
رَسِيس الانتـظـار
شعر: عبدالله بن سُلَيم الرُّشَيد
أغْـوي سـواي، أنا أختارُ معصيتي
كما أشاء، وأُغــوي من سـيُغـويـني
خاطـرتُ قبلكِ كُهّانًا شرعتُ لهـم
كهفَ الجــنـون، فتاهوا في دواويني
وكنت قبـل اقترافِ الشـعـر محترفًا
قولَ المواعظِ في (نادي الشياطينِ)
فكيف تُـغـْوِين من دانتْ له لـغـةٌ
من الجنـون؟ ولا يـبـدو كمـجنـونِ!
***
ما زلتُ أُطعِمُ ذئبَ الشوقِ شهوتَه
فهل تظنّين أن الـشـعــرَ يعصـيني؟
الحـرفُ عنديَ بئرُ الضـوءِ أطـرقُها
وقــد تــوهــّجَ في أرجائـها طـيـني
وقـد أُباغــتُ (لـيـلاه) فــأحـمـلُـها
عـلى بســـاطٍ من الأحـــلامِ موضونِ
حتى أُذيـبَ لها مـن روحِ قافـيـتي
(قيـسًا) فتسـقـيَـه عـشـقًا وتسقيني
فلستُ أرضى قصيدًا لم يصِرْ شفقًا
دمُ الـنـهــارِ عـلى كفــّيـه يُـغـريـني
أو لم يبِتْ طائشَ الميقاتِ مكتـنِـزًا
من الـطـقـوس، جـريـئًا كالـفـراعينِ
كـشهقـةٍ من شموسٍ، كاشتهاءِ فمٍ
فمًا، كطعمِ دمٍ في ثـغـرِ سـكّينِ؟
***
آهٍ، لـقـد أسـلـفـتْـني النارُ جوهـرَها
حينًا، وها هي قد عادتْ لتُطـفيني!
وها أنا الآن قـد خـرّقتُ أشـرعتي
حتى يطولَ بـلُجّ الصمتِ مكنوني
فـحـيثـما نـظـرت عـيـني فــلا أُفُــقٌ
وحيثما صِحْتُ لم أسمع سـوى (نوني)
فهل سأرجع مقرورَ السؤالِ؟ وفي
كهفي أيَـخـضـعُ سجّاني لمسجـوني؟
***
سئمـتُ ميراثيَ الـطافي عـلى رئتي
يـمتـصُّ نـبـضيَ بين الحـين والحينِ
وعِـفـْتُ وجهًا قـديمًا كان يُلحِفُني
صمتًا وهـيّـأتُ وجهًا من تـلاحينِ
لـعـلّـني – ورمادُ الـعـمـر يكـتـمـُني-
أسـتـلُّ قبل انطفاء الجمر تكويـني
عدد التحميلات: 0