مطر أسئلة دافئ جدًّاالباب: نصوص
د. عبد الجبار ربيعي الجزائر |
مطر أسئلة دافئ جدًّا
شعر: د. عبد الجبار ربيعي
لماذا أتيت كباقة ورد
تزيل غبار الحروب عن الكلمات؟
وتفتح كل نوافذ حزني .. وجرحي على الشرفات
لماذا طفوت إليَّ من السيل ..
من جبل الماء كالنغمات؟
لجأت إليَّ من الموج كالصدفات؟
لماذا خرجت إليَّ من النار وحدك
حاملة في يديك القصائد والصلوات؟
لماذا أعدت إليَّ رجاء..
إلي الفارس العربي الأسير الحياة؟
لماذا تريدين صوتي؟
أنا منذ أن قذفوا حرم الله بالمنجنيق
ومنذ القرامطة الأولين .. أنام على حجر الذكريات
يحاصرني الدمع والأمنيات
وأبكي كأني مطر
ودمعي يسافر فوق البحار
وفوق المدائن فوق الجزر
وألبس حزني كأني العراق
لماذا أتيت؟
لماذا أعدت إلى حضر موت لساني المذاق؟
لماذا أتيت؟..
ووجهك يسكن خارج وحل الزمن
وعيناك بحر تنام على ساعديه السفن
تنام على ساعديه القصيدة
حتى تريح من الكدمات يديها
وحتى تعيد الطيور إلى شفتيها
وحتى تتوب قليلاً وتغسل من دمها قدميها
لماذا منحت القصيدة ظلاً .. ونخلاً .. وقلبا.. وواحة ماء؟
لماذا أعدت إليها حمام المساء؟
لماذا أتيت إلي؟ وأنت ترين بكائي
وغيمي وعدي
وغابة حزني ووحش شتائي
وأسوار ظلي التي لا تشابه كل السجون
أضل وحيدًا بها تائها كالسكون
أعذب فيها مع القمح والياسمين
مع المرهقين مع الطيبين
يعذبني الحزن
مثل السياط الغليظة عند الصباح
وعند ابتسامة شمس الأصيل
وعند هبوب الرياح
يعذبني القول
حتى يصير الكلام على شفتي كالرماح
لماذا أعدت إلي ضفافي؟
إلى روح هذا الغفارا 1 الجريح الكفاح؟
لماذا أعدت إلى خالد
ذكريات النزال وصوت الخيول؟
لماذا زرعت بعيني الصغيرة طعم الفصول؟
لماذا اختطفت يدي كلغز كسحر
كأحلى تميمة؟
وجئت تطوفين فوق الخيال المسافر
مثل الأساطير مثل الطلاسم
مثل الملاحم مثل اللغات القديمة
لماذا قتلت بقلبي التقي النقي الخفي العزيمة؟
لماذا؟.. أنا كنت وحدي أعيش كفافا
بدمعي ككوخ صغير بأعلى الجبل
بعيدًا عن المترفين
بعيدًا كبعد الأزل
لماذا تصرين أن تزرعي القمح
والشعر -عذرًا- بهذا الطلل؟
أحبك لكنني مرهق كالمدينة
وقلبي حضارات شرق قديم حزينة
وصوتي صدور وأيد سجينة
فماذا أقول لعينيك
بعد استحالة هذا الكلام الممزق رملاً وطينا؟
سأهديك حزني لتسكن عيناك فيه
وأهديك جرحي الذي لم يجد
قبل أن تشرقي في فمي دمعة تحتويه
وأهديك شعري كطفل يتيم لكي تحضنيه
وأهديك وجهي الذي
لم ير العالمون له من شبيه
1 - المقصود تشي غيفارا
تغريد
اكتب تعليقك