العدد الحاليالعدد رقم 44ثقافات

فن الكلام في التربية النبوية

تذكر ان التعامل مع الإنسان أصعب من التعامل مع آلة من الآلات، بل وأصعب من التعامل المادي بالدرهم والدينار. فالإنسان جسم وروح وعقل ومشاعر. فلا بد من التوجه لجوانب الإنسان كلها؛ فيجب عدم اقتصار الحديث على الفكر والعقل دونما اعتبار لمشاعر المقابل، فلا ينفع الحوار الفكري مع فقير جائع (لأن البطون الخاوية لا تفكر في المعاني السامية). فلا ينفع أصحاب المصانع اقتصار حديثهم بالعمال على الماديات البحتة: كم ينتح؟ وكم ساعة يعمل؟ ولماذا تغيّب عن العمل؟ ويهملون جوانب النفس والفكر والمشاعر وظروف العمال!.

وما أصدق الشاعر أبو فتح البستي:

أقبل على النفس واستعمل فضائلها

                        فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم

                       فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ

وإن أسـاء مسيء فليكن لك في

                             عروضِ زلّته صَفحٌ وغـفـران

وكن على الدهر معـوانًا لذي أملٍ

                           يرجو نداك فإن الحرّ معـوان

تذكر ألا فرق بين كبير وصغير، فالبالغ طفل كبير والطفل بالغ صغير (Adult is a big child and child is a young adult) لذا عامل الكبير كطفل صغير، دغدغ مشاعره، وشجّعه وانفخ فيه، وتقرب له بالهدايا، واشعره بقيمته ووزنه.

* المصداقيَّة في النصيحة:

فكما أن الكلام يجب أن يكون مصحوبًا بصدق المتكلم، فما خرج من الجَنان (القلب) يستقر في الجَنان، وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان!

وذلك هو هَدْيُ الأنبياء (عليهم السَّلام)، إذ كانوا يقولون لأقوامهم: (وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)) [الأعراف: 67-68]

وقال تعالى حاكيًا عن فرعون أنَّه قال لقومه: (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) [غافر: 29]، فظاهِرُ قوله أنَّه صادقٌ في نصح قومه، وأنَّه يرشِدُهم إلى ما فيه نفعُهم! ولكنَّه في الحقيقة كاذبٌ دجَّال؛ حالُه كحال إبليس اللَّعين حينما قال لأبينا آدمَ وأُمِّنا حوَّاء: (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) [الأعراف: 21]، وهو أكذب الكاذبين!

فمن حسن كلام الناصح:

  • أن يصلح نفسه ويتقي الله أولًا ويكون صادقًا مخلصًا في نصحه؛ قال ﷺ: (يُبْصِرُ أحدُكم القذَى في عينِ أخيهِ ويَنْسَى الْجِذْعَ في عينِهِ).
  • وأن تكون النصيحة سرًا (لا جهرًا) بين الناصح والمنصوح؛
  • وأن تكون النصيحة بلين ورفق؛
  • وأن يقتصد بالنصح بلا اسهاب ولا تكرار؛
  • وأن يصحب كلماته بالنظر المباشر وجهًا لوجه مع المقابل تعبيرًا عن تفاعله وانسجامه مع الآخر، لا أن يكلم المقابل من علوٍ دون النظر بوجهه كأن ينصح وهو مطرق النظر لجهاز التلفزة أو ممعن بالنظر في أوراقه وتلفونه الجوال، حتى إذا سكت الحوار وانقطع الآخر عن المحادثة بسبب عدم اهتمام المتكلم به، رمقه بنظرة عابرة ليكمل الحديث؟؟!!

واليوم صار (التواصل بلا كلام Non-Verbal Communication) مُهمًّا مثل التواصل بالكلام، إن لم يكن أكثر أهمية منه!

*حسن الخلق والألفة:

فالمسلم سهل العريكة، لين الجانب، طلق الوجه، قليل النفور، طيب الكلمة، سهل الانقياد، يقبل النصيحة ويأخذ بها من أي فرد، ويتصف بالسماحة، ولا يكبّر الأمور، ولا يكون مِلحاحًا في نقاش أو حوار (فالإلحاح يفك اللحام، أي مجازًا أن كثرة الدق تفك عرى اللحيم أي تفكك عرى الصداقة)، وإنما يأخذ الأمور بالهون واللين، فاللّين: هو سهولة الانقياد للحقّ، والتلطّف في معاملة النّاس وعند التّحدّث معهم. والإنسان الهين اللين السهل تستطيع أن تتكلم معه بسهولة وأريحية، وعندما تعتذر له يقبل منك الاعتذار، دون أدنى صعوبة، لا يُصعّب الأمور ولا يعقّدها؛ فهو سهل المعاملة، ويعيش على مبدأ المسامحة، ولذلك تراه قريبًا من قلوب الناس.

قال ﷺ: (أكْمَلُ المؤمنين إيمانًا أَحْسَنُهم خلقًا) – صحيح أبي داود. ولتفصيل حسن الخلق قال ﷺ:

(المُؤمِنُ يألَفُ ويُؤلَفُ ولا خيرَ فيمَنْ لا يألَفُ ولا يُؤلَفُ، وخيرُ النَّاسِ أنفَعُهم للنَّاسِ). [الطبراني: المعجم الأوسط]

وقال ﷺ: (أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمِ إِلَيَّ وأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجَالِسَ يَوْمَ القِيَامَةِ، أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا الْمُوَطَّؤُونَ أَكْنَافًا الَّذِينَ يَأْلَفُونَ ويُؤْلَفُونَ)

مُوَطَّأُ الأَكْنَافِ: مَنْ يُمْكِنُكَ مُصَاحَبَتُهُ دُونَ أَنْ يُؤْذِيَكَ (وأيضًا الكَرِيم المِضْيَاف).

ولقد أُمرنا بالتشبه بالإبل لخصاله الحميدة: كالصبر، والسماحة، والانقياد، وعدم العناد، وقبول النصيحة، وأخذ الأمور بالهوْنِ ولينُ الجانب؛ فقد روى أن النبي ﷺ قال: (المؤمنون هينون لينون؛ كالجمل الأَنِف -أي الذلول-؛ إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ) – رواه البيهقي وابن المبارك في الزهد.

ونفهم من قوله ﷺ: (المؤمنون هينون لينون….)، استجابة المرء لأوامر الله تعالى دون تلكؤ، كالجمل الذلول الذي يسوقه الصغير والكبير، لا يمتنع عن أحد منهم…

وأما ثواب من اتصف بهذه الصفات الحميدة، ففي قوله ﷺ: (حَرُم على النارِ كلُّ هيِّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناسِ) – صحيح الترمذي، وأحمد، وابن حبان، والطبراني. فالأصل في المؤمنين أن يكونوا هينين لينين فيما بينهم، وأشداء على عدوهم، وليس العكس كما هو حالنا، قال تعالى: (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح:29

وعندما أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ، فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ، قَالَ لَهُ ﷺ: (هَوِّنْ عَلَيْكَ؛ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ)؛ وهو اللحم المجفف المملح، ولذلك كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله [تعبير مجازي عن ملازمته لا مسّ يده] فتنطلق به حيث شاءت، حتى يحل لها مشكلتها ويقضي حاجتها؛ لأنه ﷺ هين لين مع الناس، يتواضع لهم.

