النسوية العمومية كتاب يتساءل عن مفهوم النسوية

نشر بتاريخ: 2023-06-15

المحرر الثقافي:

الكتاب: "النسوية العمومية"

المؤلف: أ. د. نادية هناوي

الناشر: أبجد للترجمة والنشر

تاريخ النشر: 2023

كثيرة هي التساؤلات حول الواقع النسوي العربي وطبيعة المتغيرات التي تطرأ عليه وما التوجهات التي تلبي تطلعات الدرس النسوي تنظيراً وتطبيقاً؟ وهل تعدُّ النساء وحدهن الممثلات للنسوية؟ وإلى أي منحى ستميل كفة الفعل النسوي مستقبلاً واسئلة أخرى يجيب عنها كتاب (النسوية العمومية) للباحثة نادية هناوي والصادر مؤخراً عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر، وفيه وضعت المؤلفة تعيينات مفاهيمية توطن مفهوم النسوية العمومية وتصفها معرفياً وجنوسياً وفردانياً. ويدور الكتاب حول النسوية مفهوماً يعبر عن المرأة في خصوصية حياتها الذاتية فالنسوية هي المتحدثة بلسان المرأة فردا والنساء جمعاً. أما العمومية فوصف فكري به تختص النسوية وتستقل في تصور نفسها داخل الوجود البشري.

وتجد المؤلفة هناوي أن المرأة فاعل له المحورية وهي الغاية وليست الأداة، وهي المادة الأولية التي منها تتشكل الأدوار وتحتدم التصورات وتتراكم التنقيحات وتتولد المجازات. وهذا كله هو ما يعطي المرأة وجوداً صميماً وحياتياً ضمن النسويّة العموميّة. وترى أن فهم هذه النسوية إنما يكون من خلال محورية فكرها الذي هو توكيد لسعة مدارك المرأة وعمق امتدادها الحياتي استقلالاً وشمولاً. ومن المسائل التي عني الكتاب بطرحها مسألة تأسيس النسوية العمومية والدفاع عنها ومثلت ذلك كاتبتان رائدتان، فأما الأولى فهي الفرنسية وولستوكرافت وكانت ذات رؤية اتساعية بها أصبحت المجالات كلها مجالاً واحداً ممثلاً بالدفاع عن المرأة ضمن فضاء عمومي وأما الثانية فهي اللبنانية نظيرة زين الدين التي وجهت جهدها الفكري نحو أهم قضية من قضايا المرأة العربية إلا وهي قضية السفور والحجاب نظراً لصلتها المباشرة بكل نواحي الحياة الفكرية والعملية.

وتؤكد الدكتورة هناوي أنه بالرغم من محدودية النسوة اللائي اشتغلن في مجال النسوية منذ منتصف القرن التاسع عشر والعقد الأول من القرن العشرين فإن الذين أرخوا للنسوية العربية لم يتفقوا على امرأة بعينها يعترفون لها بالريادة. وظلت عملية اثبات الريادة رهنا بمعايير ذاك الذي يؤرخ أو بطبيعة المنازع والاعتبارات التي يؤمن بها ويتوجه على وفقها كأن تكون وطنية أو سياسية أو اجتماعية أو نفسية وغير نفسية.

وختمت المؤلفة كتابها بالقول: (أنّ النسوية في عمومها ما زالت مشروعاً فلسفياً لم يُنجز بعد.. بوصفها قضية شائكة ميدانها الفكر ومنطلقها العقل وأداوتها ذات موجبات ليست يسيرة ولا هينة. وأهم تلك الأدوات الارتكاز من أجل التفكيك والرسوخ الذي به يتقلقل المتهرئ وينهار المتذبذب فضلا عن الصوت الرافض الذي يتسيد فلا يعلو عليه صوت غيره كما لا يكممه لثام أو يمنعه قناع. وهذه كلها لما تزل النسوية بعيدة عن امتلاكها). 


عدد القراء: 1098

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-