العدد الحاليالعدد رقم 45وجوه

أمبرتو إيكو وفلسفة الرواية

أمبرتو إيكو Umberto Eco روائي وناقد أدبي وفيلسوف وأكاديمي إيطالي، تخصص في تاريخ وآداب القرون الوسطى ويوصف بأنه رائد علم السيميائية. اشتهر بروايته الذائعة الصيت «اسم الوردة»، ويُعتبر من ألمع المفكرين الإيطاليين وأحد عظماء الأدب العالمي المعاصر، لما حظي به من نجاح أدبي في أنحاء العالم.

أبحر إيكو في عدد لا يحصى من مجالات الدراسة بسهولة، ولم يجلب رؤية للروابط التي تبدو لا نهائية بين الأشياء فحسب، بل جلب أيضًا شغفًا فريدًا بالإبداع والابتكار والتفاهم بين الثقافات.

الحياة المبكرة

ولد أمبرتو إيكو يوم 5 يناير عام 1932 في مدينة أليساندريا بإقليم بيدمونت شمالي إيطاليا، لأسرة متوسطة الحال من الطبقة العاملة يعمل والده في مجال المحاسبة المالية.

نشأ أومبرتو مع تأثير انتشار الفاشية الإيطالية في جميع أنحاء المنطقة على طفولته. ومنذ طفولته كان غارقًا في الثقافة الإيطالية، بما في ذلك الإيمان والفلسفة الكاثوليكية التقليدية.

بدأ إيكو تعليمه في مدرسة ثانوية فنية في مدينة تورينو القريبة، والتي دربته ليصبح كيميائيًا وكهربائيًا صناعيًا. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق بجامعة تورينو، ودخل في دراسات العصور الوسطى والفلسفة مع اهتمامات خاصة بالأدب واللاهوت وعلم العلامات – وهو مجال يدرس كيفية استخدام العلامات والرموز لنقل المعلومات والمعاني.

خلال فترة دراسته في الجامعة، حظي إيكو بامتياز تلقي دروس من بعض الشخصيات الرائدة في ذلك الوقت. بعد تخرجه من جامعة تورينو، حصل إيكو على العديد من الدرجات الأكاديمية بما في ذلك دبلومة مع مرتبة الشرف في التصوف اللاتيني (1954) والفلسفة النظرية في العصور الوسطى (1955). وبصفته شخصًا شهد بنفسه التحول الاجتماعي في إيطاليا خلال فترة ما بعد الحرب – من الحكومات الدكتاتورية إلى دول أوروبا الغربية – فقد حرص إيكو على عكس مثل هذه التغييرات في أعماله البحثية.

واصل إيكو تعليمه النظامي حتى التحق بالجامعة في مدينة تورينو لدراسة المحاماة، لكنه عدل عن ذلك لاحقًا مفضلًا التخصص في فلسفة وآداب القرون الوسطى الأوروبية. وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1954 بأطروحة أعدها عن الإشكالية الجمالية عند توما الأكويني The Aesthetics of Thomas Aquinas. وكان يجيد عدة لغات.

الوظائف والمسؤوليات

بعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة تورينو (1954)، عمل إيكو محررًا ثقافيًا في الإذاعة والتلفزيون الإيطالي وألقى محاضرات في جامعة تورينو (1956-1964). ثم قام بالتدريس في فلورنسا وميلانو، وأخيرًا في عام 1971، تولى منصب أستاذ في جامعة بولونيا. كانت دراساته وأبحاثه الأولية في علم الجمال، وكان عمله الرئيسي في هذا المجال هو «أوبرا أبيرتا» Opera aperta أو «العمل المفتوح» The Open Work 1962، والذي يشير إلى أنه فيها الكثير من الموسيقى الحديثة، والشعر الرمزي، وأدب الفوضى المسيطر عليها (فرانز كافكا Franz Kafka، جيمس جويس James Joyce) تكون الرسائل غامضة بشكل أساسي وتدعو الجمهور للمشاركة بشكل أكثر نشاطًا في العملية التفسيرية والإبداعية. ومن هذا العمل، واصل استكشاف مجالات أخرى من الاتصال والعلامات في مجلدات مثل نظرية العلامات A Theory of Semiotics 1976 والعلامات وفلسفة اللغة and Semiotics and the Philosophy of Language 1984، وكلاهما مكتوب باللغة الإنجليزية.