فبعض الناس لو دخل بيته فوجد الزوجة لم تُعد طعامه، لأقام الدنيا ولم يقعدها، وضخّم حجم المشكلة، وكم سمعنا من قصص كانت نهايتها الطلاق بسبب أمور تافهة، بينما الرسول ﷺ كان أحيانًا يدخل بيت عائشة رضي الله عنها، فيقول: (هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟)، فتقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، فيقول: (فَإِنِّي صَائِمٌ)؛ انظروا كيف هوّن المشكلة، وليس شرطًا أن تصوم، فالمطاعم منتشرة في كل مكان، فسهّل الأمور، فالمؤمنون هينون لينون كالجمل الأَنِف، إن قيد انقاد، وإذا أنيخ استناخ. وترى البعض هينًا لينًا مع الناس، ولكنه صعب مع أهل بيته، لا يأخذ بمشورة أهله أو أولاده، ويرى أنهم لا زالوا صغارًا في عينيه، بل ويرى أن الأخذ برأيهم عيبًا أو نقصًا في أبوته أو رجولته، عملًا بحديث (شاوروهن وخالفوهن) وهو حديث لا يصح (ضعّـفه السخاوي في المقاصد الحسنة، والشوكاني في الفوائد)، بل قيل إنه موضوع (حكم عليه بعض العلماء بالوضع)، ومنسوب زورًا للنبي ﷺ.

فلا بأس بأخذ رأي المرأة الموافق للحق، ولقد أخذ النبي ﷺ بمشورة النساء مرات عديدة:

  • استشار وأخذ برأي أم سلمة رضي الله عنها (حين لم يأتمر الصحابة أن يحلّوا إحرامهم ويحلّقوا رؤوسهم في صلح الحديبية)؛ فقالت: يا رسول الله، انحر هديك، واحلق رأسك، وإذا رآك الناس فعلت ذلك، فعلوا ذلك؛ ففعل ﷺ ذلك وخرج إلى الناس ونحر الهدي وحلق رأسه. وصار هذا دليلًا لجواز استشارة المرأة الفاضلة، وذلك لفضل أم سلمة وموفور عقلها.
  • وقد أخذ نبي الله شعيب برأي ابنته حين قالت عن موسى: (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين).
  • وفي الصحيحين من حديث أم عطية رضي الله عنها عندما غسّلت زينب بنت النبي ﷺ قال لها النبي ﷺ: (اغسلنها خمسًا أو سبعًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك). فردّ الرأي إليهن في ذلك.

فالمؤمنون هيّنون ليّنون كالجمل الأنٍف، قال تعالى: (فبمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ، لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلك)ِ آل عمران: 159

وعلى عكس ذلك، فبعض أفراد المجتمع عندما يرون الرجل هينًا لينًا طيب المعشر مع الناس، عابوا عليه هذه الخصلة، وأعدوه ضعيف الشخصية، وكأنّ الرجلَ في نظرهم لا تكتمل رجولته إلا بالقسوة والغلظة ونبذ المشورة.

ومن الناس من يرفض أن ينصحه أحد، ولا يأخذ إلا برأيه، ويرى رأي غيره هو الخطأ، وقد يرد عليه متعاليًا: «أمثالك لا يعلمني»، بينما المؤمنون هينون ليون كالجمل الأنٍف، يقبلون النصح من أي فرد.

ولا بد من العلم بأن اللين له حدود، كيلا يصبحَ ضعفًا وخنوعًا ونوعًا من اللامبالاة، وقديمًا قيل: «لا تكن رطبًا فتعصر ولا يابسًا فتكسر»؛ ولهذا رُوي عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه: «يا بني! لا تكن حلوًا فتبلع، ولا مرًا فتُلفظ، فإن خير الأمور أوسطها»؛ أي أعدلها. وينبغي العلم أن المرادَ بأن المؤمنين هينون لينون: أن تكون سهلًا في أمر دنياك ومهمات نفسك، وأن لا يكون اللين في ذل ولا ضعف، أما في أمر الدين، فلا هوادة في الحق ولا تنازل، وإنما يكونُ المرءُ شديدُ الانقياد للشارع في أوامره ونواهيه.

كذلك المسلم سهل القياد إذا أُمر بالخير ودُل عليه كالجمل الأٍنف، يسهل قياده في طاعة الله -تعالى-، وطاعة ولي أمره بالمعروف، وقد روى الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ قال: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟, قَالَ: (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا؛ فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ) – رواه أحمد وابن ماجه.

فالمؤمن ينقاد حيثما قُيّد بالنصوص، وقد جاء في الحديث: (لينوا بأيدي إخوانكم). ولكن هذا الانقياد واللين، لا يستدعي أن يُجرّ حيثما أراد من أراد أن يجرّه، ويستهويه من حيث من أراد أن يجلبه إلى هواه، لأن (المؤمن كيّس فَطِن) وليس بالمغفّل الساذج، و(كَيِّس) أي عاقل والكيس العقل، والكياسة هي التعقل، (فَطِن) أي ذا بصيرة نافدة لأن الفطنة حدة البصيرة في بذل الأمور يفطن بزيادة نور عقله إلى ما غاب عن غيره. فما بالك برجل مؤمن صادق ذو عقل راجح وبصيرة نافدة يدرك بواطن الأمور فصار حازمًا حذرًا ما سيقع فلا يؤتى من جهة الغفلة. كما إنه (لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ) وفيه: أدبٌ شريفٌ أدَّب به النبيُّ ﷺ أمَّتَه ونبَّهَهم كيف يَحْذَرون ما يخافون سوءَ عاقبتِه، وسببُ هذا الحديثِ أنَّه ﷺ أسَر أبا عزَّةَ الشَّاعرَ يومَ بدرٍ، فسأل النبيَّ ﷺ أن يمُنَّ عليه بإطلاقِ سَراحِه، وذكر فَقْرَه وقِلَّةَ مالِه، فمَنَّ عليه، وعاهَده ألَّا يُحرِّضَ عليه ولا يَهجُوَه، فأطلَقَه، فلَحِق بقَومِه، ولكِنَّه لَمَّا رجع إلى مكَّةَ استهواه صَفوانُ بنُ أُمَيَّةَ وضَمِنَ له القيامَ بعيالِه، فخرج مع قريشٍ لحربِ النبيِّ ﷺ، ورجَع إلى التَّحريضِ والهجاءِ، ثمَّ أُسِر يومَ أُحدٍ، فطلَبَ مِن النَّبيِّ ﷺ المَنَّ عليه مرَّةً أُخرى، فقال ﷺ: (لا يُلدَغُ المؤمنُ مِن جُحْرٍ واحدٍ مرَّتَينِ)، وهو من جوامِعِ الكَلِمِ أو الفصاحة والبلاغة لتي لم يُسْبَقْ إليها النبيُّ ﷺ، بل كان أوَّلَ من أنشأها وصاغها. وفي الحَديثِ: التَّعلُّمُ مِن الخطأِ، وعدمُ تكرارِه. وكما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: (لست بالخب ولا الخب يخدعني)، والخبّ هو: المخادع الغادر. وهذا مما قاله رسول الله ﷺ (من غشنا فليس منا، والمكر والخديعة في النار) رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني.

* منفعة الناس ومثل المؤمن كالنحلة:

قال ﷺ: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ، [وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ]  الألباني: السلسة الصحيحة

وفي مسند الإمام أحمد أن رسول الله ﷺ قال: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِدْ) – صححه الألباني.

شبه الرسول ﷺ المؤمن بالنحل، لصفاته الحميدة، عدد منها الرسول ﷺ أنها: تأكل الطيب، وتضع الطيب، وإذا وقعت على عود لم تكسره، ولم تفسد.

ومجموع هذه الصفات تعتبر علامة فارقة في النحل دون غيره من الحشرات، فليس من الحشرات ما ينفع نِتاجه مثل النحل (العسل وشمعه وحبوب لقاحه وصمغه وغذاءه الملكي وحتى سمّه ينفع ذوي المفاصل).. وليس من الحشرات ما ينتقي ما يقع عليه مثل النحل من رحيق الأزهار الفواحة (لذا كان أطيب العسل هو البري الجبلي الذي ينتقي فيه النحل زهوره بنفسه لا بانتقاء الناس؛ والعسل الخارج من بطونها من أطيب الإفرازات الحيوانية وأنفعها على الإطلاق ولذلك امتدحه القرآن).. ورعي النحل للزهور وأعواد الورود وبساتين البراعم رعي حنون، فهي لا تهجم هجوم الجراد، ولا تعيث عيث الزنابير، كما أن رعيها للزهور تلقيح لها لتثمر، وحتى بيوت النحل وخلاياه يشيدها بعيدة عن مرمى البصر حتى لا يؤذي بها أحدا.. والنحل بطبعه لا يلسع إلا من آذاه .. وهو يسيح في كل مكان، إذا رأى حيوانا أو بشرا تحاشاه.

