أسطورة الجيل: لماذا تولد أقل أهمية مما تعتقد

نشر بتاريخ: 2023-08-27

المحرر الثقافي:

الكتاب: "أسطورة الجيل: لماذا تولد أقل أهمية مما تعتقد"

المؤلف: بوبي دافي

الناشر: Basic Books

 تاريخ النشر: 19 نوفمبر 2021

اللغة: الإنجليزية

عدد الصفحات: 288 صفحة

هل من المنطقي تصنيف الناس حسب الجيل الذي ينتمون إليه؟  كيف تؤثر سنة ميلادك على شخصيتك وحياتك؟ هل تعتقد أن الأجيال المختلفة لديها قيم ومواقف وسلوكيات مختلفة؟ هل تشعر بالانتماء إلى جيل معين أو ترفض التصنيفات الجامدة؟

يتناول هذه الأسئلة الباحث وأستاذ السياسة العامة في كينجز كوليدج بلندن البريطاني بوبي دافي بطريقة علمية وموضوعية في كتابه "أسطورة الجيل: لماذا تولد أقل أهمية مما تعتقد".

في هذه الدراسة المثيرة للتفكير أن هويات الأجيال أكثر مرونة مما يُعتقد على نطاق واسع. ودحض فكرة أن مواليد جيل الألفية والفئات العمرية الأخرى على وشك "حرب الأجيال"، ويوضح دافي أن العمر هو مجرد أحد العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تساعد في تشكيل حياة الشخص وتوقعاته.

ويرفض دافي الأساطير الكسولة والتحليلات السطحية التي تعتمد على تقسيم الناس إلى أجيال محددة بشكل تعسفي، مثل "الجيل الصاعد" أو "الجيل الذهبي" أو "الجيل Z"، ويقدم تحليلاً أكثر تفصيلاً للعوامل التي تشكل التغيرات طويلة الأجل في المواقف والسلوكيات. يقول دافي إن هناك ثلاثة آليات منفصلة تسبب هذه التغيرات: "تأثيرات الفترة"، وهي التجارب التي تؤثر على الجميع بغض النظر عن العمر، مثل أزمة 2008 المالية أو جائحة فيروس كورونا. "تأثيرات دورة الحياة"، وهي التغيرات التي تحدث مع التقدم في العمر، أو نتيجة لأحداث رئيسية مثل مغادرة المنزل أو الزواج أو إنجاب الأطفال. و"تأثيرات الفئة"، وهي المواقف والمعتقدات والسلوكيات المشتركة بين أشخاص من جيل معين. يستخدم دافي هذا الإطار ويطبقه على مجموعة من الموضوعات، من الاقتصاد والإسكان والتوظيف إلى الجنس والصحة والسياسة، محطماً الأساطير بشكل مبهج. على سبيل المثال، يُزعم في كثير من الأحيان أن الأشخاص في عشرينيات عمرهم هم من يغيرون وظائفهم بشكل عشوائي ولا يبقون مخلصين لأصحاب العمل. صحيح أن الشباب يميلون إلى تغيير وظائفهم بشكل طوعي أكثر من آبائهم. لكن هذا صحيح منذ ثمانينيات القرن الماضي. في الواقع، يتضح أن جيل "الألفية" أقل احتمالاً بنسبة 20 إلى 25 في المئة لتغيير وظائفهم بشكل طوعي من جيل "X" عندما كانوا في نفس العمر.

الفكرة الأساسية للكتاب هي أن التفكير الجيلي، أي تعميم صفات معينة على مجموعات من الناس بناءً على سنة ميلادهم، هو فكرة خاطئة ومضللة. فالأجيال ليست ثابتة أو محددة بشكل دقيق، بل هي متغيرة ومتشابكة مع عوامل أخرى تؤثر على حياة الناس. يقسم دافي هذه العوامل إلى ثلاثة أنواع: تأثيرات الفترة، وهي التجارب التي تؤثر على الجميع بغض النظر عن عمرهم، مثل الأزمات المالية أو الجوائح. تأثيرات دورة الحياة، وهي التغيرات التي تحدث مع التقدم في السن، أو نتيجة لأحداث كبرى مثل الزواج أو الإنجاب. تأثيرات الفئة، وهي المواقف والسلوكيات المشتركة بين أفراد جيل معين.

المشكلة مع التفكير الجيلي البسيط، بحسب دافي، هو أنه يركز فقط على تأثيرات الفئة، ويغفل عن باقي الصورة. يطبق دافي هذا الإطار على مجموعة من الموضوعات، من الاقتصاد والإسكان والتوظيف إلى الجنس والصحة والسياسة، ويقوم بتفنيد الخرافات المتداولة. فمثلاً، يُزعم غالباً أن الشباب في عشريناتهم هم من يغير وظائفهم بشكل مستمر ولا يبقون مخلصين لأصحاب العمل. صحيح أن الشباب يميلون إلى تغيير وظائفهم بشكل طوعي أكثر من آبائهم، لكن هذا صحيح منذ ثمانينيات القرن الماضي.

هذا الكتاب يتحدى الأفكار السائدة عن الأجيال والفوارق بينها، ويقدم رؤية جديدة لفهم كيفية تشكيل الهوية الجيلية وتأثيرها على المجتمعات، ويستند الكاتب بوبي دافي إلى تحليل لآراء أكثر من ثلاثة ملايين شخص حول موضوعات مختلفة مثل الملكية العقارية والجنس والرفاهية وغيرها، ويقدم نموذجاً لفهم كيفية تشكيل الأجيال وكيفية تغيرها على مر الزمن.

يرى دافي أن هوية الجيل ليست ثابتة بل متغيرة، وتتأثر بعوامل مختلفة مثل التجارب التاريخية والمراحل العمرية والظروف الاقتصادية. يرفض دافي التعميمات السطحية والنمطية عن الأجيال، مثل أن جيل البيبي بومرز هو جيل أناني ومعادٍ للتكنولوجيا، أو أن جيل الميلينيالز هو جيل مدلل وضعيف.

يحلل دافي أيضاً كيفية تأثير الركود الاقتصادي على رفاهية الأجيال، ويوثق الأسباب العديدة لانخفاض معدلات الولادة والزواج بين جيل الألفية وجيل Z، ويؤكد أن الفجوات بين "مواقف الشباب وكبار السن بشأن العرق والجنس" ليست "كبيرة أو غير عادية كما يتم تصويرها غالباً".

ومن خلال جمع أدلة إحصائية وفيرة لدعم ادعاءاته، يقدم دافي حالة مقنعة مفادها أن مقاومة "الصور النمطية والتفكير الكسول" حول كبار السن مقابل الشباب يمكن أن تساعد في تعزيز "الإرادة بين الأجيال" لمعالجة مثل هذه التهديدات الوجودية مثل تغير المناخ وعدم المساواة الاقتصادية. سيتم إلهام القراء من خلال هذا الاستطلاع الكاسح للأساطير. يمكن للشباب المساعدة في تعزيز "الإرادة بين الأجيال" لمواجهة التهديدات الوجودية مثل تغير المناخ وعدم المساواة الاقتصادية.

يقول دافي إن هذه الصور لا تعكس حقيقة التنوع والتعقيد داخل كل جيل، ولا تأخذ في الاعتبار التأثيرات الأخرى التي تشكل سلوك الأفراد. يعتبر دافي أن فكرة الأجيال لها قيمة في فهم التغيرات الاجتماعية، لكنها تحتاج إلى استخدام أكثر حذراً ودقة.

هذا الكتاب هو رد قوي على المخاوف من حرب الأجيال أو انحدار المجتمع. فالشباب بخير، كما هم آباؤهم.


عدد القراء: 1132

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-