ثم أصبح عام 1971 أستاذًا لعلم السيميائية في جامعة بولونيا التي تعد من أعرق الجامعات الأوروبية، كما كان أستاذًا لتاريخ القرون الوسطى في العديد من الجامعات، لكنه توقف عن التدريس في عام 2007 ليتفرغ للكتابة والتأليف.

كتب إيكو بغزارة طوال حياته، بما في ذلك كتب الأطفال والترجمات من الفرنسية والإنجليزية، بالإضافة إلى عمود صحفي مرتين شهريًا بعنوان: «علبة كبريت مينيرفا» La Bustina di Minerva في مجلة L’Espresso بدءًا من عام 1985، مع ظهور عموده الأخير (تقييم نقدي للوحات الرومانسية لفرانشيسكو هايز) في 27 يناير 2016.

التجربة الأدبية

اشتهر أومبرتو إيكو بأعماله الروائية، على الرغم من أنه كان أكاديميًا بارعًا، وعُرف إيكو في بداية مسيرته الثقافية بمؤلفاته النظرية في فلسفة اللغة وعلم الدلالة في بنية النص الأدبي، إضافة إلى كونه مؤرخًا خبيرًا بآداب القرون الوسطى. ولم يبدأ تجربته الأدبية إلا بعد أن قارب الخمسين من عمره، حين ذاع صيته عام 1980 بعد نشر روايته التاريخية الأولى والمشوقة «اسم الوردة»  The Name of the Rose- قصة جريمة قتل تدور أحداثها في دير إيطالي في القرن الرابع عشر، ولكنها في جوهرها تساؤل حول «الحقيقة» من منظور لاهوتي وفلسفي وعلمي وتاريخي – أصبحت من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم. ظهرت النسخة السينمائية من الرواية، التي أخرجها جان جاك أنو، في عام 1986. واصل إيكو استكشاف الروابط بين الخيال والواقع في رواية أخرى «بندول فوكو» Foucault’s Pendulum من أكثر الكتب مبيعًا، (1988 – 1989) التي أثارت مجموعة واسعة من التعليقات. فقد انتقده بعض النقاد لأنه استطرد كثيرًا في تفاصيل علمية، ورأى آخرون أن إيكو لم يحقق سوى نجاح متفاوت في ربط المستويات المختلفة لقصته.

وقد حققت هذه الرواية مبيعات بملايين النسخ على مدار العقود الثلاثة الماضية وترجمت إلى 43 لغة، وتحولت إلى فيلم سينمائي في عام 1986 أخرجه المخرج الفرنسي جان جاك أنو، ولعب فيه دور البطولة النجم شون كونري الذي جسد شخصية راهب في القرن الرابع عشر يكافح الخرافات من أجل حل لغز جريمة قتل تمت في دير.

يرسم إيكو -في روايته «مقبرة براغ»  The Prague Cemetery 2011- صورة مرعبة عن الشر المعمم الذي يتقنع بأقنعة الدين والأدب والفن والعلم والفلسفة. يظهر بطله وكأنه يفتح الصندوق الأسود لحكماء صهيون فيكشف سلطة الماسونية الشبحية، ودورها في صناعة القرار ورسم السياسات وتغيير الخرائط وتنصيب قادة وزعماء. يؤمن بالشر دافعًا وقائدًا ومحركًا للبشر، وما ينتجه من إفرازات على هامش افتعال الحروب والأزمات في أكثر من بقعة.

يكتب إيكو في «مقبرة براغ» ما يفترض أنها وقائع ليلة من ليالي 1880 اجتمع فيها عدد من أحبار اليهود في مقبرة براغ ليدونوا بروتوكولاتهم، التي عُرفت لاحقًا بـ«بروتوكولات حكماء صهيون» وتشتمل -حسب الرواية- على كره الآخر ومعاداته، وتنطوي على سياسة تسعى لتفتيت العالم بغية السيطرة عليه، وأوجب فيها أصحابها ضرورة العمل على البدء بمخططهم لتحقيق أحلامهم بغزو العالم والهيمنة عليه.