ومما لم ذكره النبي ﷺ من صفات النحل أنه دؤوب مجتهد في عمله يثابر طوال يومه في بناء خليته، والمحافظة على نسله، وأن له شجاعة وإقداما، فيضحي بنفسه من أجل أمته، ومن صفاته حب العمل الجماعي المتكامل.. وأنه لا يتبرم من العمل فلا يكل ولا يمل من العمل.. بل يعمل في صمت، ولا ينتظر منصبا أو مكانة في خليته .. بل يعمل وهو يعلم أن مصيره الموت .. وقد ضرب لنا الرسول ﷺ المثل في النحل للتأمل والتبصر والاقتداء …وهذا درس واحد من حديث واحد عن النبي ﷺ.

*مخاطبة الناس على قدر عقولهم

إنزال الناس منازِلَهم، وذلك باتِّخاذ الأسلوب المناسب معهم، فكما هو معلومٌ أنَّ الناس ليسوا على درجةٍ واحدة، بل هم درجاتٌ متفاوتة، فيتَّخِذ مع كلِّ واحد أسلوبًا يناسبه؛ فإمام المسلمين يسلك في نصحه أسلوبًا مناسِبًا لمقامه، والعالِمُ يَسلك في نصحه أسلوبًا يناسبه، والأب والأم يتَّخذ معهما أسلوبًا يناسبهما ويليق بِهما، والجاهل يتخذ معه أسلوبًا يفيده، والمعانِد يتخذ معه أسلوبًا يليق به… وهكذا.

قال ﷺ: (نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم). وهذا الخبر جاء أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: (نحن معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم).

وقال ابن الجوزي: ولا ينبغي أن يملي ما لا يحتمله عقول العوام.

وقال البخاري قال علي رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يُكذّب اللهُ ورسوله).

وقال ابن مسعود: (ما أنت محدث القوم حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم) رواه مسلم موقوفًا في المقدمة وعزاه بعضهم إلى البخاري.

وروى الحاكم في تاريخه بإسناده عن أبي قدامة عن النضر بن شميل قال: سئل الخليل عن مسألة فأبطأ بالجواب فيها قال: فقلت ما في هذه المسألة كل هذا النظر قال: فرغت من المسألة وجوابها، ولكني أريد أن أجيبك جوابا يكون أسرع إلى فهمك!  قال أبو قدامة: حدثت به أبا عبيد فسُرّ به.

وفي تاريخ عبدالله بن جعفر السرخسي عن عبدالله بن أحمد سمعت الربيع سمعت الشافعي يقول: (لو أن محمد بن الحسن كان يكلمنا على قدر عقله، ما فهمنا عنه/ لكنه كان يكلمنا على قدر عقولنا فنفهمه) .

قال النبي ﷺ لرجل كيف تقول في الصلاة؟ قال: أتشهد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ! فقال النبي ﷺ: (حولها ندندن)!!!  صحيح أبي داود.

والدندنة: طنطنة كلامٍ يُسمع نغمته ولا يُفهم (كلام خفيّ) أي حول الجنة والنار والأدعية التي نقولها تدور حول الوصول إلى الجنة والسلامة من النار. وفيه التواضع وعدم التكلف في الدعاء فالمهم اخلاص الدعاء لله.

ناقش الخطأ ولا تبغض المخطئ (أعينوا أخاكم على الشيطان ولا تعينوا الشيطان على أخيكم)

وفي يومٍ من الأيام مرّ أبو الدرداء على مجموعة من الناس يضربون رجلًا،

فقال لهم: ماذا فعل؟

فقالوا: أذنب ذنبًا!

