
قصصٌ قصيرةٌ جدًّا
تأليف: دانيال شالتون
ترجمة وتقديم: أ.د. سيدي محمَّد بن مالك
تقديم:
دانيال شالتون (Danielle Shelton) عضوٌ في اتّحاد كاتبات وكُتّاب الكيبيك بكَنَدا، لها اهتمامات بالكتابة والنّشر الأدبيَّيْن، ومُحاوَلات في القصّة القصيرة جدًّا وشعر الهايكو وأنواع أدبيّة أخرى، حيث نشرت بعضَها في مجلّة «Brèves littéraires». وقد سعينا إلى ترجمة أربع قصص قصيرة جدًّا من إبداعها المنشور في تلك المجلّة، اعتقادًا منّا بأنّ الأدب الكَنَدي الفرانكفوني لم ينلْ حظّه من التّرجمة والعناية النّقدية. ينبغي أن نشير، في هذا المقام، إلى أنّ دانيال شالتون قد راوَحت بين تدبيج الميكروقصّة (La micronouvelle)، وهي قصّة قصيرة جدًّا تتكوّن، في نظر لورون برتيوم (Laurent Berthiaume)، من مائة كلمة أو أقلّ، كما تمثِّله نصوص «الصّيْد» و«القزم» و«رسّام الكاريكاتير»، وتأليف النانوقصّة (La nanonouvelle)، وهي قصّة قصيرة جدًّا تتكوّن، حسب لورون برتيوم ودانيال شالتون نفسها، من جملتيْن أو ثلاث جمل، كما يمثِّله نصّ «Martin» (مارتان).
النّصوص:
الصّيْد:
تمنّى لو كان موظًا. بدلًا من ذلك، حادثٌ سخيفٌ. أُلقِيَ من الشّاحنة وسط الغابة. المستشفى. ألمٌ لا يُحتمَل في السّاق اليمنى. نقاهةٌ مستمرَّةٌ. الأطباء لا يستوعبون ذلك.
كان لديها الكثير ممّا يجعلها تفتخر ببيتها! طبعًا، لقد عملت بجدٍّ، ولكنّ ذلك كان بفضله أيضًا. في خمس سنوات، أعاد بناء كلّ شيءٍ. لم يبقَ سوى القليل من السّقف. لقد أمطرت بغزارةٍ، في ذلك الخريف، بحيث لم يكن لديه الوقت للقيام بذلك مرّةً أخرى قبل الصّيد. غير أنّ الطّقس السّيِّئ لا يُمكِن أن يستمرّ إلى الأبد. في الرّبيع، طلبت منه إنهاء الأشغال، وبعدها لن تكون بحاجةٍ إليه. في حالته، ما كان ليكون غدًا…
القزم:
في الصّباح، يجمع القمامة من فنادق الشّاطئ. بعد الظّهر، يفرزها ويبيعها. الباقي يذهب إلى مكبّ النّفايات. لا يستطيع تكديس أيّ شيءٍ. أين يُمكِن أن يضع ذلك كلّه؟ خلال سنتين، اشترى قطعةَ أرضٍ. سنة أخرى، شرع في بناء منزل صغير. من يدري إلى متى ستزدهر تجارته؟ لا! لن يولد طفله القادم في شاحنة مليئة بالقذارة. سينجح، مهما كان قزمًا!
رسَّام الكاريكاتير:
أمام المرآة، يرسُم وجهه. يظنّ أنّ لا شيء مُميَّز حقًّا. استفهامٌ على الحاجبين فقط. للفم، خطّ رفيع. لا شفاه. لقد ابتلعها.
لقد كان طفلًا جبانًا. غير قادرٍ على الاحتجاج عندما هوت قبضة أبيه على وجه أمِّه.
مارتان:
لو كنتَ وحشًا خفيًّا يزورني هذا الصّباح، ستلاحظ اختفاء فرشاة أسنانك وستسمع صوت آلة غسيل المُلاءات. لن تغادرَني الرّقة أبدًا.
عدد التحميلات: 1