تعد رواية «مقبرة براغ» من أشهر رواياته التي قوبلت بانتقادات حادة من الفاتيكان وبعض اليهود لتناولها معاداة السامية ونظريات مؤامرة واسعة النطاق اكتست لبوسًا جديدًا مختلفًا كل مرة، وكشف فيها النقاب عن بعض الحقائق التاريخية التي يتم التكتم عليها أو إخفاؤها.

في رواية «بودولينو» 2001 Baudolino، يجذب إيكو القراء إلى أوائل القرن الثالث عشر ليحكي قصة حياة رجل شارك في أغلب الأحداث الكبرى في تلك الفترة، بما في ذلك البحث عن الكأس المقدسة والحملة الصليبية الرابعة. وباعترافه بالكذب، ويروي بودولينو قصته للكاتب البيزنطي نيكيتاس خونياتس، أحد أعضاء بلاط فريدريك بارباروسا، بينما كانت مدينة القسطنطينية تتعرض للتدمير من حول الرجلين.

في رواية «الشعلة الغامضة للملكة لوآنا: رواية مصورة» The Mysterious Flame of Queen Loana: An Illustrated Novel يثبت إيكو مرة أخرى أنه روائي بارع يغرس في رواياته أفكارًا عظيمة تجعل القراء يشعرون وكأن عقولهم قد تمددت بطريقة فريدة وممتعة.

اشتهر إيكو بوصفه روائيًا، لكن أعماله شملت أيضًا مجالات أخرى مثل الفلسفة واللغويات وعلوم الرموز، وكان له حضور لافت في وسائل الإعلام سواء من خلال كتابة أعمدة ثابتة في أرقى المنابر الصحفية أو من خلال تحليلاته العميقة لمختلف أشكال العملية الإعلامية. وقد مكّنه النجاح الذي حظي به في أنحاء العالم من التميز كواحد من عظماء الأدب العالمي المعاصر.

إرث

يُعد إيكو من أشهر مفكري إيطاليا ويصنف ضمن مفكري تيار اليسار الإيطالي، ويمتلك مكتبتين في ميلانو وريميني تحتويان على خمسين ألف كتاب من بينها 1200 عنوان نادر.

ورغم أن الكتابة أكسبته شهرة عالمية؛ فإن إيكو يعتبرها مجرد اهتمام جانبي ممتع ويرى نفسه فيها مجرد «هاوٍ»، حسب ما كتبه عن نفسه في كتابه «اعترافات روائي شاب».

وفي المجال الأدبي يعد نفسه «شابًا رائعًا وروائيًا واعدًا» لا يرغب في الكتابة لمجرد التسلية لكنه يريد أيضًا الإثارة، ولا يعتبر نفسه ضمن «هؤلاء الكتاب السيئين الذين يدّعون أنهم يكتبون فقط لأنفسهم». ويوافق كثير من قرائه على ذلك.

يربط إيكو ببراعة خيوط القصة في رواياته منوعًا في مستويات السرد، ويفتح ويغلق أبواب الفخاخ ويتلاعب بأسلوبه حول متاهات العقل العلمي التاريخي، ويدمج في جميع رواياته بين الأحلام والنظريات وذكريات الماضي والأوهام الخيالية. ويرى أن «القاص لا يمكنه اختراع أي شيء يقترب من بعيد بفكاهة ودراما الواقع».

في كتابه «لا نهائية القوائم: من هوميروس حتى جويس»  The Infinity of Lists -الذي كتبه من وحي طلب وجهته إليه إدارة متحف اللوفر الفرنسي سنة 2009- يؤرخ أمبرتو إيكو للولع الغربي بـ«القائمة»، آخذًا من كتالوج السفن في إلياذة هوميروس شارة البدء، ومعرجًا على الأدبيات القروسطيّة، لينتهي بالعصرين الحداثي وما بعده.

وهو يمتحن في هذا الكتاب ظاهرة الجمع وإنشاء القوائم ووضع الموسوعات والتصنيف على امتداد العصور التي خلت، ذاهبًا إلى أن ثمّة عودًا أبديًا إلى «ثيمة» القائمة والهوس بها يميز التاريخ الأوروبي. ويقول عن ولعه بالقوائم: «لو قيّض لأمرئ قراءة رواياتي، فإنه سيجدها تغصّ بالقوائم. وقد تمثلت أصول هذا الولع في مادتين درستهما شابًّا، وهما: النصوص القروسطيّة وأعمال جيمس جويس».

في كتابه «عن الأدب» 2004 On Literature، يقدم إيكو رحلة شخصية عبر الأدب من خلال مجموعة من المقالات التي كتبها طوال حياته المهنية، والتي عُرضت إما في مؤتمرات أو نُشرت في دوريات. يتناول المؤلف في هذا الكتاب موضوعات تتراوح من «جنة دانتي» إلى «البيان الشيوعي» لماركس وأعمال خورخي لويس بورخيس. ويتمثل الموضوع الرئيسي في جميع أنحاء الكتاب في الطريقة التي يخلق بها الأدب شعورًا بالمجتمع من خلال المساعدة في إيجاد اللغة.

يمكن القول إن هذه الأعمال كانت بمثابة أعمال فنية وأعمال فلسفية عميقة، حيث استمتع بها الطلاب والأكاديميون على حد سواء. أشاد النقاد بالأفكار المثيرة للتفكير التي قدمها في كتبه والتي امتدت إلى العديد من الموضوعات، بدءًا من التاريخ إلى الدين إلى السياسة.

بالإضافة إلى الروايات، كتب أومبرتو إيكو أيضًا العديد من المقالات حول مجموعة من الموضوعات من القصص الخفيفة عن حمامات الفنادق إلى النظريات الفلسفية حول اللغة والتواصل. على الرغم من أن معظم الناس يعرفون أومبرتو إيكو من خلال أعماله الروائية، إلا أنه لا يمكن تجاهل أعماله المقالية لأنها واحدة من أهم الإرث التي تركها وراءه والتي غيرت إلى الأبد نظرة العلماء إلى الأدب والفكر.

لقد أثبت أومبرتو إيكو طوال مسيرته المهنية مرارًا وتكرارًا أنه لم يكن مجرد راوي قصص عظيم فحسب، بل كان أيضًا مفكرًا مبتكرًا ومبدعًا تجاوز الحدود عندما يتعلق الأمر بمناقشة الفلسفة والثقافة. لقد أثرت أعماله على مجال الدراسات الأدبية من خلال فتح اتجاهات محتملة جديدة للخطاب؛ ومن الأمثلة المثالية دراسته للسيميائية التي أصبحت شائعة جدًا في الدوائر الأدبية اليوم.

هذا المزيج الفريد من الإبداع والابتكار يميز أومبرتو إيكو عن العديد من المؤلفين الآخرين حيث غيّر نهجه الفلسفي للأدب الطريقة التي يفكر بها العديد من الأكاديميين في رواية القصص في الثقافة في العصور الوسطى. ومع استمرار هذا الإرث من الابتكار في التأثير على التفكير اليوم، فلا عجب أن يُسجل أومبرتو إيكو باعتباره أحد أعظم المؤلفين في كل العصور.

حظيت روايات إيكو بجمهور واسع في جميع أنحاء العالم، مع العديد من الترجمات. رواياته مليئة بالإشارات الدقيقة، والمتعددة اللغات غالبًا، إلى الأدب والتاريخ، ويوضح إيكو مفهوم التناص، أو الترابط بين جميع الأعمال الأدبية.

المؤلفات

ألف إيكو مجموعة كبيرة من الكتب وترجمت أعماله إلى عشرات اللغات، وقد أتبعها روايته الأولى «اسم الورد» The Name of the Rose 1980 بروايات أخرى، هي: «بندول فوكو» Foucault’s Pendulum 1988، و«جزيرة البارحة» 1994 The Island of the Day Before التي أكسبته إشادة نقدية من القراء في جميع أنحاء العالم، و«باودولينو» 2001 Baudolino.

