
بين حضارتين (مفارقات بين الشرق والغرب) شهادة طبيب عربي في الغرب
الكتاب: «بين حضارتين (مفارقات بين الشرق والغرب شهادة طبيب عربي في الغرب)»
المؤلف: أ.د. مهند الفلوجـي
الناشر: العبيكان للنشر
تاريخ النشر: 2025
عدد الصفحات: 560 صفحة
يشكّل تغيّر المناخ اليوم أحد أكثر التحديات تعقيدًا في تاريخ البشرية، ليس فقط من حيث تداعياته البيئية، بل في آثاره العميقة على الصحة النفسية والاجتماعية، وعلى المزاج الجمعي للشعوب. وظهور مفارقات مدهشة بين الشرق والغرب، وهو ما يكشفه لنا كتاب: بين حضارتين (مفارقات بين الشرق والغرب شهادة طبيب عربي في الغرب) للبروفيسور مهند عبدالرزاق الفلوجـي، والذي كان ثمرة جهد لمدة 12 سنة.
وعلى امتداد 560 صفحة و31 فصلاً يكشف لنا الكتاب النقاب لأول مرة عن المفارقات الطبية والاجتماعية الناجمة من تغيير المناخ وتأثيره في مزاج الشعوب بين الشرق والغرب. وجاءت أربعة فصول عن المفارقات الهائلة بالرؤى الفلسفية بين تأليه الله (في الشرق) وتأليه الإنسان (في الغرب)، والتأثيرات العميقة لهذه الفلسفات عمليًا واجتماعيًا في الغرب، مع ذكر الفلاسفة السبعة الذي حكموا العالم وهم في قبورهم جاثمين، إذ خلفوا إرثًا فلسفيًا زلزل العالم وغيّره (وهم دارون وميكيافيلي وماركس ونيتشه ومالثوس وسبنسر وفرويد). شكل الكتاب عدد من الفصول للمقارنات الطبية والاجتماعية في الطهارة والقذارة بين عالمي الشرق والغرب. وفصول ممتعة في مفارقات الرومانسية والحب العذري في الشرق وامتيازه عن ابتذال العلاقات بالغرب. وهناك فصول تحوي دراسات ومشاهدات ميدانية، وأبحاث تاريخية مستفيضة في مفارقات الطعام الصحي في المطبخ الشرقي عن الطعام المُصنّع والمعلب في الغرب مع تأصيل الإتيكيت الإسلامي للطعام والذي اقتبسه الغرب من الأندلس. وهناك فصول تميط اللثام لأول مرة عن حكمة المرض والمعاناة، والدور الإسلامي العالمي في علاج جائحة كورونا القاتلة، وفيما تلاها من العبر وإعادة النظر.
وتشمل مادة الكتاب على مُذكّـرات ولطائف طبّية تميط اللثام عن الأصول العربية لثلاثية الطب والجراحة والقبالة، مع توصيف لأول جراحة مبتكرة للجوف البطني وقصب السبق العربي الإسلامي في العملية القيصرية، إذ تفوق بها المسلمون على الغرب وتركوا بصماتهم عالميًا. كما يحوي الكتاب التأثير اللغوي للغة العربية وتداخلاتها في مفردات اللغة الإنجليزية (بوتقة انصهار اللغات الأوروبية)، مع فصل عن عنصرية اللغة الإنجليزية مقارنة بالعربية. وهناك فصول ممتعة عن الاستحسان والاستهجان بين الشرق والغرب في التطيّر والتشاؤم (بالبومة)، وفصل عن ألفة الكلاب في الغرب (ونجاستها طبيًا مع الأمراض المعدية التي تنقلها). وفصل عن محاكمة وتغريم المؤلف بألف «باون إسترليني» بسبب صياح ديكه في لندن!!!
ويختتم المؤلف الكتاب فصوله بمُدوّنات قانونية، وجملة أمور طبية واجتماعية، وحقائق خطيرة لتوثيق الفصل الأخير (استنواق الجمال واستتياس العناز في الغرب) كناية عن تخنث الرجال واسترجال النساء؛ والذي يسلط الضوء على خطورة وعواقب مجتمع المثليين في نقل الأمراض المعدية والسرطانات، وكيف أن 76 دولة في العالم لا تزال تحرّم وتجرّم المثلية الجنسية، مع الدور الرائد لروسيا (بوتين) والمملكة العربية السعودية، وللرئيس الأمريكي (ترامب) في رفض المثلية الجنسية وعمليات التغيير الجنسي.
هذه الفصول ومادتها جعلت من الكتاب مادة علمية رصينة متكاملة، تشكل ثروة غنية وفريدة في المفارقات والمقارنات بين الشرق والغرب. وحسب مؤلف الكتاب بأن (بين حضارتين) يفوق تفاصيل (قصة مدينتين) لشارلز ديكنز، بين باريس ولندن آنذاك، و(تخليص الإبريز في تلخيص باريس) لرفاعة الطهطاوي، وما كتبه آخرون في توصيف الغرب، فبينما متلقي التأثير الغربي من العرب في المشرق يوصف التأثير البعيد في المصب، لكن كتاب (بين حضارتين) يصف المنبع والمركز المؤثر في رُؤاهم للعالم، وكيفية تفعيلهم لهذا التأثير، وطبخهم الطبخات السياسية في لندن، (ولندن هي مطبخ السياسة العالمية) قبيل تفعيلها وتوزيعها على دول العالم.
يشكل غلاف الكتاب المئذنة الملوية في سامراء (العراق) ترمز للشرق (اليمين) والذي يرتبط بجسر التواصل والتأثير مع الغرب (اليسار) ورمزيته ساعة (بيغ بن) في لندن. والملوية أقدم وأطول من الساعة، لترمز لأصالة وتأثير وعلو حضارتنا.
يذكر أن للمؤلف كتاب (معجم الفردوس) صدر في مجلدين 2012م عن العبيكان للنشر.
عدد التحميلات: 0