العدد الحاليالعدد رقم 44كتب

«عمة آل مشرق» رواية نسجت أحداثها في الرياض قبل قرن

الكتاب: «عمة آل مشرق»

المؤلف: أميمة الخميس

الناشر: ‎دار الساقي

تاريخ النشر: 2024

عدد الصفحات: 400‎‎ صفحة

من الكتب الصادرة الحديثة للكاتبة السعودية الفائزة بجائزة نجيب محفوظ للأدب أميمة الخميس رواية بعنوان «عمّة آل مشرق» الصادرة عن دار الساقي، حيث تمتد أحداث الرواية على امتداد قرن 1918م-2018م تتقصى أحوال التغيرات الكبرى والتحولات التي صنعت من المكان منطقة جاذبة، بعد أن كانت صحراء قفر طاردة طمستها كثبان النسيان.

وتناولت الرواية اللغات المتعددة التي كانت تخاطب بها الصحراء زوارها الغرباء، وصولاً بالدولة المدنية الحديثة التي رافقتها طفرات اقتصادية عززت مكانتها مقابل فيدرالية قبلية كانت تهيمن على المكان لقرون، جميع ما سبق نسجت فيه أميمة الخميس روايتها عبر أحداث مدهشة ولغة قشيبة خلابة.

وجاء في مقدمة الرواية أن في تاريخ كل عائلة هناك حكاية غامضة، داكنة متوارية، قطعة من نسيج ماضيهم، يدسونها عن الآخرين كندبة، ويرفعون دونها الحجب كجُنْحة، تشف خلف مفرداتهم، يهمسون بها في اجتماعاتهم المغلقة، ويشيرون إليها بالرمز والتعريض أمام الغرباء؛ لظنهم أنه إذا لم تسم الأشياء بأسمائها؛ فستبقى بالظلام. وعمة آل مشرق، هي حكايتهم التي جرى جزء كبير من أحداثها في الرياض قبل قرن تقريبًا، ولأن الكثير من أفراد العائلة شارك في رواية تلك الحكاية، وتفتيق تفاصيلها، وإضافة بعض الأحداث عليها؛ فهي حكاية لم تكتمل على الإطلاق إلى الآن. كان الجد يرويها بشجن، ومجالس الرجال تمررها بجمل مقتضبة مفككة، ومجالس النساء كانت تزخرفها بالكثير من التفاصيل التي تنتهي بطقطقة الشفاه والتحسر، بينما الصفوف الخلفية للصبايا تتناقلها همسًا، كمصداقية لنفوذ العشق وسطوته على القلوب. الجميع يرغب في أن يتصدى لهذا اللغز العائلي ليحله؟ ويصنع نهاية رسمية ومعتمدة من الجميع، مقابل عشرات النهايات التي انزلق إليها. الجِّنُّ شارك في حكاية العمة أيضًا، ومخلوقات الليل التي تدُبُ حول نيران السمر، وتدس على ألسن الرواة الكثير من التفاصيل المخادعة المضللة… فاخترعوا بدورهم لها عشرات النهايات، والعديد من الخواتيم الخارقة، دون أن يستقروا على نهاية. فحكاية العمة التي تواشجت مع سيرة مستشرق أمريكي، هي إحدى الطفرات المفاجئة التي تتمرد على التواؤم المجتمعي، تقفز على المتاح والمباح، وتصارع بالمناكب داخل انتظام الحشد؛ لتجمع اثنين قررت السماء أن يرتبطا، تخترق الحواجز التي يرفعها البشر عادة للحفاظ على النوع، ونقاء السلالات، ولكن تبزغ فجأة، تكسر الطوق وتولد كهجين حيوان اللاما بالزرافة، مخلوق جميل ونادر، لكنه لن يصبح نوعًا بذاته، وسيظل هجينا بديعًا لا يتناسل، وقد يتحول إلى قصيدة، وقد يُسرد كحكاية أو رواية، أو لربما قد يصبح فيلمًا.

Facebook
X
WhatsApp
Threads
Telegram

عدد التحميلات: 0

المحرر الأدبي

مجلة فكر الثقافية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى