رحيل الكاتب والأديب الإسباني خوان غويتيسولو
فكر – الرياض:
توفي صباح الأحد بمدينة مراكش المغربية الكاتب والأديب الإسباني خوان غويتيسولو عن عمر يناهز 86 عامًا، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض.
وقد نعاه اتحاد كتاب المغرب الذي اعتبر أنه بوفاة خوان غويتيسولو، فقد العالم الثقافي والإبداعي والإنساني رمزًا كبيرًا من رموز الثقافة والفكر والإبداع والنضال وحقوق الإنسان في العالم، وصوتًا من الأصوات الكونية المدافعة عن حوار وتلاقح الحضارات والثقافات. وقد أوصى الكاتب بدفنه في مراكش المدينة التي عاش بها منذ سبعينيات القرن الماضي لكن أهله والسفارة الإسبانية يحاولون نقل جثمانه ليدفن في برشلونة، ما سيخلق نزاعا على مكان دفنه. فيما تحدثت مصادر إسبانية أن غويتيسولو سيوارى الثرى غدًا الاثنين في مدينة العرائش شمال غربي المغرب.
ويعد الراحل من أبرز الكتاب الإسبان في العقود الأخيرة، وعرف بمناهضته الشرسة لنظام الدكتاتور الإسباني الجنرال فرانكو وبعشقه الكبير للمغرب والحضارة العربية.
واشتهر في السنوات الأخيرة برفضه جائزة بقيمة مليون دولار من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بسبب انتهاكات نظامه لحقوق الإنسان.
أصدر الأديب غويتيسولو حوالي 50 كتابًا منها 20 رواية، ونشر أوّل أعماله "ألعاب الأيادي" (1954)، ولكن سرعان ما جرى تصنيفه من بين الأسماء الممنوعة ما أجبره في 1956 على الانتقال إلى باريس وفيها اشتغل مسؤولاً عن الأدب المكتوب بالإسبانية في دار "غاليمار" للنشر، فكان همزة وصل بين الثقافتين.
في 1968، نشر رواية "علامات هوية" والتي جعلت منه أحد أبرز أسماء الأدب الإسباني الحديث لأسباب تتعلق بابتكار أسلوب أدبي فريد والمواقف السياسية الراديكالية التي تضمّنها العمل. هذا الموقع دعمه غويتيسولو بنشره أعمالاً تنظيرية وتأملية حول الأدب والسياسة والتاريخ أبرزها كتاب "إسبانيا والإسبانيون" (1979).
منذ 1997 استقر في مراكش، وظل يزور باريس وبرشلونة بانتظام. كان غويتيسولو يفتخر بأنه "كاتب إسباني يتكلّم العربية"، وكانت هذه المعرفة رافدًا في أعماله السردية حيث تحضر الثقافة العربية بقوة في روايتيه؛ "مقبرة" و"برزخ"، وفي كتاب تاريخي بعنوان "إسبانيا في مواجهة التاريخ"، كما شارك في إنتاج مجموعة من البرامج الوثائقية حول ما تركته الثقافة العربية الإسلامية في إسبانيا.
ولد خوان غويتيسولو يوم 5 يناير/كانون الثاني 1931 في مدينة برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا بإسبانيا، ونشأ في كنف عائلة بورجوازية، وعاش في جو مفعم بالثقافة.
ودرس غويتيسولو الحقوق في جامعة برشلونة وسافر بعدها مباشرة عام 1956 إلى باريس ليتخذ منها منفى اختياريًا.
تغريد
اكتب تعليقك