
سيكولوجية العقل: (4) الأحلام
تمضي بك الأحداث والصور، تحملك إلى عوالم حاضرة منسية، يحلق فيها عقلك ويتحرر من قيود الواقع، ثم يبدأ رواية سرديته التي تحول الواقع إلى حكايات، وأساطير. مواقف تشعر فيها وكأنك منفصل عن ذاتك، تراقب الأحداث، وتحاول إعادة روايتها، وقد تنساها، أو لا تتذكر تفاصيلها، ولكن أثرها يبقى معك. إنها الأحلام، وما تتضمنه من صور ورموز، وأفكار وانفعالات، حيث كانت، وما زالت، مصدر إلهام، ومصدر حيرة للبشر عير قرون من الزمن، لما لها من تأثير جلي على حياة الإنسان حال يقظته. الأحلام تحدث فقط أثناء النوم، وللنوم مراحل أو دورات، تتراوح ما بين النوم الخفيف، والنوم العميق، ودورة نوم حركة العين السريعة، ويتم تحديد هذه المراحل بناءً على تحليل نشاط الدماغ أثناء النوم، والذي يظهر أنماطًا محددة تميز كل دورة. وتحدث الأحلام عادةً في مرحلة حركة العين السريعة (Rapid Eye Movement- REM)، حيث يكون الدماغ في قمة نشاطه.
ورغم عقود من البحث، لا يزال معنى الأحلام غامض، وطبيعتها وغاياتها وأسبابها معقدة، ومتعددة الأوجه، حيث تنوعت الآراء والنظريات حول الأحلام وتفسيرها، سواء من المنظور الديني، أو من خلال الطروحات العلمية التجريبية. وفي حديثنا عن العقل الباطن في المقال السابق1، تم التطرق إلى الأحلام وكيف أنها قد تعكس شيئًا من محتوى المخزون الفكري في اللاشعور والعقل الباطن. وقد طور علماء النفس نظريات مختلفة لدراسة وتحليل الأحلام، حيث يستكشف علم نفس الأحلام (Psychology of dreams) طبيعة الأحلام، وأسبابها، وما تعنيه، وأهدافها، ومآلاتها، وكيف يمكن أن تكون مرتبطة بحياة الإنسان اليقظة. ويعتبر سيجموند فرويد (1856-1939م) Sigmund Freud مؤسس نظرية التحليل النفسي، التي تعتبر إحدى المدارس الفكرية في علم النفس، من أوائل من اهتم بدراسة وتحليل الأحلام. حيث اقترح فرويد (1900م) أن الأحلام هي وسيلة للعقل اللاواعي (اللاشعور) للتعبير عن الأفكار المكبوتة والرغبات والصراعات غير المحلولة، وتقسم نظريته الأحلام إلى جزئين أو قسمين رئيسين؛ الأول، هو المحتوى الظاهر (Manifest content)، والذي يمثل الحبكة الفعلية، أو القصة والصور المرئية في الحلم، أما القسم الثاني من نظرية فرويد عن الأحلام، فهو المحتوى الكامن (Latent content)، ويمثل المعنى الخفي وراء الحلم، والذي يعتقد فرويد أنه يمكن الكشف عنه من خلال تفسير الأحلام. وفي هذا القسم، ركز فرويد على الرمزية، ودورها في التعبير عن الرغبات المكبوتة، أو ذكريات الطفولة، بحيث يتم تفسير وتحليل الحلم، من خلال فك هذه الرموز وحلها، ذلك أن تحقيق الرغبات، هو الهدف الرئيس للأحلام بحسب فرويد. ويتفق كارل يونج (1875 – 1961م)، وهو أحد رواد مدرسة التحليل النفسي، مع طرح فرويد حول أهمية الأحلام في أنها وسيلة للتواصل بين العقل الواعي، واللاشعور، لكنه يختلف معه في أن الأحلام تمثل تعبيرًا عن الرغبات المكتوبة، فلم يرها كذلك. حيث رأى يونج (1961م) أن الأحلام وسيلة للنفس لدمج جوانب متعارضة من الذات، مما يُسهّل نموها الشخصي، وقدم يونج مفهوم اللاشعور الجمعي (Collective Unconsciousness)، وهو مخزون مشترك من الرموز والأنماط الأصيلة الموروثة من ماضي البشرية، وأن فهم هذه الرموز يمكن أن يساعد الأفراد على تحقيق وعي ذاتي أكبر وتفرّد، مما يساعد في الوصول إلى الذات الحقيقية.
