
نجوى
نجوى
شعر: خيرالدين الّزِرِكلي
خير الدين الزِّرِكْلي من مواليد بيروت في 25 يونيو 1893م – توفي في 25 نوفمبر 1976. كاتب ومؤرخ وشاعر سوري. كان والده تاجرًا دمشقيًا معروفًا. تنقل الزِّرِكْلي في عدد من البلاد العربية بين دمشق ومكة المكرّمة والرياض والمدينة المنورة وعمّان وبيروت والقاهرة، وغيرها.
عمل في السلك الدبلوماسي السعودي، وشغل منصب وزير مفوض ومندوب للسعودية في جامعة الدول العربية، وفي عام 1957م عُيّن سفيراً للسعودية في المملكة المغربية، وكان هذا آخر ما شغل من المناصب.
ومن أشهر مؤلفاته كتاب (الأعلام) وهو من أكبر كتب التراجم العربية في العصر الحديث، قضى في تأليفه وتجديده نحو 60 عامًا، إضافة إلى نحو 10 مؤلفات أخرى، منها (ديوان الزركلي) الذي جُمعت فيه قصائده ونُشرت بعد وفاته عام 1980م.
العينُ بعد فـراقـهـا الـوَطَـنـَا
لا سَـاكـِـنًا أَلِفَتْ ولا سَكَنـَا
ريـانـةٌ بـالدمـعِ أقـلَـقَهَــا
ألا تُحِــسَّ كرىً ولا وَسَنَـا
كانت ترى في كل سانحـــة
حُـسـنًا وباتت لا ترى حسنـا
القلب لولا أنَّـةٌ صـعـــدت
أنكـرتـه وشككت فـيـه أنـا
ليـت الذيـن أحـبهـم علموا
وهــم هـنالك، مـالقـيـت هـنـا
ماكـنت أحسبني مفارقهم
حتى تفـارق روحـي الـبـدنــا
* * *
يا مـوطـناً عبث الزمـان بـه
من ذا الـذي أغـرى بـك الـزَّمَنـَا
قد كان لي بك عن سواك غنى
لا كان لي بسواك عنـك غِـَنى
مـا كـنت إلا روضــة أُنُفـًا
كَرُمت وطابت مغرساً وَجَـَنى
عطفوا عليك فأوسعوك أذىً
وَهُـمُ يُسَـمّــونَ الأذَى مـِـنـَنـَـا
وَحَـنَوا عليكَ فجردوا قضـبا
مَـسْـنـُونـَةً وتـقـدَّمـُـوا بـِقَـنـَا
* * *
يا طائراً غنى علـى غصـن
والنيل يسقي ذلك لغـصـنـا
زدني وهج ما شئت من شَجَني
إن كنت مـثـلي تعرفُ الشَّجَنَا
أذكـَرْتني ما لـسـتُ ناسـيهُ
ولَربَّ ذكرى جــدَّدت حَـزَنـَا
أذكــرتـني بـَـرَدى وواديـــهُ
والـطـير آحــادًا بـه وثـُـنى
وأحبةً أسـررتُ مـن كـَلَفي
وَهَـوايَ فيهم لاعِجـًا كَمَـنـَا
كم ذَا أُغَـالبُــهُ ويغـلـبُـني
دمـع إذا كـــفكــفـتُـــهُ هـَتـَنـَـا
لي ذكـريـات فـي ربوعهـم
هـنّ الحــيـاة تـألـقـًا وســـنا
* * *
إن الـغـريب مـعـذبٌ أبــدًا
إن حلَّ لـم ينـعـم وإن ظَـغَــنـَا
لــو مثَّـلوا مـوطـــني وثـنًـا
لَـهَـمَمْتُ أعـبـُدُ ذلك الـوَثـَـنـــَا
عدد التحميلات: 0