
رسومٌ من تجاعيد..
شعر: أحمد علي عكور
على الـجــدارِ رســومٌ من تجاعيدِ
تُـوقِّـعُ الـصمـتَ في ليل التناهيدِ
ليَ الحروفُ تجلٌّت وهْي غانـيةٌ
تـهدهـد القلب في لهوٍ وترديدِ
تمايلت في بلاط الشعر راقصةً
على صحيـحٍ ومُـعــتَـلٍّ وممــدودِ
كـقُبلةٍ في زوايا المُنحـنَى عَبَرتْ
وأشـعـلــتْ خـلـفَـها ليلَ المواقـيدِ
كانتْ زمانَ الهـوى نَخْـبًا مُـعَـتَّـقَةً
تُلقي الظِّلالَ على دفءِ المَواجيدِ
تــبدو انكـسـاراتُها في كل زاويــــةٍ
مـثل التـفاتــةِ عينِ الظبي والجـِيـدِ
تَـفُورُ منها عروقُ الليل لاهبةً
تُؤَجِّجُ الحرفَ في نار الأخاديدِ
وفي الضلوعِ ضجيجٌ من عـواصِفِها
تَجتاحُني بين أشــواكٍ وأُمْــلُـودِ
همـسٌ تَساقطَ مـن إيقاع نغمتِها
كأنَّ في فَمِـها مـــزمارَ داوودِ
إذا مشت غرَّدت من كل ناحيةٍ
وفي خَـلاخِـيلِـها رَجْــعُ الأغاريدِ
تُغـضِي حـياءً إذا جرَّتْ عباءتَها
مثـلَ الهـلالِ تَراءَى ليلةَ العيدِ
وفي الـرُّخام ارتعاشاتٌ لخُطوتِها
كأنَّهُ مَـسُّ شيطانٍ لعِربيدِ
قـصـيـدةٌ كلما غَنَّـيْتُ أحرفَـها
مالتْ عليّ بأعناقِ العناقيدِ
لاتعرفُ الهَجـرَ مهما ذُقـتُ قَسوتَهُ
تأتي إليّ فيَأتِـي كلُّ مَفقودِ
أفرُّ منها إليها وهي هاربةٌ
كأنها الريحُ تشكو من لظى البِيدِ
شَوقانِ يستبِقانِ الروحَ من وَلَهٍ
ما قُدَّ بـينهما حَبلُ المواعيدِ
عدد التحميلات: 0