العدد الحاليالعدد رقم 43ترجمات

أفضل خمس نصوص لباتريك موديانو

ترجمة: محمد فتيلينه

منذ صدور روايته الأولى “ساحة النجمة”، سنة 1968، أمضى موديانو الكاتب الحائز على جائزة نوبل للآداب في الـ 9 من أكتوبر 2014 أكثر من ثلاثين نصًّا. ولكن كي يمحو الأثر، فإنه يؤكد أنه ما زال بصدد كتابة العوالم نفسها ولكن مع شيء من الاختلاف من نص إلى آخر. من أين نبدأ الاختيار؟

هناك خمس اقتراحات:

دورا برودار: إذا كنت لا ترغب إلا بقراءة نص واحد للكاتب الفرنسي الكبير باتريك موديانو، فما عليك إلا اختيار “دورا بريدار”، فهو النص الأكثر تأثيرًا من ضمن كل نصوصه. فمن إشهارٍ بسيط وُجد في جريدة “باريس- سوار” Paris Soir لسنة 1941، أخذ الكاتب تتبّع آثار فتاة يهودية اختفت في تلك الليلة السوداء من الاحتلال النازي. عبر هذه العقدة، بحث موديانو عن دورا، وكذا عن والدها، الذي اختفى بدوره في باريس ذلك الزّمن. إنه نص رائع، وإن لم يتعلق الأمر برواية.

شارع المحلات المظلمة: النص الحائز على جائزة الغونكور سنة 1978، يعتبر هذا النص من الروايات الأشهر للمؤلف، كما أنه من النصوص الأفضل. فـ “المتحري” موديانو متواجد في قمّة النص. ينتقل من شاهدٍ إلى آخر، باحثًا من خلال الدلائل عن اسمٍ بعينه، مستكشفًا على ما يبدو المسارات الخاطئة. “غاي” هذا الرجل الفاقد للذاكرة، يبحث عن ماضيه، ينتهي بإيجاد هوية وقصة، ولكن هل تراهما يعنيانه فعلا؟

للتذكير وعلى غير عادة باقي نصوص موديانو عبر الأمكنة، فإن هذه الرواية لا تتعلق بباريس، بل بروما أين يوجد شارع المحلات المظلمة.

كتيب العائلة: خمسة عشر قصة مرتبة، في أغلبها سيرة ذاتية. ابتداءً من النص الثاني نكتشف كنوع من الانعطاف عبر قصص متماثلة بأن السارد يدعى موديانو باتريك، هل هو الكاتب نفسه؟ أهلا بكم إذن في مملكة الخيال الذاتي وسحره اللذيذ حينا والمقلق أحيانًا.

توزيع المعاناة 1988: هذه القصة تدور حول طفلين تُركا من طرف والديهما ليقعا في أيدٍ سيئة السمعة، القصة لا تحفل بأجواء سحرية كما يتصور القارئ. والأمر قبل كل شيء هو قبر عاطفي في ذاكرة “رودي”، الأخ الأصغر لباتريك موديانو، الذي توفى والكاتب في سن الحادية عشرة. أعاد الكاتب صياغة هذا الجزء المعاش في رواية جديدة ظهرت في الثاني من أكتوبر الماضي بعنوان “كي لا تتيه في الحي”. في هذه المرة قام عبر النص باستغلال الحدث كقاعدة أساس لرواية بوليسية قمعية أين أنمحى أخوه داخله.

شجرة العائلة (2005): يبقى هذا الكتاب بدون شك في تاريخ الأدب الفرنسي. بعد أن كان يعيش داخل نصوصه في المخيال والمخيال الذاتي، انتهى موديانو إلى كتابة سيرة ذاتية بطريقة متفردة. عبر ازدواجية في الشخصية، الأديب الناضج يحكي داخل النص طفولته ومراهقته بشيء بجفاف رهيبّ، وإن الأمر يتعلق بشخص آخر غيره. الأمر أشبه بـ”سيرة ذاتية مغايرة”، الذي يمر على النص، يتأكد أنه يكوّن شبه حافظة مفتاحية تسمح بفك شفرة باقي كتب موديانو، وتحدّد الجزء البيوغرافي المعشش في كل كتاب.

علاوة على ما سبق من نصوص، هناك نصٌ سادس لا يقل أهمية عن ما اخترنا:

كاترين الثّقة (1988): كتابٌ رائق موجه للأطفال، والرسوم المرفقة بريشة “سومبي” موضوعة بشكل جميل. كل الأجواء داخل النص (عبر 96 صفحة) هي الصورة الحقيقة لأسلوب موديانو السهل والمحفز على القراءة. وهي طريقة رائعة للدخول إلى أثره الأدبي في سن التسع سنوات.

 

المصدر:

جريدة “لوموند”

Facebook
X
WhatsApp
Threads
Telegram

عدد التحميلات: 0

محمد فتيلينه

الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى