
هـذه ليلتي
هـذه ليلتي
جورج جرداق
جورج سجعان جرداق شاعر لبناني. ولد في مرجعيون في 1933. تربى في بيئة أدب وشعر وثقافة، عُرف شعره بالغنائية الرومانسية العذبة حتى غدا نشيدًا مطربًا في حنجرة كبار المطربين في العالم العربي. من كتبه «قصور وأكواخ»، «صلاح الدين وريكاردوس قلب الأسد»، «نجوم الظهر»، «عبقرية العربية»، «صبايا ومرايا»، وله نصوص مسرحية، كما أنه قدم برنامجه «على طريقتي» على أثير إذاعة «صوت لبنان» ما يزيد على 15 عامًا.
استهل عمله الصحافي في مجلة «الحرية»، وعمل أيضًا في مجلة «الجمهور الجديد» وانتقل إلى «دار الصياد» عام 1965، وعمل في مجلة «الشبكة» وفي صحيفة «الأنوار»، وبقي أحد أركان الكتابة في منشورات «الصياد».
عرف بشغفه بشخصية الإمام علي بن أبي طالب، وبالموسوعة التي وضعها والتي تحمل اسم «الإمام علي صوت العدالة الإنسانية» وهي في 5 أجزاء. توفي جورج جرداق في 6 نوفمبر 2014.
هَــذِهِ لَـيْـلتي وَحُلْـمُ حَـيَاِتي
بَينَ مَاضٍ من الـزّمانِ وَآتِ
الـهَــوَى أَنَتَ كُلـُّـــه والأمَانِي
فَاملأ الكأسَ بِالغَـرامِ وَهَاتِ
بَـعـدَ حِــينٍ يُـبـدّلُ الحــُبُّ دَارَا
وَالــعـَـصَافِـيرُ تَهجـُرُ الأوكَارَا
وَدِيـارٌ كَانَــت قَـــدِيمًا دِيارَا
سَـتَرَانَا، كَمَا نَــرَاهَا، قِـفَارَا
سَوفَ تَلهُو بِنا الحَياةُ وتَسخَـر
فَـتَـعَالَ أُحِـبُّـكَ الآنَ أكــثَر
* * * *
وَالمـسَاءُ الــذِي تَـهَادَى إِلـيـنَا
ثُمَّ أصغَى وَالحُبُّ في مُقلَتينَا
لـسـُـؤَالٍ عَنِ الهَــوَى وَجَــوَابٍ
وَحَـدِيثٍ يَذُوبُ في شَفَـتـينَا
قَـد أَطَالَ الوُقُـوفَ حِـينَ دَعَانِي
لِيـَـلُمَّ الأشــواقَ عَــن أَجفانِي
فَادن مـنّي وخُـذ إِليكَ حَـنَاني
ثُمُّ أَغمضْ عَينيكَ حَتَّى تَرَانيَ
وَلـيَـكـنُ لَيلُنا طـوِيلاً طَـويلاً
فَـكـثـيرُ اللـقِاءِ كَانَ قَـلـيـلاَ
سَوفَ تَلهُو بِنَا الحَياة وَتَسخَـر
فَـتَـعَالَ أُحِـبُّـكَ الآنَ أكــثَر
* * * *
يَا حَبيبِي طَابَ الهوَى مَا علينَا
لَو حَـمَـلنَا الأَيَّامَ في راحَتَيْنَا
صُـدفَـةٌ أَهـدَتِ الُوجُـودَ إِلَينَا
وَأَتاحَـت لَـقـاءَنَا فـالـتـَـقـيـنَا
فِي بِحارٍ تَـئنُّ فــيـهَا الـــرّياَحُ
ضَاعَ فِيَها المِجــدَافُ والمــلاَّحُ
كَـم أَذلَّ الــفِــرَاقَ مِـنَّا لقاءٌ
كُلُّ لــيــلٍ إِذَا التقينَا صَــبَاحُ
يَا حَبِيبًا قَد طَالَ فِيِه سُهَادي
وَغَـريـبًا مُــسافِـرًا بفُـؤادِي
سَوفَ تَلهُو بِنَا الحَيَاةُ وَتَسخَر
فَـتَـعَالَ أُحِـبُّـكَ الآنَ أكـــثَر
* * * *
سَهَرُ الشَّوقِ في العُيُونِ الجميلة
حُـلُـمٌ آثَــرَ الهوَى أَن يطِـيلَه
وَحَديثٍ في الحـُبِ إن لم نَقُـلهُ
أَوشَكَ الصَّمتُ حَولَنا أن يقُولَهْ
يَا حَبيبي وَأنت خمـرِي وكأسي
وَشراعِي فوقَ البحَارِ وشَمسِي
فيكَ صمْتي وَفيكَ نطـقِي وَهمسِي
وَغَدي في هَوَاك يَسبِق أمسِي
كَانَ عُمري إلى هَواكَ دليلاً
واللَّـياليِ كَانَـت إِلـيـكَ سَـبِيلاَ
سَوفَ تَلهُو بِنَا الحَياة وَتَسخَـر
فَـتَـعَالَ أُحِـبُّـكَ الآنَ أكــثَر
* * * *
هَـلَّ في لَيلَتي خَيَالُ النّدامَى
والنـُّواسِـيُّ عَانـق الـخــَيّامَا
وَتسَاقَوا مِن خَاطِرِي الأحلامَا
وَأَحَــبُّـوا وَأســكــرُوا الأيَّـامَا
رَبِّ مِن أين للِــزمَانِ صِباهُ
إن صـَحــونَا، وَفَجْرهُ ومَــساهُ
لَن يرَى الحُبُّ بعدَنَا مَن هَوَاهُ
نحنُ لَيلُ الهَوَى ونَحنُ ضُحَاهُ
مِلءُ قَلبي شَوقٌ وَملُّ كيانِي
هَــذه لَيلتي فَـقِـفْ يا زَمَـاني
سَوفَ تَلهُو بِنَا الحَياة وَتَسخَـر
فَـتَـعَالَ أُحِـبُّـكَ الآنَ أكــثَر
عدد التحميلات: 0