رحيل رينيه جيرار صاحب «العنف والمقدّس»

نشر بتاريخ: 2015-11-06

فكر – متابعات:

بعيداً عن بلده الأم، رحل، مساء أول أمس، الفيلسوف الفرنسي رينيه جيرار (1923 – 2015) عن 91 عاماً في مدينة ستانفورد في الولايات المتّحدة الأمريكية التي هاجر إليها وعمل مدرّساً للأدب والحضارة الفرنسيّين في عدد من جامعاتها منذ الأربعينيات.

منذ صدور كتابه الأوّل "الكذبة الرومانسية والحقيقة الروائية" عام 1961، برز اسم جيرار كواحد من أهم النقّاد والأنثروبولوجيين، من خلال نظريته عن "الرغبة بوصفها محاكاة"، والتي عارض فيها النظرية الأوديبية الفرويدية.

اعتمد جيرار في طرحه على مقاربة أنثروبولوجية تنبع من أعماق سحيقة في الوعي، وتصوّره للرغبة كدافع ومحرّك للتاريخ، وقراءته للأساطير والنصوص المؤسّسة للثقافة الغربية، خصوصاً في مسرح سوفولكيس ويوربيدوس وأرسطوفان وتوقّفه عند هوميروس، والذي أخرج الفكر من تناسي دور الأدب في تأسيس ذاكرة البشر.

وُلد جيرار في مدينة آفينيون الفرنسية، وهاجر إلى أمريكا سنة 1947. هناك، اكتشف الأمريكيون البنيوية الفرنسية في ندوة دولية أقامها سنة 1966 حول "لغات النقد وعلوم الإنسان"، شارك فيها كلّ من رولان بارت وجاك دريدا وجان لاكان.

مثّل العنف أحد الموضوعات الرئيسية في فكر جيرار الذي اختير لعضوية "الأكاديمية الفرنسية" عام 2005، حيث طرح المسألة من منظور الرغبة المحاكية وربط العنف بالمقدّس، في كتابه "العنف والمقدّس" الذي صدر عام 1972 وتُرجم إلى اللغة العربية مؤخّراً، والذي تلته دراسات أخرى، من بينها: "في المكتومات منذ تأسيس العالم" عام 1978 و"من العنف إلى الألوهية" عام 2007.

جمعُه بين صفات الباحث في الأدب المقارن والأنثروبولوجي والفيلسوف والناقد، جعله يحمل لقب "داروين العلوم الإنسانية".


عدد القراء: 3060

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-