وصدرت روايته الأخيرة عام 2015 بعنوان «العدد صفر» Numero Zero التي ينتقد فيها نظرية المؤامرة، ومن مؤلفاته أيضًا كتاب: «ست نزهات في غابة السرد» 1994 Six Walks in the Fictional Woods، و«اعترافات روائي شاب» Confessions of a Young Novelist الذي يكشف فيه عن أسلوبه في الكتابة، وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات التي ألقاها في جامعة هارفارد، وفي هذا الكتاب يفحص إيكو صعوده كروائي شاب ــ بمعنى أنه شاب في مهنته ــ فضلًا عن التحقيق في ماهية الكتابة الإبداعية. ومن خلال الجمع بين الذكريات الشخصية والإشارات إلى كتاب من هوميروس إلى جيمس جويس، وكتاب «لا نهائية القوائم: من هوميروس حتى جويس» The infinity of lists: from Homer to Joyce.

ما هي المؤثرات الرئيسية على كتابات أومبرتو إيكو؟

تأثرت كتابات أومبرتو إيكو بشكل كبير بمجموعة من المصادر، بما في ذلك ثقافته وتربيته، والأعمال الأدبية لمؤلفين من الماضي والحاضر، والفلسفات القائمة على علم اللغة وعلم العلامات. لقد وفرت نشأته في إيطاليا قبل الحرب العالمية الثانية لإيكو مجموعة من التجارب الثقافية التي ساعدت في تشكيل كتاباته اللاحقة. من المحتمل أن يكون للمجموعة الواسعة من الفن والأدب والموسيقى التي عاشها في شبابه تأثير عميق عليه كفنان. وبالمثل، عملت رحلات إيكو في جميع أنحاء أوروبا على إثراء معرفته بالثقافات والفلسفات العالمية. بالإضافة إلى ذلك،

استعان إيكو بكتابات العديد من المؤلفين من جميع أنحاء التاريخ بما في ذلك دانتي أليغييري وجيمس جويس وخورخي لويس بورخيس. مع التركيز على موضوعات مثل التفسير والغموض والطبيعة المفتوحة للغة، لعب هؤلاء المؤلفون دورًا مباشرًا في أسلوب إيكو في الكتابة. علاوة على ذلك، تأثر إيكو بشكل كبير بدراسة علم الدلالات واللغويات نفسها. وقد سمح له اهتمامه بهذه الفلسفات بفهم عميق للكلمات ومعانيها، وهو ما استخدمه بفعالية في عمله.

وبصورة عامة، تشكلت كتابات أومبرتو إيكو من خلال مجموعة متنوعة من المصادر التي شملت كلًا من الخبرة الشخصية والأسس الفلسفية. وقد سمح له فهمه العميق للغة باستكشاف المفاهيم المعقدة بطرق فريدة من نوعها مع الاستعانة بأعمال الأجيال السابقة لإنشاء روايات لا تزال تُقرأ في جميع أنحاء العالم اليوم.

الجوائز والأوسمة

حصل إيكو على أكثر من 30 دكتوراه فخرية، لكن كثيرين يستغربون أن جائزة نوبل ظلت مستعصية عليه حتى وفاته، رغم مكانته الأدبية العالمية.

الرحيل

توفي أمبرتو إيكو في ساعة متأخرة من مساء الجمعة 19 فبراير 2016 بعد صراع دام سنوات مع مرض السرطان، مختتمًا مسيرة أدبية وأكاديمية وفكرية طويلة.

وقد أبدت كبريات الصحف الإيطالية اهتمامًا كبيرًا برحيله؛ إذ علقت صحيفة «لاريبوبليكا» على نبأ وفاته قائلة إن «العالم فقد واحدًا من أهم وجوه الثقافة المعاصرة»، بينما وصفته يومية «كورييري ديلا سيرا» بأنه «يعد واحدًا من أشهر المثقفين في إيطاليا».

Facebook
X
WhatsApp
Threads
Telegram

عدد التحميلات: 0

ناصر بن محمد الزمل

كاتب - الرياض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى