
شعر : محمود عبد الصمد زكريا
كان يأتي إليَّ
– ككلِ الذين يجيئون
في طلبِ المنفعة ْ-
أصطفيه؛
وآخذه إلى أوَّلِ الحلمِ
أُرشدهُ كيفَ يوغلُ فيه
ويمضي معهْ
ثم حين يُجَنُّ بِهِ
أتركهُ للجنونِ الجميلِ
لينعمَ في لحظةٍ مُبدعة ْ
فيصفو
ويشدو
ويزدادُ قُربًا
ويعلو على اللحظةِ المُفزعة ْ
فجأةً
والمشيبُ يرتِّبُ أوراقَهُ للخريفِ
اختلفنا على زهرةٍ بين بين
فلا هي أوراقها ذابلاتٍ
ولا هي
زاهيةٌ ؛ يانعة ْ
لم تكن غير كأسٍ
يدور على شاعرين ِ
فأهملتها
حين لاحتْ لعيني المتاهةُ
لكنها
هرولت نحوه مُسرعة ْ
ولم يبق منه سوى
خيطِ ظِلٍ
وبعضِ غُبارٍ
على الأمتعة ْ
عدد التحميلات: 0