العدد الحاليالعدد رقم 44وجوه

فرجينيا وولف والتجربة التي لن تصفها

«قضيتنا أن نعيد ترتيب الكلمات القديمة في نظام جديد لكي تبقى على قيد الحياة، وتخلق الجمال، وتقول الحقيقة»

فرجينيا وولف

تعد فرجينيا إديلاين ستيفن الكاتبة الإنجليزية المعروفة باسم «فرجينيا وولف» واحدة من أهم وأبرز الرموز الأدبية في القرن العشرين، وواحدة ممن ساهموا في تطوير الأسلوب الشعري في السرد القصصي والروائي الحديث، وإحداث أهم آليات التجريب في تقنيات الرواية باستخدام أسلوب تيار الوعي عندما ظهر هذا المصطلح مع بداية تغيّر مفاهيم الرواية عند بعض روادها أمثال جيمس جويس في أيرلندا، وهنري جيمس ووليم فوكنر في أمريكا، ودوروثي ريتشاردسون وفرجينيا وولف في إنجلترا، وكانت الدوافع النفسية في كتابة الرواية الحاملة لهذا المناخ النفسي الواقعي – آنئذ – وفقًا لهذه السمات الفنية الجديدة هي التي جعلت كتّاب هذا اللون من الكتابة السردية يجنحون إلى طرح رؤى جديدة تطال السرد النفسي المبني على مشاهد العالم الواقعي المأزوم النابع من داخل ما يحدث داخل النفس البشرية والذي قال عنه روبرت همفري صاحب كتاب «تيار الوعي في الرواية الحديثة» بأنه: «نوع من القصص يركز فيه أساسًا على ارتياد مستويات ما قبل الكلام من الوعى بهدف الكشف عن الكيان النفسي للشخصيات».(1)

كما أنها تأثرت كثيرًا بالفن الروائي عند مارسيل بروست وهو الفن القائم على تحليل جزئيات العواطف وردها إلى حوادث الماضي التي اشتركت في تكوينها.

ففي شهر مارس من كل عام تتزامن ذكرى رحيلها غرقًا بالحجارة حين انتحرت فرجينيا وولف، بأن ألقت بنفسها في نهر أوز (Ouse) القريب من منزلها بمدينة لويس وأنهت بذلك حياتها بعد معاناة شديدة مع مرض نفسي أرق حياتها لفترة طويلة من الزمن، ففي صباح هذا اليوم: «يوم الجمعة، الثامن والعشرين من آذار (مارس) 1941، وكان يومًا باردًا، ألقًا، مشرقًا، ذهبت فرجينيا كعادتها إلى غرفة عملها في الحديقة. وهناك كتبت رسالتين، أولاهما إلى زوجها ليونارد، والأخرى إلى شقيقتها فينيسا، فهما الوحيدان اللذان تحبهما حبًا جمًّا. أوضحت في كلتا الرسالتين أنها تسمع أصواتًا، وأنها تعتقد أنها لن تشفى، وهي لا تريد الاستمرار في إفساد حياة ليونارد، ثم عادت إلى المنزل، وكتبت رسالة ثانية إلى ليونارد:

«أيها الأعز»،

أنا واثقة أنني سأجنّ مرة أخرى، وأشعر أننا لا نستطيع أن نعاني مجددًا شيئًا من تلك الأوقات الفظيعة. إني لن أشفى هذه المرة، بدأت أسمع الأصوات، ولا أستطيع التركيز. لذا فأنا فاعلة ما يبدو لي أنه أفضل شيء أفعله. لقد منحتني أعظم سعادة، وكنت دائما الشخص الأمثل من جميع الجوانب. لا أظن أن هناك شخصين يمكنهما أن يكونا أسعد منا إلى أن جاء هذا الداء الوبيل. لا أستطيع المقاومة بعد الآن. أنا أعرف أنني أفسد عليك حياتك، ولكنى أعرف أنك ستستطيع أن تعمل بدوني. أعرف أنك ستفعل. ألا ترى أنني لا أستطيع حتى كتابة هذه الرسالة على الوجه اللائق؟ أنا لا أستطيع القراءة. والذي أريد أن أقوله هو أنني مدينة بسعادتي كلها لك. كنت صبورًا معي كل الصبر، وكنت طيبًا على نحو لا يصدق. أريد أن أقول هذا، وهو ما يعرفه الجميع. لو كان هناك أحد ينقذني فهو أنت. لقد زايلني كل شيء إلا الثقة بطيبتك. لا أستطيع الاستمرار في إفساد حياتك بعد الآن.

لا أظن أن هناك شخصين يمكنهما أن يكونا أسعد مما كنا.