فقال: أرأيتم لو وجدتموه في بئرٍ، أكنتم تستخرجونه منها؟

فقالوا: نعم

فقال: فلا تسبّوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم.

فسألوه: ألا تبغضه؟

فقال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي!

وهكذا علينا أن نعين اخانا على الشيطان ولا نعين الشيطان على أخينا.  أُتِيَ النبيُّ ﷺ بسَكْرَانَ، فأمَرَ بضَرْبِهِ. فَمِنَّا مَن يَضْرِبُهُ بيَدِهِ ومِنَّا مَن يَضْرِبُهُ بنَعْلِهِ ومِنَّا مَن يَضْرِبُهُ بثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ رَجُلٌ: ما له أخْزَاهُ اللَّهُ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: (لا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ علَى أخِيكُمْ). – صحيح البخاري

فن الكلام والتعامل في التربية النبوية

هناك فرق كبير بين التنشئة والتربية: إذ تشترك جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان والحيوان برعاية صغارها وحتى الأفاعي والتماسيح والعقارب لها دورها في تنشئة الفراخ (كما في أمومة الحيوان لإطعام صغارها ورعايتهم وحمايتهم). لكن التربية على منظومة الأخلاق وتطبيقاتها العملية (بالكلام الطيب وتعليم الصدق والأمانة والوفاء ولغة التواصل شعرًا ونثرًا) والخيال الخصب والطموحات والتطور نحو الأفضل والإيثار، فلا تجدها إلا في الإنسان والإنسان الراقي المربي حصرًا.

مواقف تربوية

والمتأمل في حياة ﷺ يَعْجَب من فقهه في معاملة النفوس، وحكمته في توظيف فن الكلام والتعبير المناسب في تربيتها، ورفقه في إصلاح أخطائها، وعلاج ما بها من خلل، يظهر ذلك في مواقفه التربوية الكثيرة والجديرة بالوقوف معها لتأملها والاستفادة منها في واقعنا ومناهجنا التربوية؛ وسيرة النبي ﷺ مليئة بالمواقف التربوية والمضيئة التي ينبغي أن نقتدي بها في تعليمنا وتربيتنا ودعوتنا، وصدق الله إذ قال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب:21.

ومن هذه المواقف الكثيرة: موقفه ﷺ مع شاب مسلم جاء يستأذنه في الزنا .

  1. يا رسول الله، ائذن لي بالزنا:

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى شابًّا أتى النبيَّ ﷺ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا!

فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه!

فقال: (ادنه)، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: (أتحبه لأمك؟)،

قال: لا والله، جعلني الله فداءك،

قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم)،

قال: (أفتحبه لابنتك؟)،

قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك،

قال: (ولا الناس يحبونه لبناتهم)،

قال: (أفتحبه لأختك)، قال: لا والله، جعلني الله فداءك،

قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم)،

قال: (أفتحبه لعمتك؟)، قال: لا والله، جعلني الله فداءك،

قال: (ولا الناس يحبونه لعمَّاتهم)،

قال: (أفتحبه لخالتك)، قال: لا والله، جعلني الله فداءك،

قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم)،

قال: فوضع يده عليه، وقال: (اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصِّن فَرْجَه)،

فلم يكن بعد – ذلك الفتى – يلتفت إلى شيء.                                                   [رواه أحمد وصحَّحه الألباني]

وفي رواية أخرى: وقال: (اللهم طهر قلبه، واغفر ذنبه، وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن شيء أبغض إليه منه) – أي الزنا.

لاحظ كيف انتفض الصحابة عند سماع الاستئذان في الزنا من الشاب، فزجروه: «مه.. مه»، ولكن النبي ﷺ عالجه بطريقة أخرى وذلك بيان مفاسد مطلبه، وسوء عواقبه، وفي هذا إرشاد للمعلمين والمربين والدعاة باللطف بالجاهل قبل التعليم، فذلك أنفع له من التعنيف، ثم لا وجه للتعنيف لمن لا يعلم، فالإقناع برفق وحكمة هو الباب الصحيح لصرف العقول والقلوب عن المخالفات ..