ومن جانب آخر، ترى النظريات النفسية المعاصرة، وتحديدًا النظريات المعرفية والتطورية (Cognitive and Evolutionary)، أن الأحلام تساعد على التعامل مع العواطف والذكريات، وتفيد في التعلم، وهذا يمثل طرح نظرية معالجة المعلومات، التي تقترح أن الأحلام تعمل كآلية لترسيخ الذكريات، والتغلب على الصراعات العاطفية العالقة. ذلك أنه ومن خلال تنظيم وتصنيف التجارب والأحداث اليومية، قد يُهيئ الدماغ الفرد، أثناء النوم ومن خلال الأحلام، لمواجهة تحديات المستقبل بفعالية وبشكل أفضل. في حين يجادل علماء النفس التطوري بأن الأحلام ربما كانت لها خاصية الصراع من أجل البقاء، مثل التدريب على الاستجابة لسيناريوهات التهديد، وتشير نظرية محاكاة التهديد إلى أن الكوابيس، على سبيل المثال، ربما ساعدت الأسلاف على التدرب على استجاباتهم القتالية أو المناورة لتفادي الخطر.
أيضًا تمت دراسة الأحلام من خلال المنظور البيولوجي والعصبي، فبينما يركز علم النفس، في دراسته وتحليله للأحلام على العقل، يتعمق علم الأعصاب في الآليات البيولوجية الكامنة وراء الأحلام، وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن الدماغ يظل نشطًا للغاية خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة، وهي الفترة التي تحدث فيها معظم الأحلام الواضحة (Vivid dreams). وقد طرح علماء البيولوجيا والأعصاب، عدة نظريات لتفسير ظاهرة الأحلام. ومن أهم هذه الطروحات العلمية، نظرية التنشيط والتركيب، التي اقترحها عالما الأعصاب آلان هوبسون وروبرت مكارلي (1970م) Allan Hobson and Robert McCarley في سبعينيات القرن الماضي، وتفترض أن الأحلام ناتجة عن نشاط دماغي عشوائي أثناء النوم، فبينما يرسل جذع الدماغ إشارات عشوائية إلى القشرة المخية، يحاول الدماغ فهم هذه الإشارات من خلال بناء سرد متماسك. ووفقًا لهذه النظرية، فإن الأحلام ليس لها معنى جوهري؛ بل هي طريقة الدماغ في تفسير النبضات الكهربائية العشوائية. كما أظهرت الدراسات العصبية أن هناك نظامًا في الدماغ مسؤولًا عن إدارة العواطف والانفعالات، حيث يظل نشطًا للغاية أثناء الأحلام. وهذا يشير إلى أن الأحلام قد تكون بمثابة أداة لمعالجة المشاعر، حيث تساعد، أي الأحلام، الدماغ على تنظيم الاستجابات العاطفية وفهم المشاعر الجياشة كالخوف والفرح والحزن، ويتجلى هذا بشكل خاص في الكوابيس، التي غالبًا ما تعكس صدمة عاطفية أو قلقًا لم يُحل.
وتعتير نظرية تعزيز الذاكرة وحل المشكلات (Memory Consolidation and Problem-Solving) إحدى النظريات البارزة في دراسة وتحليل الأحلام، حيث ترى أن الأحلام تؤدي دورًا في تعزيز الذاكرة، وتعمل على تقوية الذكريات وتنظيم المعلومات اليومية. وقد أظهرت الدراسات أن نوم حركة العين السريعة (REM) ضروري للاحتفاظ بالذكريات، وأن الأحلام قد تكون بمثابة طريقة الدماغ لمعالجة المعلومات الجديدة وتخزينها. علاوة على ذلك، يعتقد بعض الباحثين أن الأحلام يمكن أن تُسهم في حل المشكلات من خلال تمكين الأفراد من مواجهة التحديات، أو التفكير في حلول بديلة في بيئة منخفضة المخاطر، أي بيئة النوم والأحلام.
وفي دراسة ظاهرة الأحلام، يتم عادة الإشارة إلى موضوعات محددة، مثل الأحلام الواضحة، والكوابيس، وكذلك الأحلام المتكررة، وبالطبع الرمزية في الأحلام. ويُعد الحلم الواضح (Lucid Dreaming) من الجوانب المثيرة للأحلام، وهو حالة يُدرك فيها الحالم أنه يحلم، وقد يكتسب بعض السيطرة على أحداث الحلم، وقد دُرست الأحلام الواضحة لإمكاناتها في تحسين الصحة النفسية، وتعزيز الإبداع، وتوفير منصة لاستكشاف الذات. فعلى سبيل المثال، يستخدم بعض الناس الأحلام الواضحة كأداة علاجية لمواجهة الرهاب، أو الكوابيس المتكررة والتغلب عليها. ويعاني الكثير من الناس من الكوابيس، والأحلام المتكررة، وأثبتت الدراسات أن ذلك يحدث بسبب المشكلات النفسية، أو المشاعر المعلقة، التي لم تحل. وقد ترتبط هذه الأحلام المتكررة، والكوابيس بصدمات نفسية سابقة، أو ضغوط نفسية، أو نمط سلوكي يحاول العقل معالجته، فغالبًا ما ترتبط الكوابيس بالقلق، أو الضغوط النفسية، أو الأحداث المؤلمة، حيث يتخذ الدماغ الكوابيس كوسيلة لمعالجة المشاعر يدلًا من كبتها. ومن الظواهر الملاحظة في النوم والأحلام، ما يعرف بشلل النوم (Sleep paralysis)، حيث يمكن أن يكون شلل النوم شديدًا للغاية، ويحدث عندما تكون العضلات مسترخية جدًا، بحيث لا تستطيع الحركة، وهو الحالة التي يكون فيها العقل مستيقظًا، والجسم غائبًا، ومن المرجح أن يمنع الشخص من أداء الحركات التي يؤديها في أحلامه.
وتعتبر الرمزية من الأدوات المهمة للعقل، حيث يستخدمها أثناء الأحلام للتعبير عن معان ضمنية، عند فكها، وتفسيرها يتضح المعنى الخفي للرؤيا، أو الحلم. وفي الدراسات النفسية، كما ذكرنا، تم ايلاء الرموز في الأحلام، الكثير من الاهتمام، خصوصًا في طروحات فرويد. ومن الأمثلة على ذلك، الحلم بالمركبات أو السيارات، قد يعني قلق الأفراد بشأن سير حياتهم، والحلم بالمطاردة، أي أن شخصًا يطاردك، قد يعني الشعور بالقلق والضغط في الحياة اليومية. وقد تبدو أحلام الموت كئيبة، لكنها ليست بالضرورة كذلك، فقد يشير الحلم بالموت، أن الشخص يرغب بدء حياة جديدة، وقد حان وقت التغيير. والحلم بالمال، لا يتعلق دائمًا بالأمور المالية، بل يرمز إلى تقدير الذات، والقيمة التي يضعها الشخص لنفسه، والحلم بالجنس، لا يتعلق بالضرورة بالرغبات الجنسية، بل يرمز إلى حاجات ورغبات شخصية، وحول ما يريده الإنسان حقًا من الحياة. والحلم بالسقوط، ومع كونه مخيفًا للغاية، لا علاقة له بالخوف من المرتفعات، فقد يرمز إلى شعور الشخص بفقدان السيطرة في موقف ما. وقد يرمز الحلم بالعري في الأماكن العامة، إلى الخوف من الإحراج والسخرية، أما الضياع في الأحلام، كأن يرى الإنسان نفسه تائهًا في صحراء، أو في غابة، أو في حي غريب، فإن ذلك يرمز إلى فقدان الوجهة في الحياة. ورؤية الشخص نفسه طائرًا في الحلم، ترمز إلى شعوره بالسعادة والحماس، ورؤية النار في الحلم قد ترمز إلى مشاعر الشغف والحرية، أما رؤية الشخص نفسه يحترق في الحلم، فقد تشير إلى مشاعر الهم والقلق، كما أن مصادفة بعض الناس كلبًا خطيرًا في حلمهم، لها معنى أنهم يشعرون بالخيانة من شخص ما في حياتهم.
والرموز في الأحلام موجودة في كل الثقافات، ذلك ما أشار إليه يونج (1961م) في طروحاته عن الأحلام. وقد جاء في التنزيل الكريم في سورة يوسف (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (الآية 4)، حيث فسرت الآية الكريمة بأن النجوم هم اخوته، وكانوا أحد عشر رجلًا يستضاء بهم كما يستضاء بالنجوم، والشمس أبوه، والقمر أمه. كذلك رؤيا الملك الواردة في (الآية 43) من سورة يوسف، (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)، وفسرت الآية الكريمة بأن البقرات والسنابل في الحلم، ترمز إلى السنين، ذلك انه سيكون هناك سبع سنوات خصبة، وسبع سنوات فيها جدب وقحط.
وتعتبر الأحلام مكوٌن من مكونات الثقافة الإنسانية، فمحتوى الحلم متجذر في ثقافة الشخص التي نشأ فيها، وقد أجريت تجارب علمية حول الأحلام على بعض المهاجرين بعد أن قضوا عقودًا في المهجر، ولغة حوارهم وتواصلهم، حال اليقظة، كانت لغة بلد المهجر، وليست لغتهم الأصلية، ومع ذلك كانت أحلامهم بلغتهم الأم.
الهوامش:
1 – النملة، عبدالرحمن بن سليمان (2025م). سيكولوجية العقل: (3) قراءة في العقل الباطن. مجلة فكر الثقافية، العدد (43). المملكة العربية السعودية، الموقع الالكتروني: https://fikrmag.com/2774/
أهم المراجع:
– مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود، الموقع الالكتروني: http://quran.ksu.edu.sa › tabary
-Alan S. Eiser (2005). Physiology and Psychology of Dreams. Thieme Medical Publishers, 25 (1), 97- 105.
-Beck, A. T. (1971). Cognitive patterns in dreams and daydreams. In J. H. Masserman (Ed.), Dream dynamics: Science and psychoanalysis (Vol. 19, pp. 2–7). Grune & Stratton.
-Dement W, Wolpert E A. (1958). The relation of eye movements, body motility, and external stimuli to dream content. J Exp Psychol, (55), 543- 553.
-Dement W. (1960). The effect of dream deprivation. Science, (131), 1705- 1707.
-Freud, S. (1953). The interpretation of dreams. In J. Strachey (Ed.), trans. The Standard Edition of the Complete Psychological Works of Sigmund Freud. Vols. IV and V. The Hogarth Press (orig. published 1900).
-Freud, S. (1984). The unconscious. In: A. Richards (Ed.), The Pelican Freud library. Vol. 11. On metapsychology: The theory of psychoanalysis (pp.159–222). Harmondsworth: Penguin. (Original work published 1915).
-Gastaut H, Broughton R. (1965). A clinical and polygraphic study of episodic phenomena during sleep. In: Wortis J Recent Advances in Biological Psychiatry. Vol. VII New York; Plenum Press, 197- 221.
-Hagar Kahana-Smilansky (2012). The Mental Faculties and the Psychology of Sleep and Dreams. ResearchGate.
-Hobson, J. Allan; McCarley, Robert W. (1977). “The Brain as A Dream State Generator: An Activation-Synthesis Hypothesis of the Dream Process”. The American Journal of Psychiatry. 134 (12), 1335–48.
-Hobson, J. Allan (2010). “REM sleep and dreaming: Towards a theory of protoconsciousness”. Nature Reviews Neuroscience. 10 (11), 803–13.
-Kelly Bulkeley (2020). Jung’s Theory of Dreams: A Reappraisal: Part 1: New appreciation for his approach to the nature and meanings of dreams. Retrieved from: https://www.psychologytoday.com/us/blog/dreaming-in-the-digital-age/202003/jung-s-theory-dreams-reappraisal-0
-Silberer, H. (1955). The Dream: Introduction to the Psychology of Dreams. The Psychoanalytic Review (1913-1957); New York Vol. 42, 361.
عدد التحميلات: 0
موضوع شيق ورائع، وكعادته سعادة البروف. عبدالرحمن النمله متميز في إختيار موضوعاته ومتميز في الطرح. وفقه الله ونفع به.
سعادة أ.د.عبدالرحمن النملة شكرًا لثمين طرحكم؛ فدائمًا تأخذنا إلى أعماق العِلم الوجودي وما يغذي المدارك الفكرية والوجدانية ويجيب على تساؤلات العقل وخلجات النفس..، وأستأذنكم في التأكيد على أن الأحلام قد يكون فيها رسائل ربانية: إما تبشيرًا بمسرات وعطايا مستقبلية من الله سبحانه وتفريجًا لعُسر وكُرب دنيوية، أو تحذيرًا من أشخاص وعواقِب أمور ومن نتائج ضلال سلوك ومسلك، أو دافعًا للقيام بعملٍ فيه خير وصلاح ومصلحة دنيوية أو أُخروية.. وقد يكون في الأحلام توجيه من الله للقيام بعمل محدد فيه نجاح أو وقاية أوأجرٌ عظيم، أو تنبيه من الله لما قد نغفل عنه؟ ومن ذلك قول الله سبحانه:”فلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ.
شكرًا مرارًا وتكرارًا لكريم عطائكم العلمي الفريدحفظكم الله ورعاكم،،