«ف»

وضعت هذه الرسالة على رف الموقد في غرفة الجلوس، وفي نحو الساعة الحادية عشرة والنصف تسللت فرجينيا إلى الخارج ومعها عصاها، واتخذت طريقها إلى الجدول نحو النهر. ويعتقد ليونارد أنها ربما كانت قد قامت قبل ذلك بمحاولة أخرى للغرق؛ إن كان الأمر كذلك فقد تعلمت إذن من فشلها وصممت أن تتقن محاولتها هذه المرة. تركت عصاها على ضفة النهر، ودست حجرًا كبيرًا في جيب المعطف. ثم مضت إلى ميتتها، فكانت، كما سبق أن قالت لفيتا، هي «التجربة التي لن أصفها أبدًا». (2)

كانت فرجينيا وولف في التاسعة والخمسين من عمرها عندما أقدمت على الانتحار. وكان زوجها ليونارد وولف بالنسبة لها رجلاً ملهمًا وحنونًا وعقلانيًا، كان دائم الاهتمام والعناية بها دون شكوى، بعد عدة زيجات عانت منها الأمرين في حياتها السابقة.

وقد نشأت فرجينيا وولف وترعرعت في بيئة فنية وأدبية وثقافية يرتادها كبار الأدباء والمثقفين والفلاسفة أمثال الفيلسوف برتراند رسل، والمفكر لودفيج فينجشتاين، والاقتصادي ج. م. كينز والعديد من نجوم الفن والأدب في ذلك الوقت إضافة إلى فرجينيا وولف ذاتها، وزوجها ليوناردو وولف الذي ارتبط بها عام 1912 وشقيقتها فينيسا التي أصبحت بعد ذلك رسامة مشهورة، وزوجها كلايّف بيل وآخرين. وهكذا تشكلت هذه المجموعة التي عرفت بعد ذلك باسم مجموعة «بلومزبري الأدبية» الإنجليزية الشهيرة، وقد سميت هذه المجموعة باسم المكان الذي كانوا يلتقون فيه في وسط لندن حيث يتناقشون في العديد من الأمور السياسية والأدبية والاقتصادية والفنية وغيرها مما يطرح في اجتماعاتهم الدورية.

الميلاد والتهويمات

ولدت فرجينيا في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1882 في المنزل رقم 22 شارع بوابة الهايد بارك جنوب كنزنجتون بلندن لأسرة محافظة عريقة مثقفة ضمت سبع أخوة وأخوات وكان أبويها أرملين قبل زواجهما. أبوها هو الكاتب ليزلي ستيفن Leslie Stephan، محرر مجلة «كورنهيل» والجامع  للمرجع القيّم «قاموس السير الوطنية»، وكان متسلقًا واعدًا في العصر الذهبي لرياضة تسلق الجبال، كما كان متزوجا من صغرى بنات القصصي الفيكتوري المعروف «ثاكري» صاحب «سوق الغرور»، وأمها جوليا برينسب ستيفان Julia Prinsep Steghen  من نسل عائلة داكوورث التي اشتهرت بالطباعة والنشر، لذلك كان بيتهما مزارًا للعديد من مشاهير الأدب والثقافة في ذلك الوقت، تلقت فرجينيا وشقيقتها فينيسا (التي ستغدو فيما بعد الرسامة فينيسا بيل) تعليمهما في المنزل وفق عادات وتقاليد تلك الأيام. وقد اعتمدت جوليا وأختها على مكتبة أبيهما لتحصيل الثقافة.

وقد ساهمت عدة عوامل في تشويش ذهنية وتهويمات عقل فرجينيا وولف حين بدأت حالتها المرضية بنوبات الصداع الشديد، تحولت بعد ذلك إلى حالات من الهوس الاكتئابي، والاضطراب النفسي الحاد نتيجة لعوامل عدة مرت بها في حياتها أبرزها، أنها ولدت كطفلة غير مرغوب فيها، فوفاة والدها وهي لا تزال في مرحلة المراهقة مما يعنى فقدانها المبكر لنموذج الاقتداء، إضافة إلى التحرشات الجنسية التي تعرضت لها وهي صغيرة من قبل بعض أفراد الأسرة. ولجوؤها إلى الخيال والفانتازيا طوال فترة حياتها، والانطوائية التي لازمتها في حياتها دائمًا، ثم زواجها من والتر هيدلام الذى كان يكبرها بنحو 24 عامًا وكان زير نساء ثم وفاته عام 1908، ومعاصرتها لحربين عالميتين طاحنتين خلفت أمام عينيها الدمار والكوارث الطاحنة. كانت كل هذه الأزمات لها الأثر الكبير عليها وعلى كل من عاصرها وارتبط بها. مما أوجد لديها الشعور بالذنب بصورة لا تحتمل بسبب كل هذه المآسي، والأزمات التي حدثت لها طوال مراحل حياتها. ومن ثم راحت تتردد على الأطباء النفسيين بكثرة، بينما هي تعرف ما يدور في رأسها، فهي – مع ذاتها – لا تريد الشفاء، وليس لها رغبة في اتمام حياتها على النهج الطبيعي إنما كانت ترنو دائمًا إلى لحظة النهاية، وكان يمكنها لو تعاونت مع الأطباء، أن يكون لها شأن آخر في مرضها، ولكن الرغبة في الموت، والرفض الدائم للشفاء هو الذي كان دائمًا يستحوذ على مخيلتها وفكرها.

وعلى الرغم من أن الصور الفوتوغرافية التي أخذت لفرجينيا كانت تظهرها كامرأة ذات جاذبية وأناقة وذكاء، وحدة في نظرتها للحياة. إلا أنها في واقع الأمر كانت تشعر دائمًا بأنها امرأة عادية، مهملة ولا تشعر براحة حياتية على الإطلاق لحساسيتها المفرطة. فقد كانت منذ طفولتها تشعر بالخوف الشديد من تأزمات الحياة والانهيارات العصبية التي كانت تنتابها في أوقات كثيرة،

منجزها الأدبي

من أعمال فرجينيا وولف ومنجزها الروائي روايات «الرحلة إلى الخارج» 1915، «الليل والنهار» 1919، «الاثنين والثلاثاء» وهي مجموعة من المقالات صدرت 1921، في العام التالي صدرت «غرفة يعقوب»، ثم تتالت أعمالها الروائية المتميزة بعد ذلك فكانت «السيدة دالاوى» 1925، «المنارة» 1927، «أورلاندو» 1928، «الأمواج» 1931، «السنوات» 1937، «بين الأعمال» 1941. وقد نشرت فرجينيا وولف خلال ربع قرن من حياتها الأدبية تسع روايات وخمس مجموعات من المقالات وأعمال أخرى ظهرت بعد وفاتها نشرها لها زوجها ليوناردو تشمل مجموعة قصصية ورواية ويوميات كاتبة. ولن نستطيع أن ندرك أهمية فرجينيا وولف إلا بعد عام 1923 حين صدرت روايتها «دالاوي»، حيث تمكنت فرجينيا وولف أن تخطو بالقصة الحديثة خطوة جريئة إلى الأمام وأن تتكلم بصوتها الحقيقي الذي سجل لها كل هذه الشهرة. وفي السنوات العشر الأخيرة من حياتها أخذت تكتب بإرادة قوية كما تبين من يومياتها، وظهرت قصتها «الأمواج» 1931 وبعدها «السنين» عام 1937 ثم «بين الفصول» والذي صدر قبل رحيلها مباشرة. وقد تناولها العديد من النقاد بالشرح والتحليل والنفسي منها: «الرواية النفسية عند فرجينيا وولف» ديلاتري باريس 1932، «التعبيرية والانطباعية في رواية وولف» للألماني فايدنر 1934، و«فلسفة فرجينيا وولف» للفرنسي شاستان، 1915، و«ولف ومجموعة بلومسبوري»، هلسنكي 1935، و«فرجينيا وولف روائية «للبريطاني هابلي 1854، و«فرجينيا وولف بقلمها» للفرنسي ناتان، 1956.

مرحلة التوهج

كان أفضل ما كتبته في منجزها الإبداعي وهي في فترة العشرينيات من عمرها عندما كان فكرها ورؤيتها النسوىة شبه ناضجة وثابتة. ولكن بعد أن تجاوزت الثلاثين بدأ القلق والتأزمات النفسية تنتابها وتفكيرها يضعف ويشت: «لقد كان خوفي من الحياة الحقيقية هو ما جعلني أعيش دائمًا كالراهبة». الكتابة كانت ملجأها في مرحلة الطفولة، إذ كانت تقلّد في ذلك أباها.

وكان أكثر من أثر فيها من معاصريها هو الروائي الإنجليزي أ. م. فورستر صاحب رواية «الطريق إلى الهند»، وأكثر من أحبتهم من الكتاب «جين أوستن» صاحبة روايات «الكبرياء والهوى»، و«إما»، وعقل وعاطفة» وقد كتبت عنها فرجينيا في كتابها النقدي «القارئ العادي»، كذلك «توماس هاردي» صاحب روايات (بعيدًا عن الصخب)، و(عودة ابن البلد)، و(تس من دورفيل)، وهما من كتاب العصر الفيكتوري المعروفين. ولم تلحظ فرجينيا قيمة د. هـ «لورانس إلا بعد فترة متأخرة. كما لم يعجبها جيمس جويس لتواضعه الأدبي ولوجود غيرة أدبية بينهما بسبب منافستهما حول الكتابة في تقنيات تيار الوعي. وكان جويس قد تقدم لنشر رائعته «عولييس» إلى دار النشر التي أسسها ليونارد وولف مع زوجته فرجينيا عام 1916، وقد قامت الدار بطبع العديد من الكتب مثل «الأرض الخراب» لــ«ت. س. إليوت» عام 1922 ولم يكن إليوت معروفًا في ذلك الوقت. وقد حقق له هذا الديوان شهرة عالمية بعد سنوات قليلة، كما قامت الدار أيضًا بطبع روايات وقصصًا لأسماء مغمورة ومواهب شابة مثل كاترين مانسفيلد، وغيرها من كتّاب هذه المرحلة، كما قامت بطبع جميع أعمال سيجموند فرويد، ومجموعة قصصية خاصة بفرجينيا نفسها. أما من الأدب الأجنبي فقد طبعت أعمال مكسيم جوركى وأعمال الشاعر الألماني ريلكه وبايلر، وهنري مود وغيرهم. وحين قدم جيمس جويس روايته «عولييس» رفضت فرجينيا طبع هذه الرواية لاعتبارات المنافسة بينها وبين جويس كما ذكرنا، وأشارت بأن هذه الرواية غارقة في الرتابة، مع أن الرواية عند طبعها خرجت من حدود دبلن مدينة جويس إلى كل العالم، ويبدو أن فرجينيا وولف اقتنعت بتفوق موهبة جيمس جويس عليها، فاتخذت قرارها القاسي بعدم نشر الرواية في دار النشر التي تملكها مع زوجها كرد فعل لهذا التفوق المهاري، والأسلوب الفني الجديد الذي كتب به جويس روايته.

فرجينيا وتيار الوعي Stream of consciousness

وحول تيار الوعي الذي ابتكرته فرجينيا وولف مع هذه النخبة من كتّاب الرواية الحديثة نجد أنه كان نتاج حداثي طبيعي لكتابة القرن العشرين الروائية؛ قدر له الظهور قبل الحرب العالمية الأولى، ويسمى هذا النوع الجديد بالرواية الذاتية أو الرواية النفسية، ويعد وليم جيمس شقيق الروائي الأمريكى هنري جيمس هو أول من أستخدم هذا المصطلح في كتابه «مبادئ علم النفس» سنة 1890، مشيرًا إلى التدفق العشوائي للإنطباعات والمشاعر خلال تداعي الخواطر في الوعي البشري. ويعتبر كل من دورثي ريتشارسون في انجلترا، وجيمس جويس في أيرلندا، ومارسيل بروست في فرنسا الرواد الأوائل للرواية النفسية واستخدام تيار الوعي في منجزهم الروائي، أما فرجينيا وولف فقد طورت هذا الفن الروائي الجديد، وأكسبته شكلاً ونظامًا جديدين حين بحثت عن تكنيك جديد للتعبير عن رؤيتها للحياة من خلال التغلغل في أعماق النفس البشرية وجعلها أكثر قدرة على التعبير بدقة فيما يخص تأثير الحياة في ذات الشخصية، وترجمة أعماقها وممارسات أفعالها ترجمة واقعية، لذا تعد الرواية النفسية ترجمة مباشرة لتيار العقل، وتداعى خواطره وأفكاره، وقد تميزت فرجينيا وولف في أعمالها الروائية بالتقليدية البحتة فنيًا، وعدم النضج خاصة في المرحلة الأولى من أعمالها، فقد كانت الرواية الأولى (الرحلة إلى خارج) 1915 غير متقنة الشكل، لأنها عبارة عن سلسلة من الملاحظات التهكمية للحياة المدنية، أما رواية (ليل ونهار) 1919 وهي الرواية الرابعة في منجزها فقد تطور البناء الفني جزئيًا من ناحية وحدة الموضوع وتناسق بنيته، إضافة إلى مراعاة الأصالة والتوازن في الشكل الفني. وقد وصلت الكاتبة إلى مرحلة النضج الفني في أعمالها بداية من روايات (حجرة يعقوب)، و(السيدة دالاوي).(3)

وحول كتابات فرجينيا وولف تشير مقولاتها التي تضمنها الملف الخاص الذي تناولته مجلة الآداب الفرنسية، الخطوط العريضة التي كانت تسم منجزها في المجالات الإبداعية والنقدية، فقد كان هم فرجينيا وولف هو «إدراك مالا يدرك» بحسب قولها، وفي إحدى المؤتمرات التي انعقدت في أبريل 1937 قالت فرجينيا: «إن قضيتنا هي إعادة ترتيب الكلمات القديمة في نظام جديد لكي تبقى الأمور الصحيحة على قيد الحياة، ونخلق نوعًا من الجمال نحن نحتاج إليه كما أن ذلك يدفعنا إلى أن نكون أكثر ادراكًا ونقول الحقيقة».

