العدد الحاليالعدد رقم 45ترجمات

قصائد مختارة للشاعرة الروسية المعاصرة لاريسا ميلر

ترجمة: حسين علي خضير

بهذا الكوكب الثلجي،

أحاول أن أعيش عليه بجدية،

وبعد أن ضعت في وسط ناره،

وكثرة شعاعه وظلاله،

علل نفسي بالأمل الخجول

في هذا الطريق الطويل

الذي يقودنا إلى المجهول. (1)

***

تلألأت الثلوج

في السنوات المظلمة

وبدت المروج ألوانها مختلفة

في السنوات المظلمة

وغنت طيور الربيع،

وغلت أشواق الربيع.

حين قادوا الأبرياء تحت الحراسة،

تفتحت أشجار الكرز برقة،

وتمايلت مياه البحيرة

في تلك السنوات، السنوات المظلمة. (2)

***

الصمت – هو الفجوة بين الأصوات،

أما البهجة – هي الفجوة بين الآلام،

والنور – هو الفجوة بين الظلام والظلام

ففي هذه الفجوة، ياعزيزي،

نحن ننشر السلام والسعادة،

وننظر إلى الظلام بتوجس.(3)

***

كونوا سعداء على الفور. أتسمعوني؟

على الفور، لأننا لسنا هنا إلى الأبد، هذا مؤكد.

لأننا هنا فقط لبعض الوقت، فقط للحظة.

وبما أن قدرنا هذه الأرض الصغيرة،

علينا أن نبحث عن السعادة بسرعة،

حتى لا نضطر أن نعتذر أمام الخالق

على ضيق أفقنا وجهلنا

وعدم القدرة على فهم نصيبنا

من هذه الأيام. (4)

***

الغيوم التي تعيش في السماء،

تموت في المكان نفسه،

تموت بسهولة،

تمرح كأنها تلعب،

تسبح، وتمر،

وعند الغروب فجأةً

تتراءى بلونها القرمزي،

ومن ثم تختفي،

لا تعاني، ولا تمرض. (5)

***

لم تتعلم روسيا من دروسها أبدًا

ولم تعالج جروحها بطريقة واضحة أبدًا،

واي منهما يصبح ملتهبًا، ينزف دمًا،

توجه الإساء، ويبقى الخطأ غصة في الحلق.

لم يكن القرن الجديد لروسيا حقبة

ولا عصر جديد.

انها تشتم وتغضب، وتسعل دمًا.(6)

***

لا أعلم – هل هذا من حسن الحظ أم من سوء الحظ،

ولكن أنت غدوت جزءًا لا يتجزأ مني.

في أي شيء تكمن السعادة؟

نعم، في أن تحب وأن تكون محبوبًا،

والتعاسة تكمن في أن تكون مجروحًا مرتين (7)

***

أنا لا أعرف ان أعيش وحيدة،

وبعيدًا، بعيدًا عنك.

كن قريبًا جدًا، جدًا.

وإلا سأفقد عقلي.

غرفنا فارغة وحزينة

حينما لا تكون فيها.

وكم من الدفء والضوء فيها،

حين تأتي إلى البيت.(7)

***

أشعر دائما أنى على ما يرام

  حتى لو تسوء حالتي.

سأكون بخير حتى آخر أنفاسي

فيما لو انت لم تهجرني، يا حبيبي،

وفيما لو أنا لا ينبغي علي أن أبقى وحدي،

 مهما يكن، الحياة لا تبدو جحيمًا

لو أنت موجود،

لو أنت فقط قريبًا عني.

***

هل تعلم لماذا أنا هنا

 لماذا تزهر ورود الحُب هنا،

لماذا يدغدغني العشب،

لماذا يصر الجُندب كثيرًا،

لماذا الورد البري تورد،

لماذا زخ المطر بصوت عالٍ جدًا،

ولماذا ضربت الشمس عيني؟

من أجل أن أحبك.(8)

عن الشاعرة الروسية لاريسا ميلير

ولدت لاريسا ميلر إميليانوفنا في عام (1940)، هي شاعرة، وكاتبة، وناقدة ومترجمة، تتمتع الشاعرة بشهرة عالمية كبيرة، حيث ترجمت أعمالها إلى عدة لغات، تعيش حاليًا في موسكو.

عن المترجم

حسين علي خضير – مترجم وكاتب عراقي، يعمل تدريسي في جامعة بغداد / كلية اللغات.

 

المصادر:

1 – مجلة “كونتينينت”، العدد 120، عام 2004.

2 – مجلة “نوفي بيريغ”، العدد 55، عام 2017.

3 – مجلة “آريون”، العدد 3، عام 2017.

4 – رابط القصيدة: https://mariel–98-livejournal.com

5 – مجلة “آريون”، العدد 1، عام 2011.

6 – مجلة “آريون”، العدد 1، عام 2016.

7 – رابط اللقصيدة:  https://larmiller.livejournal.com/580333.html

8 – رابط القصيدة:   https://larmiller.livejournal.com/193595.html

 

Facebook
X
WhatsApp
Threads
Telegram

عدد التحميلات: 0

حسين علي خضير

كلية اللغات - جامعة بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى