطن عن اختلاف المرسل والمستقبل.

ثم استكملت بقية المداخلات, والتي كان من أهم ردود الغذامي حولها أن الأدب ليس هذا زمانه, وإنما زمن التفاعلية, رغم أنه باقي وموجود ولن يموت، وقال لا يوجد خصوصية حقيقية بل هي عالمية إنسانية, وأنه لا يتعامل مع الأفكار الغربية كونها غربية, بل لكونها صالحة للتعاطي والعمل بها لما لها من نفع، وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي كشفت عيوبنا وأظهرت محاسننا، وأضاف أن نصيب المرأة في زمن الشاشة انتصار للحظة النسوية، حيث استطعن النساء بأن ينتصرن ويحققن درجات من الفهم، فلم تعد المسألة عبثية ومغالبة مع الآخر، واعتبر أن ثقافة الشاشة ضد الانضباط ومن غير الممكن عملياً ضبطها..


عدد القراء: 2969

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-