وتعتبر رواية «السيدة دالاوي» من أهم وأبرز أعمال فرجينيا وولف كتبتها عام 1925 بأسلوبها الفني الجديد، فهي لا تسرد أحداثًا، وهذا جزء من قوتها، وإنما ترصد يومًا في حياة كلاريسا دالاواي في لندن، حيث تقوم الرواية على استرسال السيدة دالاوي في أفكارها، وتداعي خواطرها بينما هي تجهز أغراض حفلة ميلادها في منزلها. وحول هذا التكنيك ينحصر زمن الرواية في سرد يوم واحد من حياة «كلاريسا دالاوي» الزوجة العصرية لأحد أعضاء البرلمان، هذا اليوم يتشعب ويتداعى زمنه إلى أيام ماضية تتدفق فيها الذكريات، وتتداعى الخواطر في مونولوج داخلي طويل تجري فيه الأحداث، وتعرض فيه الشخوص بأسلوب الانطباعات التي تحدث، والذكريات التي تمر سراعًا في خاطر الشخصية المحورية «كلاريس» وفي تداعى خواطر الشخصيات الأخرى في ذلك اليوم الواحد الذي كانت ستقيم فيه السيدة «دالاوي» حفلتها الكبرى.  واللافت في الرواية أنها هي تشبه إلى حد ما رواية «عولييس» لجيمس جويس، فالروايتان تدور أحداثهم خلال يوم واحد. وتسجل فرجينيا في روايتها كل انطباعاتها على الأحداث لحظة بلحظة على طريقة دوروثي ريتشاردسون، كما يتميز نسق أسلوبها بظهور ما يسمى بتيار الوعي، وتدفق تداعى الأفكار والذاكرة. كما تناولت فيها فرجينيا وولف إشكالية الموت كواحدة من القضايا الملحة التي كانت تشاغلها بين الحين والآخر، ويرى النقاد أن فرجينيا وولف قد بلغت في هذه الرواية بواكير نضجها الفني الذي سيتطور فيما بعد بروايات مثل «إالفنار» 1927، التي تعد ضربا من التأمل والاستبطان في ضروب الحياة والموت، تجسد فرجينيا في هذه الرواية تجربة الإنسان الذي يبحث عن شيء يؤكد ذاته ووجوده. «الفنار» هنا يرمز إلى ذلك الهدف بعيد المنال، فهو قائم فوق صخرة عالية تقع في خليج بالقرب من جزيرة «سكاي» ويجب جهد كبير للوصول إلى هذا الهدف: «ولعل تجسيم المعاناة من أجل الوصول إلى هذا الهدف يعد إحدى السمات الدرامية التي يتميز بها هذا العمل الروائي الفني، كذلك يبرز الإحساس الدرامي هنا من خلال العلاقة المتوترة بين نموذجين متناقضين من الشخصيات.. فالزوجة مسز «رامزاي» تصر على بلوغ «الفنار» بدافع من الحماس، والمغامرة والفضول، في حين يعمل زوجها السيد «رامزاي» على كبح جماحها حيث كان يرجح جانب العقل والاتزان.. ولم يتزحزح عن موقفه المتصلب إلا حين أقنع نفسه بأن «الفنار» إنما يدخل ضمن تصوره الخاص لعالم الأشياء.. فهو لا يؤمن إلا بالحقائق الكلية المعقولة التي لا يؤثر فيها الزمن، ومن ثم، فقد استحال «الفنار» في نظره إلى رمز يومئ إلى العقل الذي يضفي على الأشياء عنصر الثبات والرسوخ، لهذا صار الفنار يمثل عنده حقيقة مطلقة خالدة، فهو لا يخضع للتغيّر، والصيرورة، وبالتالي فهو لا يلين أمام ضربات الزمن.. وبذلك أمكن للكاتبة أن تعبّر عن التجربة الإنسانية وما تنطوي عليه من جوانب متغيرة، متناقضة، وبالتالي أمكنها أن تكشف عن طبيعة الحياة وما تمتاز به من بريق متعدد الألوان، ينجذب كل منا إليه، وفقًا لذلك اللون الذي يروقه ويشبعه».(4)

وفي رواية «الأمواج» 1931 يتميز أسلوب الكتابة في هذا العمل بالجدة والرمز وتسليط الضوء على شخصيات الرواية المكونة من «برنارد» وهو شخص انبساطي النزعة، اجتماعي يحاول دائمًا أن يعبر عن جوهر الحياة بأسلوبه الخاص، ثم «نيفيل» وهو شخص انطوائي، رقيق، سريع الغضب، صعب المراس، يجفل من الصداقات والعلاقات الخاصة، و«لويس» مدير بنك يقاسي من شعور بالنقص، مع هذه الشخصيات الذكورية، تتواجد ثلاث شخصيات نسائية.. «سوزان» شبقية تحب التملك، «جيني» شيطانة عنيدة صغيرة مراوغة، «رودا» خجولة انطوائية تحب العزلة ولم تستطع أن تكيّف نفسها في هذا العالم. هذه المجموعة من الشخصيات الستة أمسكت بها الكاتبة ودفعت بها إلى تجارب ذاتية لكل شخصية على حدة، لتمسك بانطباعات الحياة مع كل منها، وتجاربها عند مرورها السريع على كل شخصية، مما يجعلها تغيّر اتجاهها، وتدفعها وتسوقها إلى النهاية، وتقتبس من الزمان في القصة عن طريق وقفات رمزية تشير إلى مسار الشمس فوق البحر – على سبيل المثال – منذ الفجر حتى الليل، وفي هذه «الأمواج» الإنسانية المتدفقة في نسيج الرواية يجري البحث عن الحقيقة، وقبل النهاية ندرك أن الحقيقة موجودة ضمنيًا في كل تجربة، لكن العقل لا يستطيع أن يجردها، ولا تستطيع الكلمات أن تعبّر عنها، كما حققت الكاتبة في نصها الروائي الاهتمام بالجوانب المهملة الصغيرة لخلق نوع من حس الثراء لنسيج الحياة الواقعية اليومية في أحداث الرواية، وقد عرفّت فرجينيا وولف «الواقع» الجديد الذي اشتغلت عليه في رواياتها الحديثة بأنه شيء غريب الأطوار، إلا إنها تمكنت من جمع ذرات هذا الواقع وإيصاله محبوكًا إلى القراء ليس في هذا العمل فحسب ولكن في كل الصيغ الروائية التي اشتغلت عليها. كما تتجلى في هذه الرواية كل المفاهيم والأساليب الحداثية التي اشتغلت عليها فرجينيا وولف في هذا العمل الذي يعتبر من أهم أعمال فرجينيا نظرًا لما تتضمنه من مفاهيم فلسفية. وأبعاد فكرية، ورؤى غير مألوفة، وفيها: «تقول سوزان إحدى شخصيات الرواية: حين تستيقظ في الصباح الباكر فترى الضباب مخيمًا على المستنقعات، ويخلق فيها ضوء النهار نشاطًا إلى العمل: في هذه الساعة، هذه الساعة التي لا تزال مبكرة، يخيّل إليّ إني أنا الحقل، أنا الحظيرة، أنا الشجر، وإن أسراب الأطيار هذه ملك لي، وكذلك الأرنب البري الصغير، الذي يقفز في اللحظة الأخيرة حين أوشك أن أخطو فوقه. إن طائر البلشون هذا الذي بسط جناحيه في تراخ، وتلك البقرة التي تدفع قدمًا أمام أخرى، وهي ترعى، وذلك العصفور البري المنقض، والحمرة الباهتة في السماء، والخضرة عندما يشحب الاحمرار، والسكون والأجراس، ونداء الرجل الباحث عن عربات الخيل في الحقول كلها ملك يدي».(5)

كما نجد أيضا في روايتها «حجرة يعقوب» 1922 الأثر الذي تركه جويس في محاولتها الجادة لتطوير تكنيك الكتابة في هذه القصة من خلال رسم صورة لشاب إنجليزي منذ طفولته حتى بلوغه السادسة والعشرين عندما يقتل في الحرب. وتسجل لنا تجاربه في لمحات خاطفة انطباعية سريعة، ولكنها شذرات من انطباعاته كتبت بأسلوب السيناريو، تظهر فيه الصورة أو اللقطة لبرهة ثم سرعان ما تختفي لتحل محلها لقطة أخرى. بينما الرابط الوحيد في هذه اللقطات هي فرجينيا وولف ذاتها التي تتحكم في حركة المد والجذر في أحداث الرواية. وفي مراحل حياة الشخصية، وما يحدث له أثناء الحرب في مدينة لندن في كوابيس مزعجة ثم موته المفاجئ أثناء الحرب. ويدخل القارئ في النهاية إلى حجرة يعقوب ويتأمل مخلفات صاحبها، ويسمع صوت والدته التي تقول: «ماذا سأفعل بأحذيته البالية؟». ويمكن هنا العثور على شخصية يعقوب في البيئة التي عاشها، والأماكن التي زارها، والأشخاص الذي تعامل معهم، وهذه هي إحدى وسائل فرجينيا وولف في رسم شخوصها، والسيطرة على المناخ الذي تبدو فيه الأحداث، ومغزى القصة يمكن تلخيصه في أن الزمان والموت والإحباط يلقون بظلالهم السوداء بقوة زمن الحرب.

وتستأنف فرجينيا وولف مسيرتها في روايتها الرمزية (أورلاندو) 1928 التي ابتدعت فيها هذا البطل الذكوري الذي سرعان ما يتحول إلى امرأة رغم كونه هجينًا يجمع بين خصائص جينات الذكورة والأنوثة في محاولة للتخلص من وطأة الزمان والمكان والسعي لإبراز التنوع في الحياة البشرية. فالأنا هنا دائمة الوجود خلال محاولة (أورلاندو) الإجابة على السؤال: من أنا؟ قطعة في رزمة أم شظايا يصعب جمعها؟ كما نجده لا يتردد – في بعض الأحيان – عن إلقاء نفسه في خضم معترك الحياة: «فهو يعشق افن ويهوى لقاء الشعراء، ولم تمنعه وحدته من لقاء الشاعر «جرين» والتعرف عليه، وهو يعتبر من أكبر شعراء عصره.. ولم يقف «أورلاندو» عند تذوق الشعر فحسب إنما كان يبدع المسرحية الشعرية، وتقوم  فرجينيا وولف بالتركيز في هذه الرواية على حالتين زمنيتين مختلفتين تعانيهما الشخصية، حالته وهو رجل يمتص خبرات الحياة حتى الثلاثين من عمره، وحالته حين ينقلب إلى فاتنة تجذب إليها أنظار الرجال، وتستنبط فرجينيا تكويناتها الفنية، والدرامية حين يتم الصدام بين هاتين التجربتين المتناقضتين، ويبدو «أورلاندو» هنا كشخصية أسطورية، خرافية، قادرة على قهر الزمن، فهو يعيش ثلاثة عصور متوالية، يبدأها من منتصف القرن السادس، ويظل على قيد الحياة حتى عام 1928، وهو يمثل تجسيمًا حيًّا لروح تلك العصور التي اختلطت فيها الأشياء حتى صار من الصعوبة بمكان التمييز بين المرئيات والكائنات، فليس هناك فارق بين الذكر والأنثى ذلك لأن كلا منهما يرتدى ثياب الآخر، وتسير الرواية في دهاليز أسطورية حول ممارسات «أورلاندو» حول لقائه بالملكة والعاصفة الثلجية التي هبت لتحول بينه وبين الزواج بإحدى الأميرات، ويمنعه الخدر الذى يراوده بين الحين والحين في التفكير في لحظات الموت والسكون والعدم، ومن ثم راح يغتنم من حاضره كل الملذات، ويصطدم بالعديد من خيبات الأمل حتى قاده الإخفاق إلى العيش مع الكلاب متأملًا ما تتحلى به من الوفاء، «لقد كانت مأساة «أورلاندو» تتمثل في تلك المفارقة التي تنبعث من حالتين متناقضتين حالة الثبات والسكون من جهة، وحالة التغيّر والصيرورة من جهة».(6)

وعن رواية (فلاش) 1933 تقول فرجينيا وولف «كل شيء يصلح لأن يكون المادة المناسبة للرواية، وقد برهنت على ذلك بكتابة هذه الرواية الرائعة التي استقبلت بإعجاب منقطع النظير لطرافة مادتها وبراعة سبكها، وأدائها. لقد اختارت المؤلفة النظر إلى العالم من خلال زاوية غير مألوفة حين قدمت المجتمع الفيكتوري من وجهة نظر «الكلب فلاش» وهو كلب الشاعرة الإنجليزية «اليزابيث باريت» زوجة الشاعر الإنجليزي روبرت براوننج، وحين فعلت ذلك فإنها لم ترم إلى إظهار قدرتها الروائية الفائقة فحسب، إنما أرادت أن تلتقط تلك التفاصيل من الحياة، وأن تطرح ذلك النوع من الأسئلة التي يحتاج اكتشافها عيونًا أخرى، ووعيًا مختلفًا عن عيون الإنسان ووعيه، فجاءت هذه الرواية تسجيلًا لحياة مجتمع إنساني زاخر مرصودًا من الخارج ومطروحًا للاستنكار والتأويل».(7)

لقد كانت الحياة كما صورتها فرجينيا وولف في رواياتها تسير سيرًا حثيثًا نحو الفناء، والموت بالنسبة لها كان هو النهاية الحتمية لكل شيء، لذا فهي لا ترتعد أبدًا، وكانت نظرتها الذاتية تجاه الحياة نظرة تكاد تكون تشاؤمية تجسد فيها رؤيتها الخاصة، وتطرح حولها العديد من أسئلة الوجود: «هل الحياة ثابتة؟ هل الحياة عابرة؟ لقد أحست فرجينيا وولف نفسها، دائمًا موزعة بين هذين القطبين المتعارضين، مشتتة بين هذين التيارين المتناقضين. الطبيعة فنانة ماهرة في مراكمة الأيام على الأيام. ما مضى قد مضى إلى الأبد، وما يستمر سيستمر دائمًا. إن هذه اللحظة تبدو لنا خالدة مع إنها هشة زائلة سوف تتلاشى أسرع من ظل غيمة فوق البحر. إننا نفنى ونضمحل الواحد بعد الآخر. لكننا مع ذلك نتعاقب ونواصل مسيرتنا. بهذا المعنى فإن الأمواج في رواية فرجينيا وولف التي تحمل نفس الاسم، والتي كان عنوانها الأول «الزائلون» ترمز إلى استمرارية الحياة وإلى حتمية انقضائها في آن واحد».(8)

وحول المعرض الذي أقيم عن جماعة بلومزبري الأدبية الشهيرة تضمن المعرض صور ولوحات لفرجينيا وولف عبر مراحل حياته، ولوحات رسمها أعضاء الجماعة لفرجينيا ومنها اللوحة الشهيرة لأختها فينيسا بل وغيرها من كبار الفنانين والرسامين المشهورين في ذلك الوقت. كذلك ضم المعرض الذي أقيم لعرض مقتنيات فرجينيا وولف في الناشونال بورتريت كل من العصا التي استندت عليها للوصول إلى نهر أوز لإنهاء حياتها، وأشياء أرشيفية أخرى تبرز بعض مراحل حياتها، كما يركز المعرض على جماعة بلومزبري الأدبية الإنجليزية الشهيرة التي كونتها فرجينيا وولف مع زوجها وضمت عددًا من كبار الأكاديميين والكتاب والمفكرين وسميت باسم المكان الذين كانوا يلتقون فيه وسط مدينة لندن.

