
للشوقِ آلامٌ وللصمتِ آذانُ
شعر: إبراهيم عمر صعابي
ذكـرتـكَ فانهالـتْ عـلى القلـبِ أحزانُ
وعادَ الأسى أدهى وفي النّفسِ أشجانُ
ذكرتــكَ يا أغــلى مـُـحــبٍّ ألـفــتُــهُ
فـنبـضُـكَ أفـضالٌ وكــلّكَ إحـسانُ
وأنـقـى خـلـيـلٍ في المــودّةِ صادقٍ
فــفـعــلُكَ مـحـمـودٌ وقولُكَ تِـبــيانُ
عـرفتـكَ تُغري الرّيحَ إِنْ عَـصَـفَتْ بـنا
لـتـخـبـرَها أنّ الذي مـرّ إنـسانُ
عـرفـتــكَ روحًا بالـصّــحابِ رفـيــقــةً
وقـوفُـكَ إكرامٌ وخـطــوُكَ مـيزانُ
فقدْ كـنـتَ أَدْنَى مـن وريـدي مـنزلًا
لنفسي وأغـلى مَنْ صَـفَا لكَ وجدانُ
فـبي مـن حـنـيني ما أنــوءُ بـحمــلِـهِ
وبي يا أصَـيـْحَابي من الشّوقِ طوفانُ
ملكـتَ قـلـوبَ الأصــدقاءِ بحـبّهـمْ
تُعـلّــمُ كيفَ الـعفـوُ يتلوهُ إحسانُ
فـتكـظِـــمُ غـيـظًا تستـطــيـعُ نفاذَهُ
فـفـي دمــكَ الـــزّاكي صفاءٌ وإيمانُ
عــطاؤكَ في دنـياك وصـــلٌ وطاعــةٌ
وحظُّــكَ في أخراكَ عـفـوٌ وغـفرانُ
فــياربّ أكــرمْ مَــنْ أُحــبّ بجــنــةٍ
بها يـزدهـي نخـلٌ وظلٌّ ورمّـانٌ
بها الحــــورُ في أبهى جمالٍ وزينةٍ
بها يـعبـقُ الـرّيحانُ والـنّـهـرُ ريّـانُ
يطيبُ بها صـوتُ الخلــودِ مـغــرّدًا
يطيـبُ بها صفـحٌ جميلٌ ورضوانُ
تـفـطَّـرَ قلبي حــينَ طافَ بخاطري
حديثُكَ عن صحبٍ مدى العمرِ ما خانوا
وكـنـتَ بهـم أَوْفَى تـعـودُ مريضَهُمْ
وتُـسْـعِـدُ مهمـومًا تـناساهُ أخـدانُ
فـطـبـْتَ مـقامًا عـنـدَ ربّ أطـعـتَهُ
فأنتَ لكلّ النّاسِ في الخيرِ مِعْـوانُ
عــلـيـكَ من الرّحمنِ رحمةُ راحــمٍ
فأنتَ بطـيـبِ النّـفسِ للبرّ عنـوانُ
سـتـذكـركَ الأيّامُ في خيرِ مـوطــنٍ
في السّعي بالإصلاحِ أهلٌ وجيرانُ
ويذكــركَ الأحــبابُ كلّ هــنـيهــةٍ
فللـشّــوقِ آلامٌ وللـصّمـتِ آذانُ
عدد التحميلات: 0