ولم ينظر النبي ﷺ إلى ذلك الشاب على أنه فقد الحياء والخير، بل تفهم حقيقة ما بداخله من شهوة، ولمس جانب الخير فيه، فتعامل معه ﷺ بمنطق الإقناع العقلي والإسلوب العاطفي.

والإقناع العقلي كان بقوله: أتحبه لأمك؟ أفتحبه لابنتك؟ أفتحبه لأختك؟ أفتحبه لعمتك؟ أفتحبه لخالتك، وكان يكفي قوله: أتحبه لأمك، لكنه عَدَّدَ محارمه زيادة في الإقناع، ودلالة على أن ما قد يأتي من النساء لا تخلو أن تكون أما، أو بنتًا، أو عمة، أو خالة لأحد الناس.

ثم احتوى موقفه ﷺ على الأسلوب العاطفي في الدعوة والتربية مع هذا الشاب، إذ دنا منه قريبا فوضع يده عليه (لأن الملامسة طبيًا تقوي التواصل الجسدي physical touch وتستثير افراز هرمونات السعادة والراحة والطمأنينة)، ودعا له بقوله اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحصن فرجه، ولا شك أن هذا الجانب العاطفي إنما يقوي ويعضد الإقناع العقلي.

لا أحد في هذه الحياة يخلو من خطأ، فهي سنة الله في هذا الإنسان أنه خطّاء، وهي صيغة مبالغة تدل على كثرة وقوعه في الخطأ، كما قال النبي ﷺ: (كلُّ بني آدم خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائين التَّوابون) رواه الترمذي.

وكما يقال: (لكل عالم هفوة، ولكل جوادٍ كبوة، ولكل صارم نبوة) ويظل نبيّنا هو القدوة ﷺ.

والمخطئ أحيانًا لا يشعر أنه أخطأ، فينبغي أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ، قال ابن حجر: (وفيه الرفق بالجاهل، وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف إذا لم يكن ذلك منه عنادًا).

وقال النووي: (وفيه الرّفق بالجاهل، وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيفٍ ولا إيذاء، إذا لم يأتِ بالمخالفة استخفافًا أو عنادًا، وفيه دفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما).

مما لا شك فيه أن المخطئ والجاهل والعاصي له حق على مجتمعه، يتمثل في نصحه وتوجيهه، وتقويم اعوجاجه بأفضل الطرق وأقومها، ولو أن المسلمين ـ وخاصة الدعاة والمعلمين ـ اقتدوا برسول الله ﷺ، وبذلوا جهدهم في نصح وتعليم المخطئ بهذا الأسلوب النبوي الكريم، وما فيه من حلم ورفق، ورحمة وحكمة، لأثروا بتعليمهم وأسلوبهم فيه تأثيرًا يجعله يستجيب لتنفيذ أمر الله وهَدْي رسول الله ﷺ، كما حدث في موقفه ﷺ مع ذلكم الشاب الذي جاء يستأذن في الزنا، فانصرف وأبغض شيء إليه هو الزنا .

  1. غارت أمكم:

ومن حب النبي لزوجاته قبول وتقدير غيرتهن، فكان النبي قد استضاف مرة بعض أصحابه في بيت عائشة فأبطأت عليه في إعداد الطعام، فأرسلت زوجته أم سلمة طعامًا فدخلت عائشة لتضع الطعام الذى أعددته فوجدتهم يأكلون، فغارت وغضبت وأحضرت حجرًا ناعمًا صلبًا، ففلقت به الصحفة التي أرسلتها أم سلمه، فجمع النبي بين فلقتي الصحفة، وقال لأصحابه: (كلوا.. كلوا.. غارت أمكم.. غارت أمكم)، وهو يضحك، ثم أخذ الرسول صحفة عائشة، فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة.

وجاء عند البخاري وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: (كان رسولُ الله ﷺ عند بعض نسائه، فأرسلَتْ إِليه إِحدى أُمهات المؤمنين بِصَحْفَة فيها طعام، فَضَرَبتِ التي هو في بيتها الصَّحفَة، فانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ رسولُ الله ﷺ فِلَق الصَّحفَةِ، ثم جعل يجمع فيها الطعام ويقول: (غَارتْ أُمُّكم، غارتْ أُمُّكم).  وفي رواية الترمذي أن النبيُّ ﷺ: (طعام بطعام، وإِناء بإناء).

هنا عائشة رضي الله عنها أصابتها الغيرة فكسرت الإناء لكنها لم تجاوز ذلك، وهذا من الغيرة التي عفي عنها للنساء في كثير من الأحكام لعدم انفكاكهن منها حتى قال مالك وغيره من علماء المدينة: يسقط عنها الحد إذا قذفت زوجها بالفاحشة على جهة الغيرة، قال القاضي عياض: واحتج مالك بما روي عن النبي ﷺ أنه قال: (ما تدري الغيراء أعلى الوادي من أسفله).

وقال الطبري وغيره من العلماء: الغيرة مسامح للنساء فيها لا عقوبة عليهن فيها لما جبلن عليه من ذلك، كما ذكر ابن مفلح في الآداب الشرعية.

والذي يسترعي الانتباه هنا هو هذا الموقف التربويُّ العظيم من النبي ﷺ، وكيف تعامل مع غيرة عائشة، إذ لم يزجر ولم يعنف.

ماذا لو كُنتَ أنت مكانه ومعك أصحابك وضيوفك؟، ربما سببت وشتمت وضربت بل وطلقت، وقلت: كيف تهان كرامتي، وتهان حرمة ضيوفي في بيتي، وكيف تنتقص رجولتي..

والحكمة هنا وما ينبغي فعله في هذا الموقف ونحوه هو: ما فعله النبي ﷺ. فقد عالج الأمر معالجة تربويّة حكيمة، يتبين منها رقي تعامله ﷺ مع الزوجة، وتقدير نفسيتها وما جُبلت عليه من غيرة قد تجعلها تخطئ الصواب في التصرف أحيانًا، فلم يعاتبها وأعذرها فيما فعلت ولم ينته إلى هذا الحد فحسب، بل حثّ أصحابه لاستكمال الأكل، ونبههم الى ما حملها على هذا التصرف فقال: (غَارتْ أُمُّكم، غارتْ أُمُّكم) وهو يضحك ﷺ ليخفف من إثر الموقف.

Facebook
X
WhatsApp
Threads
Telegram

عدد التحميلات: 1

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هذه مقالة ممتازة أخرى للدكتور الفالوجي. تتميز المقالة بمستوى جيد من التجريد والعمق. هاتان الصفتان معقدتان ويصعب دمجهما في مقالة واحدة. المحتوى مدعوم بأحداث تاريخية، مما يوفر للمقالة أدلةً مُضمنة للقراء، مما يجعلها مقالة تعليمية متكاملة. هذا الأسلوب الكتابي طبيعي للدكتور الفالوجي. أحسنت.
    This is another excellent article from Dr Al Falujie. The article has a good level of abstraction and depth. These two authoring attributes are complex and challenging to incorporate into a single article. The content is supported by historical events, which provide the article with embedded evidence for readers, making it a self-contained tutorial piece. This style of writing is natural to Dr Al Falujie. Well done.
    Dr El Ramley
    Vancouver – Canada

  2. تحفة واطلالة جميلة من روائع د. مهند الفلوجي تصلح ان تكون دروساً من دروس التربية في فن الكلام الذي يفتقده الكثير وخُطَباً من الخطب النافعة .
    استشهدَ الدكتور بعدد كبير من الآيات والاحاديث والروايات التي تصب في صلب الموضوع وذلك دليل على اطلاعه وحسن وضع الكلام في محله .
    دوام التألق وجزاه الله خيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى