غازي القصيبي .. في ذاكرة المثقف العربي

نشر بتاريخ: 2015-08-15

فكر – الرياض:

رغم رحيلة منذ خمسة سنوات إلا أن غازي القصيبي مازال في واقفاً شامخاً في ذهنية المثقف والأديب العربي وخاصة المثقف السعودي. كان القصيبي كتاباً مفتوحاً لا غموض فيه، يحوي خبرة نصف قرن من التجربة الناضجة المفعمة بالبسالة والتحدي والإصرار.

الجيل السعودي الجديد قد لا يعرف غازي القصيبي كجسد لكنه ما يزال يحاور تلك الروح التي بقيت في مؤلفاته. فكان كل سطر منها بمثابة تعريف لشخصية لم تعرف الاستسلام.

والقصيبي شاعر له إنتاجات في فن الرواية والقصة، مثل:

"شقة الحرية" و"دنسكو" و"أبو شلاخ البرمائي" و"العصفورية" و"سبعة" و"سعادة السفير" و"الجنيّة"، و "العودة سائحاً إلى كاليفورنيا" و "هما" و"حكاية حب" و"رجل جاء وذهب" آخر أعماله كانت أقصوصة "ألزهايمر" التي نشرت بعد وفاته.

أما في الشعر فلديه دواوين "معركة بلا راية" و"أشعار من جزائر اللؤلؤ" و"للشهداء" و"حديقة الغروب".

وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات في عين العاصفة التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية، ومن ثم نشرت في كتاب "في عين العاصفة". كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها التنمية، "الأسئلة الكبرى" و"عن هذا وذاك" و"باي باي لندن" ومقالات أخرى الأسطورة ديانا و100 من أقوالي غير المأثورة و"ثورة في السنة النبوية" و"حتى لا تكون فتنة".

ذكره معلمه والأديب الراحل عبد الله بن محمد الطائي ضمن الشعراء المجددين في كتابة (دراسات عن الخليج العربي) قائلاً:

"أخط اسم غازي القصيبي، وأشعر أن قلبي يقول ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين، وأطلقت عليه عندما أصدر ديوانه أشعار من جزائر اللؤلؤ الدم الجديد، وكان فعلاً دمًا جديدًا سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعدًا، يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه ومواضيعه".

يعد كتاب "حياة في الإدارة" أشهر ما نشر له، وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً في لندن.

وقد وصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من ستين مؤلفاً. له أشعار لطيفة ومتنوعة ورواية "سلمى".

ترجم كتاب للمؤلف ايريك هوفر باسم "المؤمن الصادق".

كتب في أمريكا قصيدتين فقط، الأولى هي قصيدته حين بلوغ السبعين «سيدتي السبعون»، وقصيدة «السيف الأجرب» التي قالها بمناسبة انتقال السيف الأجرب من البحرين إلى المملكة أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للبحرين. وقبلها من خلال مؤلفاته الأدبية سواء الشعرية أو الروائية وتقريظه لرواية "بنات الرياض". ذلك هو غازي بن عبد الرحمن القصيبي الذي يقول في كتابه سيرة شعرية في الصفحة 27 (......و لا أظني بحاجة إلى القول بأن الشاعر، أي شاعر، كثيرًا ما يجد نفسه في صراع مع بيئته ويزداد هذا الصراع كلما كانت بيئة الشاعر محافظة متزمتة).

وغازي بن عبدالرحمن القصيبي الذي ولد عام 1940 في الأحساء بالمملكة العربية السعودية يحمل شهادة بكالوريوس قانون - كلية الحقوق – جامعة القاهرة 1961 م.

وتقول عنه كتب السير أنه تولى مناصب عدة وهي وزير الصناعة والكهرباء ووزير الصحة فكان حاصلاً على ماجستير علاقات دولية – جامعة جنوب كاليفورونيا 1964م ودكتوراه القانون الدولي – جامعة لندن 1970 م.

وعمل كأستاذ مشارك في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض ومستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة وعميد كلية التجارة بجامعة الملك سعود ومدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية.

ثم توجه للعمل الدبلوماسي فعين سفير المملكة في مملكة البحرين. ثم سفير المملكة في المملكة المتحدة ووزير المياه والكهرباء ثم وزير العمل.

رحل القصيبي في 15 آب/أغسطس 2010.


عدد القراء: 4328

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-