ويعتبر كتاب «غرفة تخص المرء وحده» الذي احتفي به هذا المعرض من أهم كتب فرجينيا وولف في التنظير النقدي النسوي المعاصر، وهو يعد من أهم ما قدمته فرجينيا وولف للحركة النقدية النسوية كمنفيستو تطرح فيه رؤيتها في مجمل الأسئلة التي قامت عليها حركة مستمرة لا تنتهي في تاريخ كتابات النساء، ومظاهر مقاومتهن، وماهية الضغوط الواقعة عليهن. والكتاب رغم صغر حجمه إلا أنه يتميز بثراء ملحوظ في التكثيف، والعمق، والنظرات النقدية الخلابة، والخلاقة والذكية، وهو يكشف عن جدية متناهية في تناول، ودراسة أعمال أدبية من وجهة نظر مبدعة حقيقية تعرف معنى المكابدة، والمعاناة، وقيمة ومعيار ما تقدمه من أعمال إبداعية في بناء درامي واستخدام فني لغوي له إيحاءاته ورموزه التأويلية المؤثرة في القارئ. وهي ترى أن بنية أي رواية شهيرة هي بنية غاية في التعقيد لأنها مركبة من كم كبير من الأحكام المختلفة، ومن كم أكبر من العواطف المتشابكة، أما ما يدعو إلى الدهشة والعجب عن أن كتابًا يؤلف على هذا النحو، يتماسك ويصمد عشرات السنوات ويصبح من الممكن أن يعني القارئ الأنجليزى ما يعينه للقارئ في كل مكان من العالم، ما يجعله متماسكًا في حالات النجاة القليلة التي هو شيء يقال له صحة في العمل وتمام المقالة. والإقناع التي ينقلها لنا. وتتوقف فرجينيا وولف أما مقطع من رواية (جين آير) لشارلوت برونتى تقول فيه: «أمر لا جدوى منه أن ننصح البشر بالرضاء والهدوء، البشر تواقين إلى الحركة، وسوف يصطنعونها لو لم يجدوها، هناك الملايين ممن حكم عليهن بحياة اهدأ من الثورات التي تغلى في صدر الحياة التي يحياها الناس، المفترض أن النساء هادئات على نحو عام، ولكن النساء يشعرن بالقدر نفسه الذى يشعر به الرجال، فهن أيضًا في حاجة إلى رياضة ملكاتهن، وحقول يمارسن فيها تلك الملكات، وينفسن عن طاقاتهن مثل أخوتهن، إنما هو من ضيق الأفق أن يقول لهن من هم أوفر حظا أن عليه قصر جهودهن على عمل البودينج وحياكة الجوارب، ولعب البيانو، وتطريز الحقائب». لقد كان هذا الكتاب بحق هو مانيفستو النقد النسوى الذي ظهر بعد أن وضعت له فرجينيا وولف اولى دعائمه.

وعن شخصية فرجينيا وولف في السينما يحضرنا فيلم (الساعات) تأليف دافيد هير، وأخراج ستيفن دالدرى، ويتضمن الفيلم قصة يوم واحد من حياة ثلاث نساء ينتمين لأزمنة وأمكنة مختلفة خلال رحلة البحث عن السعادة، مع وجود رابط شديد التميز بينهن جميعا هو رواية الروائية الإنجليزية فرجينيا وولف «السيدة دالاواي» الذي تعتبر هي مركز الأحداث أو الملهم الأساسي للفيلم. وقد حصل هذا الفيلم على عدد من الجوائز منها الأوسكار والدب الذهبي في برلين، كأحسن فيلم وأحسن أخراج وجوائز أخرى عديدة. وقد عرض فيلم «الساعات» لأول مرة في مدينتي نيويورك ولوس أنجلوس يوم عيد الميلاد عام 2002، وقد بلغت تكلفة هذا الفيلم 25 مليون دولار بينما حقق أرباحًا تقدر بـ 109 مليون دولار تقريبًا.

 

 

الإحالات:

1 – تيار الوعي في الرواية الحديثة، روبرت همفري، ترجمة د. محمود الربيعي، دار المعارف القاهرة، ص67).

2 – فرجينيا وولف.. سيرة حياة، كوينتين بيل، ترجمة عطا عبدالوهاب، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1993 ص691/692 /693.

3 – فرجينيا وولف وتمرد الرواية، ملحق ج المدى، بغداد، ع 14 مايو 2011 ص 9.

4 – فرجينيا وولف.. الزمن التراجيدي في الرواية المعاصرة، سعد عبدالعزيز، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1970 ص87/88.

5 – «الأمواج» رواية فرجينيا وولف، ت مراد الزمر، دار الكاتب العربي، القاهرة، 1968 ص 71.

6 – فرجينيا وولف.. الزمن التراجيدي في الرواية المعاصرة ص94.

7 – «فلاش» (رواية)، لندن 1933.. ترجمة عطا عبدالوهاب، دار الشمس للنشر والإعلان، بغداد، 1992 الغلاف الأخير.

8 – إشراقات فرجينيا وولف الانطباعية، لحظة الأبدية.. دراسة الزمان في أدب القرن العشرين، سمير الحاج شاهين، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1980 ص151.

Facebook
X
WhatsApp
Threads
Telegram

عدد التحميلات: 0

شوقي بدر يوسف

ناقد من الأسكندرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى